عودة الشرق الأوسط للمسيح

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ يَهْوِه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

خلاص من في الجحيم : هل هو ممكن؟؟؟

Posted by mechristian في ماي 11, 2013

خلاص من في الجحيم : هل هو ممكن؟؟؟

نظرة جديدة ودعوة للدراسة

Christ-Descent-into-Hell

بقلم ابراهيم القبطي

تواجهنا دائما معضلة كبيرة يهرب منها الكثيرون من المسيحيين . وأعتقد أنها تواجه بشكل أو بآخر كل الاديان الاخروية التي تؤمن بحياة بعد الموت ويوم قيامة للاموات . هذه المشكلة تتلخص من وجهة النظر المسيحية في الآتي

1- لا خلاص إلا بالايمان بالمسيح والاتحاد به :

وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. (يوحنا 20: 31)

قَالَ لَهَا يَسُوعُ:أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا (يوحنا 11: 25)

وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ (عبرانيين 11: 6)

مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. (مرقس 16: 16)

2- هناك آلاف بل ملايين من البشر ماتوا بعد مجئ المسيح دون ان يعرفوا المسيح ويجدوا فرصة لقبول خلاصه. لأن التبشير بالمسيح لم يكن بالسرعة الكافية في القرون الأولى ، فهناك من ماتوا بعد مجئ المسيح ولم يسمعوا عنه ، لعل اكبر مثل صارخ هو السكان الاصليين للأمريكتين أو استراليا مثلا . ويمكن أن نضيف إليهم ايضا كل من كان تحت تأثير المجتمع والعادة أو الظروف الاجتماعية التي نقلت له أفكار مغلوطة عن المسيح فرفضه ليس عن حرية واختيار بل عن سوء فهم وجهل . أو من مات في الصين بعد مجئ المسيح وقبل مجئ البشارة به . .

من 1 و 2 يمكن أن نستنتج الآتى :

+ إما أن هناك من سيهلكون بلا ذنب لأنهم لم يعرفوا المسيح ، وهذا ينتفي مع عدل الإله ورحمته وحبه للبشرية ، لأنه ” يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.” (1 تي 2: 4)[1]

+ أو أن هناك وسيلة أخرى لخلاص هؤلاء غير المسيح ، وهذا ينافي الحقائق الانجيلية ويلغي تماما أهمية التجسد والايمان بالمسيح [2]

+ أو أن هناك وسيلة لخلاص هؤلاء بالمسيح ولكن ليست على هذه الارض لأنهم ماتوا بالفعل ، وهذا هو الطريق الوحيد المنطقي الذي يناسب أهمية الايمان بالمسيح ، موت الآلاف دون معرفه به .

لهذا كنت قد بدأتُ منذ فترة أن ادرس فكرة خلاص من هم في الجحيم ، هل هو ممكن ؟؟؟

كان بداية تفكيري على اساس لاهوتي واضح هو أن كل فعل للمسيح ليس مجرد فعل زمني بل فعل خلاصي يمتد ليشمل كل زمان ومكان . مثلاً موت المسيح على الصليب على الرغم من حدوثه في الزمن وداخل التاريخ إلا أن تأثيره لا يزال ساريا على كل المؤمنين في كل العصور . وايضا قيامة المسيح لحسابنا من الموت صارت عربونا لكل مؤمن يموت على رجاء هذه القيامة في كل زمان ومكان .

فلماذا نتجاهل ما فعله الرب يسوع بين الموت والقيامة اي نزوله إلى الجحيم وانقاذ الاسرى منهم . ألا يمكن كما كان الموت على الصليب لحسابنا أن يكون النزول إلى الجحيم من قبل الصليب لحسابنا أيضا .

هنا بدأتُ اعادة اكتشاف نصوص في الانجيل يهرب منها الكثير من المفسرين أو يحاولون جاهدين تبريرها عكس المعنى الظاهر للنص مثل:

وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. (أفسس 4: 9) . هذه اشارة صريحة إلى نزول المسيح إلى الجحيم بحسب لغة عصر اليهود ايام بولس .

وهو نفس ما قاله بطرس عندما استشهد بمزمور داود كنبوءة عن المسيح فقال

فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا (داود)، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. (اعمال الرسل 2: 30-32)

ومن الواضح من كلام بطرس انه فهم أن المسيح نزل إلى الجحيم ولكنه لم يبق فيه لأن الجحيم لم يستطع ان يأسره كما أسر من هو قبله.

أما لماذا نزل الرب يسوع إلى الجحيم فهذا هو ما يخبرنا به بطرس الرسول في رسالته الاولى

” فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا (1بطرس 3: 18-20) …. وهذه اشارة نصية صريحة بوحي الروح القدس إلى بطرس إلى ان نزول المسيح كان ليكرز أو يبشر للأرواح التي في السجن [3]

وايضا في نفس الرسالة يقول: “فَإِنَّهُ لأَجْلِ هذَا بُشِّرَ الْمَوْتى أَيْضًا، لِكَيْ يُدَانُوا حَسَبَ النَّاسِ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ لِيَحْيَوْا حَسَبَ اللهِ بِالرُّوحِ” (1 بط 4: 6) ، وهذا نص آخر صريح من بطرس يتكلم فيه عن تبشير الموتى . وهو الذي حاول بعض المفسرين الهروب من تفسيره الواضح إلى كل الحيل التفسيرية الممكنة. لأن كلها نصوص اثارت الكثير من التفكير ومحاولات للتفسير ،فبعضها يعترف ضمنيا بصعوبة تفسير هذه الايات ، وآخر يسقط عليها رمزية مبالغة أو اصطلاحات لغوية لا تتفق ومفاهيم يهود القرن الأول الميلادي .هذا لأن اخطر انواع التفسير هي التي تفترض عقيدة مسبقة وتلوي عنق النص ليوافق هذه العقيدة .

مما سبق نجد نصوص انجيلية تشير إلى نوع من الخلاص أو الفرصة الثانية عن طريق تبشير من هم في الجحيم ،قام بها يسوع المسيح للارواح التي في السجن ، مما يرجح وبقوة أنهم ارواح لاناس تحتاج للخلاص . سواء كانوا من اليهود الذين ماتوا متوقعين خلاص المسيا ، أو من الأمم ممن لم يسمعوا عن المسيا من الاساس وكان لابد أن يتعرفوا عليه لأول مرة في الجحيم أو الهاوية او السجن .

يؤيد هذا الفكر محدودية القدرة البشرية على التبشير في المكان والزمان لأن “ الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ.” (متى 9: 27) ، وايضا رغبة الرب القوية في منح الخلاص للجميع لأنه “ يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ” (1 تي 2: 4)

ومع هذا تم التعتيم على هذا الفكر الخلاصي لفترة طويلة ، واعني به امكانية خلاص من هم في الجحيم اذا قبلوا الرب يسوع مخلصا . ولأن أفعال المسيح الخلاصية لا تقف في حدود الزمان والمكان بل تتخطاها ، كما قلنا سابقا عن أفعال الصليب والقيامة ، فهذا الفعل المسياني بتبشير أهل الجحيم او الكرازة لهم ، مازال قائما ومفتوحا ، لان انكاره يترتب عليه المشاكل التالية :

اولا أن يكون هذا الخلاص كان متاح فقط للاموات قبل مجئ المسيح ، وبالتالي حدث مرة واحدة لفئة معينة دون الأخرى مما يثير مرة اخرى لعدم عدل الرب … حاشا.

ثانيا يضع هذا الانكار الكثير من المشاكل في مفهوم الصليب والقيامة ، فاذا كان الصليب كحدث زمني يتوقف على وقت الصليب ومثله القيامة ، فكيف ينتقل لنا خلاص المسيح عن طريقهما ، لكن وحي الكتاب يتثبت ان المسيح “أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.” (رو 4: 25) وبهذا يكون نزول المسيح إلى الجحيم (بين الحدثين) ايضا لحسابنا لأجل تبرير من لم يجد الفرصة للايمان بالرب لظروف بئيية أو اجتماعية او جغرافية خاصة .

لهذا يفاجئنا المسيح بآية رائعة تجاهلها الكثيرون عندما تكلم عن انكار اليهود لقوة معجزاته بالروح القدس ونسبوها لبعلزبول قائلا : وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.” (متى12: 32)

فاذا كان التجديف على الروح القدس ” فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي” ، اذن ضمنيا هناك خطايا يمكن ان تغفر بشكل او بآخر في الدهر الآتي[4] .

هذا الفكر الانجيلي يعيد فتح باب الخلاص أمام الكثيرين ممن لم يعرفوا المسيح مثل السكان الاصليين للامريكتين واستراليا وغيرهم مما لم يسمعوا عن المسيح إلا بعد اكثر من 1500 عام بعد مجئ المسيح . ولمن تشتت ايضا من البشر وسط الكثير من الادعاءات العالمية بالالحاد او نشأ في ظروف بيئية وسط اديان أخرى حجبت عنه قبول المسيح مخلص تحت ضغط العادة والتربية والمجتمع . كل هؤلاء يفتح نزول الرب للجحيم أمامهم فرصة أخرى للتبشير ومعرفة المسيح ، وقبول لخلاص المسيح التي سوف تفتح لهم الفردوس من جديد .

وهذا ما كان يؤمن به داود عندما ىمن بخلاص المسيح قائلا : “يَا رَبُّ، أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ.” (مز 30: 3)

مما سبق يظهر لنا دلائل قوية من الوحي التي تشير بقوة لوجود نوع من التبشير لمن هم في الجحيم كفرصة ثانية للخلاص فقط بالايمان بعمل المسيح الخلاصي على الصليب ، ولهذا مازالت بعض الكنائس التقليدية تصلي من اجل الراقدين . وتم اساءة تفسير هذه العقيدة بعد ذلك وانحرفت إلى عقيدة المطهر عند الاخوة الكاثوليك . حيث تحول الايمان وقبول المسيح إلى انواع من العذابات التطهيرية التي تكفر عن الخطايا متجاهلة كفاية خلاص المسيح على الصليب .

ملحوظة أخيرة حتى نستوفي الأمر حقه ، هذه الفرصة المتاحة لكل من لم يجد الفرصة في هذا العالم ليعرف المسيح ليس وسيلة للتساهل في حياتنا الحالية وترك خلاصنا هنا على هذه الارض اعتمادا على فرصة ثانية ، هذه الفرصة تمنح فقط لمن لم يجد الفرصة لقبول الخلاص على الارض ، واما من عُرض عليه الايمان بالمسيح ورفضه طوال حياته على الارض فهو من قال عنه المسيح انه بلا غفران لأنه جدف على الروح القدس لأنه فقد غفرانه في هذه الحياة وحتى فرصته في الآخر

“وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.” (متى 12: 32)

ولهذا قال السيد المسيح للفريسين “لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ.” (يو 9: 41).

لهذا رسالتنا إلى كل انسان تمت دعوته لقبول المسيح كمخلص أن يقبل هذا الخلاص بلا تأخير

هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. (2 كو 6: 2) ، وإلا فهو يذخر نفسه دينونة رهيبة كما قال بولس الرسول : “مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَة” (رو 2: 5)

______________

بعض الاعتراضات المتوقعة :

1) يقول البعض :” بأن النقل من الجحيم إلى الفردوس هو غير ممكن بعد إتمام الفداء، ونقل الذين نقلهم السيد المسيح وقت إتمام الفداء. فالنقل كان ممكناً فقط بالنسبة لقديسى العهد القديم ولا ينطبق على ما بعد ذلك فى العهد الجديد.

والرد : أن هذا الكلام يتنافى مع عدل الرب وحبه للبشرية ، فكيف يعطي فرصة لبشر للخلاص ناتجة عن وجودهم في زمن معين ولا يمنح نفس الفرصة لآخرين ؟؟

2) يقول البعض : الناس في اليوم الآخر سيحاكمون كل واحد حسب أعماله التي عملها في الجسد على الأرض وليس بحسب الأعمال التي عملها في الروح بعد الموت (2 كو 5: 10).

الرد: كلام بولس الرسول لا ينفي وجود فرصة ثانية للايمان بالمسيح في الدهر الآتي فبولس يقول

“لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.” (2 كو 5: 10). وهذا حق ولكنه لا يتنافى مع أن الذين قبلوا الايمان وخلاص المسيح سيتبررون بدم المسيح ، وأن الخطايا التي نزلُّ فيها بعد ولادتنا الجديدة (سواء كانت في هذا الدهر أو الآتي) ستُعرَض للدينونة ولكنها ستتبرر وتُغفر وذلك لأن تلك الدينونة حملها الربّ يسوع في جسده على الخشبة، حيث وَفَى كلّ الدين الذي استحقّته خطايانا كما قال المسيح “إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.” (يو5: 24). وأكبر دليل لدينا على هذا الخلاص هو ما حدث مع اللص اليمين الذي كان معدًّا للجحيم وبقبوله خلاص المسيح على الصليب انتقل إلى الفردوس على الرغم من اعماله الشريرة السابقة .

3) يقول البعض أن هناك آيات تشير إلى فقدان الامل لمن هم الجحيم مثل :

+ قول أيوب :” هكَذَا الَّذِي يَنْزِلُ إِلَى الْهَاوِيَةِ لاَ يَصْعَدُ.” (اي 7: 9) ، وهذا ينطبق فقط على فترة قبل مجئ المسيح ، وانتهت بنزول المسيح إلى احجيم وتخليصه الاسرى هناك ، لأنه حطم قيود الهاوية كما قال بولس «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (1 كو 15: 55) مستشهدا بهوشع (13: 14): ” مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟”

+ قول اشعياء : “لأَنَّ الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ.” (اش 38: 18) ، وهذا أيضا ينطبق على الفترة قبل مجئ المسيح ، وعلى الرغم أن الذين في الهاوية (الجحيم / الجب) لم يكن لهم رجاء ، إلا أن هذا لم يمنع الرب من تخلصيهم من الاسر الذي في الجحيم ، وهو الذي سبق فتنبأ عنه داود النبي ” يَا رَبُّ، أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ.” (مز 30: 3) ، وقوله ايضا : ” إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي. سِلاَهْ.” (مز 49: 15).

4) يقول البعض في استنكار: هل يجوز للاباء ابراهيم واسحق ويعقوب الذين راوا المجاد من بعيد وصدقوها وحيوها أن يذهبوا الى الجحيم وينتظروا فيه حتى مجئ المسيح ؟

الرد : كما هو معلوم أن الاستنكار لا يفيد الاثبات او النفي ، فكما هو واضح أن كل أنبياء العهد القديم لم يكونوا يؤمنون بأي فردوس وكل ايمانهم كان بنزولهم للجحيم . وأول ذكر للفردوس كان على لسان المسيح رب المجد للص اليمين . اما في العهد القديم فهو ملئ بكل أنواع الأمثلة عن اعتقاد النبياء بنزولهم إلى الهاوية أو الجحيم . فيعقوب قال لما ظن ان يوسف مات: «إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى ابْنِي نَائِحًا إِلَى الْهَاوِيَةِ». (تك 37: 35) ، وداود قال نفس الكلام عن أبنير إلى ابنه سليمان: فَافْعَلْ حَسَبَ حِكْمَتِكَ وَلاَ تَدَعْ شَيْبَتَهُ تَنْحَدِرُ بِسَلاَمٍ إِلَى الْهَاوِيَةِ. (1مل 2: 6) ، وايوب كان يؤمن بمصيره إلى الهاوية فقال نفس الكلام : السَّحَابُ يَضْمَحِلُّ وَيَزُولُ، هكَذَا الَّذِي يَنْزِلُ إِلَى الْهَاوِيَةِ لاَ يَصْعَدُ. (اي 7: 9) ، وداود مات على هذا الرجاء فقال في مزموره : لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا. (مز 16: 10) ، فكانت ايضا نبوة عن المسيح وقيامته من الاموات كما أوضح بطرس في (أعمال 2) . و جميعا كانوا ينتظرون ذبيحة المسيح لكي تنقذهم من الهاوية “لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا.” (عب 10: 4) . ولكن حتى في الهاوية كان هناك أماكن مختلفة ، فهناك من كان يسكن في ظلمة الهاوية ولكن في احضان ابراهيم واسحق ويعقوب ، وهناك من كان يتعذب بحسب نتائج اعماله المباشرة وليس بحسب الدينونة الاخيرة مثلما أوضح مثل الغني ولعازر ، وكان بين المكانين هوة عظيمة داخل ارض الموتى أو الجحيم (راجع لوقا 16) .

5) البعض يقول بأن هذه العقيدة غريبة عن الكنيسة القبطية :

الرد: الطقس القديم للكنيسة القبطية يؤيد هذا وللأسف تم تعديله في مجلس المجمع المقدس لعام 1999م

راجعوا الصورة

1185030_10151898830455477_1559931342_n

__________________________

[1] هناك من يؤمنون بخلاص محدد قبلا لا علاقة له باختيار الانسان مثل العقيدة المنسوبة لكلفن وتؤمن بها بعض طوائف البروتستانت

[2] يعتقد البعض أن قول بولس ” لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ، مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ، فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ” (رو 2: 14) هو دليل على ان الذين لا يعرفون المسيح يمكن أن يكونوا ناموس لأنفسهم ، ويكون لهم خلاص ، ولكن هذا يتناقض تماما مع ما يقوله بولس الذي كان يتكلم عن قبل المسيح بين ناموس اليهود والام الذين بلا ناموس ، ولكن بولس لم يقل في لحظة أن الامم لا تحتاج لخلاص المسيح وان ناموسهم الطبيعي كافي للخلاص .

[3] على الرغم من وجود بعض التفسيرات التي تحاول أن تتهرب من صراحة النص باسقاط مفاهيم معاصرة مثل أن يقصد الموتى الروحيين ، مع أن الموت في الفكر اليهودي لا يحمل إلا معنى واحد وهو الموت فلم يكن اليهود يفهمون أي شئ عن موت روحي أو جسدي في ثنائية هيلينية واضحة ، ولهذا لا نجد أي تعبير عن موت روحي في العهد الجديد . فقط موت بمعنى انفصال الجسد عن الروح .

[4] يستعمل الاخوة الكاثوليك هذه الآية اثبات المطهر ، وإن كانت الآية لا تتكلم عن تطهير الخطايا بعقوبات زمنية في المطهر ، ولكن عن نوع من الفرصة الثانية لمن لم يسمع بالمسيح فيقبل غفران الصليب في الجحيم .

11 تعليق إلى “خلاص من في الجحيم : هل هو ممكن؟؟؟”

  1. mechristian said

    شواهد أخرى من مواقع أرثوذكسية :

    كان بولس الرسول يطلب من الرب أن يرحم أنيسيفورس بعد موته: ” لِيُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ” (2تي 18:1) أي في يوم الدينونة. يخبرنا بطرس الرسول بكرازة الرب ” لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ… فَإِنَّهُ لأَجْلِ هذَا بُشِّرَ الْمَوْتى أَيْضًا” (1بط 20-19:3؛ 6:4). أي لو لم يكن هناك مجال للنمو الروحي بعد الموت وإمكان مغفرة الخطايا لما كانت هناك حاجة إلى الكرازة للأموات.
    http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=323&Itemid=144

  2. mechristian said

    شواهد أخرى من مواقع أرثوذكسية :

    منذ سنوات خلت قرأت مقالة قصيرة في مجلة للكنيسة القبطية ورد فيها أنّ هذه الكنيسة قرّرت أن تُسقط الصلوات المرفوعة من أجل الذين هم في جهنّم، من كتب الخدمة. والسبب هو أنّ هذه الصلوات “تُخالف التعليم الأرثوذكسي”. حيّرني المقال فقرّرت أن أسائل ممثّلاً للكنيسة القبطية في موجبات هذا التحرّك. وحديثاً، سنحت لي الفرصة أن أفعل ذلك، فأجاب متروبوليت قبطي أنّ القرار اتّخذه المجمع المقدّس. السبب، حسْبَ العقيدة الرسمية، هو أنّه لا صلوات يمكن أن تساعد الذين في جهنّم. أطلعتُ المتروبوليت على أنّه في الممارسة الليتورجيّة للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وسائر الكنائس الأرثوذكسيّة المحليّة، ثمّة صلوات للمقبوض عليهم في جهنّم، ونحن نؤمن بالقوّة الخلاصيّة لهذه الصلوات. هذا فاجأ المتروبوليت فوعد بدرس الموضوع بشكل أوفى
    http://www.holytrinityfamily.org/Studies_articles/Study%201.html

  3. mechristian said

    فصل مترجم من كتاب “موضوع النزول إلى الجحيم في التقليد المسيحي الشرقي” بقلم المطران هيلاريون ألفييف (رئيس إدارة العلاقات الكنسية الخارجية ببطريركية موسكو حاليا)

    على الإيقونات البيزنطية والروسية القديمة لقيامة المسيح لا نجد أبدا تصويرا للحظة القيامة بالذات. ما نراه هو نزول المسيح إلى الجحيم أو بالأحرى إخراج آدم وحواء وغيرهما من شخصيات الكتاب المقدس منه. وتحت قدمي المخلّص هاوية الجحيم السوداء على خلفيتها أقفال ومفاتيح وحطام الأبواب التي كانت واقفة في وجه الأموات في طريقهم إلى الفردوس.
    إن هذا النمط من رسم الإيقونة هو الذي يعتبر قانونيا لأنه يعكس التعليم التقليدي حول نزول المسيح إلى الجحيم وانتصاره على الموت وإقامته الأموات وإخراجهم من الجحيم الذي كانوا محبوسين فيه قبل قيامته. إلا أنه في القرون الأخيرة كثيرا ما التجأ الرسامون عند إبداعهم صورة القيامة إلى صور أخرى مقتبسة من التقليد الغربي وهي صورة المسيح القائم الخارج من القبر ماسكا في يده راية النصر. ولكن هذه الصورة لا تعتبر تقليدية بالنسبة للأرثوذكسية.
    إن كل صورة من صور الإيقونات الأرثوذكسية ترجع إلى نقطة معينة تتعلق بالقداس. فليس ثمة إيقونات أو رسوم جدارية لا ترتبط قصتها بأحد أيام التقويم الكنسي بشكل أو بآخر. وأما إيقونة النزول إلى الحجيم فتتعلق بيومي سبت النور والفصح اللذين يتم ذكرهما في القداس. ويعتمد التعليم عن النزول إلى الجحيم على عدة نصوص من الكتاب المقدس أولها رسالة بطرس الرسول: ” فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقرّبنا إلى الله، مماتا في الجسد، ولكن محيى في الروح، الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن” (1بط 19-18:3). ولكن موضوع نزول المسيح إلى الجحيم الذي نجد تصويره في تقليد كتابة هذه الإيقونة تتناوله النصوص الأبوكريفية المبكرة بشيء من التفصيل.
    فهناك إيقونة أخرى تصوّر المسيح وهو لا يطأ أبواب الجحيم فقط بل الجحيم نفسه مصورا في شكل شيخ مقيّد بالقيود والرب واقف فوقه منتصرا. في “إنجيل نيكوديموس” وهو النص الأبوكريفي الذي وصل إلينا من القرن الخامس ولا يتناقض مع التعليم الأرثوذكسي بشكل عام رغم أنه لم يدرج في قانون العهد الجديد نجد حوارا بين الشيطان والجحيم. فيحاول الجحيم مقاومة مجيء المسيح ويأمر الشياطين “بإغلاق الأبواب والأقفال الحديدية بإحكام”. ولكن يُسمع صوت يقول: “ارتفعن أيتها الأبواب”، فيسأل الجحيم إثر ذلك: “من هو ملك المجد هذا؟” فيردّ الملائكة: “الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال”. ففي الحال تتحطم الأبواب النحاسية وتنكسر الأقفال الحديدية وتسقط القيود من على جميع الموتى. ويقيّد ملك المجد الشيطان ويسلّمه إلى الجحيم قائلا: “امسكه بإحكام حتى مجيئي الثاني”. وعند قبول الشيطان يقول الجحيم له: “انظر، لم يعد لديّ ولا ميت واحد”. وفيما بعد نجد وصفا لإخراج الموتى من الجحيم من قبل المسيح المتجسد: “بسط ملك المجد يمينه وأمسك بها آدم وأخرجه، والتفت إلى الآخرين قائلا: تعالوا يا جميع الذين ماتوا بسبب لمسه الخشبة، ها أنا أقيمكم ثانيةً بخشبة الصليب… فأخرج الجميع وأصبح الآباء وهم يسيرون وراءه يرتلون: مبارك الآتي باسم الرب، هلليلويا، له مجد جميع القديسين”.
    إن “إنجيل نيكوديموس” هذا يتضمن كل الأفكار والصور التي استعان بها الأدب المسيحي في القرون التالية لتصوير ما يسمّيه علماء اللاهوت الأوروبيون المعاصرون بHöllensturm “اقتحام الجحيم”، لأن المسيح لم يقم بمجرد النزول إلى هاوية الجحيم بل اقتحمها متغلبا على مقاومة الشيطان ومحطما الأبواب وخالعا أقفالها كمنتصر تنهار أمامه قوى الشر.
    لننتبه إلى عبارة واحدة من “إنجيل نيكوديموس” وهي قول الجحيم أنه “لم يعد لديّ ولا ميت واحد”. في إيقونة النزول إلى الجحيم كثيرا ما يصوّر المسيح مادّا يديه إلى آدم وحواء لإخراجهما وأحيانا نجد بجانبهما غيرهما من الناس خارجين لابسين ملابس بيضاء ذوي الهالة أو بدونها. فمن هم؟ هل حقا خلا الجحيم حسب قول الأبوكريفا؟ هل أخرج المسيح جميع الناس الذين كانوا في الجحيم قبل قيامته؟
    قد تناولت إيقونة القيامة هذه المسألة أكثر من مرة. فيصوّر الرسم الجداري المشهور في دير “خورا” في القسنطينية (القرن الرابع عشر) موضوع نزول المسيح إلى الجحيم بشكل درامي خاص. في وسط الصورة نجد المسيح لابسا ملابس بيضاء وهو يمسك بيده اليمنى يد آدم وبيده اليسرى يد حواء. نرى آدم يكاد يركض نحو المسيح بينما حواء تصعد بصعوبة من أعماق الجحيم. عن يمين المسيح نجد يوحنا المعمدان وأنبياء وأبرار العهد القديم ذوي الهالة وعن يساره خطاة العهد القديم على رأسهم قايين واقفين في حيرة. هل تخصّهم كرازة المسيح أيضا؟ هل يتبعه قايين، هل يخلص؟ وماذا عن باقي الخطاة؟ كأن الإيقونة تعني أن الحكم على مسألة الخلاص النهائي ليس بأيدينا وأن حكم الله غير حكم الناس.
    إن عقيدة نزول المسيح إلى جحيم هي جزء من التعليم الأرثوذكسي عن الخلاص إلا أن تفسيره لهذه المسألة يتعلق بطريقة فهمنا لكرازة المسيح في الجحيم وعملها الخلاصي في الناس. إذا لم نأخذ في الاعتبار سوى كون الكرازة هي للأبرار المختارين للعهد القديم نكون حصرنا بذلك المعنى الخلاصي للعقيدة في إطار محدود، أما إذا افترضنا أن الكرازة وُجهت إلى جميع الموجودين في الجحيم تزداد أهميتها ازديادا كبيرا. يمكننا أن نوافق رأي عالم اللاهوت اليوناني “إ.كارميريس” في أنه “حسب تعليم الأغلبية الساحقة من الآباء الشرقيين كانت كرازة المسيح في الجحيم تشمل الجميع بلا استثناء وأصبحت لجميع الموتى الراقدين منذ الدهر سواء أكانوا من اليهود أو اليونانيين أو من الأبرار أو الأشرار الحرية في اختيار خلاصهم”. ونجد نفس الفكرة عند بروفسور اللاهوت اليوناني “ن.فاسيلياذيس” حيث يقول “إن الرب نزل إلى الجحيم طوعا منتصرا فكرز لجميع الأرواح المتواجدة هناك من الخطاة والأبرار واليهود والوثنيين. وكما أن شمس العدل أشرقت للساكنين في الأرض هكذا أضاء نوره للمحبوسين تحت الأرض في الظلمة وظلال الموت”. وكما جاء إلى الأرض بالسلام وإلى الخطاة بالمغفرة وإلى العمي بالبصر هكذا أتى بنفس الإعلان إلى المتواجدين في الجحيم ” لكي تجثو أمامه باتضاع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ” (في 10:2). اي أن الإله الإنسان بنزوله إلى الأرض بل إلى تحت الأرض فتح الطريق إلى الله الحقيقي للجميع وكرز ببشارة الخلاص ليملأ الله الكل وليسود الرب على الأحياء والأموات (رو 9:14). وبالتالي، جاءت كرازة المسيح في الجحيم كبشارة خلاص وفرح ليس للأبرار فقط بل لغيرهم أيضا ولم تكن مجرد توبيخ على عدم الإيمان والحقد حسب اعتقاد توما الأكويني. إن رسالة بطرس الأولى التي تتناول موضوع كرازة المسيح في الجحيم تكشف لنا خطأ فهم هذه الكرازة من باب التوبيخ والإدانة.
    ولكن هل استجاب جميع المتواجدين في الجحيم لدعوة المسيح فأُخرجوا منه؟ لا تزال جدالات كثيرة تدور حول هذه المسألة. فيقول أصحاب الرأي الأول إن المسيح لم يخرج إلا أبرار العهد القديم، بينما يعتقد أصحاب الرأي الآخر بأن كل من أراد أن يتبع المسيح بعد أن خلع أبواب الجحيم وحطم أقفاله فعل ذلك. ويرد في النصوص الليتورجية كثير من الإشارات إلى أن جميع المحبوسين في الجحيم قد نالوا الخلاص على يدي المسيح. ولكن نظرا لأن الله لا يتدخل في حرية إرادة البشر فقد بقي في الجحيم من لم يرغب في أن يتبع المسيح بمن فيهم إبليس والشياطين.
    إذا وافقنا على رأي علماء اللاهوت الذين يعتقدون أن المسيح لم يخرج من الجحيم سوى الأبرار، فيتلخص عمل الخلاص في مجرّد تحقيق العدل لا غير. ولكن في هذه الحالة نتجاهل المعجزة التي يرتجف أمامها الملائكة وترتل لها الكنيسة في أناشيدها وننسى رحمة الله. إنه من وجهة نظر الأرثوذكسية بخلاف المسيحية الغربية يجوز خلاص ليس أؤلئك الذين كانوا مؤمنين في حياتهم الأرضية فحسب، بل الذين أرضوا الله بأعمالهم الصالحة وإن لم يتأهلوا بأن يصلوا إلى الإيمان السليم. هذه الفكرة نجدها في أحد الأناشيد الذي ألفه القديس يوحنا الدمشقي. فحسب رأيه يمكن للذين لم ينالوا التعليم عن الإيمان الصحيح في حياتهم الأرضية أن يؤمنوا وهم في الجحيم، لأنهم بأعمالهم الصالحة وحياة التقوى والابتعاد عن الخطيئة قد أعدّوا أنفسهم للقاء المسيح. هنا يجري الحديث عن أولئك الذين قال عنهم بولس الرسول إنهم “فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس” وليس عندهم الناموس و”أظهروا عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم” (رو 15-14:2). المقصود هو أن الذين يعيشون وفقا لناموس الأخلاق الطبيعية دون أن يعرفوا الإيمان الحق، هناك أمل في أنهم سيتعرفون على الله عندما يرونه وجها لوجه أي يعرفون “الذي يتّقونه وهم يجهلونه” (أع 23:17).
    وحسب التعليم الأرثوذكسي جميع الموتى المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء سوف يتمثلون أمام الله. وبالتالي هناك أمل في أن حتى الذين لم يؤمنوا في حياتهم على الأرض سيعترفون بأن الرب هو مخلصهم وفاديهم بشرط إذا كانوا قد ساروا في حياتهم الأرضية نحو هذا الاعتراف مفتشين عن الله الحقيقي.
    إذن، لا نعرف إذا كان الجميع قد تبعوا المسيح حين اقتحم أبواب الجحبم أو لا، كما يصعب علينا الافتراض بأن الجميع سيتبعونه في ملكوته بعد يوم الدين. ولكن ما نعرفه بالضبط هو أنه منذ لحظة نزول المسيح إلى الجحيم أصبح الطريق إلى القيامة مفتوحا لكل مخلوق والخلاص موهوبا لكل إنسان وأبواب الفردوس مفتوحة لكل الراغبين في دخوله. وهذا هو سر السبت العظيم الذي تشكف الليتورجيا الأرثوذكسية لنا جزءا منه وهذا هو التفسير اللاهوتي لإيقونة القيامة.

    http://www.serafemsarof.com/vb/showthread.php?t=4671

  4. mechristian said

    يقول البعض أن من ماتوا من غير أن يعرفوا المسيح فهم ناموس أنفسهم
    لِأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ ٱلنَّامُوسِ فَبِدُونِ ٱلنَّامُوسِ يَهْلِكُ. وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي ٱلنَّامُوسِ فَبِٱلنَّامُوسِ يُدَانُ.
    ______
    الرد:
    ليس هناك اوضح من هذا بالفعل
    فبالناموس يدان … ولم يقل بالناموس يخلص
    فمن اين جاء ت فكرة الخلاص بالناموس؟
    اذا كان ناموس موسى لا يخلص فما بالك بالناموس الطبيعي

  5. mechristian said

    يقول البعض: ماذا تقول في الآتي : في احدي كتب القس دانيال كتب :
    ٱلَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلْأَرْوَاحِ ٱلَّتِي فِي ٱلسِّجْنِ
    كلمة كرز في أصلها اليوناني ليست هي كلمة “ευαγγελιζω ” “euangelizo”
    والتي يستخدمها الكتاب في الإشارة إلى الكرازة ببشرى سارة …إنها كلمة أخرى مختلفة تماماً هي كلمة “κηρυσσω” “kerusso” والتي تعني إعلان (official proclamation )….لقد كانت اعلان بالقضاء الإلهي
    ________
    الرد:

    الفعل κηρυσσω
    هو نفس الفعل الذي استعمله الوحي لإعلان البشارة بواسطة المسيح على الأرض في متى 4: 17
    مِنْ ذَلِكَ ٱلزَّمَانِ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا لِأَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ».
    κηρύσσειν
    وهي كرازة المسيح التي كانت للتوبة .. فمن تاب خلص ومن لم يتب هلك

  6. mechristian said

    يسأل البعض: هل السيد المسيح سيعطي للإنسان فرصة أخرى بعد الموت؟؟بمعنى انسان يجول في العالم يقتل ويزني ويسرق ولم يتب عن خطاياة قبل موتة سيذهب المسيح الية في الجحيم ويسالة هل ستقبلني أم لا واذا قبلة سيغفر لة خطاياة؟

    _______________

    الرد:
    مجرد اسئلة لتكملة الموضوع
    كيف قبل المسيح اللص اليمين … وما معنى التوبة ؟
    وهل الابن الضال احتاج ينضف قبل ما يروح لأبوه
    أما موضوع ناموس لأنفسهم …. فمن قال أن الناموس أي ناموس سيخلص ؟
    لو كان الخلاص بالناموس لخلص بني اسرائيل بناموسهم
    ومن يستطيع أن يوفي الناموس اي ناموس ؟
    وماذا عن خطايا الكذب والكراهية والكبرياء …. من منا لم يمارسها ؟
    ومن منا استطاع أن يتوب بغيره ….؟

    الموضوع ببساطة أنه قبل الدينونة لم يقل الرب الباب قد اغلق
    والدليل هو ما جاء به الكتاب عن مثل العذارى الذي لا يتكلم عن الموت الأول بل عن مجئ المسيح الثاني والدينونة
    “وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ (متى 25: 10)
    متى اغلق الباب؟
    هل بموت العذارى أم بمجئ المسيح العريس؟

    كل من يقبل المسيح لا يهلك
    ومن لم يجد فرصة ليعرفه هنا سيجد هذه الفرصة هناك …

  7. mechristian said

    كيف يحقق الرب شهوته في خلاص البشر

    ١) يقول الرب
    ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه! (متى ٧: ١٤)

    فمن الواضح أن قليلين سيجدون المسيح (هو الطريق والباب) ويؤمنون حقا به ، وبهذا دائما على الأرض سيكون المسيحيون الحقيقيون أقلية

    ٢) ولكن شهوة الرب دائما كما قالها الوحي بقلم بولس:
    يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون (١ تي ٢: ٤)

    من ١ ، ٢ يتضح لأول وهلة أن الرب قد فشل (حاشا) في يحقق ما يريد بتجسده وهو خلاص أكبر عدد ممكن من البشر

    إلا >>>>>>>>>>> لو كان هنا تبشير في الجحيم لمن لم يحد فرصته في قبول الرب لعجز جغرافي أو زماني أو ثقافي أو لغوي أو حتى ديني

    الشء الوحيد الذي يمكن أن يعوق فعل الرب الخلاصي هو رفض الإنسان الحر النهائي بدون أي مؤثرات موروثة أو معوقات تاريخية أو جغرافية

    ولكن حتى الجحيم لن يمنع الرب من الوصول لغير المؤمن ليقيمه مرة أخرى ويعلن له مجده بالتبشير

    «من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم، أين أوباؤك يا موت؟ أين شوكتك يا هاوية؟ تختفي الندامة عن عيني» (هوشع ١٣: ١٤)

    ‫#‏ابراهيم_القبطي‬

  8. mechristian said

    يقول أحدهم : ان كان يوجد خلاص لمن هم في الجحيم فانه يوجد هلاك لمن هم في السماء ….
    الرد

    قبل القيامة الثانية لا يزال يوجد احتمال للهلاك لمن هم في السماء وإلا كيف سقط الشيطان ، وكان رئيس ملايكة في السماء

  9. mechristian said

    يقول أحدهم : كيف حدث التجلى أن كانت الأرواح محبوسه فى الجحيم .؟

    والرد:

    أولا من قال أن ايليا كان في الجحيم ؟ هل مات أيليا أصلا ؟
    وثانيا كل شئ ممكن بسماح من الرب كما استحضرت العرافة روح صموئيل النبي مع الفارق طبعا

    ثالثا هناك تفسير يمكن أن نفهم به التجلي على أنه كان عبور للزمن واستحضار لحادثنين حدثا لموسى وأيليا بالجسد
    واحدة وقوف موسى على الجبل امام الرب لاستلام الشريعة (خروج 19، 20)
    والثاني لايليا في حواره على الجبل مع الرب (1مل 19: 8-9)
    والتجلي كان اختراقا للزمن واستحضارا لهذين الحدثين أمام التلاميذ
    وكل هذا لا ينفي أن موسى كان في الهاوية يتعزى في حضن ابراهيم إلى أن جاء المسيح وأعلن الفردوس
    بينما ايليا لم يمت بعد

  10. mechristian said

    يقول أحد الأخوة معترضا على فكرة أن الأباء كانوا في الجحيم أصلا

    يقول الجامعة :

    “كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَل وَلاَ اخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا” (جامعة 10:9).

    يقول بالحرف انه لا يوجد ” ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية ” ..

    فهل كان ابونا ابراهيم في ( الهاوية ) بدون معرفة ..؟ اذن كيف “عرف” اسم لعازر وما كان يعانيه من بلايا ؟ ( لوقا 16 ) ؟

    وللرد على هذا:
    أولا: هناك خصوصية لسفر الجامعة وهي اليأس ، لأنه كتب بقلم سايمان بعد سقوطه وبناءه هياكل لألهة أخرى
    والمعنى الذي ينقله لنا هو كيف تفقد كل لمحة من حياتنا معناها في غياب الرب
    ومع هذه الخصوصية نقرأقوله
    «بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ» قَالَ الْجَامِعَةُ. «بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ الْكُلُّ بَاطِلٌ».
    مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟
    فهل الكل باطل فعلا ؟ فلماذا تجسد الرب ليخلص هذا الباطل الذي تحت الشمس ؟
    ويقول أيضا : فَكَرِهْتُ الْحَيَاةَ. لأَنَّهُ رَدِيءٌ عِنْدِي الْعَمَلُ الَّذِي عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ لأَنَّ الْكُلَّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ. ..
    هل هذه عقيدتنا في الحياة …. بحسب المسيح … فلماذا نعمل إذن ونتعلم؟
    لا أظن أن كلام سليمان في هذا السفر تحديد يؤخذ بتعميمه …
    وإلا جان تجسد الرب باطلا أيضا لأنه حدث تحت الشمس!!
    وأخيرا في نفس الاصحاح من سفر الجامعة
    سليمان يقول…لأَنَّ الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ.
    فهل هو يتكلم عن كل الموتي أم عن الأشرار فقط؟
    فلو كان كل الموتى … فكل الموتى عنده لا يعلمون شئيا .. فحتى لو كان ابراهيم في الفردوس … فهو ميت وبالنالي لا يعلم شيئا …
    بل والأدهى أن الغني الذي يعترف صاحب السؤال أنه كان في الهاوية كان يعرف ابراهيم ويعرف لعازر ، فكيف كان في الهاوية
    مما يوضح أن فكر السفر كله ، يتكلم عن حالة من اليأس في قلب من البعيد عن الرب … ليس أكثر
    فلا يمكن أن نأخذ تعميمه على علاته بل في سياقه الحقيقي
    والأهم في كل هذا أن سليمان كان يتكلم عن الهاوية كمان لسكنة النفوس وليس قبرا كما يدعي البعض تهربا من أن كل فكرة العهد القديم عن الهاوية تعني القبر

  11. mechristian said

    يقول أحدهم اعتراضا على فكرة أن الأباء كانوا في الجحيم
    بل كانوا أحياء في الفردوس قبل تجسد المسيح مستشهدا بقول الرب ”
    الم يقل : ” يقتلون الجسد .. اما النفس فلا يقدرون ان يقتلوها ” . فالنفس تبقى بعد موت الجسد .

    الرد:

    نحن لا ننكر أن النفس تبقى بعد الموت ، ولا يقال عنها أنها حية … بل أرواح أموات
    ولهذا قال بولس : والأموات في المسيح سيقومون أولا.
    فهناك أموات في المسيح … فهل هؤلاء لا إله لهم لأن الرب إله أحياء لو أخذنا النص خارج سياقة
    وثانيا : نقطة قول الرب أنهم لا يقتلون النفس … فهذه حقيقة … وهذا لا يعني أنها حية تزرق
    وكمالة كلام الرب واضح … بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم. فالقتل الذي يتكلم عنه الرب في مضمونه يعني الهلاك … فالجسد يهلك (يتحلل إلى عناصره الأولية ويفني) بالقتل أم النفس فلا تهلك بالقتل … ولكن الرب قادر أن يهلك النفس في جهنم
    فهناك هلاك كامل للنفس وفناء (فلا توجد بعد) في جهنم اي الموت الثاني … ولا علاقة لها بأن أرواح الموتى حية .. ولا يقال لها حية … بل هم موتى في المسيح كما قال بولس

Sorry, the comment form is closed at this time.

 
%d مدونون معجبون بهذه: