قيادة الروح القدس وقانونية اسفار العهد الجديد
Posted by mechristian في أفريل 30, 2013
قيادة الروح القدس وقانونية اسفار العهد الجديد
بقلم ابراهيم القبطي
ظاهرتان وجدتهما اثناء دراستي لقانونية اسفار العهد الجديد
الظاهرة الأولى : هي نقاء الاسفار الحالية المتضمنة في العهد الجديد من الكثير من مشاكل الاسفار المستبعدة (الغير قانونية)
1- فهي لا تشمل مثلا رسالة برنابا[1] (الغير قانونية) بما فيها من خرافات بيولوجية وتأملات وهمية رمزية عن اسفار العهد القديم : مثلا عندما يذكر المؤلف أن تحريم أكل الضباع لليهود هو تحريم رمزي الغرض منه أمرهم بعدم الزنا او الشذوذ الجنسي لأن الضباع تغير جنسها (من ذكر إلى انثي والعكس) كل عام [2]
2- وهي لا تشمل رسالة كلمنت أو اكلمنضدس الأولى (الغير قانونية) بما فيها من ايمان بوجود طائر العنقاء الذي يستعمله المؤلف كدليل حقيقي على صحة القيامة [3]
3- وهي لا تشمل على الديداخي (الغير قانوني) بما فيه من تشريعات تقترب من روح اليهودية أكثر منها من روح المسيحية : حيث يبدأ بالدعوة إلى الصوم يومي الاربعاء والجمعة ليخالف اليهود الذين يصومون يومي الاثنين والخميس [4]
4- وهي لا تشمل على كل الكتب الغنوسية التي تدخل الاساطير اليونانية في الفكر المسيحي مثل انجيل الحقيقة[5] الذي لا يحتوي على أي تعاليم أخلاقية أو أي مالامح تاريخية ، ومثله انجيل توما[6] الذي يحوي على 114 قول منسوب للمسيح بلا محتوى تاريخي أو جغرافي أو أخلاقي ، ومن هذه الأقوال المنسوبة زورا للمسيح قوله أن المراة لابد وأن تصير رجل لتخلص[7] في امتهان واضح للمراة على لسان المسيح .
______________
أما الظاهرة الثانية: هي استحالة الوصول إلى قاعدة واحدة مشتركة تحكم اختيار الاسفار (القانوني في مقابل الغير قانوني)
1- فلو قلنا أنه شرط التلمذة للمسيح ،سنجد مرقس ولوقا وبولس خارج الحسبة وهم من قاموا بتأليف اكثر من نصف الاسفار[8]
2- ولو قلنا كلها كتبت باقلام رسل أو مرافقين الرسل، فلماذا لم نقبل رسالة كلمنت (اكلمنضدس الروماني) الأولى وهو كان تلميذا لبطرس[9] مثله مثل مرقس كاتب الانجيل الثاني [10]
3- ولو قلنا أن الشرط هو موافقة الايمان الاثوذكسي لدخلنا في منطق دائري : فمن يحكم على من الرسولية هي التي تحدد الايمان أم الايمان هو الذي يحدد الرسولية ،ولوجدنا ان الديداخي[11] ورسالة برنابا ورسالة كلمنت وراعي هرماس[12] لا تتعارض مع الايمان الرسولي الخاص بالمسيح والفداء (على الرغم من اخطاءها العلمية ومحتواها الاسطوري احيانا) فلماذا بقت خارج القانونية؟
4- ولو قلنا الشرط هو قرب السفر من زمن المسيح في القرن الأول،لوجدنا أسفار رسالة برنابا والديداخي ورسالة كلمنت تقف استثناء واضحا (فكلهم يقع تقريبا في القرن الأول بتقدير الكثير من علماء الباليوجرافي)
الخلاصة أنه لا قاعدة بشرية يمكن أن تقف لتحدد اي الاسفار قانونية
______________________
فنحن إذن أمام ظاهرة فريدة للأسفار المقدسة للعهد الجديد فهي
1- بلا خطأ واحد تاريخي أو علمي يمكن اثباته يقينا على الرغم من مرور أكثر من 1900 عام على كتاباتها
2- بلا نص واحد محرج : مثل طائر العنقاء (لنتخيل لو كانت رسالة كلمنت دخلت في الاسفار القانونية ماذا سيكون تفسيرنا وتبريرنا لها ولقصة العنقاء)
3- نصوص تسبق زمانها : تحترم المرأة والعبد والضعفاء واليهود على عكس الكثير من الكتابات الغير قانونية اللاحقة التي حقرت من المرأة واليهود
4- هي اكثر الاسفار المكتوبة في القرون الأولى التي تحمل البصمة التاريخية بلا اساطير (قارن القيامة في الاناجيل القانونية في مقابل انجيل بطرس مثلا الذي يصور صليب متكلم خارجا من القبر مع المسيح وملاكين ، ورأس المسيح تخترق السماء بينما رأس الملاكين تقف عند حدود السماء)[13]
ومع هذا
5- لا يوجد قاعدة واحدة بشرية يمكن أن تحدد كيف اختار الآباء هذه الكتب في رحلة طويلة استغرقت حوالي 3 قرون دون أن يتأثروا بثقافتهم ، أو يضمونها اسفار تمتلئ بالاخطاء العلمية أو الاساطير التي كانت تنتشر في عصرهم ، او اسفار غنوسية تمتلئ بالافكار الوثنية وتعدد الآلهة
مما يرجح ان الاباء لم يختاروا معتمدين على قدراتهم البشرية أو قواعد نقدية كما يظن معظم الدارسين المعاصرين
التفسير الوحيد لهاتين الملحوظتين هو عمل الروح القدس وقيادته القوية والحقيقية للكنيسة ليقع اختيار الآباء على 27 سفر مكتوبين بأقلام بشرية ويحملون بصمة الروح القدس نفسه
كيف حدث هذا ؟
لا نعلم . فقط هو الروح القدس الذي يملك التفسير !!
والأهم من هذا كله أن الروح القدس انتهى من تحديد الاسفار المتضمنة للايمان الصحيح والاحداث التاريخية الموثقة (لضمان صحة الايمان) في القرن الرابع، اي قبل أن تنشق الكنيسة إلى طوائف متنازعة سياسية في القرن الخامس.
وبهذا اتفقت كل الكنائس بكل طوائفها وانشقاقاتها ونزاعاتها اللاحقة على قانون واحد لأسفار العهد الجديد : 27 سفر . فقط بلا زيادة أو نقصان . ترى هل هذه صدفة ؟؟
وماذا كان الوضع الكنسي سيصبح الآن إذا انشقت الكنائس في خلقدونية (القرن الخامس) بلا قانون كتابي واضح ؟
كيف كان سيبقى هناك الأمل في وحدة حقيقية إذا لم يكن هناك قانون واحد للعهد الجديد ؟
وكيف يمكن ان يشك أي شخص الآن في قيادة الروح القدس للكنيسة باعلان وقوة قبل الانشقاق وبخفاء ووداعة على مستوى الافراد بعد الانشقاق ؟
(ابراهيم القبطي)
_____________________________________________________________
[1] Most scholars believe it was probably written in the years 70 – 131 CE based on the passage that mentions the destruction of the Temple (70 CE) and refers to the possibility of its soon being rebuilt (16:3–4). Kirsopp Lake (in“The Apostolic Fathers”, London 1912, pp. 337-339) mention the range from end of 1st century to 132 CE. The liberal scholar Bart Ehrman put it “possibly around 130 CE” (Bart Ehrman, Lost Scriptures, Oxford University Press, p 219)
[2] Barnabas 10: 7: , “You shall not eat the hyena.” He means, “You shall not be an adulterer, nor a corrupter, nor be like to them that are such.” Wherefore? Because that animal annually changes its sex, and is at one time male, and at another female.
[3] First epistle of Clement, ch 25:
[4] But let not your fasts be with the hypocrites (meaning Jews); for they fast on the second and fifth day of the week; but fast on the fourth day and the Preparation (Friday). (Didache, ch 8)
[5] Gospel of Truth, written possibly by Valentinus the Gnostic in early second century as mentioned by Irenaeus, Adversus Haereses (3.11.9)
[6] Gospel of Thomas: the scholars dispute its date from mid-first century to mid-second century “Scholars have proposed a date as early as AD 40 or as late as AD 140 (Valantasis, Richard , The Gospel of Thomas, p 12)
[7] Gospel of Thomas # 114: Simon Peter said to him, “Let Mary leave us, for women are not worthy of life.”
Jesus said, “I myself shall lead her in order to make her male, so that she too may become a living spirit resembling you males. For every woman who will make herself male will enter the kingdom of heaven.” (Translated by Thomas O. Lambdin)
[8] انجيل مرقس وانجيل لوقا وسفر الاعمال ورسائل بولس ال13 + رسالة العبرانيين المنسوبة لبولس بحسب التقليد
[9] According to Tertullian, writing c. 199, the Roman Church claimed that Clement was ordained by St. Peter (De Praescript., xxxii). Origen identifies Pope Clement with St. Paul’s fellow-labourer (Philippians 4:3) (Chapman, J. (1908). Pope St. Clement I. In The Catholic Encyclopedia.)
[10] As mentioned in Papias fragments (Exposition of the Oracles of the Lord, VI): Mark having become the interpreter of Peter, wrote down accurately whatsoever he remembered.
[11] The Teaching of the Twelve Apostles, dated by most scholars to the late first or early 2nd century. Bart Ehrman says: “scholars tend to date the book around 100 or 120 CE (Lost Scriptures 2003, p212)
[12] Written by Hermas, brother of Pius, bishop of Rome, during the first half of the second century (Bart Ehrman, Lost Scriptures 2003, p251). It was first excluded from the canon in the Muratorian fragment (dated 170 CE): But Hermas wrote the Shepherd very recently, in our times …. it cannot be read publicly to the people in church either among the Prophets, whose number is complete, or among the Apostles for it is after [their] time.
[13] Gospel of Peter as translated by Bart Ehrman in “Lost Scriptures 2003, p 33 (39 As they were explaining what they had seen, they saw three men emerge from the tomb, two of them supporting the other, with a cross following behind them. 40 The heads of the two reached up to the sky, but the head of the one they were leading went up above the skies. 41 And they heard a voice from the skies, “Have you preached to those who are asleep?” 42 And a reply came from the cross, “Yes.”)
Sorry, the comment form is closed at this time.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.