عودة الشرق الأوسط للمسيح

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ يَهْوِه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

هل نسخ العهد الجديد العهد القديم ؟؟؟

Posted by mechristian في مارس 13, 2012

هل نسخ العهد الجديد العهد القديم ؟؟؟

clip_image002

بقلم عبد المسيح ABDELMESSIH67

(منتدى الأقباط)

 

هذا السؤال يتكرر كثيرا جدا من المسلمين معتقدين بهذا أنهم يعقدون مقارنة بين مفهوم النسخ في القرآن و بين مفهوم النسخ في الكتاب المقدس و الحقيقة أنه لا توجد مقارنة أطلاقا.

لكي نفهم الفارق يجب علينا أولا أن ندرس ما هو المقصود بكلمة العهد.

العهد هو اتفاقية أو تعاقد ما بين طرفين, طرف أول و طرف ثاني, العهد القديم كان اتفاق أو تعاقد بين الطرف الأول و هو الله و الطرف الثاني هو العبرانيين.

أما العهد الجديد فكان اتفاق بين الطرف الأول و هو الله و الطرف الثاني هو كل البشرية و كل الأمم بما فيها العبرانيين.

العهد القديم كان محدد المدة لان الله أشار في العهد القديم في عدة مواضع أنه سيعقد عهد جديد و انه سيقيم كهنوت جديد على رتبة ملكي صادق و انه سيجمع فيه كل الأمم و الشعوب.

مثال تلك الإشارات الآتي:

 

أرميا 31 : 31هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. 32لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. 33بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 34وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلِينَ: اعْرِفُوا الرَّبَّ لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ .

العهد الجديد مدته مفتوحة فالسيد المسيح قال: ها أنا معكم كل الأيام و إلى انقضاء الدهر فعلاقة الله بشعبه في العهد الجديد مستمرة إلى نهاية الحياة على الأرض و تستمر أيضا و تستعلن في الملكوت.

لذا فأطراف التعاقد اختلفت في العهدين و أن كان الطرف الأول وهو الله ثابت في العهدين.

 

لهذا فمن الطبيعي أن كل ما يخص الطرف الأول (الرب الإله) ثابت في العهدين أو العقدين فمثلا القانون الأخلاقي  و كل ما يسر الله و يغضبه بالطبع ثابت في العهدين و لهذا نرى أن الوصايا العشرة ثابتة في العهدين و أكمل عليها السيد المسيح المزيد في موعظته على الجبل مثل الآتي:

 

متى 5 : 27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.

 

أيضا طريقة أرضاء الله و غفران الخطايا واحدة في العهدين وهو دم الذبيحة[i] فكل شئ بالعهد القديم يتطهر بالدم و بدون سفك دم لا تحدث مغفرة و كذا في العهد الجديد فلا يوجد غفران بدون دم السيد المسيح المبذول على الصليب.

لكن من الطبيعي أنه طالما أختلف الطرف الثاني و مدة و ظروف التعاقد أن تختلف الوصايا الخاصة بالطرف الثاني

ليس بسبب اختلاف الطرف الأول لأنه ثابت لا يتغير بل بسبب اختلاف الطرف الثاني.

لهذا اختلفت طريقة التعامل مع الخاطئ ( الطرف الثاني ) من البتر و الكسر كما رأينا في العديد من الوصايا بالعهد القديم مثل رجم الزاني و قتل المرتد إلى التقويم للخاطئ و دعوته إلى التوبة بدلا من القضاء عليه.

 

العهد القديم تعامل الله فيه مع شعب عنيد مقاوم صلب الرقبة لم يطق الانتظار بضعة أيام حتى يأتي له النبي موسى بالشريعة و قام بصنع عجل وثني من الذهب و سجد له .

شعب قاوم كلمة الرب و رفضها عدة مرات و زنى وراء آلهة غريبة لهذا كان التعامل معه بقوة و صرامة لأنه لا يفهم سوى لغة التأديب لهذا سمي العهد القديم عهد الوصية و التأديب.

حزقيال 3 : 4 فقَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, اذْهَبِ امْضِ إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَكَلِّمْهُمْ بِكَلاَمِي. 5لأَنَّكَ غَيْرُ مُرْسَلٍ إِلَى شَعْبٍ غَامِضِ اللُّغَةِ وَثَقِيلِ اللِّسَانِ, بَلْ إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. 6لاَ إِلَى شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ غَامِضَةِ اللُّغَةِ وَثَقِيلَةِ اللِّسَانِ لَسْتَ تَفْهَمُ كَلاَمَهُمْ. فَلَوْ أَرْسَلْتُكَ إِلَى هَؤُلاَءِ لَسَمِعُوا لَكَ. 7لَكِنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَسْمَعَ لَكَ, لأَنَّهُمْ لاَ يَشَاؤُونَ أَنْ يَسْمَعُوا لِي. لأَنَّ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ صِلاَبُ الْجِبَاهِ وَقُسَاةُ الْقُلُوبِ.

 

العهد الجديد اختلفت فيه الظروف و أهم اختلاف هو تتميم الفداء و سكب عطية الروح القدس على كل المؤمنين من كل الشعوب التي تختلف في طريقة تفكيرها و تعاملها مع كلمة الله عن العبرانيين لهذا اختلفت طريقة تعامل الله مع الخاطئ من البتر إلى التقويم و الاستتابة.

 

الخطأ الذي يقع فيه معظم الإخوة المسلمون أنهم يقارنون بين نصوص العهد القديم و بين نصوص العهد الجديد و يقولون أن هذه نسخت تلك و هذا غير صحيح لان النسخ يكون في داخل ( نفس العهد ) أو نفس الاتفاق .

تخيل مثلا أن هناك مالك تعاقد مع طرفين أحدهم سيؤجر له عين أو عقار ملك له مدة محددة من الزمن و نفس المالك قام بأجراء تعاقد آخر مع ملاك جدد مدة مفتوحة.

من الطبيعي أنه لا يمكن مقارنة بنود التعاقد الأول مع بنود التعاقد الثاني حتى لو كان المالك واحد لان المستأجر أختلف و مدة و ظروف التعاقد اختلفت.

لهذا لا نستطيع أن نقارن بين آيات ووصايا تخص الخطاة في العهد القديم بمثيلها في الجديد للأسباب السابق شرحها لكن المقارنة تكون بين وصايا في التوراة و مثيلها في التوراة أيضا أو بين الإنجيل و بعضه البعض.

النسخ في المفهوم الإسلامي يختلف لان الإسلام لم يتكلم عن عهدين أو اتفاقيتان بل دائما ما يتكلم على أن رسالته واحدة للبشرية كلها و يدعي أنها صالحة لكل زمان و مكان لهذا نتعجب و نتساءل عندما نرى تضاربا و اختلافا بين نصوصه لأنها تعتبر كلها ( عهد واحد ) أو اتفاقية واحدة أطرافها ثابتة:

الطرف الأول: الله

الطرف الثاني: البشرية جمعاء.

و على هذا يصبح التضارب واضح جدا بين آيات القرآن و بعضه البعض و هو ما أسموه : الناسخ و المنسوخ

عبد المسيح



[i] وهو ما يقلده المسلمون في عيد الأضحى منقولا من اليهود والمسيحيين دون فهم

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

 
%d مدونون معجبون بهذه: