عودة الشرق الأوسط للمسيح

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ يَهْوِه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

هل اشترك يعقوب في حادثة شكيم ؟ – الرد على مقال يطعن ضد الكتاب المقدس- بقلم:جون يونان

Posted by جان في أفريل 9, 2012

هل اشترك يعقوب في حادثة شكيم ؟

( الرد على مقال يطعن في الكتاب المقدس)  

بقلم جون يونان

 يبدو بأن مجتمعنا لا يعاني من أزمة قارئ ، إنما أزمة كاتب !

فأمامنا مقال يعاني فيه كاتبه من ” أزمة ” مع المقدسات المسيحية التي اعتاد على مهاجمتها في كل آونة وأخرى. فقد طالعنا السيد الكاتب في 22 آذار2012 بمقالة تهاجم الكتاب المقدس الذي يُبنى عليه ايماننا المسيحي. عنوانها ” ما اشبه اليوم بالبارحة ”  موجهاً سهامه هذه المرة ضد أبينا يعقوب بن اسحق جد المسيح له المجد.

 محاولاً النيل من مكانته وسموه ، عن طريق تصيد اخطائه والتغاضي عن سيرته الايمانية المباركة. غير مدرك بأن كتابنا المقدس لا يغض الطرف عن اخطاء الانبياء والقديسين ، فكما يحكي فضائلهم فهكذا يسرد عيوبهم وزلاتهم للعظة والعبرة . فالكتاب المقدس لا يسبح بحمد الانسان انما بحمد الرب وحده. فالذي يخطئ لا يقوم الروح القدس ” بمسح الجوخ ” له حتى لو كان يعقوب او ابراهيم أو داوود او بطرس الرسول !

فلم أكن لاتغاضى عن تفنيد مقال يهاجم مسيحيتي وكتابي المقدس ، من أي جهة جاء الهجوم. لذا سأقوم بنعمة الرب بتفنيد ما أثاره الكاتب المحترم في مقاله الذي نشره هنا :  

 http://www.almahatta.net/read-2412.htm

 

سهام طائشة !

أتعجب ان الكاتب المحترم قد نحى جانباً العشرات من المسائل المهمة للغاية والقضايا المصيرية التي تخص شعبنا المسيحي ، وطفق ينبش مرسبات الماضي السحيق ليعثر على أي قصاصة يدين بها اليهود ! فكل مآسيه وأزماته يلقيها على الفزاعة الوهمية التي ابتكروها أي اليهود ، تخديراً لعقولهم من مواجهة الواقع المؤلم الذي يعانيه شعبنا على يد قوة التطرف الديني الصحراوي المعروفة للقاصي والداني ! 

 

فالسيد الكاتب لم ينبس بحرف واحد عن فتاوي هدم الكنائس ! ولم نسمعه يندد بالتعاليم الدينية القاسية التي جعلته ذمياً مهاناً والتي استحلت دمه وأباحت التنكيل بأهله وشعبه.  لم اقرأ له حرفاً حول ما يعانيه المسيحيين على يد الارهاب الاسلامي في العراق ومصر  ..
 ولكن تذرف عيونه الشلالات على ما يسمى قضية ” فلسطين ” !! وكأن هذه القضية يتيمة، لا يساندها أحد ولا يلتفت اليها لافت. وكأنه لا يقف وراءها مليار مسلم ناهيك عن اللبيراليين الغربيين واليساريين وغيرهم .. وكأنه لا يصلها مليارات الدولارات سنوياً من ايران ودول الخليج والاتحاد الاوروبي وغيرها … فخالد مشعل قد أقام ليلة عرس ابنته في دمشق بتكلفة بلغت المليون دولار ! وتصور ان ياسر عرفات قد ترك خلفه ما يقارب ال5 مليارات دولار !!! ف
من اين له هذا ؟ وهو الذي كان مجرد مهندساً بسيط الحال في دولة الكويت التي ساندته ودعمت منظمته ، ثم عضّ اليد التي اطعمته وتحالف ضدهم مع صدام عام 1990 !
فهل تظن يا حضرة الكاتب الاشوري ! بأن هؤلاء سيردون لك الجميل كما ردوه لمن ساندهم وأنت الكافر المشرك ؟

ويبدو ان السيد الكاتب الموقر لكثرة اختلاطه بالافكار الاسلامية البارعة في تحويل ركام الصفيح والدشت الى ذهب عيار 24 .. وقلب الأكاذيب المفتعلة الى حقائق وتواريخ .. فقد قام وعلى نهج رسول الاسلام القائل : ” الحرب خدعة ” باستخدام الكذب والخداع لتمرير افكاره .. وكذا على نهج مخرج سينمائي أخرج فيلماً عاطفياً غنائياً يزبر عبارة في مطلعه : قصة حقيقية من واقع الحياة !! بينما جلّ الفيلم لا يعدو سوى مخيلة احد كتاب المقاهي والحارات !

لم يستخدم السيد الموقر الكذب فقط وللاسف، انما التزوير والتحريف ضمن النصوص التي اقتبسها من كتابنا المقدس الذي يهاجمه ويعاديه تزلفاً لأعداء الصليب والانجيل. وهذا ما سنبينه الآن .. اذ يفتتح  مقاله بالقول :

اقتباس :
قبل حوالي
أكثر من ثلاثة آلاف سنة،

________________________________

 

لحظة لحظة  .. كم سنة ؟ 3 آلاف ؟ يبدو بأنني ساستخدم مرة اخرى تلك المقولة التي شبعنا من تردادها على من نفند شبهاتهم ضد ايماننا ، وهي : ” أول القصيدة كفر” ! نعم .. لقد افتتحت مقالاك بشطط تاريخي واضح لعيان الصغار والكبار .. فالفترة الزمنية من يوم ضغطك على كبسة انتر لتنشر مقالك هذا ، وبين الحادثة التي تشير اليها تمتد لأكثر من 4 لاف سنة وليس ثلاثة آلاف .. أم ان ألف سنة كاملة عندك ليست بذات بال ؟! 

أو لعلمك انك تكتب مشنعاً على اليهود لذا فلن يدقق أحد على السقطات مهما كبرت وصغرت ، طالما تحاملت على القردة والخنازير والصهاينة !!

والملفت انه كررها في نهاية مقاله حين كتب :

اقتباس :

 ” ماهو إلا صورة مكررة لما جرى لأجدادهم قبل ثلاثة آلاف سنة من الآن، ” !

____________________________

 

وشددوا على عبارة ” من الآن ” ! كأنه حسبها باليوم !!

 

تقول :

اقتباس :

كانت هناك مدينة كنعانية عامرة، ومزدهرة على أرض فلسطين تدعى ( شكيم ).
______________________________________________

 

موضوع فلسطين موضوع طويل لا مساحة لنا لمناقشته ، لكني اسألك : هل ذكر انجيلك ولو لمرة وحدة كلمة ” فلسطين ” في كل اسفار وكتب العهد الجديد والانجيل ؟  اتركك مع هذا السؤال .. وسأعطيك وسيلة مساعدة واحد وهي ان تفتح على انجيل متى ( 20:2 ) لتعرف ما هو الاسم الصحيح لهذه الأرض التي تسميها فلسطين .

لقد ظهر جلياً غرضك من المقال ، وهو دفاع محموم لــ ” القضية الفلسطينية ” !!

واسألك : ما هي آخر مقالة كتبتها لتدافع عن حقوق المسيحيين ؟ او لتنافح عن الانجيل والمسيح ؟

 

تقول  بعد مقدمة طولة تستعرض فيه وبأبرع العبارات الانشائية صفات أهل شكيم من كرم وشهامة وحسن ضيافة وانسانية ( طبعاً لايهام القراء بفداحة ما حدث لهؤلاء الشرفاء الطيبيين على يد ابناء يعقوب فيما بعد ) تقول :

 

اقتباس : 

ترعرعت دينه في كنف والدها يعقوب ووالدتها ليئة، فكبرت وأصبحت فتاة حسناء المنظر وجميلة الطلعة، ممتلئة حيوية ونشاط، وبعد بلوغها في أرض شكيم كانت تحب التنزّه في الطبيعة كثيراً، مستغلةً فرصة خروج أخوتها للصيد أو للرعي، فتخرج من خيام والدها خفية لتستمتع بجمال الطبيعة الخلاب. صادف في أحد الأيام إنَّ دينة كانت خارجة إلى الطبيعة، فلمحها شاب وسيم يُدعى ( شكيم ) وهو إبن (حمور) شيخ المدينة، إقترب شكيم من الفتاة وألقى عليها التحية، فبادلته التحية بمثْلها وألْطف. فتحدث إليها برقة ومودة، وتحدثت اليه بنفس الهدوء والود، فأعجبا كل واحد منهما بالآخر، وحبّا بعضهما حُبّا شديدا، وتعلقت نفسهما ببعضهما، لاطفها ( شكيم ) التكوين 34: 3

_____________________________________

 

 

ونلاحظ استخدام اسلوب التدليس على القارئ .. اذ استشهد بالشاهد 3:34 عن الملاطفة من قبل شكيم ، لكنه اخفى وغمض عينيه عن العدد الذي قبله الذي يحدد وبكل صراحة جريمة اغتصاب شكيم لدينة واذلاله لها !!!

فرآها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الأرض، وأخذها واضطجع معها وأذلها ” ( تكوين 2:34).

 

فلماذا لم تكتب هذا الشاهد يا عزيزي الناقد المتحيز ؟ أليس لأنه وحده سينقض كل مقالك من اساساته !

 

اقتباس :

وهي الأخرى لاطفته وبادلته الحب والهيام...

_________________________________

 

 طبعاً يجب على القارئ ان يصدق السيد الكاتب  بأن المغتصبة تبادل مغتصبها الحب والهيام …!!

 

ثم يبدأ الكاتب بوصلة سينمائية وكأنه فيلم ” رد قلبي ” .. وبعبارات خيالية ليقول :

 

اقتباس : 

وتكررت لقاءاتهما في الخلاء أثناء غياب إخوتها، وأستمرت علاقتهما بعيدا عن أعين والديهما والناس مدة من الزمن،

________________________________

 

صدقني يا عزيزي ان حبل الكذب قصير ورفيع ايضاً !!! فلا يوجد حرف واحد من هذا الخيال السينمائي في الاصحاح 34 من سفر التكوين !

 وكنت اربأ بك عن هذا المسلك الفلوت .

 

تقول :

 اقتباس :

وأخيراً سلَّمتْ له نفسها برضاها وحريتها دون أي ضغط أو اغتصاب من قبل الشاب شكيم،

___________________________________

 

استشعر محاولتك المستميتة في حشر هذه الجملة في بلعوم القراء .. ولكن جملتك الواهنة هذه تُعد من أفحش الكذب واشنعه يا عزيزي .. فهو : اغتصبها ! .. أذلها ! .. وخطفها !

” فرآها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الأرض، وأخذها واضطجع معها وأذلها ” ( تكوين 2:34).

 

ولا يوجد ادنى شبهة رضى من البنت تجاه خاطفها .  فهل هذا هو الكرم والشهامة والاخلاق في نظرك يا كاتب المقال ؟

هل من الشرف اغتصاب ابنة وحيدة لرجل غريب نزل ضيفاً في ارضك …؟

هل من الكرم ان تختطف ابنة مسكينة في الحقل بعد اغتصابها ..؟

هل لكون شكيم هو ابن ” الرئيس القائد ” فيحق له اذلال بنات الناس ..؟

( يبدو بأنني أرغمت عُدي صدام حسين ان يطرق باب ذهنك الآن !)

 

لماذا لم يطلب من ابيه حمور ان يخطبها له من ابيها يعقوب ، وقد كانا على علاقة وثيقة بينهما وقد تبادلا صفقات تجارية قبلاً ، فالرجلان كبيران ذو شأن وكرامة ويتبادلان العلاقة الطيبة .. لماذا لم يفعل ويدخل من الباب مثل الاصول ؟ لماذا يخطف البنت من بين ابيها واخوتها الرجال ؟

 

تواصل مكيال الافتراء يا كاتبنا المحترم لتتوهم وتحاول الايهام بأن ما حدث ليس سوى زواج حدث بين حبيبين :

 

اقتباس :

