تعاليم الغنوسية وتعذيب الذات
Posted by mechristian في جانفي 20, 2015
تعاليم الغنوسية
بقلم ابراهيم القبطي
تخيل لو بطرس قضى بقية حياته يندب خطيته عندما انكر المسيح وهرب إلى صحراء العرب وظل يصارع خطاياه الداخلية وشياطين الصحراء ويبلل بالدموع فراشه سنين وسنين.
هل كان سيجد الوقت ليبشر بالمسيح ؟
أو كان سيجد الجرأة ليعلن غفران الرب أو لينشر الايمان والانجيل في العالم؟
وتخيل لو كان بولس الرسول قد قضى بقية حياته يبكي على خطاياه وأولها اضطهاده لكنيسة المسيح ومساهمته في قتل استفانوس ، ثم هرب إلى البرية الجوانية يبكي بالدموع متذكرا خطاياه دائما ، مصارعا لشياطين الوهم والجنس، ممارسا للنسك والتقشف ، ممتنعا عن الأكل الصحي ، ومعاقبا لنفسه بشرب الماء القذر .
هل كان سيجد الجهد او الوقت ليبشر الأمم ويعرفهم بالمسيح؟
هل كان سيجرؤ على أن يعلن خلاص المسيح للامم واليهود؟
ما ينتشر الآن بين الأوساط المسيحية في الشرق حول التغصب هو تعاليم غنوسية لا تريد خلاص العالم بل الهروب منه، ولا تريد أن تستمع بخلاص المسيح بل أن تحيا في الشك واللايقين بأي خلاص ، متبوع بالبكاء الدائم لأنهم لم يسمعوا بعد صوت الروح القدس داخلهم لكي يهبهم اليقين والفرح بالمسيح .
والأنكى أنهم يعلمون الناس أن هذا هو التواضع وهذه هي القداسة ، ويستعملون آيات من العهد القديم خارج سياقها ليقهروا الشعب ، ويعلنون مسيحا غريبا ، مسيح الكآبة والحزن والغم والتغصب .مع أننا لم نجد من ثمار الروح القدس الذي أسس كنيسة العهد الجديد البكاء والحزن بل المحبة والفرح والسلام.
وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ (غلاطية ٥: ٢٢، ٢٣)
#ابراهيم_القبطي
Sorry, the comment form is closed at this time.