عودة الشرق الأوسط للمسيح

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ يَهْوِه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

Archive for the ‘آبائيات’ Category

القديس يوحنا الذهبي الفم لا يؤمن ‏باستحالة جسد المسيح الى لحم ‏حرفي !!‏

Posted by جان في جويلية 15, 2017

غلاف القديس فم الذهب لا يؤمن بالاستحالة

لتحميل المقال اضغط هنا :
القديس يوحنا الذهبي الفم لا يؤمن ‏باستحالة جسد المسيح الى لحم ‏حرفي ‏- جون يونان

Posted in Blogroll, لاهوت مقارن, آبائيات, طقوس كنسية, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

هل كان إبراهيم مسيحياً ام كان من المسلمين؟ – جون يونان

Posted by جان في فيفري 11, 2017

%d8%ba%d9%84%d8%a7%d9%81-%d9%87%d9%84-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d9%8b

لتحميل البحث :
%d9%83%d8%aa%d9%8a%d8%a8-%d9%87%d9%84-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%a7%d9%85-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7

Posted in Blogroll, قرآنيات, لاهوت مقارن, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, آبائيات, المسيح, رد على أكاذيب إسلامية | Leave a Comment »

من الذي سحق رأس الحية المسيح أم مريم ؟! وهل حدث تحريف في نص ( التكوين 15:3)؟- جون يونان

Posted by جان في أفريل 23, 2016

من الذي سحق رأس الحية  المسيح أم مريم ؟!

وهل حدث تحريف في نص ( التكوين 15:3)؟

جون يونان

2016-04-18_22-43-12

لقراءة البحث والتنزيل :
من الذي سحق رأس الحية المسيح أم مريم – جون يونان

Posted in Blogroll, لاهوت مقارن, آبائيات, المسيح, تاريخ الكنيسة | Leave a Comment »

من هو الصخرة التي بنى عليها المسيح الكنيسة بحسب تفسير أغسطينوس؟

Posted by mechristian في جانفي 20, 2015

من هو الصخرة التي بنى عليها المسيح الكنيسة بحسب تفسير أغسطينوس؟

بقلم ابراهيم القبطي

يدعي البعض وخاصة الكاثوليك أن الصخرة التي قال عنها الرب هي بطرس في متى 16: 18 ” أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.”

وهذا يخالف كلام الكتاب المقدس الذي أعلن بوضوح أن الصخرة هي المسيح

1- فهو حجر الزاوية : ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية (أفسس 2: 20)

2- وهو الصخرة الروحية : والصخرة كانت المسيح. (1كو 10: 4)

3- والمسيح نفسه قال على نفسه أن حجر الزاوية : «إذا ما هو هذا المكتوب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. (لوقا 20: 17)

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Church, Holy Spirit, Jesus, jesus christ, آبائيات, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , | Leave a Comment »

من هو الصخرة التي بنى عليها المسيح الكنيسة بحسب تفسير ذهبي الفم؟

Posted by mechristian في جانفي 20, 2015

من هو الصخرة التي بنى عليها المسيح الكنيسة بحسب تفسير ذهبي الفم؟

بقلم ابراهيم القبطي

 

 

يدعي البعض وخاصة الكاثوليك أن الصخرة التي قال عنها الرب هي بطرس في متى 16: 18 ” أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.”

وهذا يخالف كلام الكتاب المقدس الذي أعلن بوضوح أن الصخرة هي المسيح

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Church, Holy Spirit, Jesus, jesus christ, آبائيات, المسيح, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , | Leave a Comment »

عندما كان المذبح في السماء قبل أن يحدروه إلى الارض

Posted by mechristian في نوفمبر 19, 2013

عندما كان المذبح في السماء قبل أن يحدروه إلى الارض

 

Posted in Apologetics, Church, Egypt, Jesus, jesus christ, آبائيات, المسيح, تاريخ, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

كهنوت كل مسيحي هو كهنوت ملوكي

Posted by mechristian في سبتمبر 18, 2013

كهنوت كل مسيحي هو كهنوت ملوكي

الكل كهنة وملوك لأن الكل داخل قدس الأقداس أي جسد المسيح الهيكل الغير مصنوع بأيدي بشرية

من كتاب :كنيسة الروح القدس” فصل الكهنوت الملوكي

1237096_224689024356025_1279249784_n

Posted in Church, Egypt, Jesus, jesus christ, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, آبائيات, المسيح, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , , , | Leave a Comment »

قيادة الروح القدس وقانونية اسفار العهد الجديد

Posted by mechristian في أفريل 30, 2013

قيادة الروح القدس وقانونية اسفار العهد الجديد

holy-spirit-Bible

بقلم ابراهيم القبطي

ظاهرتان وجدتهما اثناء دراستي لقانونية اسفار العهد الجديد

الظاهرة الأولى : هي نقاء الاسفار الحالية المتضمنة في العهد الجديد من الكثير من مشاكل الاسفار المستبعدة (الغير قانونية)

1- فهي لا تشمل مثلا رسالة برنابا[1] (الغير قانونية) بما فيها من خرافات بيولوجية وتأملات وهمية رمزية عن اسفار العهد القديم : مثلا عندما يذكر المؤلف أن تحريم أكل الضباع لليهود هو تحريم رمزي الغرض منه أمرهم بعدم الزنا او الشذوذ الجنسي لأن الضباع تغير جنسها (من ذكر إلى انثي والعكس) كل عام [2] أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Apologetics, Jesus, jesus christ, manuscript, manuscripts, new testament, NT manuscript, scripture, textual critisim, لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, آبائيات, المسيح, الروح القدس, رد على أكاذيب إسلامية, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , , , , , , , , , , , , | Leave a Comment »

تفنيد شفاعة عظام وبقايا القديسين! الرد على مقال للقس القبطي الراهب نوح الانبا بيشوي

Posted by جان في مارس 17, 2013

تفنيد شفاعة عظام وبقايا القديسين!

الرد على مقال للقس القبطي الراهب نوح الانبا بيشوي

– بقلم : جان يونان و ابراهيم القبطي

081

سلام ونعمة الرب يسوع المسيح لكل القراء الكرام ..

سأقوم بنعمة القدير بمناقشة مقال أجاب فيه القس نوح الانبا بيشوي على احد مقالاتنا حول شفاعة القديسين بالارتباط مع حادثة اقامة ميت بواسطة عظام اليشع النبي. وهدفي اظهار للحق الكتابي المجيد، ومجد الرب يسوع المسيح كالشفيع الوحيد والوسيط الأوحد. ونهجي كالتالي : سأقوم باقتباس لكل فقرة وأهم ما فيها، من فقرات مقال القس نوح باللون الاخضر ، ثم وضع خط تحت كلامه، ثم مناقشته بالردود الكتابية المقدسة ، ليتبين حجم كارثة تعليم شفاعة القديسين، ومدى اصطدامها مع تعليم الكتاب المقدس في كل جزئية من أجزاءها .

ولنبدأ بعون الرب شفيعنا القدير.. أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت مقارن, لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, آبائيات, المسيح, تاريخ, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, طقوس كنسية, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , , , , , | 7 تعليقات »

الوجه الحقيقي للملك داود – جان يونان- رداً على مقال

Posted by جان في ديسمبر 26, 2012

الوجه الحقيقي للملك داود

جان يونان

غلاف الوجه داود

_____________________________

ارفع الشكر للرب القدير على اعلاءه لكلمته المقدسة ( الكتاب المقدس ) في كل الارض جيلاً بعد جيل ، واحاطته لها بسور الحفظ والحماية من كل صنوف التحريف وتفاسير أهل البدع ..

واشكر مخلصي الفادي انه أقام رجالاً من جبابرة البأس يدافعون وينافحون عن حق الانجيل ضد اضداده واعداءه، سواء من الديانات الارضية التابعة للانبياء الكذبة ، أو من المدعين للمسيحية من اتباع الليبرالية المتحررة عن كل خلق ومبدأ ، أو اتباع القومية من الغارقين في العنصرية والتفاخر العرقي .
فعلى طاولتي مقال بقلم السيد يكدان نيسان
حرره بتاريخ 2012/11/22  بعنوان :

 الوجه الآخر للملك داود “.
نشره هنا :

http://www.almahatta.net/read-2693.htm أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Apologetics, لاهوت مقارن, لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, مقالات علمانية, آبائيات, تاريخ | مصنف: , , , , , , , , | Leave a Comment »

مليوني مسلم يتركون الاسلام سنوياً للمسيحية في اندونيسيا

Posted by جان في أكتوبر 8, 2012

صرخة استغاثة من منظمة اسلامية تسمى ” انقذوا مريم ” لانقاذ ما يمكن انقاذه ، ومواجهة تسونامي التبشير بالمسيح المخلص في اكبر دولة اسلامية .. اذ يعترفون باحاصئياتهم بعبور 2 مليون مسلم سنوياً الى الايمان بالمسيح. واذا استمر الامر على ذات الوتيرة فإن اندونيسيا لن تبقى اكبر دولة اسلامية بحلول عام 2035 !!!

:شاهدوا التقرير

حظاً طيباً يا مسلمين ..

مراسلكم
جان يونان

Posted in Apologetics, Blogroll, Church, comparative religion, Islam, Jesus, فضائح إسلامية, متنصرون, محمديات, معجزات مسيحية, آبائيات, أفلام مسيحية, إسلاميات, إسلاميات عامة, المسيح, حقوق المرأة, حقوق الأقليات, حقوق الأقليات الغير مسلمة, رد على أكاذيب إسلامية | مصنف: , , , , , , , , , , , , , , , , , , | Leave a Comment »

متى المسكين الراهب والبابا (فيلم تسجيلي)

Posted by mechristian في جوان 30, 2012

متى المسكين الراهب والبابا (فيلم تسجيلي)

Posted in Church, Egypt, فنون, فيديو, آبائيات, أفلام مسيحية, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, سياسة | مصنف: , , , , , , | Leave a Comment »

لماذا عدم رسامة المرأة كاهناً ؟

Posted by marylady في ماي 11, 2012

لماذا عدم رسامة المرأة كاهناً ؟

بقلم| الحمامة الحسنة


ثار جدلٌ إعلامي حول ترسيم المرأة قساً، وحاول عدو الخير أن يبث سمومه كالعادة، وكأن الإعلام قد حلَّ كل مشاكل الأقباط ولم يتبقى له سوى أن يدِسِّ أنفه في صُلب طقوس الكنيسة وأسرارها المقدسة، لمحاولة إفتعال خلافات وهمية للإيحاء بوجود نزاعات بين الطوائف المسيحية! وهم يجهلون أن العقيدة المسيحية بكافة طوائفها تؤمن بإله واحد وكتاب مقدس واحد وكنيسة جامعة رسولية واحدة. أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, مقالات علمانية, آبائيات, تاريخ, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, حقوق المرأة, رد على أكاذيب إسلامية, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , , , , , , | Leave a Comment »

مخطوطة دير الأنبا انطونيوس التي تثبت معجزة نقل جبل المقطم

Posted by marylady في فيفري 15, 2012

مخطوطة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر
والتي تثبت معجزة نقل جبل المقطم
على يد القديس سمعان الخراز في عهد البابا الأنبا إبرآم إبن زرعة
وكانت هذه المعجزة سبب بركة للخليفة الفاطمي المعز لدين الله
الذي آمن بالمسيح وإعتمد على إسمه القدوس –
مخطوطة كاملة بخط اليد

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Blogroll, Church, Egypt, manuscript, manuscripts, مقالات علمانية, معجزات مسيحية, آبائيات, الروح القدس, تاريخ كنيسة, رد على أكاذيب إسلامية | مصنف: , , , , , , , , , , | Leave a Comment »

الأناجيل الغنوسية والمسيحيات البديلة

Posted by mechristian في نوفمبر 28, 2011

الإيمان الذي يفوق كل عقل

2. الأناجيل الغنوسية والمسيحيات البديلة

clip_image002

بقلم مينا فؤاد

 

ما الذي يقدمه الطرح المتعلق بالمسيحيات البديلة؟

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Apologetics, Blogroll, books, Church, Jesus, jesus christ, لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, آبائيات, المسيح, تاريخ, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة | Leave a Comment »

الإعتراف السري على يد الكاهن : ملاحظات على المقال الأول

Posted by mechristian في أكتوبر 3, 2011

الإعتراف السري على يد الكاهن

ملاحظات على المقال الأول وتحليل لبعض الآيات الكتابية

clip_image002

بقلم مينا فؤاد

 

أساء كثيرون فهم وتفسير الدراسة المتعلقة بتاريخ نشاة الإعتراف السري على يد الكاهن في الكنيسة القبطية، والتي نشرتها تحت عنوان: "الإعتراف السري على يد الكاهن: دراسة تاريخية قصيرة"، ويمكن الوصول إليها من خلال هذا الرابط:

https://mechristian.wordpress.com/2011/09/27/confession/

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Church, Egypt, آبائيات, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, طقوس كنسية, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

الاعتراف السرى للكاهن-دراسة تاريخية قصيرة

Posted by mechristian في سبتمبر 27, 2011

الاعتراف السرى للكاهن

Auricular Confession

دراسة تاريخية قصيرة

clip_image002

بقلم مينا فؤاد

مقدمة:

لماذا هذا النوع من الدراسات؟!

قدمت من قبل دراسة خاصة بصوم العذراء من خلال تتبعه تاريخياً، وهذه هي الدراسة الثانية حول الإعتراف على يد الكاهن (وهو جزء من سر التوبة والإعتراف).

الهدف من هذه الدراسات ليس إثبات أو نفي هذه العقائد والممارسات، لكنه محاولة لتأصيلها بقدر الإمكان.

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Church, Egypt, آبائيات, الروح القدس, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, طقوس كنسية, عقيدة مسيحية | 1 Comment »

صوم العذراء: دراسة تاريخية موجزة

Posted by mechristian في سبتمبر 25, 2011

صوم العذراء: دراسة تاريخية موجزة

clip_image002

بقلم مينا فؤاد

يرتبط هذا الصوم بتقليد (يُرجح أنه متأخر) يُنسب إلي الرسل، إذ تقول القصة أن توما الرسول عندما عاد من التبشير فى الهند، سأل الرسل عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!" وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعداً… فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري، فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي[1].

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Blogroll, Church, Egypt, آبائيات, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, طقوس كنسية, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

الدياميس ورحم ولادة الكنيسة

Posted by mechristian في سبتمبر 15, 2011

الدياميس ورحم ولادة الكنيسة

clip_image002

(بتصريف الحسناء السورية)

لقد اتسمت القرون الأربعة الأولى من ظهور المسيحية باضطهادات قاسية عذبت المسيحيين كثيراً ومنعتهم بالتالي من ممارسة طقوسهم وعباداتهم، ولم يكن للمسيحية الفتية الظاهرة حديثاً أن تقاوم الوثنية الراسخة في قلوب غالبية الناس،

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Church, Jesus, jesus christ, persecution of Chritsian, فنون, آبائيات, آثار وحفريات, المسيح, تاريخ, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , , , , , , , | Leave a Comment »

الرد على حراس الفقيدة: الثالوث والعقل(2)

Posted by mechristian في جانفي 1, 2011

الثالوث … والعقل (2)

 

الرد على حراس الفقيدة

 

clip_image001

 

بقلم ابراهيم القبطي

 

موقع: مسيحيو الشرق لأجل المسيح /نسخة أخرى

 

منتديات: الأقباط الأحرار / الحق والضلال / أقباط أمريكا

 


للتحميل من هنا

الثالوث والعقل (2)- ابراهيم القبطي

الثالوث وأزمة الإسلام الداخلية

 

قد يبدو لأول وهلة أن اعتراضات المسلمين على حقيقة الثالوث تنبع من عقلانية ومنطق ، ولكن بقليل من الفحص نرى أنها تنبع من عقيدة ألّفها نبيهم من كوكتيل من العقائد المسيحية واليهودية والذرادشتية والعربية المحلية في القرنين السادس والسابع ، ولا علاقة لها بالعقلانية ، بل بنقصان العقلانية ، فأصول اعتراضهم ترجع بالاساس إلى قول محمد في قرآنه :

 

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Apologetics, Church, Islam, Jesus, jesus christ, scripture, trinity, لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, آبائيات, المسيح, تاريخ, ثالوث, رد على أكاذيب إسلامية, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , , , , , , , , , , , , , , | Leave a Comment »

الرد على حراس الفقيدة : الثالوث والعقل (1)

Posted by mechristian في ديسمبر 31, 2010

الثالوث … والعقل (1)

الرد على حراس الفقيدة

clip_image002

بقلم ابراهيم القبطي

موقع: مسيحيو الشرق لأجل المسيح /نسخة أخرى

منتديات: الأقباط الأحرار / الحق والضلال / أقباط أمريكا
لتحميل البحث كاملا من هنا

الثالوث والعقل-ابراهيم القبطي

مقدمة

يتعامل الكثير من المسلمين مع حقيقة الثالوث بسطحية منقطعة النظير ، بعضهم ينكره ويكتفي باتهام المسيحيين بالكفر والشرك ، وآخرون يمتد رد فعلهم إلى السخرة والاستهزاء ، مما يجعلنا نتساءل : هل يكفي عدم إمكانية رؤية الشمس مباشرة إلى إنكار وجودها والاستهزاء بتأثيرها ؟

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Apologetics, Church, Jesus, jesus christ, لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, آبائيات, المسيح, ثالوث, رد على أكاذيب إسلامية, عقيدة مسيحية | مصنف: , , , , , , , , , , , , , , , , , , | Leave a Comment »

و ظهر له ملاك من السماء يقويه و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض

Posted by Molka_Molkan في ديسمبر 12, 2010


و ظهر له ملاك من السماء يقويه و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض


 

 

هل هذه الآية مضافة ام انها أصيلة ؟ 

 

للتحميل 

 


 

 

 

Posted in Apologetics, Church, Jesus, jesus christ, manuscript, manuscripts, new testament, NT manuscript, scripture, لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, آبائيات | Leave a Comment »

دير الأنبا أنطونيوس –على القناة المصرية

Posted by mechristian في جوان 22, 2010

دير الأنبا أنطونيوس –على القناة المصرية

Posted in Church, Jesus, jesus christ, فنون, فيديو, آبائيات, آثار وحفريات, أفلام مسيحية, تاريخ, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

الشعوب السبعة والفروق السبعة

Posted by mechristian في ماي 13, 2010

من الشعوب السبعة والفروق السبعة …

إلى كمال المسيح


Christopher Mark

كنت في زمن ما أحب موضوع الشعوب السبعة (1) والفروق السبعة… الفروق السبعة المعنية هي سبعة فروق بين تشريع التوراة لقتال الشعوب السبعة وتشريع الآخرين لقتال شعوب الأرض ومن عليها… وهذه الفروق سريعاً:

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in Apologetics, Church, Jesus, jesus christ, لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, آبائيات, المسيح, تاريخ كنيسة, تاريخ الكنيسة, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

الرد علي جهل المعترضين علي القديس اثناسيوس

Posted by mechristian في أكتوبر 31, 2009

الرد علي جهل المعترضين علي القديس اثناسيوس

s0502athanasius

Hopeless refugee

يقول أحد المسلمين بقمة الجهل :

إقتباس:

القديس إثناسيوس الرسولي رفض تعطيل العقول, ونطق بالحق, ألا وهو: تعدد الآلهة؛ إذ يقول في قانون الإيمان: (ليس الآب هو الإبن ولا الابن هو الآب فالأب أبا للإبن والإبن ابنا للآب).

المرجع: تفسير تادروس يعقوب مالطي_(يوحنا 14).

بنعمة الرب نبدأ الرد ونقول بأن المسلم اثبت انه لا يعرف من هو البابا اثناسيوس دكتور العقيدة الارثوذوكسية الاول بلا منازع !!

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, آبائيات, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير- كيرلس السكندري

Posted by mechristian في سبتمبر 7, 2007

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير

رسالة من القديس كيرلس السكندري

الي سكسنيسوس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هوبلس

1- الحق يجعل نفسه واضحاً لأولئك الذين يحبونه، ولكنى أظن أنه يحجب نفسه من أمام الماكرين، لأنهم يظهرون أنفسهم بأنهم غير مستحقين لرؤية الحق بنظرة واضحة. ومحبو الإيمان غير الملوم يطلبون الرب “بقلب بسيط” (حك1: 1) كما هو مكتوب . بينما الذين يسيرون فى طرق ملتوية ولهم ” قلب معوج” (مز101 : 4) كما قيل فى المزامير، فإنهم يجمعون، لأجل أغراضهم الخاصة المنحرفة حججاً ماكرة لخطط، لكى يعوجوا طرق الرب المستقيمة، ويضلوا نفوس البسطاء بجعلهم يظنون أنهم يتمسكون بأفكار خاطئة. وأنا أقول هذا بعد أن قرأت المذكرات المرسلة من قداستكم، فوجدت بعض أمور مقترحة غير صحيحة، من أولئك الذين أحبوا انحراف العلم الكاذب الاسم.

 

 

2- وكانت اقتراحاتهم هكذا:

إن كان عمانوئيل مركباً من طبيعتين، ولكن بعد الاتحاد تعرف طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، فيتبع هذا أننا لابد أن نقول أنه اختبر الألم فى طبيعته الخاصة ! (*)

آباؤنا المغبوطون الذين وضعوا قانون الإيمان المستقيم أكدوا أن الكلمة الذى من الله الآب، والذى هو من جوهره، والوحيد الجنس، والذى به صارت كل الأشياء، بشخصه تجسد وتأنس (صار إنساناً). ومن الواضح بلا شك أننا لا نقصد أن أولئك الرجال القديسين لم يدركوا حقيقة أن الجسد المتحد بالكلمة كان محيياً بنفس عاقلة، ولذلك، فإن قال أحد إن الكلمة تجسد، فإنه لا يتفق مع الرأى القائل إن الجسد الذى إتحد به (الكلمة) كانت تنقصه النفس العاقلة. وهذا كما أظن، أو بالحرى كما نعلن صراحة، هو ما كان يعنيه الانجيلى يوحنا الحكيم حينما قال إن “الكلمة صار جسداً” (يو1 : 14)، ليس أنه إتحد بجسد بلا حياة، حاشا، ولا أنه تعرض للتغير أو التحول. لقد ظل كما هو، أى إلهاً بالطبيعة، وبعد أن اتخذ وجوداً إنسانياً بأن صار جسداً مثلنا من امرأة، فقد ظل هو الابن الواحد، ليس بدون جسد كما كان سابقاً قبل زمان تأنسه لكنه لبس طبيعتنا. ورغم أن الجسد المتحد بالكلمة المولود من الله الآب، هو جسد محياً بنفس عاقلة، وليس مساوياً لجوهر الكلمة، لكن حيث أن العقل بديهياً يدرك الاختلاف من حيث النوع بين العناصر المتحدة، لذلك نعترف بابن واحد، ومسيح واحد، ورب واحد، لأن الكلمة صار جسداً. وحينما نقول “جسداً”، نقصد “إنساناً”. إذن ما الضرورة لأن يذوق الألم فى طبيعته الخاصة، إذا افترضنا أن هناك تأكيد على طبيعة واحدة متجسدة للابن بعد الاتحاد؟ إن لم تتضمن شروط خطة الله ما هو قابل للألم لصار تأكيدهم صحيحاً أنه فى غياب ما هو قابل للألم فإن طبيعة الكلمة لابد تتعرض للألم، لكن إن كانت عبارة “صار جسداً” تحضر بكل معنى الكلمة خطة تدبير التجسد، (لأن التجسد ليس إلا بأن يمسك نسل إبراهيم، ويشبه أخوته فى كل شئ (فى2 : 7) آخذا صورة عبد)، إذن فمن الجهالة أن يتكلم أحد عن أنه يجتاز الآلام فى طبيعته الخاصة، كعاقبة حتمية، حينما يتحتم أن يكون الجسد مرئياً كأساس لحدوث الألم بينما الكلمة هو غير قابل للألم. ومع ذلك فإننا لا نستبعد أن ننسب إليه الألم. فكما أن الجسد صار ملكاً خاصاً له، هكذا أيضاً ينسب إليه كل ما هو للجسد (ما عدا الخطية وحدها)، وفقاً لخطة الله فى تخصيصه لهذا الغرض.

 

 

3- إن كانت هناك طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، فلابد أن يحدث نوع من الامتزاج والاختلاط، مع الطبيعة البشرية مما يجعلها تتضاءل بأن تنزع !

هنا أيضاً هم ” يعوجون المستقيم” (مى3 : 9)، ويفشلون فى إدراك أن الحقيقة هى طبيعة واحدة متجسدة للكلمة. لأنه إن كان الكلمة المولود بطريقة سرية من الله الاب ولد كإنسان من امرأة باتخاذه جسداً، ليس جسد بلا حياة بل جسد فيه حياة وعقل، هو بالحقيقة وبالفعل ابن واحد، فلا يمكن أن ينقسم إلى شخصين أو ابنين بل ظل واحداً، لكن ليس بدون جسد أو بطريقة غير مادية، بل له جسده الخاص فى وحدة غير منفصلة. وهذا القول لا يعنى أو يتضمن إمتزاجاً أو اختلاطاً أو أى شئ من هذا القبيل، فكيف يكون هكذا؟ إذا دعونا ابن الله الوحيد الجنس المتجسد والمتأنس، واحداً، فهذا لا يعنى أنه امتزج كما يظنون؛ فطبيعة الكلمة لم تتحول إلى طبيعة الجسد. ولا طبيعة الجسد تحولت إلى طبيعة الكلمة، لا، بل بينما ظل كل عنصر منهما مستمراً فى صفته الطبيعية الخاصة، للسبب الذى ذكرناه، متحداً بطريقة سرية وفائقة لأى شرح، ظهر لنا فى طبيعة واحدة (لكن كما قلت طبيعة متجسدة) للإبن. وعبارة “واحدة” لا تطبق بالضبط على عناصر مفردة أساساً لكن لكيان مركب مثل الإنسان المركب من نفس وجسد. فالنفس والجسد، هما من نوعين مختلفين ولا يتساويان أحدهما مع الآخر فى الجوهر، إلا أنهما فى اتحادهما يؤلفان طبيعة الإنسان الواحدة، على الرغم من أن الاختلاف فى عناصر الطبائع المتحدة موجود فى حالة التركيب. ولذلك فإنهم باطلاً يدَّعون أنه إن كانت هناك طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، فانه سيتبع ذلك وجود اختلاط وامتزاج مع الطبيعة الانسانية مما يجعلها تتضائل بأن تنزع. فهى لم تتضاءل ولا نزعت (بحسب تعبيرهم) لأن القول بأنه قد تجسد هو تعبير كاف لحقيقة كونه صار إنساناً. فلو صمتنا على ذلك، لتركنا المجال لنقدهم المغرض. ولكن حيث أننا أضفنا حقيقة أنه تجسد، فكيف يكون هناك أى اقتراح بتضئيل أو إزالة محرومة؟

 

 

4- إن كان هو نفسه يُرى كإله كامل وإنسان كامل، من نفس الجوهر مع الآب بحسب اللاهوت، ومن نفس الجوهر معنا بحسب الناسوت، فأين يكون الكمال إن كانت الطبيعة الإنسانية لم يعد لها وجود؟ وأين مساواته لنا فى الجوهر معنا ، إن لم يعد لجوهرنا أو لطبيعتنا أى وجود ؟

إن الحل أو الرد الذى ورد فى الفقرة السابقة يعتبر كافياً لتغطية هذه النقطة أيضاً. لأننا لو كنا قد تكلمنا عن طبيعة واحدة للكلمة بدون الإضافة الصريحة لعبارة “متجسدة”، فى استبعاد واضح للخطة الإلهية، لصار السؤال الذى يدّعونه عن الطبيعة البشرية الكاملة أو إمكانية استمرار جوهرنا فى الوجود مقبولاً ظاهرياً. ولكن فى تقديمنا عبارة “متجسدة” تعبير عن كماله فى الناسوت وفى طبيعتنا البشرية، فليكفوا إذن عن الاستناد على قضيب مرضوض. سوف يكون هناك سند قوى لإدانة كل من يجرد الابن من كمال ناسوته بطرح الخطة الإلهية جانباً وإنكار التجسد، لكن، إذا، كما قلت، كان حديثنا عن تجسده يحوى إدراك جلى وتام بأنه صار إنساناً، فلن تعد هناك مشكلة فى رؤية أن المسيح وهو الابن الواحد والوحيد، هو الله وإنسان، كاملاً فى لاهوته وكاملاً فى ناسوته. إن كمالك قد شرح بكل صواب وفطنة، الأساس المنطقى لآلام مخلصنا، حينما صممت أن ابن الله الوحيد الجنس لم يختبر شخصياً آلام الجسد فى طبيعته الخاصة كإله، لكنه تألم فى طبيعته الأرضية. ويجب الحفاظ على النقطتين فيما يخص الابن الواحد الحقيقى ألا وهما عدم وجود الألم إلهى ونسبة آلام ناسوته إليه لأن جسده هو تألم بالفعل. لكن هؤلاء الناس يظنون أننا بذلك نقدم ما يسمونه هم “تألم الله”، وهم لا يدركون الخطة الإلهية ويعملون محاولات عابثة لنقل الآلام إلى الإنسان على حدة فى مواصلة حمقاء لتقوى مصطنعة. إن هدفهم هو أن كلمة الله لن يعترف به أنه المخلص الذى أعطى دمه الخاص لأجلنا، بل بالحرى أن يسوع كشخص متمايز هو من ينسب إليه ذلك. هذه الفكرة تلقى بكل مبدأ خطة الله بالتجسد بعيداً، وبوضوح تسئ تفسير سرنا الإلهى بكونه عبادة إنسان. وهم لا يفهمون أن بولس المبارك حينما يدعوه أنه من اليهود “بحسب الجسد” (2كو 1 : 17) ، أى من نسل يسى وداود وأنه “المسيح” ” رب المجد” (1كو2 : 8) وأنه ” الكائن على الكل الها مباركا الى الابد ” (رو9 : 5) ، يخصه بالصلب، كما نطق بأن الجسد المسمر على الخشبة هو جسد الكلمة نفسه.

 

 

5- لقد فهمت أن هناك مبحثاً آخر قد أثير:

بالتأكيد من يقول إن الرب تألم فى الجسد على وجه التحديد إنما يفسر الألم بأنه غير معقول ولا إرادى. ولكن إن قال أحد إنه تألم بنفسه وعقله لكيما يجعل الألم إرادياً، فليس هناك ما يمنع القول إنه تألم فى طبيعته البشرية. ولكن إن كان هذا حقيقياً فكيف لا نكون مقرين بأن الطبيعتين قائمتان بدون انفصال بعد الاتحاد؟ والنتيجة أننا إن اقتبسنا القول التالى أن “تألم المسيح لأجلنا بالجسد” (1بط4 : 1)، فهذا لا يعنى سوى أن المسيح تألم لأجلنا فى طبيعتنا !

إن هذا الاعتراض ما هو إلا هجوم جديد ضد الذين يؤكدون طبيعة واحدة متجسدة للإبن، وهم يرغبون ظاهرياً فى أن يبرهنوا على التأكيد التافه الذى يناقشونه بعناد عن وجود طبيعتين قائمتين. لكنهم قد تناسوا حقيقة أن كل الأشياء التى يتم عادة التمييز بينها على المستوى الذهنى فقط، تنعزل تماماً فى الاختلاف المتبادل والفردية المنفصلة. فلنأخذ مرة أخرى مثال الإنسان العادى. إننا ندرك أن هناك طبيعتين فى هذا الإنسان، إحداهما هى النفس والأخرى هى الجسد. ولكننا نقسمهما فى الفكر فقط، قابلين الاختلاف ببساطة على أنه فى البصيرة الداخلية والإدراك الذهنى فقط، فنحن لا نفصل الطبيعتين، ولا ننسب إليهما قدرات على الانفصال الجذرى، لكننا ندرك أنهما ينتميان إلى كائن حى واحد حتى أن الاثنين لا يعودوا بعد اثنين، والكائن الحى الوحيد يكمل من طبيعتين. فعلى الرغم من أننا ننسب الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية إلى عمانوئيل، إلا أن الطبيعة البشرية صارت طبيعة الكلمة الخاصة، ومعها يثرى ويُدرك أنه الابن الواحد. إن الكتاب الإلهى الموحى به يقول أنه تألم بجسده، فمن الأفضل أن نستخدم نحن أيضاً هذه الألفاظ بدلاً من أن نقول “فى الطبيعة الإنسانية”، حتى لو كانت هذه العبارة لا تسئ بالمرة إلى حقيقة السر، إلا إذا فهمت كما فى الإدراك المنحرف للبعض. لأنه ما هى الطبيعة الإنسانية سوى جسد حى عاقل؟ وأننا نؤكد أن الرب تألم فى الجسد؟ فالحديث سوف يكون بلا جدوى إذا تكلموا عن أنه تألم فى طبيعته الإنسانية فاصلين وعازلين إياها عن الكلمة، حتى يفكروا فيه أنه اثنين وليس واحد، الكلمة الذى من الله الآب، بل والمتجسد والمتأنس. وعبارة “غير المفترق” التى أضافوها يبدو كما لو كان لها مفهومنا المستقيم، لكن ليس هذا ما يقصدونه. أن عبارة “غير المفترق” فى حديث نسطور الفارغ تستخدم بمعانى مختلفة. فهم يقولون أن الإنسان الذى سكن فيه الكلمة هو غير مفترق عنه فى مساواة الكرامة والرغبة والسلطة. والنتيجة هى أنهم لا يستخدمون الألفاظ فى معناها المباشر لكن بخداع وبطريقة مؤذية.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ما وضع باللون الأحمر هو الفكر الذي يرد عليه القديس كيرلس السكندري

* ترجم الرسالة 46 نيافة الأنبا بيشوي عن Lionel R. Wickham, Cyril of Alexandria Select Letters, Oxford At the Clarendon Press, 1983, p. 84-93

Posted in آبائيات | Leave a Comment »

بالموت داس الموت للقديس امبروسيوس

Posted by mechristian في سبتمبر 7, 2007

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالموت داس الموت

للقديس امبروسيوس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوبلس

«هو البداءة بكر من الاموات» (كو 1: 18)

لأي سبب مات المسيح إلاَّ لأنه كان يجب أن يقوم؟

ففي الواقع، بما أنه لم يكن ممكناً لابن الله أن يموت، ومَن لا يمكنه أن يموت لا يمكنه أيضاً أن يقوم؛ لذلك فقد أخذ ابن الله جسداً قابلاً للموت، لكي بهذا الجسد، والذي من خواصه الموت، تكون له إمكانية القيامة. وهكذا، فالقيامة لم يكن ممكناً أن تحدث إلاَّ بإنسان: «فانه اذ الموت بانسان , بانسان ايضا قيامة الاموات» (1كو 15: 21).

لقد قام ابن الإنسان لأنه هو ابن الإنسان الذي مات. قام ابن الإنسان، والله هو الذي أقامه. كان إنساناً بحسب الجسد، ونحن ندرك تماماً الآن أنه هو في نفس الوقت الإله، لأننا الآن لا نعرف المسيح بعد حسب الجسد (2كو 5: 16)، بل نحتفظ بنعمة جسده ونعرفه كباكورة لأولئك الذين رقدوا (1كو 15: 20)، وكبِكْر من بين الأموات (كو 1: 18). والباكورات تكون من نفس النوع ومن نفس طبيعة الثمار التي تأتي بعدها. والثمار الأولى تُقدَّم لله من أجل جني محصول أكثر وفـرة، أي كتقدمة مقدسة عـن كل الثمار الأخرى، وكقربان مُمثِّل للطبيعة المجدَّدة.

المسيح، إذن، هو باكورة الراقدين. ولكن هل هو باكورة عن أخصائه فقط الذين رقدوا بسلام، كما لو كانوا وحدهم معفيين من الموت، أم من أجل جميع الأموات؟ يُجيبنا الكتاب على ذلك قائلاً: «كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع» (1كو 15: 22). هكذا فإن كانت باكورة الموت هي في آدم، فإن باكورة القيامة صارت في المسيح…

فإن كنا لا نقوم، «فالمسيح، إذن، مات بلا سبب» (غل 2: 21)، و«لا يكون المسيح قد قام» (1كو 15: 13). وإن لم يكن المسيح قد قام لأجلنا، فإنه لا يكون قد قام البتة، لأنه لم يكن في نفسه بحاجة قط أن يقوم، لأن فيه قام العالم، وقامت السماء، وقامت الأرض، وفيه سوف تكون هناك «سماء جديدة وأرض جديدة» (رؤ 21: 1). فما الذي جعله يقوم، إذن، طالما أن قيود الموت لم تكن تستطيع أن تمسكه؟ لقد مات تماماً كإنسان، واستطاع بذلك أن ينزل إلى الجحيم ذاته. ولكن لأنه كان غير مُقيَّد برباطات الموت «بين الاموات فراشي» (مز 88 : 5) لذلك فقد كان حُرّاً تماماً حتى أمكنه أن يقوم، طبقاً لِمَا هو مكتوب: «انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه» (يو 2: 19)، وحُرّاً تماماً حتى أنه حرَّر وأقام الآخرين معه.

لقد صار إنساناً، ليس في الظاهر، بل في الحقيقة: «من يعرفه» (إر 17: 9 ). لأنه حقاً تشبَّه بالناس ووضع نفسه أيضاً إلى المنتهى حتى الموت (في 2: 8،7)، حتى بفضل طاعته، نتأمل مجده كالابن الوحيد الذي تكلَّم عنه القديس يوحنا (يو 1: 14). هكذا ففي المسيح يجتمع معاً: مجد الابن الوحيد، والطبيعة البشرية للإنسان، طبقاً لشهادة الكتاب الثابتة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة رهبان دير الانبا مقار عن:

De Excessu Fratris II, 90-91, 102-103: CSEL 73, 298-299, 305-306. Trad. Orval

Posted in آبائيات | Leave a Comment »

المسيح الإله المتجسد عند القديس كيرلس الأسكندرى

Posted by mechristian في أوت 23, 2007

المسيح الإله المتجسد

عند القديس كيرلس الأسكندرى

د. موريس تاوضروس

www.patristiccenter.org

 

ما هى المشكلات أو القضايا التى أُثيرت حول التجسد أو حول ” المسيح الإله المتجسد ” وكيف عالجها القديس كيرلس :

أولاً : كيف تم التجسد :

كما يقول القديس يوحنا ” والكلمة صار جسدًا ” ويشرحها القديس كيرلس على النحو التالى :

          أ ـ ” صار” لا تعنى التغير (كما يُقال مثلاً عن زوجة لوط ” صارت عمود ملح ” (تك26:19) أو عصا موسى ” طرحها على الأرض فصارت حية ” (خر3:4).

          افتراض التغير لمعنى كلمة ” صار ” لا ينطبق على الله لأن الله لا يتغير.

          ب ـ كلمة ” صار ” ملتصقة بالكلمة ” الكلمة صار ” تعنى أن الكلمة الذى هو الإله، هو بهاء مجد الآب ورسم جوهره، الذى هو صورة الله، هذا الكلمة ، هذا الإله هو بنفسه وبعينه هو الذى صار جسدًا (أى إنسانًا) دون أن يتحول إلى جسد، ودون أن يفقد ما يخصه.

          ج ـ وكلمة ” صار ” تعنى أن هذا الذى صار إنسانًا، وصار فى شكلنا وأخذ صورة عبد، هو بعينه الكلمة، هو الرب ، هو الله (عندما وجد السيد المسيح المولود أعمى بعد أن شفاه قال له هل تؤمن بابن الله؟ فقال الذى شُفى ” ومن هو يا سيد حتى أؤمن به ” فأجاب السيد المسيح ” قد رأيته والذى يتكلم معك هو هو ” (يو37:9).

          د ـ وكلمة ” صار ” أيضًا تعنى: أن الكلمة جعل جسد البشر جسده الخاص.

          هـ ـ وفى رده على الهراطقة أوضح أن كلمة ” صار ” تؤخذ بالمعنى الحقيقى للكلمة، فإذا أخذنا الجانب المجازى كمبدأ نفسر به سر التدبير الإلهى، فإننا نصل فى النهاية إلى أن المسيح لم يُولد ولم يمت ولم يقم حسب الكتب، ولا يبقى لنا شئ من الإيمان الذى نكرز به.

          وبالتالى فإن كلمة ” صار ” فى عبارة ” صار جسدًا ” تفسر الحقائق الخاصة بالتجسد عندما أخلى ذاته وأخذ كل ما للطبيعة البشرية ما عدا الخطية ، فلا عجب أن يُقال بعد ذلك إنه يجوع ويعطش ويتعب وينام ، لأن هذه هى خصائص الطبيعة البشرية التى أخذها. [1]

 

ثانيًا : صورة الاتحاد بين اللاهوت والناسوت وكيف تم :

          يؤكد القديس كيرلس أن التجسد هو اتحاد أقنومى بين اللاهوت والناسوت، وليس صلة أو مصاحبة أو علاقة. ويناقش الأمر على النحو التالى :

ماذا يقول الهراطقة :

          1 ـ الله الكلمة قد اتخذ ناسوتًا كاملاً من نسل إبراهيم وداود، وهو لا يختلف عن كل البشر . هو إنسان كامل له نفس عاقلة وجسد . هو إنسان مثلنا كَوّنه الروح القدس فى أحشاء العذراء ووُلد من امرأة . تمت بينه وبين لاهوت الكلمة مصاحبة. فأعده لكى يتألم وأقامه من الأموات وأخذه معه إلى السموات وأجلسه عن يمين الله. وهو هناك الآن فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة. وهو يقبل العبادة التى تُقدم له من كل الخليقة لأنه التصق بالطبيعة الإلهية بدون افتراق.

          2 ـ حيث إن الله الكلمة والابن الوحيد للآب اتصل به هذا الإنسان المولود من مريم، صار هذا الإنسان يشترك فى الاسم وفى كرامة الابن. فالذى هو بالطبيعة الرب والابن ـ من أجل خلاصنا ـ اتصل به اتصالاً لا افتراق فيه، أى أنه يُحسب مع الابن الوحيد فى اسم وكرامة البنوة والربوبية [2].

 

رد القديس كيرلس : [3]

          أ ـ الكلمة الذى من الآب هو نفسه الذى تجسد، وهو نفسه إله وإنسان معًا فى نفس الوقت. هو الكائن منذ الأزل لأنه الله الذى جاء ووُلد فى الزمان جسديًا من امرأة . هو نفسه الأزلى وهو نفسه الذى فى آخر الزمان ولد حسب الجسد. هو نفسه بالطبيعة قدوس (كإله) ولكن تقدس معنا عندما صار إنسانًا. له رتبة الربوبية ولكن اتخذ لنفسه صورة العبد. هو الحياة ويعطى الحياة كإله، ولكن قيل إنه أُقيم من الأموات بواسطة الآب لأنه تجسد.

          ب ـ تعليم الهراطقة حَوَّل سر التدبير (أى التجسد) إلى ما هو عكس التجسد تمامًا، فإذا كان التجسد يعنى أن الكلمة الذى بطبيعته الله والذى وُلد من الله الآب قد قَبِلَ الإخلاء وأخذ شكل عبد ووضع نفسه، نرى الآن العكس وهو أن إنسانًا قد ارتفع بواسطة المصاحبة إلى مجد الألوهية الفائق وأخذ مكانة الله وارتفع وجلس مع الآب فى الأعالى .

          إن ما يقول به الهراطقة هنا هو نوع من الخرافات اليونانية التى كانت تؤله الأبطال والملوك. فالهراطقة  يقولون إنه حدث مجرد اتصال بين هذا الإنسان والكلمة، ثم كافأ الكلمة هذا الإنسان الذى اتصل به وأعطاه عرش الألوهية حيث يقف لخدمته الملائكة ورؤساء الملائكة. إن الهراطقة حَوَّلوا العبادة لله إلى عبادة لإنسان مثلنا أخذ كرامة من الابن الحقيقى.

          ج ـ إذا كان الآباء لم يستخدموا كلمة ” صلة ” مطلقًا فلماذا نستخدمها ؟ كلمة اتحاد تعنى اتفاق أو ملائمة عنصرين فى اتحاد يجعلهما واحدًا. الواحد البسيط لا يُوصف بأنه متحد بل الواحد المركب من اثنين أو أكثر من عناصر مختلفة هو الذى يمكن أن يُقال أنه فى اتحاد. لقد قَسَّمَ الهراطقة الواحد إلى اثنين. عندما يسمِى الهراطقة ” الاتحاد ” بأنه ” صلة ” فهم يتحدثون عن البشر الذين توفرت لهم علاقة بالله. وكيف يمكن أن يُقال عمن هو خاضع فعلاً كعبد أنه أخذ صورة عبد. أليس هذا تناقضًا، وأليس من الصواب القول بأن هذا الذى هو بالحقيقة حر، وجوهره فوق كل شئ صار مثلنا وأخذ صورة عبد؟ الحر بالطبيعة صار فى وضع العبد حتى ننال نحن الكرامة فيه ونُدعى فيه أبناء الله ويصير الله هو أب لنا.

          د ـ إن اتحاد اللاهوت بالناسوت هو مثل اتحاد نفس الإنسان بجسده. والنفس تجعل الأشياء التى للجسد هى لها رغم أنها (النفس) بطبيعتها لا تشارك الجسد آلامه المادية أو الطبيعية الآلام التى تسببها للجسد الأشياء التى هى خارج الجسد. لأن الجسد عندما يتحرك مدفوعًا نحو رغبته الطبيعية (الجسدية) فإن النفس التى فيه تعرف هذه الرغبات بسبب اتحاد النفس بالجسد، لكنها (النفس) لا تشارك الجسد رغباته، ومع ذلك نعتبر أن تحقيق الرغبة هو تحقيق لرغبتها هى (أى النفس) فإذا ضُرب الجسد أو جرح بالحديد مثلاً، فإن النفس تحزن مع جسدها، ولكن بطبيعتها لا تتألم بالآلام المادية التى تقع على الجسد.

          ومع هذا يلزم أن نقول إن الاتحاد فى عمانوئيل هو أسمى من أن يُشبّه باتحاد النفس بالجسد. لأن النفس المتحدة بجسدها تحزن مع جسدها وهذا حتمى، حتى أنها عندما تقبل الهوان تتعلم كيف تخضع لطاعة الله. أما بخصوص الله الكلمة فإنه من الحماقة أن نقول إن اللاهوت وقعت عليه الإهانات، لأن اللاهوت لا يشعر بنفس الطريقة التى نشعر بها، نحن البشر. وعندما اتحد بجسد له نفس عاقلة وتألم لم ينفعل ـ اللاهوت ـ بما تألم به، لكنه كان يعرف ما يحدث له، وأباد كإله كل ضعفات الجسد، ورغم أنه جعلها ضعفاته هو فهى تخص جسده. لذلك (لسبب الاتحاد) قيل عنه إنه عطش وتعب وتألم لأجلنا.

          ولذلك فإن اتحاد الكلمة بطبيعتنا البشرية يمكن على وجه ما أن يُقارن باتحاد النفس بالجسد. لأنه كما أن الجسد من طبيعة مختلفة عن النفس ، لكن الإنسان واحد من اثنين (النفس والجسد) ، هكذا المسيح واحد من الأقنوم الكامل لله الكلمة ومن الناسوت الكامل (من العذراء). والألوهة نفسها والناسوت نفسه، فى الواحد بعينه الأقنوم الواحد. وكما قلنا: إن الكلمة يجعل آلام جسده آلامه هو، لأن الجسد هو جسده وليس جسد أحد آخر سواه، هكذا يمنح الكلمة جسده كل ما يخص لاهوته من قوة، حتى أن جسده قادر على أن يقيم الموتى ويبرئ المرضى.

          هـ ـ إن ما يريد أن يؤكد عليه القديس كيرلس ، هو أن الكلمة صار إنسانًا، وهو ليس إنسانًا تشرف بصلته باللاهوت، كما أنه ليس إنسانًا حصل على مساواة وكرامة وسلطان الله الكلمة.. إننا فيما يقول القديس كيرلس ـ نؤمن بأنه ليس إنسانًا مثلنا قد تشرف بنعمة اللاهوت، لئلا نقع فى خطية عبادة إنسان، وإنما نؤمن بالرب الذى ظهر فى شكل عبد والذى صار مثلنا بالحقيقة بطبيعة بشرية ، ولكنه ظلَّ الله، لأن الله الكلمة عندما أخذ جسدًا لم يفقد خواصه الإلهية، بل ظل فى نفس الوقت هو الله المتجسد.

          و ـ وكيف يُقال عنه إنه أخلى نفسه، إن كان هو بحسب طبيعته الخاصة إنسانًا وُلد مثلنا من امرأة؟ أخبرنى عن طبيعة التفوق العالى الذى هو أعظم من الإنسان والذى نزل فيه ليصير إنسانًا؟ أو كيف يعتبر أنه اتخذ صورة عبد لم تكن له من البداية وهو الذى بالطبيعة ينتمى إلى فئة العبيد ويخضع تحت نير العبودية.

          ز ـ يفسر الهراطقة الإخلاء على النحو التالى: إن ذلك الذى هو بالطبيعة وبالحقيقة الابن الحر، الكلمة الذى من الله الآب، وهو فى صورة الذى ولده ومساوٍ له، قد حلَّ فى إنسان مولود من امرأة . أى أنهم يفسرون الإخلاء بأنه حلول فى الإنسان. ويتساءل القديس كيرلس: هل يكون يا أصدقائى الأعزاء، الحلول وحده للكلمة الذى من الله فى الإنسان كافيًا لإخلاء نفسه؟ هل هو سليم أن نقول إنه بذلك يكون قد لبس صورة عبد، وأن هذا يكون بالنسبة له هو كيفية اتضاعه ، رغم أنه يقول ـ كما أسمعه ـ للرسل القديسين : إن أحبنى أحد يحفظ كلمتى ويحبه أبى وإليه نأتى وعنده نصنع منزلاً ؟ هل تسمعون كيف يقول إنه هو والله الآب سوف يصنعان منزلاً فى أولئك الذين يحبونه؟ لذلك هل نوافق أن الله الآب أخلى نفسه وأنه احتمل إخلاء لنفسه مماثلاً لإخلاء الابن وأنه أخذ صورة العبد، بسبب أنه يجعل النفوس المقدسة لأولئك الذين يحبونه منازل خاصة له؟

          وماذا عن الروح القدس الساكن فينا؟ هل هو مكمل تدبير التأنس الذى نقول إنه تم بواسطة الابن وحده ولأجل خلاص الناس وحياتهم؟

          إن الإخلاء هو الذى يفسر الاتحاد الأقنومى ، ولولا الإخلاء لما حدث ” سر ” ولما كان فى الأمر أعجوبة لما تم الخلاص. لو كان الله أخذ جسدًا فقط دون إخلاء لكان الحدث أمرًا طبيعيًا ، فلقد أخذ المسيح جميع المؤمنين واتحد بهم كقوله ” أنا الكرمة الحقيقية وأنتم الأغصان”. وفى هذا لم يقل ” صار الكلمة جسدًا ” أو أخلى الله ذاته ” .

          لقد قال الرسول بولس ” أخلى ذاته آخذًَا صورة عبد “. فقبل الأخذ حدث إخلاء، وأما الأخذ بدون إخلاء فيُسمى ” حلولاً ” أو ” سكنى ” كحلول روح الله فى الإنسان، عندما يتخذ الله من الإنسان هيكلاً ليحل فيه . ولا يُقال عن هذا الحلول، إن ” الله صار جسدًا “. إن الأخذ غير المسبوق بإخلاء يُقال عنه اتحاد إرادى [4]. أما الأخذ فى التجسد، فقد صار فيه الاتحاد أقنوميًا. إن الاتحاد الإرادى استعارى يُطلق من باب المجاز، أما اتحاد الكلمة بالناسوت فهو فعلى حقيقى أقنومى. لقد اتحد اللاهوت بالناسوت اتحادًا أقنوميًا، ولم يكن بين الإخلاء والأخذ زمن ما، كما لا يمكن تصور حلول اللاهوت فى أحشاء العذراء دون وجود الناسوت ، ولا تصور وجود الناسوت فيها دون حلول اللاهوت، وذلك أشبه بميلاده الأزلى من الآب، إذ لا يمكن تصور وجود الآب الوالد بدون الابن المولود، ولا تصور وجود الابن المولود بدون الآب الوالد.

          ونتيجة لهذا الاتحاد الأقنومى جاز أن نقول على هذا الاتحاد الألفاظ البشرية كالأكل والشرب والصلب والموت، إلى جانب الألفاظ الإلهية الرفيعة كالأزلية والوجود فى كل مكان. وكلا الألفاظ البشرية والإلهية تُطلق على الإله  المتجسد ذى الأقنوم الواحد المركب، فيُقال هذا الإنسان هو الله، ويُقال إن الله مات، كما يحدث أن ينسب الكتاب المقدس غالبًا، القتل والموت إلى النفس لاتحادها بالجسد القابل القتل والموت، كما جاء فى سفر العدد ” الذى قتل نفسًا سهوًا ” (عدد12،11:35).

          وما يُقال عن المسيح من أنه كان ” ينمو فى القامة وفى الحكمة وفى النعمة ” (لو52:2) فهذا يخص التدبير ، لأن كلمة الله سمح لبشريته أن تنمو حسب خواصها وحسب قوانينها وعاداتها. لكنه أراد شيئًا فشيئًا أن يعطى مجد ألوهيته إلى جسده كلما تقدم فى العمر حتى لا يكون مرعبًا للناس إذا بدر منه عدم الاحتياج المُطلق إلى أى شئ ، ومع ذلك تكلموا عنه ” كيف عرف هذا الإنسان الكتب وهو لم يتعلم ” (يو15:7). فالنمو يحدث للجسد ، كما أن التقدم فى النعمة والحكمة يتلاءم مع مقاييس الطبيعة البشرية. وهنا يلزمنا أن نؤكد أن الله الكلمة، المولود من الآب، هو نفسه كلى الكمال لا ينقصه النمو أو الحكمة أو النعمة، بل إنه يعطى للمخلوقات الحكمة والنعمة وكل ما هو صالح [5].

 

ثالثاً : خصائص هذا الاتحاد : [6]

          1 ـ لا يغير من طبيعة اللاهوت أو من طبيعة الناسوت، ويحتفظ بهما معًا فى طبيعة واحدة، طبيعة الإله المتأنس. يقول القديس كيرلس ” نحن نقول إن الجسد لم يتحول إلى طبيعة اللاهوت، ولا طبيعة كلمة الله التى تفوق التعبير، تغيرت إلى طبيعة الجسد، لأنه بصورة مطلقة هو غير قابل للتبدل أو للتغير، ويظل هو نفسه دائمًا حسب الكتب. ولكن حينما كان منظورًا، وكان لا يزال طفلاً مقمطًا، وكان فى حضن العذراء التى حملته، فإنه كان يملأ كل الخليقة كإله، وكان مهيمنًا مع ذلك الذى ولده، لأن الإلهى هو بلا كمية وبلا حجم ولا يقبل التحديد.

          2 ـ لا يجزئ ولا يفصل الإنسان عن الله. وعلى الرغم من أن سامعيه كانوا ينظرون إليه كإنسان ذى جسد، فهو لا يقول : النور موجودًا فىَّ ، لكنه يقول ” أنا هو نور العالم ” ، حتى لا يقسم أحد المسيح إلى ابنين بعد التدبير الذى تم بتأنسه، لأنه كما يقول بولس ” الرب يسوع المسيح هو واحد ” (أنظر 1كو6:8) قبل الجسد ومع الجسد. والكلمة الذى من الله الآب هو بالحقيقة ابن واحد ووحيد. وحتى حينما صار إنسانًا فهو لا يُحسب منفصلاً عن الهيكل المأخوذ من امرأة، لأن الجسد خاص به. وعمومًا فإن فصله (فصل الكلمة عن الجسد) من جهة البنوة هو تجديف. ولكن ينبغى أن نعرف أنه بالرغم من قولنا إن الكلمة صار جسدًا فنحن لا نقول إنه مجرد جسد، ولكننا نعنى بكلمة لجسد ، الإنسان كله.

          المسيح إذن واحد : هذه هى النقطة الأساسية التى دار الخلاف حولها بين القديس كيرلس ونسطور، وهى النقطة الأساسية التى تدور حولها حرومات القديس كيرلس لنسطور.

          خلاصة الحرومات أن الشخص الذى أمامنا هو نفسه الله، وأن الله هو الشخص المتجسد أمامنا. إذا تكلمنا عن الله أتكلم عن الكلمة المتجسد وإذا تكلمنا عن الكلمة المتجسد، الكلمة الذى صار إنسانًا فإنى أتكلم عن الله. ويقول القديس كيرلس بلسان المسيح المتجسد ” أنتم تظنون إنى واحد مثلكم بسبب أنى ألبس جسدكم، ولهذا فقد انخدعتم بشدة ولم تتأملوا السر العميق الذى للتدبير بالجسد. فرغم إنى أنا هو الإله الحقيقى الذى فى صورة الآب الذى ولدنى، فإنى وضعت نفسى آخذًا صورة عبد وصرت إنسانًا. هذا هو جوهر الحرومات التى وضعها القديس كيرلس ليؤكد أن المسيح واحد [7].

          فى الحَرْم الأول: لمن لا يعترف أن عمانوئيل هو الله بالحقيقة. عمانوئيل هو الاسم الذى أخذه السيد المسيح عند الولادة ” وتدعون اسمه عمانوئيل  أى الله معنا ” . عمانوئيل هو الله.

          فى الحَرْم الثانى: يؤكد أن المسيح هو إله وإنسان معًا. إله وفى نفس الوقت إنسان.

          فى الحَرْم الثالث: يؤكد وحدة الأقنوم بعد الاتحاد (اتحاد اللاهوت بالناسوت) ومن أجل تأكيد وحدة الأقنوم يؤكد أن الاتحاد هو اتحاد  أقنومى واتحاد طبيعى وليس اتحاد من الخارج أو اتحاد الكرامة .

          فى الحَرْم الرابع: يؤكد أن ما يصدر عن المسيح من أقوال يُنسب إلى المسيح الواحد. لا نقسم الأقوال بين أقنومين. لا نقول إن هذه الأقوال تصدر من أقنوم الإنسان وهذه الأقوال تصدر من اقنوم الكلمة ونتحدث عن أقنومين (أى شخصين) منفصلين كل منهما يتكلم على حده منفصلاً عن الآخر.

          فى الحَرْم الخامس: يرفض أن ينظر إلى المسيح كمجرد إنسان يحمل الله.

          فى الحَرْم السادس: يرفض القول بأن الكلمة هو إله وسيد المسيح.

          فى الحَرْم السابع: يرفض القول بأن كلمة الله يفعل فى يسوع المسيح كإنسان.

          فى الحَرْم الثامن: يرفض القول إن الإنسان الذى اتخذه الكلمة ينبغى أن يُسجد له مع الله الكلمة.

          فى الحَرْم التاسع: يتكلم عن العلاقة مع الروح القدس فيرفض القول ” إن المسيح كان يستخدم القوة التى من الروح كما لو كانت خاصة بقوة غريبة عنه، ولا يقول إن الروح خاص به، والذى به عمل المعجزات.

          فى الحَرْم العاشر: يرفض القول بأن الإنسان المولود من امرأة هو آخر على حده غير كلمة الله.

          فى الحَرْم الحادى عشر: يؤكد أن جسد الرب هو معطى الحياة لأن هذا الجسد يخص الكلمة ولم يحصل فقط على حلول إلهى. هو جسد الكلمة الخاص به ولذلك يستطيع أن يهب الحياة.

          فى الحَرْم الثانى عشر: علينا أن نعترف أن كلمة الله تألم بالجسد (فى الجسد) وصُلب بالجسد (فى الجسد)، وذاق الموت بالجسد (فى الجسد).

 

رابعاً : الوحدة بين الابن والآب : [8]

          يقول القديس كيرلس على لسان المسيح: لىَّ الآب فىَّ كمشارك ومريد معى فى كل الأشياء التى تختص بكم، لأن الرب يشترك معى فى صنع العجائب ويعمل معى ، لأنه لو كان الأمر يختص بالطبيعة البشرية لما كنت قد فعلت شيئًا. وإذ لى الآب فى نفسى فإنى اعترف أنى أستطيع أن أنجز كل الأشياء. ولأنى أملكه فى نفسى بموجب وحدة الجوهر فإنى أنجز كل الأشياء بلا عائق.

          ويقول: نعتبر أن الآب يعمل مع الابن لا كمن يقدم قوى أخرى خاصة به لمن تنقصه قوة لأجل إنجاز الأعمال المعمولة، لأننا إن كنا نفكر هكذا، فنحن سنصل إلى أن قوة الآب وقوة الابن كلتيهما ناقصتين بالتأكيد عن إتمام أية معجزة تجرى بواسطتهما معًا، كما لو أن الواحد منهما لا يكفى لهذا العمل.

          لكن الشركة بين الآب والابن تُفسر كالآتى: لهما ألوهة واحدة، طبيعة واحدة، نفس السلطان ونفس القوة. أعمال الآب هى أعمال الابن وأعمال الابن هى أعمال الآب. فعندما يقول المسيح لست أفعل شيئًا من نفسى، يقصد أن له نفس الفكر الذى للآب ونفس الطاقة، وليس له إرادة خاصة به غير موجودة فى الآب ، بل هو يشترك مع ذاك الذى وَلَده فى الإرادة من جهة كل شئ. فالابن له دائمًا مشيئة واحدة مع الآب ولا يعمل شيئًا يتنافر معه ولا يحتمل أن يقول شيئًا مما لم يكن من الآب.

 

خامساً : الابن يملك كل ما للآب :

          الابن هو قوة الله وحكمته، فكيف يهب الله قوة لقوته الذاتية، أو كيف يجعل حكمته الذاتية أكثر حكمة؟ كيف نقول بعد ذلك عن الابن إنه قوة الله وحكمته، إن كان ينال قوة وحكمة من آخر؟ الابن حكيم ليس بواسطة التعلم، ولا يحتاج لأن تُضاف إليه قوة من الخارج. والذين يحطون من قدر رسم (صورة) الله الآب (أى الابن) هم لا يتهمونه هو نفسه بقدر ما يتهمون الآب الذى الابن هو رسم له ، حيث إن الآب يكون على نحو ما يُرى فى الابن.

          ولكن كيف نفسر عبارتى : أنا لا أفعل شيئًا من نفسى (يو30:5، 28:8)؟ إذ هو حكمته ومشورته ، وعبارة ” تعليمى ليس لى بل للذى أرسلنى ” (يو16:7).

          مثلان للتوضيح :

          1 ـ نفترض أن هناك إنسانين لهما نفس الطبيعة ، متساويين فى القوة ولهما فكر واحد أحدهما مع الآخر. فلو قال أحدهما : أنا لا أفعل شيئًا من نفسى، فهل هو سيقول هذا كأنه ضعيف ولا يستطيع أن يفعل شيئًا بالمرة من نفسه، أم أنه يقول هذا لأن الإنسان الآخر هو فى اتفاق معه وله فكر واحد معه ومتحد معه؟  هكذا الابن فحيث إنه حكمة الله ومشورته الحية فهو يعترف أنه لا يفعل شيئًا آخر غير ما يريده الآب إذ هو حكمته ومشورته.

          2 ـ من الذى يعلم الطفل المولود حديثًا أن يستعمل الصوت البشرى (الكلام)؟ لماذا لا يزأر مثل الأسد؟ لكن الطبيعة تشكل الجنين حسب خاصية الزارع (الآب) وهكذا بالضرورة سوف ينمو نحو الصوت المشترك الذى نستخدمه جميعًا ؟ إذن فمن الممكن بدون معلم أن يتعلم من الطبيعة التى تسكب كل خاصية الزارع فى الجنين . فهكذا يكون الحال مع الابن أيضًا ، حيث إنه إله من إله بالطبيعة ، تَعلَّم من الطبيعة الخاصة أن يتكلم كإله وأن يقول شيئًا إلهيًا: أنا هو نور العالم.

          فعندما يقول الابن إنه : ” تعلم من الآب ” (يو16:7) فإنه يشير إلى نوع من التعلم بدون تعلّم، للأعمال والكلمات الإلهية من الطبيعة الخاصة لذلك الذى وَلَده، لأنه بدون شك فإن التماثل فى الإرادة والتساوى والمشابهة فى الكلمات توجد بالضرورة فى أولئك الذين لهم نفس الطبيعة ، وهذا هو معنى أنه لا يفعل من نفسه شيئًا، وهو تدبيريًا يقول إن ما يعرفه كإله ، فهذا تعلمه من الآب. [9].

——————–

1 – كتاب “المسيح واحد” للقديس كيرلس الأسكندرى ـ مؤسسة القديس أنطونيوس ـ مركز دراسات الآباء القاهرة 1987ـ ص20ـ 24.

2 – المرجع السابق ص 37ـ38.

3-  المرجع السابق ص 57ـ61.

4-  ليس هو اتحادًا طبيعيًا، ولكنه مبنى على الرغبة والإرادة، كأن يتحد اثنان فى فكرة معينة أو رأى معين، أو الاشتراك فى عمل واحد، فهو اتحاد مجازى وليس اتحادًا فعليًا، يظل فيه أشخاص الاتحاد منفصلين الواحد عن الآخر. وكما يقول القديس كيرلس ” التلميذ يمكن أن يُقال إنه يجتمع ويتصل بمعلمه عن طريق محبة التعليم. ونحن أيضًا يتصل كل منا بالآخر بعدة طرق مختلفة مثل الذى يعمل مساعدًا لشخص آخر، فهو متصل بهذا الآخر بحسن النية والإرادة الصالحة بالذى طلبه كمساعد ” (المسيح واحد ص44).

-5 رسائل القديس كيرلس (الأجزاء 4،3،2) ترجمة د. موريس تاوضروس ، ود. نصحى عبد الشهيد ـ مؤسسة القديس أنطونيوس ـ مركز دراسات الآباء ـ القاهرة 1995.

6-  المرجع السابق .

7- رسائل القديس كيرلس إلى نسطور ويوحنا الإنطاكى ـ للقديس كيرلس الأسكندرى ـ ترجمة د. موريس تاوضروس ، ود. نصحى عبد الشهيد ـ مؤسسة القديس أنطونيوس ـ مركز دراسات الآباء ـ القاهرة 1995ـ ص35ـ39.

8 – تفسير إنجيل يوحنا (الإصحاح الثامن) للقديس كيرلس ـ ترجمة د. موريس تاوضروس ، د. نصحى عبد الشهيد (تحت الطبع).

9-   المرجع السابق.

Posted in لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, آبائيات | Leave a Comment »

حول طبيعة السيد المسيح – القديس كيرلس السكندري

Posted by mechristian في أوت 18, 2007

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير

رسالة من القديس كيرلس السكندري

الي سكسنيسوس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوبلس

 

1- الحق يجعل نفسه واضحاً لأولئك الذين يحبونه، ولكنى أظن أنه يحجب نفسه من أمام الماكرين، لأنهم يظهرون أنفسهم بأنهم غير مستحقين لرؤية الحق بنظرة واضحة. ومحبو الإيمان غير الملوم يطلبون الرب “بقلب بسيط” (حك1: 1) كما هو مكتوب . بينما الذين يسيرون فى طرق ملتوية ولهم ” قلب معوج” (مز101 : 4) كما قيل فى المزامير، فإنهم يجمعون، لأجل أغراضهم الخاصة المنحرفة حججاً ماكرة لخطط، لكى يعوجوا طرق الرب المستقيمة، ويضلوا نفوس البسطاء بجعلهم يظنون أنهم يتمسكون بأفكار خاطئة. وأنا أقول هذا بعد أن قرأت المذكرات المرسلة من قداستكم، فوجدت بعض أمور مقترحة غير صحيحة، من أولئك الذين أحبوا انحراف العلم الكاذب الاسم.

 

 

2- وكانت اقتراحاتهم هكذا:

إن كان عمانوئيل مركباً من طبيعتين، ولكن بعد الاتحاد تعرف طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، فيتبع هذا أننا لابد أن نقول أنه اختبر الألم فى طبيعته الخاصة ! (*)

آباؤنا المغبوطون الذين وضعوا قانون الإيمان المستقيم أكدوا أن الكلمة الذى من الله الآب، والذى هو من جوهره، والوحيد الجنس، والذى به صارت كل الأشياء، بشخصه تجسد وتأنس (صار إنساناً). ومن الواضح بلا شك أننا لا نقصد أن أولئك الرجال القديسين لم يدركوا حقيقة أن الجسد المتحد بالكلمة كان محيياً بنفس عاقلة، ولذلك، فإن قال أحد إن الكلمة تجسد، فإنه لا يتفق مع الرأى القائل إن الجسد الذى إتحد به (الكلمة) كانت تنقصه النفس العاقلة. وهذا كما أظن، أو بالحرى كما نعلن صراحة، هو ما كان يعنيه الانجيلى يوحنا الحكيم حينما قال إن “الكلمة صار جسداً” (يو1 : 14)، ليس أنه إتحد بجسد بلا حياة، حاشا، ولا أنه تعرض للتغير أو التحول. لقد ظل كما هو، أى إلهاً بالطبيعة، وبعد أن اتخذ وجوداً إنسانياً بأن صار جسداً مثلنا من امرأة، فقد ظل هو الابن الواحد، ليس بدون جسد كما كان سابقاً قبل زمان تأنسه لكنه لبس طبيعتنا. ورغم أن الجسد المتحد بالكلمة المولود من الله الآب، هو جسد محياً بنفس عاقلة، وليس مساوياً لجوهر الكلمة، لكن حيث أن العقل بديهياً يدرك الاختلاف من حيث النوع بين العناصر المتحدة، لذلك نعترف بابن واحد، ومسيح واحد، ورب واحد، لأن الكلمة صار جسداً. وحينما نقول “جسداً”، نقصد “إنساناً”. إذن ما الضرورة لأن يذوق الألم فى طبيعته الخاصة، إذا افترضنا أن هناك تأكيد على طبيعة واحدة متجسدة للابن بعد الاتحاد؟ إن لم تتضمن شروط خطة الله ما هو قابل للألم لصار تأكيدهم صحيحاً أنه فى غياب ما هو قابل للألم فإن طبيعة الكلمة لابد تتعرض للألم، لكن إن كانت عبارة “صار جسداً” تحضر بكل معنى الكلمة خطة تدبير التجسد، (لأن التجسد ليس إلا بأن يمسك نسل إبراهيم، ويشبه أخوته فى كل شئ (فى2 : 7) آخذا صورة عبد)، إذن فمن الجهالة أن يتكلم أحد عن أنه يجتاز الآلام فى طبيعته الخاصة، كعاقبة حتمية، حينما يتحتم أن يكون الجسد مرئياً كأساس لحدوث الألم بينما الكلمة هو غير قابل للألم. ومع ذلك فإننا لا نستبعد أن ننسب إليه الألم. فكما أن الجسد صار ملكاً خاصاً له، هكذا أيضاً ينسب إليه كل ما هو للجسد (ما عدا الخطية وحدها)، وفقاً لخطة الله فى تخصيصه لهذا الغرض.

 

 

3- إن كانت هناك طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، فلابد أن يحدث نوع من الامتزاج والاختلاط، مع الطبيعة البشرية مما يجعلها تتضاءل بأن تنزع !

هنا أيضاً هم ” يعوجون المستقيم” (مى3 : 9)، ويفشلون فى إدراك أن الحقيقة هى طبيعة واحدة متجسدة للكلمة. لأنه إن كان الكلمة المولود بطريقة سرية من الله الاب ولد كإنسان من امرأة باتخاذه جسداً، ليس جسد بلا حياة بل جسد فيه حياة وعقل، هو بالحقيقة وبالفعل ابن واحد، فلا يمكن أن ينقسم إلى شخصين أو ابنين بل ظل واحداً، لكن ليس بدون جسد أو بطريقة غير مادية، بل له جسده الخاص فى وحدة غير منفصلة. وهذا القول لا يعنى أو يتضمن إمتزاجاً أو اختلاطاً أو أى شئ من هذا القبيل، فكيف يكون هكذا؟ إذا دعونا ابن الله الوحيد الجنس المتجسد والمتأنس، واحداً، فهذا لا يعنى أنه امتزج كما يظنون؛ فطبيعة الكلمة لم تتحول إلى طبيعة الجسد. ولا طبيعة الجسد تحولت إلى طبيعة الكلمة، لا، بل بينما ظل كل عنصر منهما مستمراً فى صفته الطبيعية الخاصة، للسبب الذى ذكرناه، متحداً بطريقة سرية وفائقة لأى شرح، ظهر لنا فى طبيعة واحدة (لكن كما قلت طبيعة متجسدة) للإبن. وعبارة “واحدة” لا تطبق بالضبط على عناصر مفردة أساساً لكن لكيان مركب مثل الإنسان المركب من نفس وجسد. فالنفس والجسد، هما من نوعين مختلفين ولا يتساويان أحدهما مع الآخر فى الجوهر، إلا أنهما فى اتحادهما يؤلفان طبيعة الإنسان الواحدة، على الرغم من أن الاختلاف فى عناصر الطبائع المتحدة موجود فى حالة التركيب. ولذلك فإنهم باطلاً يدَّعون أنه إن كانت هناك طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، فانه سيتبع ذلك وجود اختلاط وامتزاج مع الطبيعة الانسانية مما يجعلها تتضائل بأن تنزع. فهى لم تتضاءل ولا نزعت (بحسب تعبيرهم) لأن القول بأنه قد تجسد هو تعبير كاف لحقيقة كونه صار إنساناً. فلو صمتنا على ذلك، لتركنا المجال لنقدهم المغرض. ولكن حيث أننا أضفنا حقيقة أنه تجسد، فكيف يكون هناك أى اقتراح بتضئيل أو إزالة محرومة؟

 

 

4- إن كان هو نفسه يُرى كإله كامل وإنسان كامل، من نفس الجوهر مع الآب بحسب اللاهوت، ومن نفس الجوهر معنا بحسب الناسوت، فأين يكون الكمال إن كانت الطبيعة الإنسانية لم يعد لها وجود؟ وأين مساواته لنا فى الجوهر معنا ، إن لم يعد لجوهرنا أو لطبيعتنا أى وجود ؟

إن الحل أو الرد الذى ورد فى الفقرة السابقة يعتبر كافياً لتغطية هذه النقطة أيضاً. لأننا لو كنا قد تكلمنا عن طبيعة واحدة للكلمة بدون الإضافة الصريحة لعبارة “متجسدة”، فى استبعاد واضح للخطة الإلهية، لصار السؤال الذى يدّعونه عن الطبيعة البشرية الكاملة أو إمكانية استمرار جوهرنا فى الوجود مقبولاً ظاهرياً. ولكن فى تقديمنا عبارة “متجسدة” تعبير عن كماله فى الناسوت وفى طبيعتنا البشرية، فليكفوا إذن عن الاستناد على قضيب مرضوض. سوف يكون هناك سند قوى لإدانة كل من يجرد الابن من كمال ناسوته بطرح الخطة الإلهية جانباً وإنكار التجسد، لكن، إذا، كما قلت، كان حديثنا عن تجسده يحوى إدراك جلى وتام بأنه صار إنساناً، فلن تعد هناك مشكلة فى رؤية أن المسيح وهو الابن الواحد والوحيد، هو الله وإنسان، كاملاً فى لاهوته وكاملاً فى ناسوته. إن كمالك قد شرح بكل صواب وفطنة، الأساس المنطقى لآلام مخلصنا، حينما صممت أن ابن الله الوحيد الجنس لم يختبر شخصياً آلام الجسد فى طبيعته الخاصة كإله، لكنه تألم فى طبيعته الأرضية. ويجب الحفاظ على النقطتين فيما يخص الابن الواحد الحقيقى ألا وهما عدم وجود الألم إلهى ونسبة آلام ناسوته إليه لأن جسده هو تألم بالفعل. لكن هؤلاء الناس يظنون أننا بذلك نقدم ما يسمونه هم “تألم الله”، وهم لا يدركون الخطة الإلهية ويعملون محاولات عابثة لنقل الآلام إلى الإنسان على حدة فى مواصلة حمقاء لتقوى مصطنعة. إن هدفهم هو أن كلمة الله لن يعترف به أنه المخلص الذى أعطى دمه الخاص لأجلنا، بل بالحرى أن يسوع كشخص متمايز هو من ينسب إليه ذلك. هذه الفكرة تلقى بكل مبدأ خطة الله بالتجسد بعيداً، وبوضوح تسئ تفسير سرنا الإلهى بكونه عبادة إنسان. وهم لا يفهمون أن بولس المبارك حينما يدعوه أنه من اليهود “بحسب الجسد” (2كو 1 : 17) ، أى من نسل يسى وداود وأنه “المسيح” ” رب المجد” (1كو2 : 8) وأنه ” الكائن على الكل الها مباركا الى الابد ” (رو9 : 5) ، يخصه بالصلب، كما نطق بأن الجسد المسمر على الخشبة هو جسد الكلمة نفسه.

 

 

5- لقد فهمت أن هناك مبحثاً آخر قد أثير:

بالتأكيد من يقول إن الرب تألم فى الجسد على وجه التحديد إنما يفسر الألم بأنه غير معقول ولا إرادى. ولكن إن قال أحد إنه تألم بنفسه وعقله لكيما يجعل الألم إرادياً، فليس هناك ما يمنع القول إنه تألم فى طبيعته البشرية. ولكن إن كان هذا حقيقياً فكيف لا نكون مقرين بأن الطبيعتين قائمتان بدون انفصال بعد الاتحاد؟ والنتيجة أننا إن اقتبسنا القول التالى أن “تألم المسيح لأجلنا بالجسد” (1بط4 : 1)، فهذا لا يعنى سوى أن المسيح تألم لأجلنا فى طبيعتنا !

إن هذا الاعتراض ما هو إلا هجوم جديد ضد الذين يؤكدون طبيعة واحدة متجسدة للإبن، وهم يرغبون ظاهرياً فى أن يبرهنوا على التأكيد التافه الذى يناقشونه بعناد عن وجود طبيعتين قائمتين. لكنهم قد تناسوا حقيقة أن كل الأشياء التى يتم عادة التمييز بينها على المستوى الذهنى فقط، تنعزل تماماً فى الاختلاف المتبادل والفردية المنفصلة. فلنأخذ مرة أخرى مثال الإنسان العادى. إننا ندرك أن هناك طبيعتين فى هذا الإنسان، إحداهما هى النفس والأخرى هى الجسد. ولكننا نقسمهما فى الفكر فقط، قابلين الاختلاف ببساطة على أنه فى البصيرة الداخلية والإدراك الذهنى فقط، فنحن لا نفصل الطبيعتين، ولا ننسب إليهما قدرات على الانفصال الجذرى، لكننا ندرك أنهما ينتميان إلى كائن حى واحد حتى أن الاثنين لا يعودوا بعد اثنين، والكائن الحى الوحيد يكمل من طبيعتين. فعلى الرغم من أننا ننسب الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية إلى عمانوئيل، إلا أن الطبيعة البشرية صارت طبيعة الكلمة الخاصة، ومعها يثرى ويُدرك أنه الابن الواحد. إن الكتاب الإلهى الموحى به يقول أنه تألم بجسده، فمن الأفضل أن نستخدم نحن أيضاً هذه الألفاظ بدلاً من أن نقول “فى الطبيعة الإنسانية”، حتى لو كانت هذه العبارة لا تسئ بالمرة إلى حقيقة السر، إلا إذا فهمت كما فى الإدراك المنحرف للبعض. لأنه ما هى الطبيعة الإنسانية سوى جسد حى عاقل؟ وأننا نؤكد أن الرب تألم فى الجسد؟ فالحديث سوف يكون بلا جدوى إذا تكلموا عن أنه تألم فى طبيعته الإنسانية فاصلين وعازلين إياها عن الكلمة، حتى يفكروا فيه أنه اثنين وليس واحد، الكلمة الذى من الله الآب، بل والمتجسد والمتأنس. وعبارة “غير المفترق” التى أضافوها يبدو كما لو كان لها مفهومنا المستقيم، لكن ليس هذا ما يقصدونه. أن عبارة “غير المفترق” فى حديث نسطور الفارغ تستخدم بمعانى مختلفة. فهم يقولون أن الإنسان الذى سكن فيه الكلمة هو غير مفترق عنه فى مساواة الكرامة والرغبة والسلطة. والنتيجة هى أنهم لا يستخدمون الألفاظ فى معناها المباشر لكن بخداع وبطريقة مؤذية.

Posted in آبائيات, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

أبوة الله – غريغوريوس النيسي

Posted by mechristian في أوت 18, 2007

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبوة الله

غريغوريوس النيسي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 هوبلس

الرب يقول لتلاميذه: “متى صلَّيتم فقولوا: أبانا الذي في السموات”أيُّ روح يجب أن تكون للإنسان ليقول هذه الكلمة “أبانا”؟ أية ثقة، وأية نقاوة لضميره؟! فلنفرض أن الإنسان يحاول أن يفهم الله بقدر المستطاع من الأسماء التي يُدعَى بها وينقاد بذلك إلى فهم المجد الذي لا يوصف، فهو سيتعلَّم أن الطبيعة الإلهية مهما كانت فهي في ذاتها خيرٌ مُطلق وقداسة وفرح وقوة مجد وطهارة وأبدية مطلقة دائمة لا تتغيَّر. هذه الصفات, وأي صفات أخرى يمكن أن تخطر على البال ويمكن للإنسان أن يعرف منها الطبيعة الإلهية سواء من الأسفار المقدسة أو من تأملاته, هل يمكنها أن تجعله يتبصَّر ويتجاسر على أن ينطق داعياً هذا الكائن الأعظم بكلمة “أبانا”؟

إن كان له أي إحساس فلن يجرؤ على أن يدعو الله أباً طالما أنه لا يرى في ذاته نفس الأمور التي يراها الله؛ لأنه يستحيل من الناحية الطبيعية أن الصالح في جوهره يكون أباً لمشيئة شريرة، والقدوس أن يكون أباً لذي الحياة النجسة، ولا يمكن لمن لا يتغيَّر أن يكون أباً لمن يتقلَّب من جانب إلى آخر، ولا لأبي الحياة أن يكون له ابن يخضع للخطية حتى الموت, وباختصار، فإن ذاك الذي هو الصلاح النقي لا يمكن أن يكون أباً للمنهمكين بكُلِّيتهم في الشر. فإذا كان الإنسان عندما يمتحن نفسه يجد أنه لا يزال يحتاج إلى أن يتطهَّر لأن ضميره ممتلئ بوصمات شريرة، فهو لا يستطيع أن يُقحم نفسه بين “أهل بيت الله” (أف 2: 19) إلى أن يتنقَّى من جميع الشرور

فإذا كان الرب يُعلِّمنا في الصلاة الربانية التي سلَّمها لنا أن ندعوه أباً، فيبدو لي أنه لا يفعل سوى أنه يضع أمامنا أسمى نوع من الحياة كناموس لنا؛ لأن “الحق” لا يُعلِّمنا أن نخدع نفوسنا ونصفها بما ليس هو حالنا وأن نستعمل اسماً ليس لنا حق فيه. ولكننا إذا دعونا ذاك الذي هو غير فاسد وبار وصالح أباً لنا فعلينا أن نُثبت بحياتنا أن هذه القرابة حقيقية. أتُرى كم نحتاج إلى استعداد وأي نوع من الحياة علينا أن نعيش؟ وأية حرارة يجب أن تكون عليها غيرتنا حتى تحقِّق ضمائرنا نقاوةً تُعطينا شجاعةً أن نقول لله “يا أبانا”؟

الإنسان ينبغي أن يكتسب رضى الله بحياته الفاضلة، ولكن يبدو لي أن كلمات الصلاة تشير إلى معنى أعمق، لأنها تُذكِّرنا بوطننا الأصلي الذي سقطنا منه وحقنا السامي الذي فقدناه. ففي قصة الابن الضال الذي ترك بيت أبيه وذهب بعيداً ليعيش مثل الخنزير، نجد أن الكلمة الإلهي يُظهِر بؤس الإنسان في مَثَل يحكي لنا عن رحيله وحياته الخليعة، وأنه لا يُعيده إلى حياته السابقة حتى يصير على درايةٍ واعية بسوء حالته الحاضرة ويرجع إلى داخل نفسه مردِّداً كلمات التوبة.

وتتفق كلمات التوبة هذه مع كلمات الصلاة الربانية، لأنه (أي الابن الضال) قال: “يا أبي، أخطأتُ إلى السماء وقُدَّامك” (لو 15: 21). إنه ما كان ليُضيف إلى اعترافه أنه أخطأ إلى السماء لو لم يكن قد اقتنع أن الوطن الذي تركه عندما أخطأ كان هو السماء. ولذلك فقد منحه هذا الاعتراف عبوراً سهلاً إلى الأب الذي أسرع نحوه واحتضنه وقبَّله… وعلى ذلك فرجوع الشاب إلى بيت أبيه أعطى له فرصة لاختبار عطف أبيه، لأن هذا البيت الأبوي هو السماء التي أخطأ إليها كما قال لأبيه.

وبنفس الطريقة يبدو لي أنه إذا كان الرب يُعلِّمنا أن ندعو الآب الذي في السماء فهو يقصد أن يُذكِّرنا بوطننا الأُم الجميل، وهو بذلك إذ يضع في أذهاننا رغبةً أقوى لتلك الصالحات فهو يضعنا على الطريق الذي يقودنا عائداً بنا إلى وطننا الأصلي. وإذا كان “الله في السماء” حسب الكتاب (مز 115: 3)، وأنت كما يقول النبي: “تقترب إلى الله” (مز 73: 28)، فيتبع ذلك أنك لابد أن تكون حيث يوجد الله لأنك تكون متحداً به. وطالما أنه أوصى أن تدعو الله في الصلاة أباً، فهو يخبرك ألاَّ تفعل أقل من أن تصير مثل أبيك السماوي بحياةٍ جديرةٍ بالله مثلما يأمرنا بوضوح أكثر قائلاً: “كونوا أنتم كاملين كما أنَّ أباكم الذي في السموات هو كامل.” (مت 5: 48)

فإن كنا قد فهمنا الآن معنى هذه الصلاة فربما بذلك يكون الوقت قد حان لنُعدَّ نفوسنا لكي ننطق بدالة الثقة بتلك الكلمات: “أبانا الذي في السموات”. لأنه كما توجد صفات واضحة لمن يكون بشبه الله، تلك التي بها يصير الإنسان ابناً لله, لأنه يقول: “أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله” (يو 1: 12)؛ فالذي يقبل الصلاح الكامل يقبل الله, هكذا أيضاً توجد علامات أكيدة تخص الشخصية الشريرة التي لا يمكنها أن تكون حاملةً لابن الله، لأنها مطبوعة على صورة الطبيعة العكسية المضادَّة (أي الشيطان). لذلك، فقبل أن نقترب من الله يجب أن نمتحن أنفسنا إن كان لنا في أنفسنا شيء جدير بقرابتنا لله، وهكذا تكون لنا دالة أن نستعمل كلمة “أبانا”.

فالذي يعيش بطريقة جديرة بالسمو الإلهي له الحق في أن يتطلَّع إلى المدينة السماوية داعياً مَلِك السماء أباً له والسعادة السماوية وطنه الأُم، لأن الغرض من هذه المشورة هو أن يفكِّر الإنسان في الأمور التي فوق حيث يوجد الله. هناك ينبغي أن توضع أساسات البيت، هناك تُكنَز الكنوز والقلب يثبت “لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً” (مت 6: 21). فعلينا أن نداوم على النظر إلى جمال الآب ونطابق جمال نفوسنا على جماله.

إن كنتَ هكذا فيمكنك أن تُخاطب الله بدالة باسمٍ مألوف وتدعو رب الكل أباً لك. إنه سينظر إليك بعينيِّ أب. إنه سيُلبسك الرداء الإلهي ويُزيِّنك بخاتم. إنه سيجعل في رجليك حذاء الإنجيل لأجل رحيلك إلى فوق، ويُهيِّئك لوطنك السماوي في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد والقوة إلى أبد الآبدين. آمين.

__________________

Posted in آبائيات | Leave a Comment »