فتوجها زوج وزوجة إلى ديار شكيم في المدينة. فوراً بعد هذا الحادث، قابل شكيم والده \”حمور\” وأطلعه على كل التفاصيل التي جرت بينه وبين دينة الحسناء الجميلة إبنة (يعقوب) وتوسَّل إلى والده ليتوجه إلى ديار أهلها لطلب يدها رسمياً كزوجة شرعية له على سنة الله(التكوين 35 – 4) ولمّا كان(حمور) أمير تلك الأرض شخصاً كريماً شهماً عادلأً، لا يرضى بالمهانة والغبن أن يقعا على أحد، أعتبر رغبة أبنه ( شكيم ) بالزواج من الحسناء (دينة) فرصة ذهبية لا تفوّت، يمكن إستغلالها لرفع الضيم، ولمساعدة هؤلاء القوم الرُحل الّذين يسكنون الخيام خارج المدينة، وبناءْ علاقات قرابة معهم وإيوائهم داخل المدينة شفقة بهم، ليكونوا معهم شعبا واحدا يتقاسمون خيرات الأرض التي وهبها الله لأهل المدينة. وفي الحال حزم ( حمور) أمره ودعى وجهاء المدنية ليرافقوه وإبنه ( شكيم ) متوجهين إلى مضارب وخيام ( يعقوب ) والد ( دينة ) لمقابلته ومقابلة إخوتها لمفاتحتهم بالأمر والغاية.وصل الوفد الى خِيام ( يعقوب) والقوا التحية عليه وعلى أبناءه وأهله ثم جلسوا، وبعدها قام (حمور) ووقف في وسط المجلس يعرض على أهل دينة الغاية من زيارتهم، لطلب يد دينة كزوجة شرعية لإبنه (شكيم )

_____________________________________________

 

هل من الاصول ان تذهب الى بيت فتاة لتخطبها ، بينما الفتاة تقبع في بيتك بعد ان اغتصبتها وخطفتها ؟!

ام ان أهل الفتاة المسكينة لا يحق لهم حتى سؤال ابنتهم وسماع اجابتها ورضاها بشريك حياتها ؟!

هل تقبلها على نفسك وبيتك ؟

 

تكتب وتضيف بعض التحريفات قائلاً :

 

اقتباس :

 ثم قام بعده إبنه ( شكيم ) وقال لأبيها ولإخوتها: \”دعوني أجد نعمة في أعينكم، فالذي تطلبون مني أعطيكم، وكَثِّروا عليّ طلباتكم جدا، مهْراً وعطيةً، فسأعطي كما تقولون، وأعطوني الفتاة التي أحببتها زوجة لي \” ( التكوين 34 : 8 ـ 12 )

_______________________________________________

 

عزيزي لماذا لا تتورع عن التحريف الذي تستعمله كنوع من البهارات لتسبك القصة وتسيّرها كما تهوى !

هل هذه العبارة التي تحتها خط موجودة في النص الاصلي : ” ، وأعطوني الفتاة التي أحببتها زوجة لي ” ؟
وقبل ان تحتج بأنك تتكلم بالمعنى ، أذكرك بأنك وضعت كلام شكيم بين هلالي الاقتباس هكذا : ” ….. “ . فأدخلت التحريف الى كلامه المقتبس. فأين ضمير الباحث الأمين ؟

 

تقول : اقتباس :

 أما (يعقوب) واولاده الإثني عشرة، والذين كما يبدو لا يعرفون سوى المكر والخداع والشر والكيد والانتقام، أجابوا ضيوفهم قائلين: نحن بحسب شريعتنا لا نستطيع أن نسمح بهذا الأمر ونعطي أختنا لرجل أغلف( أي غير مختون) لأن ذلك يعتبر عار عندنا،

_______________________________________________

 

يا للأسف على ضياع الموضوعية والأمانة  ..فتحاول ان تحشر يعقوب في مكيدة اخوة دينة ( شمعون ولاوي ) لتدينه بذنب ابناءه كيفما شئت وهو البرئ من فعلتهم المنكرة براءة الوحش من دم ابنه يوسف !

وسأدعوك بعد قليل لنقرأ سوياً اعتراض يعقوب الشديد على فعلة ابناءه حين القى وصيته الاخيرة ونبوته عليهم قبل موته ، اذ لم ينسى هذه الحادثة المؤلمة .

 لكني اسألك قبلها : هل لو كنت مسيحياً فستكذب ايضاً ما قيل عن ابينا يعقوب وايمانه في الانجيل المقدس ؟ اقرأ من العهد الجديد :

 “ بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ”.( عبرانيين 21:11).

 اذن الرسول بولس يمدح ايمان يعقوب الذي تهاجمه يا عزيزي ؟

 

وألم تقرأ قول الرب يسوع في الانجيل بأن ابينا يعقوب هو حي لأن إلهه الحقيقي هو اله احياء ؟

” وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ الْقَائِلِ: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ” ( متى 31:22و32).

هل ستعترض على الرب يسوع وتقول : لا ! يعقوب لا يستحق الحياة ؟

 

ألم تقرأ قول الرب يسوع بأن ابينا يعقوب هو متكئ في ملكوت السموات ؟

” هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ، مَتَى رَأَيْتُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ اللهِ، وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجًا.” ( لوقا 54:13).

هل ستكابر وتقول للمسيح : لن ادخل الملكوت الذي فيه يعقوب و” جميع الانبياء ” ( انبياء العهد القديم ) ؟

 

بل ان أعظم صحبة في الابدية هي التي ستكون مع الآباء وبينهم ” يعقوب ” الذي تعاديه ، اقرأ قول الرب يسوع في الانجيل  :

” وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ،” ( متى 11:8).

هل ستقدم احتجاجك للمسيح وترفض ان تتكئ مع يعقوب في الملكوت ؟

أرجوك حدد موقفك ، هل انت مسيحي أم لا ؟ هل ستقبل فحوى الانجيل ام ستواصل الغرف من ضغائن ” الاعراب ” وقوى التطرف ضد ايماننا ؟

 

تواصل السيناريو المحبك مع بهارات التحريف قائلاً  :

 اقتباس :

 ولكننا نوافق على رغبتكم في حالة واحدة، أن تصيروا مثلنا، أي أن تختنون كل ذكر منكم، عندئذ نعطيكم بناتنا، ونأخذ بناتكم، ونسكن معكم ونصير شعبا واحدا، وإن لم ترضوا بشرطنا هذا سنأخذ بناتنا ونرحل\” ( التكوين 34 : 13 ـ 17 ) .

__________________________________________

 

لا ادري كيف جرأت على التحريف وبهذا الشكل الفجّ دون وازع من ضمير ؟

سفر التكوين يحدد كلام اخوة دينة بالقول : ” وإن لم تسمعوا لنا، أن تختتنوا، نأخذ ابنتنا ونمضي ” ( تك 34:17).

فهل ” بنتنا ” تعني ” بناتنا ” ؟

 

أم ازعجك كون شكيم قد خطف البنت المغتصبة وارغمها البقاء عند قبيلته محبوسة ورهينة .. فلا تريد ان تذكر القراء بعبارة ” بنتنا ” .. فحرفتها الى ” بناتنا ” !
 

تقول :اقتباس :

وماكادت تمر ثلاثة أيام على عملية الختن التي جرت لكل الذكور في المدينة، حيث كان جميع الذكور يَؤّنون من الألم بسبب جراحهم التي أحدثتهاعملية الختان. حينها استل أولاد يعقوب سيوفهم وأتوا الى المدينة بصورة آمان، وهاجموا كل ذكر في المدينة وقتلوه، وبعدها قتلوا ( حمور) وإبنه ( شكيم ) بحد السيف، وأخذوا أختهم (دينة) من بيت زوجها (شكيم )،

______________________________

 

لم تستطع ان تواصل اخفاءك لمكان دينة وكونها مختطفة ، فاعترفت بذلك على مضض ، لكن مع تغليف الأمر بكذبة من ورق سوليفان لامع .. لتزعم بأنها كانت ” زوجته ” !! فهل كنت شاهداً على هذا الزواج يا صديقي ؟

 

على العموم .. ان ما فعله اخوة دينة كان جريمة قاسية تحسب ضدهم ، ولم يخفها وحي الكتاب المقدس بل سردها بتفاصيلها ، فليس اليهود هم من كتبوا الكتاب المقدس انما وحي روح الله القدس الذي لا يداهن او يرائي احد كائن من يكون ، حتى لو كانوا الاسباط الاثني عشر، لكن ملابسات الحادثة التي تلاعب بها السيد الكاتب أظهرتم وحدهم كمجرمين ، وابرئت ساحة المغتصب الخاطف شكيم !!

 

تقول  :اقتباس :

خشي يعقوب من أن يقوم الكنعانيون بالإنتقام لأهلهم وأخوتهم في المدينة المنكوبة، فهرب مع أبناءه وعشيرته وكل ما حصلوا عليه من شكيم، وصعد الى الجبال ليقيم هناك في \”بيت إيل\” بناءً غلى إرشاد إلهه \”يهوه\” بعيدا عن أعين الكنعانيين (

__________________________________________

 

عزيزي الفاضل المحترم .. ارجو ان تترك ما تفعله الآن لدقيقة وتلتفت بآذان صاغية لما سأقوله لك :
فلست حضرتك من اكتشفت هذه الحادثة وبشاعتها وكأنك ارخميدس صائحاً : يوركا يوركا …!
انما من سبق ووصفها بالظلم هو أبونا يعقوب نفسه !! ..

 ارجو ان تحكم عقلك ووجدانك وان تفتح وتقرأ الاصحاح 49 من سفر التكوين والايات : 5-7 ، اذ يتنبأ يعقوب في وصيته الاخيرة عن ما سيصيب ابناءه في المستقبل وكلامه الاخير لهم قبيل وفاته يعد من أهم ما سيتفوه به ، اذ تنبأ ضد الاخوين شمعون ولاوي اخوي دينة اصحاب مقتلة شكيم بكلمات إدانة وتعنيف لم يوجهها لأحد في حياته اذ قال :

شمعون ولاوي اخوان الات ظلم سيوفهما في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي لانهما في غضبهما قتلا انسانا وفي رضاهما عرقبا ثورا ملعون غضبهما فانه شديد وسخطهما فانه قاس اقسمهما في يعقوب وافرقهما في اسرائيل “.

 

هل قرأت قوله : ” في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي ” !
بينما حضرتك قد رسمته في مقالك كالمتآمر معهم ظلماً وجوراً .

 

وكان عقابهما الذي سمعاه كآخر كلمات نطقها والدهما كالصاعقة التي تنزل على الهامة :
اقسمهما في يعقوب وافرقهما في اسرائيل “. وحقاً هذا ما حدث ..لأن لاوي لم يكن له نصيباً بل تفرق في كل إسرائيل. وشمعون لم يعين له نصيباً مستقلاً بل كان في داخل نصيب يهوذا (يش 1:19) ولم يذكر شمعون في بركة موسى كذلك. حتى ان يوسف كان قد قيّد شمعون وحبسه، حين جاؤوا الى مصر لأنه كان اكثر الاخوة عنفاً .

 

تختتم مقالك بالقول : اقتباس :

إن ماتعانيه أرض كنعان ( فلسطين ) اليوم بمدنها وقراها وسكانها على أيدي ذرية (يعقوب)، ماهو إلا صورة مكررة لما جرى لأجدادهم قبل ثلاثة آلاف سنة من الآن، وعلى نفس الأرض، ونفس المدن ومع نفس الشعب، وبنفس الأسلوب، فهل يكرر التاريخ نفسه ويكون اليوم أشبه بالبارحة ؟؟ ربما من يعلم؟

________________________________________

 

تتباكى عزيزي المحترم على أطلال حادثة وجريمة قديمة وقعت منذ ألوف السنين بيد قوم بدو رعاة غنم كانوا يدافعون فيه عن شرفهم وشرف قبيلتهم وعاداتهم ، بل وتدخلت فيها بالمونتاج والحذف والبتر تارة، وبالتحريف تارة اخرى ، لتزيدها شناعة وفداحة .

 ولا ادري ان كانت ذاكرتك قد نست – أو تناست – جرائم ومذابح الابادة الاسلامية الدموية ضد ابناء شعبنا على مدار الأجيال .. ولكثرتها لا تحصيها المجلدات !

 هل سمعت عن الأرمن والسريان وما فعله بهم الأتراك المسلمون ؟ أم هذه مجرد حوادث فردية لا تستحق التعليق بسطر من مداد قلمك الكريم ؟

 لكن قلمك ينتفض منافحاً عن حكاية ولد ثري مدلل يختطف فتاة وحيدة ويغتصبها ، وقعت منذ ” 3 آلاف سنة ” كما تقول مصادرك ” التاريخية ” جداً، لتربطها بالقضية الفلسطينية الاسلامية جداً حتى النخاع . 

فالله درك ايها الكاتب الاشوري الموقر وانت تتهاوى في ركاب القومجية العربية والشعارات الاسلامية لتدافع عن ما تسميه ” فلسطين ” بينما اصحاب القضية يعتبرونك كافراً زنديقاً تعبد ثلاثة آلهة وتستحق الابادة والقتل أو تدفع الجزية وانت صاغر مُهان ( سورة التوبة :29) !!

 هل قرأت هذه السورة يا عزيزي الفاضل ؟
 بل هل تملك نسخة من القرآن ؟ ربما لا ! لذا انصحك بشراء نسخة ، والبدء بالقراءة لتكتشف وتدرك اين هي حقاً جهة مرماك !

 

صلاتي لشخصك وخالص تقديري واحترامي .

 

Sorry, the comment form is closed at this time.

 
%d مدونون معجبون بهذه: