عودة الشرق الأوسط للمسيح

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ يَهْوِه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

عدالة الصحابة وسقوط الاسلام

Posted by mechristian في ماي 27, 2012

عدالة الصحابة وسقوط الاسلام

أو (عدالة الصحابة وسقوط السنة والأحاديث والقرآن)

بقلم ابراهيم القبطي

تعريفات:

(1) من هم الصحابة ؟

اجتمع أغلب علماء السنة على تعريفات متشابهة للصحابة

الإمام البخاري يعرف الصحابي في كتاب الجهاد والسير -باب فضائل الصحابة : "مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ رَآهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ "

والإمام بدر الدين الزركشى يقول "ذهب الأكثرون إلى أن الصحابى من اجتمع – مؤمناً – بمحمدصلى الله عليه وسلم وصحبه ولو ساعة، روى عنه أو لا، لأن اللغة تقتضى ذلك، وإن كان العرف يقتضى طول الصحبة وكثرتها … وهو ما ذهب إليه جمهور الأصوليين، أما عند أصحاب الحديث فيتوسعون فى تعريفهم لشرف منزلة النبى صلى الله عليه وسلم [1] .

و يقول ابن حزم : "فأما الصحابة – رضي الله عنهم – فهم كل من جالس النبى صلى الله عليه وسلم ولو ساعة، وسمع منه ولو كلمة فما فوقها، أو شاهد منه عليه السلام أمراً يعيه"[2] .

وأكثر أهل السنة يقرون ما قرره الحافظ ابن حجر بقوله : "وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابى هو من لقى النبى صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام، ولو تخللت ردة على الأصح . ثم يكمل فيقول : "فيدخل فيمن لقيه" من طالت مجالسته له، أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية، ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى ."

الخلاصة أن تعريف الصحابي كما أتفق عليه أغلب علماء الحديث : هو المسلم الذي صاحب أو لقى محمد ومات مسلما -مهما كانت مدة اللقاء حتى ولو ساعة واحدة

(2) السنة المحمدية

السنة المحمدية هي الروايات والأحاديث المنسوبة لمحمد ، وتمثل تقريبا 4/ 5 أو أكثر من مجموع الوحي الإسلامي بينما يمثل القرآن أقل من الخُمس

وما يدل على انها وحي إسلامي ما جاء في القرىن " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}" فكل ما نطقه محمد أو فعله هو سنة تحتذي من بقية المسلمين

تركيب السنة : أي رواية عن محمد تتكون من متن وسند

المتن هو محتوى الحديث (ما قاله أو فعله محمد)

والسند هو تتابع رواية الحديث في سلسلة من الرواه من محمد > إلى الصحابي > الى التابع > بسند متصل حتى تدوين الرواية . لذلك عرف أئمة السنة الحديث الصحيح بأنه :

"كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه و سلم لم يلزم العمل به الا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه الى رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم واخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن" [3]

من الناحية التاريخية إذن أول خطوة في سند رواية الحديث الصحيح هو الصحابي الذي سمع الرواية من محمد ثم نقلها عنه إلى من يليه ، والمسلمون يفترضون العدالة والدقة والحفظ والصدق في كل الصحابة ، ثم يلتفتون إلى من بعدهم من التابعين والراوة للبحث في عدالتهم ، فيبحثون من هو الكاذب أو من هو الصادق ، من هو المدلس ، ومن هو الغير مدلس ، من هو الحافظ ، ومن هو الضعيف الحفظ ، أما الصحابة فكلهم – في عرف المسلمين السنة على الاخص – حافظ صادق جليل موثوق فيه .

الخطوة الاولى مضمونة عندهم … فلا يوجد حديث ضعيف لأن الصحابي فلان معروف بالتدليس ، ولا يوجد حديث ضعيف لأن الصحابي علان كان سارقا أو كاذبا …

ما هي المشكلة إذن ؟

هي عدة مشاكل

—————-

1) المشكلة الاولى أن الكثير من الصحابة[4] (الذين صاحبوا محمد) كانوا من المنافقين

كما جاء في القرآن {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ[5] سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101 ، وأكبر دليل على كثرتهم هو كثرة المرتدين بعد موت محمد [6]

هؤلاء المنافقون لم يعلم أغلبهم محمد ، ولم يعلمهم بقية الصحابة ، لهذا لم يذكر أحد أسماهم ، ومع هذا فهم في عرف علم الحديث والرواية من الصحابة العدول الصادقين الحافظين الأطهار ، لا أحد يطعن في إسلامهم

لأن لا أحد يعلم عن نفاقهم داخل قلوبهم[7]. ولا من هم المنافقون . لهذا يقول ابن كثير في تفسيره: "وقوله: { وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } يقول تعالى: ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم، فعرفتهم عيانا، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه". انتهى

فستر الرحمن عليهم وكانت النتيجة أن المنافقين من الصحابة اصبحوا مجاهيل يظن المسلمون أنهم كلهم عدول وينقلون عنهم القرآن والحديث .

حاول أحدهم التعلق بقشة أن المنافقين كانوا معروفين لحذيفة ، فكان حذيفة يترك الصلاة على من مات من المنافقين ويترك الصلاة عليهم الصحابة تأسيا بحذيفة ، وهذه الأوهام من أساطير الأولين ، فما هو سند هذا الخبر ؟ يا أمة السند ؟ ولماذا لم يعلن محمد صلعم هذا السر الدفين لعمر بن الخطاب أو لأبي بكر الصديق أو لعلي بن أبي طالب وهم الأولى وأقرب الصحابة وخلفائه من بعده ؟ أم ان محمد نفسه أراد تضليل المؤمنين بالمنافقين ؟

وما فائدة علم حذيفة إذا لم يكن علما متواترا يفيد في معرفة المنافقين لعامة المسلمين حتى يتجنبوهم ؟

ومما يؤكد على كثرة المنافقين وجهل المسلمين بهم أن (عمر الفاسوق بن الخطاب) كان نفسه منافق ، فوقت أن كان محمد بقوته كان هو والصحابة مثل الكلاب يلحسون تفته ونخامته ، فلما مرض محمد على فراش الموت أتهم هو وزملائه الصحابة محمد بالهجر والهذيان [8]. لو كان يدعي الايمان كيف سمح لنفسه ومعه بقية من الصحابة باتهام رسولهم بالهجر ، أليس من اعراض النفاق هو تكذيب رسولهم واتهامه بالهجر وقت مرضه . لا يصدر هذا عن مؤمنين برسولهم . بل هذا قمة النفاق .

يقول أحدهم : وعلى فرض جدلا اننا جهلنا نحن الان المنافقين فلا يضرنا فى علم الحديث شيئا لان الصحابة لم يروا عن منافق . وهنا نسأله وأين لك أن أنهم لم يرووا عن منافق ؟ اليقين يأتي بالمعرفة ، وليس بالجهل ، وكل المسلمين يجهلون من هم المنافقون ؟

ماذا لو روى احد الصحابة المنافقين رواية تناقلتها الأحاديث عن محمد ؟

هل هي رواية صحيحة أم كاذبة ؟

كم عدد هذه الروايات في كتب السنة ؟

كلها أسئلة تطعن في كل السنة صحيحها وضعيفها ، لأن الكثير من الصحابة مشكوك في عدالتهم من القرآن نفسه[9].

—————-

2) المشكلة الثانية أن الكثير من الصحابة كانوا من المؤلفة قلوبهم

{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة60

والمؤلفة قلوبهم [10]هم من أعطاهم محمد رشوة مادية ليظلوا على إسلامهم كما جاء في تفسير الجلالين ((والمؤلفة قلوبهم (ليسلموا أو يثبت إسلامهم) . ومعظمهم ممن أسلم قهرا بعد فتح مكة مثل أبي سفيان وابنه معاوية

فلو تغاضينا عن استحلال محمد للرشوة وتبريرها في قرآنه ، ما مدى صدق الصحابي الذي أسلم طمعا في المال وما مدى عدالته ؟[11]

المؤلَّف قلبه يدعي الإسلام دونما ايمان به في مقابل المال ، فما الذي يمنعه من الكذب والتدليس في سبيل المال مثلا ؟[12]

—————-

3) المشكلة الثالثة أن الكثير من الصحابة اشتهر بالتدليس

(اخفاء الحقائق ورواية أحاديث لم يسمعوها من محمد مباشرة بل من آخرين ونسبوها مباشرة لمحمد دون ذكر المصدر الحقيقي)

يقول الذهبي: تدليس الصحابة كثير، ولا عيب فيه ; فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم ; والصحابة كلهم عدول[13]

جاء عن أبي هريرة[14]: فما ذنبي، إن كنت حفظت ونسوا ! قال يزيد بن هارون[15]: سمعت شعبة يقول: كان أبو هريرة يدلس.

ولا يخفى ايضا على القارئ أن عائشة نفسها طعنت في ابي هريرة:

سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقص ، يقول في قصصه : من أدركه الفجر جنبا فلا يصم . فذكرت ذلك لعبدالرحمن بن الحارث ( لأبيه ) فأنكر ذلك . فانطلق عبدالرحمن وانطلقت معه . حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما . فسألهما عبدالرحمن عن ذلك . قال فكلتاهما قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم . قال : فانطلقنا حتى دخلنا على مروان . فذكر له ذلك عبدالرحمن . فقال مروان عزمت عليك إلا ماذهبت إلى أبي هريرة ، فرددت عليه ما يقول . قال : فجئنا أبا هريرة . وأبو بكر حاضر ذلك كله . قال : فذكر له عبدالرحمن . فقال أبو هريرة : أهما قالتاه لك ؟ قال : نعم . قال : هما أعلم . ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن العباس . فقال أبو هريرة : سمعت ذلك من الفضل . ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم . قال : فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك .[16]

وأنه كان يخرج الأقوال من كيسه الخاص … أي يضع الأحدايث. فروى ابو هريرة : أفضل الصدقة ما ترك غنى ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول. تقول المرأة : إما أن تطعمني ، وإما أن تطلقني ، ويقول العبد أطعمني واستعملني ، ويقول الابن : اطعمني إلى أن تدعني . فقالوا : يا أبا هريرة ، سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، هذا من كيس أبي هريرة .[17]

ومن أعراض الكذب والتدليس عند أبي هريرة : أنه قال "دخلت على رقية بنت رسول الله امرأة عثمان و بيدها مشط فقالت خرج رسول الله من عندي آنفاً رجلت رأسه فقال لي : كيف تجدين أبا عبد الله قلت : بخير قال : أكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً؛

قال الذهبي هذا حديث صحيح الإسناد ، واهي المتن فإن رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر و أبو هريرة إنما أسلم بعد فتح خيبر [18]

ويقول ابن حبان في مقدمة " صحيحه "[19]: وإنما قبلنا أخبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رووها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يبينوا السماع في كل ما رووا، وبيقين نعلم أن أحدهم ربما سمع الخبر عن صحابي آخر، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر ذلك الذي سمعه منه، لانهم رضي الله عنهم أجمعين – وقد فعل – كلهم أئمة سادة قادة عدول، نزه الله عز وجل أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يلزق بهم الوهن.

فالكثير منهم مدلسون ، ولكنهم في عرف المسلمين أهل الصدق والعدل والحفظ ، على الرغم انهم يدلسون ، ويطعنون في بعضهم البعض ، فيتهم أبو هريرة بقية الصحابة بالنسيان وأنه بقى حافظا …

والتدليس هو نوع من انواع الكذب … والكذب يطعن في عدالة أي شخص … حتى ولو قلتم انه صحابي!!

————–

4) المشكلة الرابعة أن الصحابة تحاربوا مع بعضهم وقتلوا بعضهم بعضا بعد موت محمد

ومحمد يقول : "إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار"[20]

فماذا لو طبقنا هذا على موقعة الجمل التي درات بين على ابن أبي طالب وعائشة وتقاتلوا فيها فقتل فيها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وهما من الصحابة ؟[21]

لو أيدينا صحة الحديث (من البخاري ومسلم) ، فكل الصحابة الذين تقاتلوا في هذه المعركة ، وغيرها من المعارك كالتي دارت بين معاوية وعلي بن أبي طالب) مصيرهم كلهم في النار)[22]

ولو طعنّا في صحة الحديث ، فقد طعنا في البخاري ومسلم معا ، أو في عادلة الصحابي المروي عنه هذا الحديث؟ كلاهما مر ، لأن كلاهما يشير إلى عدم عدالة الصحابة ، ويطعن في صدق نواياهم[23]

بل أن الصحابة تعاملوا بقسوة مع بعضهم البعض لدرجة نستعجب معها كيف يظلون عدول وعلى خلق وموثوق فيهم في عيون المسلمين ، والمثل على هذا ما جاء عن امر معاوية بقتل محمد بن أبي بكر وحشوه داخل جلد حمار وحرقه [24] حيث تقول الرواية :

حدثنا : أسود بن عامر قال : ، حدثنا : جرير بن حازم قال : سمعت محمد بن سيرين قال : بعث علي بن أبي طالب قيس بن سعد أميراً على مصر ، قال : فكتب إليه معاوية وعمرو بن العاص بكتاب فأغلظا له فيه وشتماه وأوعداه ، فكتب إليهما بكتاب لأن يغار بهما ويطمعهما في نفسه ، قال : قال : فلما آتاهما الكتاب كتبا إليه بكتاب يذكران فضله ويطمعانه فيما قبلهما ، فكتب إليهما بجواب كتابهما الأول يغلظ فلم يدع شيئاً إلاّ قاله ، فقال أحدهما للآخر : لا والله ما نطيق نحن قيس بن سعد ، ولكن تعال نمكر به عند علي ، قال : فبعثا بكتابه الأولى إلى علي ، قال : فقال له أهل الكوفة : عدو الله قيس بن سعد فإعزله ، فقال علي : ويحكم أنا والله أعلم هي إحدى فعلاته ، فأبوا إلاّ عزله فعزله ، وبعث محمد بن أبي بكر ، فلما قدم على قيس بن سعد قال له قيس : أنظر ما آمرك به ، إذا كتب إليك معاوية بكذا وكذا فإكتب إليه بكذا وكذا ، وإذا صنع بكذا فإصنع كذا ، وإياك أن تخالف ما أمرتك به ، والله لكأني أنظر إليك إن فعلت قد قتلت ثم أدخلت جوف حمار فأحرقت بالنار ، قال : ففعل ذلك به. [25]

وفي وراية أخرى ضرب الصحابة بعضهم بالنعال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : لو أتيت عبد الله بن أبي ، فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم وركب حمارا ، فانطلق المسلمون يمشون معه ، وهي أرض سبخة ، فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال : إليك عني ، والله لقد آذاني نتن حمارك ، فقال رجل من الأنصار منهم : والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك ، فغضب لعبد الله رجل من قومه ، فشتمه ، فغضب لكل واحد منهما أصحابه ، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال ، فبلغنا أنها نزلت : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما .[26]

لهذا في النهاية يصدق محمد على مصير صحابته بقوله : "يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي ، فيجلون عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ؟ فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى"[27]

قال أحدهم ليدلس على الصراع بين الصحابة بأن القرآن قال أنهم اخوة [28] ، ولكنه فاته بأن كلام القرآن لا ينفي التاريخ وما حدث فعلا ، القرآن يتكلم على كلام نظري وعن إخوة مرتبطة بالصلح والرجوع عن القتال وليس عن تاريخ … (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا) ، فماذا عن الحروب التي لم يحدث فيها صلح وقاتلوا بعضهم بعضا حتى الموت كالحرب بين معاوية وعلي ، أو بين علي وعائشة ؟ وبفرض كونهم اخوة هذا لا ينفي أن محمد قال بأن الفئتين في النار ، فليكونوا اخوة في النار … ماذا يمنع ؟

—————–

5) المشكلة الخامسة أن بعض الصحابة أغتنموا الكثير من الاموال من مناصبهم في الولاية

ومنهم أبو هريرة الذي ورد عنه أنه استغنى بأموال الناس في البحرين بعد أن تولاها ، وهو نفسه يروي الرواية فيقول : لما عزلني عمر عن البحرين قال لي: يا عدو الله وعدو كتابه، سرقت مال الله؟ قال: فقلت: ما أنا عدو الله ولا عدو كتابه، ولكني عدو من عاداهما، ما سرقت مال الله. قال: فمن أين لك عشرة آلاف؟ قلت: خيل تناتجت، وعطايا تلاحقت، وسهام تتابعت. قال: فقبضها مني " (العقد الفريد لإبن عبد البر ، باب ما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم)

وقال له عمر بن الخطاب في رواية أخرى : هل علمت من حين أني استعملتك على البحرين، وأنت بلا نعلين، ثم بلغني أنك ابتعت أفراساً بألف دينار وستمائة دينار؟

فهل السرقة واستحلال أموال الناس تشير إلى عدالة صحابي مثل أبي هريرة الذي روى آلاف الأحاديث

وروى المسعودي[29] في مروج الذهب – في ذكر خلافة عثمان

"وذكر عبد الله بن عتبة أن عثمان يوم قتل كان له عند خازنه من المال خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم، وقيمة ضياعه بوادي القُرَى وحُنَيْن وغيرهما مائة ألف دينار، وخلف خَيْلاً كثيراً وإبلاً.

… وبلغ مال الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار، وخلف الزبير ألف فرس، وألف عبد وأمة، وخططاً بحيث ذكرنا من الأمصار.

وكذلك طلحة بن عبيد اللّه التيمي: ابتنى داره بالكوفة المشهورة به هذا الوقت، المعروفة بالكُنَاسة بدار الطلحيين، وكان غلته من العراق كل يوم ألف دينار، وقيل أكثر من ذلك، وبناحية الشراة أكثر مما ذكرنا، وشيد داره بالمدينة وبناها بالآجرِّ والجِصِّ والساج.

وكذلك عبد الرحمن بن عوف الزهري: ابتنى داره ووسعها، وكان على مربطه مائة فرس، وله ألف بعير، وعشرة آلاف شاة من الغنم، وبلغ بعد وفاته رُبُعُ ثمنِ مالِهِ أربعةً وثمانين ألفاً.

ثروة قوم من الصحابة وابتنى سعد بن أبي وقاص داره بالعقيق، فرفع سمكها، ووسع فضاءها، وجعل أعلاها شُرُفَاتِ.

وقد ذكر سعيد بن المسيب أن زيد بن ثابت حين مات خلف الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس، غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار.

وابتنى المقداد داره بالمدينة في الموضع المعروف بالجرف على أميال من المدينة وجعل أعلاها شرفات، وجعلها مجصَّصة الظاهر والباطن.

ومات يعلى بن منية، وخلف خمسمائة ألف دينار، وديوناً علم الناس، وعقارات، وغير ذلك من التركة ما قيمته ثلاثمائة ألف دينار." انتهى

ماذا عن هؤلاء الصحابة كلهم ، الذين اغتنوا بعد جوع ، هل يمكن الثقة في عدالتهم ؟

—————–

6) المشكلة السادسة : أن الكثير من الصحابة الذين رُوي عنهم أحاديث كثيرة ، مات محمد وهم أطفال

، فكيف حفظوا كل هذه الأحاديث ، وهل الطفل مؤهل ومعترف بشهادته حتى يصدق في الرواية والحديث ؟

من شروط الرواي لأي حديث أن يكون عاقلا ومدركا وواعيا – ولكنهم استثنوا الصحابة من هذا الشرط

يقول عبد الله بن عباس تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ .[30]

وبلغ عدد الروايات عنه ما يقرب من 1600 حديث منهم 234 في البخاري ومسلم

ومن الصحابة صغار السن وقت موت محمد[31]

محمود بن الربيع (5 سنين)

الحسن (8 سنين) والحسين (7 سنين) ابنا علي

المسور بن مخرمة (8 سنين)

النعمان بن بشير (8 سنين)

أبو الطفيل الكناني (8 سنين)

مسلمة بن مخلد الصامت (10 سنين)

عبد الله بن الزبير (9 سنين)

عمر بن أبي مسلمة (9 سنين)

فكيف نفهم عدالة وحفظ ووعي وصدق الصحابة الأطفال ؟

يقول أحدهم أنه هناك فرق بين التحمل والرواية فالصحابة تحملوا نعم فى هذا السن وما زالوا حديثى السن ولكن لم تتم الرواية والاداء الا بعد البلوغ . ولكن هذا العذر لا يليق بأي فاهم أو دارس ، فهل يثبت عقل الطفل في نقل الأخبار لعشرات السنين ؟ وهل يعترفون بشهادة رجل سمعها وهو طفلا ؟؟؟

والمعلوم أن الروايات أغلبها منقولة بالمعنى لا بالحرف ، فكيف يعي الطفل أمور الدين ويفهم حتى ينقل رواية بالمعنى ويعتمدها المسلمون لدينهم ، فهذا من هراءات المسلمين لنصرة صحابتهم بالباطل.

————

7) المشكلة السابعة اختراع أحاديث لأهداف سياسية

وهناك الكثير من المشاكل التي يطول شرحها، ويقصر الوقت عن ذكرها ، منها اختراع الصحابة أحدايث للدفاع عن فريقهم في الحروب ، مثل حديث البخاري – حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ لَقَدْ نَفَعَنِى اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – أَيَّامَ الْجَمَلِ ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ قَالَ لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ  »لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً [32]«.

والحديث واضح أهدافه السياسية في التحقير من شأن عائشة التي قادت الجيش ضد علي في موقعة الجمل ، ففيه هجوم على عائشة لصالح علي بن أبي طالب وفريقه.

ادعى أحدهم أن هذا مجرد ظن وطعن بلا دليل ، ولكنه في الحقيقة هو نتاج تطبيق علم التاريخ الحديث ، وليس محاولات لترقيع الحقيقة لتناسب مفهوم المسلم المسكين عن عدول الصحابة ، فالهدف السياسي لا تخطئه العين ، والحديث احادي[33] فقط عن أبي بكرة فهو ظنى الثبوت[34] ، أما أبو بكرة نفسه فهو متهم بالفسق [35] في عهد عمر بن الخطاب وجلد 80 جلدة على فسقه لأنه شهد على زنا ولم يكتمل أربع شهود عدول.

أبو بكرة واثنان من صاحبيه شهدوا على المغيرة بن شعبة بالزنا وكان معهم شاهد رابع ولكنه تراجع مما جعل عمر يحد الثلاثة (ومنهم أبو بكرة ) بحد القذف عملاً بقوله القرآن : وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4].

هنا المسلم بين ثلاث خيارات:

الأول الطعن في الصحابي أبو بكر بالفسق وبالتالي يصبح الحديث في عداد الأموات وهو في الصحيح ، فينتقل الصحيح إلى المزبلة.

أو الطعن في المغيرة بن شعبة بالزنا والفجور… وهو صحابي المفترض انه من العدول وأهل الثقة.

أو الطعن في عمر بعدم العدل… وهو صحابي من كبار الصحابة وخليفة المسلمين الثاني ، والمفترض انه من العدول وأهل الثقة.

فأيهم يختار المسلم يا ترى وهل يصدق حديث الصحابي الفاسق ؟ أو الزاني ؟ او الظالم ؟

يقول أحدهم ليبرر أفعال الصحابة عن الصنعاني[36]: والعدالة غير العصمة فلا ينافيها صدور شيء من المعاصي . وهنا نتوقف معه لنسأل : وياترى من كان يوحي للصنعاني ؟ هل كان هو ايضا نبيا ولا نعرف ؟ فليضع الصنعاني ما يشاء من قواعد ، ولكن الزنا مع عدم التوبة عنها يسقط عدالة أي شخص بما فيهم محمد نفسه . الزاني خان أمانة صاحبه وواقع امرأته ولم يتب ، فكيف يمكن الوثوق فيه ؟

—————–

8) المشكلة الثامنة . تحريف الصحابة للقرآن

جاء في اسباب النزول للنيسابوري : قوله تعالى (وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ) نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان قد تكلم بالإسلام فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يكتب له شيئاً فلما نزلت الآية التي في المؤمنين (وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ) أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله (ثُمَّ أَنشأَناهُ خَلقاً آَخَرَ) عجب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان فقال: تبارك الله أحسن الخالقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت علي فشك عبد الله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إلي كما أوحي إليه ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال وذلك قوله (وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ) وارتد عن الإسلام وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.

أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن يعقوب الأموي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني شرحبيل بن سعد قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن سرح قال: سأنزل مثل ما أنزل الله وارتد عن الإسلام فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتى به عثمان رسول الله عليه الصلاة والسلام فاستأمن له. [37]

وجاء في تاريخ اليعقوبي: عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري ، وكان يكتب لرسول الله فصار إلى مكة فقال : أنا أقول كما يقول محمد ، والله ما محمد نبي وقد كان يقول لي : اكتب (عزيز حكيم ) فأكتب ( لطيف خيبر ) ، ولو كان نبيا لعلم [38]

وجاء في الدر المنثور : قال لقريش : أنا أعلم لكم علم محمد فأتى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول الله إني أحب أن تستكتبني قال : فاكتب . فكان إذا أملى عليه من القرآن (وكان الله عليما حكيما ) كتب ( وكان الله حكيما عليما ) و إذا أملى عليه ( وكان الله غفورا رحيما ) ، كتب ( وكان الله رحيما غفورا ) . ثم يقول : يا رسول الله اقرأ عليك ما كُتب ! فيقول : نعم ، فإذا قرأ عليه ( وكان الله عليما حكيما ) أو ( رحيما غفور ) قال له النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : ما هكذا أمليت عليك ! وان الله لكذلك ! إنه لغفور رحيم و إنه لرحيم غفور !! فرجع إلى قريش فقال ليس آمره بشيء كنت آخذ به فينصرف ([39]

وفي حديث آخر صحيح : كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ، فعاد نصرانيا ، فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له ، فأماته الله فدفنوه ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم ، نبشوا عن صاحبنا فألقوه ، فحفروا له فأعمقوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه ، نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه ، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فعلموا : أنه ليس من الناس فألقوه .[40]

وهذا يضاف لعدالة الصحابة في نقل القرآن ، لأن ابن أبي سرح عاد إلى الإسلام قهرا يوم فتح مكة ومات عليه

الخلاصة : الصحابة كان فيه القاتل والمدلس والسارق والكذاب والطفل والمنافق ووضّاع (مخترع) الحديث ومؤلف القرآن …

كيف نضمن الاحاديث التي رووها ، وكلهم يعتبرهم المسلمون عدول صادقين حافظين لا غبار عليهم ؟

وكم حديث يمكن أن يسقط بسقوط عدالة الكثير من الصحابة ؟

وكيف نثق في نقلهم للقرآن ؟

ولو سقطت الأحاديث والقرآن ماذا يبقى للمسلم ؟

دعوتنا للمسلمين بقراءة الفاتحة على روح السنة وعلى روح القرآن !!


[1] البحر المحيط فى أصول الفقه 4/301

[2] الإحكام فى أصول الأحكام لابن حزم 5/86

[3] (الكفاية في علم الحديث للبغدادي ص 46)

[4]  اعترض أحدهم على قولي كثير من الصحابة ، فأما أكبرر دليل على كثرتهم هو ما اورده الترمذى فى سننه وصححه الالبانى :

حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت في هذه الآية ( فما لكم في المنافقين فئتين ) قال رجع ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فكان الناس فيهم فريقين فريق يقول اقتلهم وفريق يقول لا فنزلت هذه الآية ( فما لكم في المنافقين فئتين ) وقال إنها طيبة وقال إنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الحديد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وعبد الله بن يزيد هو الأنصاري الخطمي وله صحبة.

والحديث يعدد فئات المنافقين ولا يصفهم بالقلة ، بل يشير ضمنيا إلى كثرتهم … لأنهم انقسموا إلى فريقين وتسببوا في أسوأ هزيمة لمحمد في أوائل حروبه الدموية … معركة أحد فأين دليل القلة ؟ أما عتماد البعص على أن المدينة تنفي الخبائث ، وأن المنافقين لفظتهم المدينة فهو ليس حقيقة تاريخية بل مبنية على كلام نبي مشكوك في نبوته أصلا ، وهذا حديث جاء في إعرابي أراد الرجوع في بيعته لمحمد … ولأن الرجل صادق لم ينافق فقد أعلن رغبته … وهذا عكس المنافق الذي أعلن الإسلام ظاهرا وابطن الكفر … إذن لا علاقة بين الخبائث والمنافقين من الصحابة الذي لم يعرف عنهم محمد شيئا .

[5]  اعترض أحد المسلمين على قرآنه بأن محمد لا يعرفهم ، فأرد عليه  : لم أقل شيئا بل قرآنك هو الذي يقول ، فلا تكفر بقرآنك لترد شبهة أما قول محمد في قرآنه {وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }محمد30 . ففي أول النص حرف "لو" وهو حرف امتناع لامتناع … فكيف إذن نتيقن أنه أعلمهم بالمنافقين ، ولو أعلمهم فما هي أسمائهم وتواتر المعلومات عنهم ، ولماذا لم يخبر المسلمين بهم حتى يتجنب المسلمون الاستشهاد بعدالتهم في الأحاديث ؟ وأقرب دليل على التدليس هو أن محمد في صحيح النسائي قال : اللهم العن فلانا ، وفلانا . يدعو على أناس من المنافقين . فلماذ إذن لم يذكر الحديث أسمائهم ليعرفهم البقية ؟ أم أن راو الحديث كان من أصحابهم فتحرج من الطعن فيهم واكتفي ب"فلان وفلان"؟

[6] يظن بعضهم أن المرتد لا يكون ضمن الصحابة ، وهذا خطأ لأن الإمام البخاري يعرف الصحابي في كتاب الجهاد والسير -باب فضائل الصحابة : "مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ رَآهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ " وهذا يشمل الكل حتى المرتد منهم . لأن الحافظ بن حجر يقول: "وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابى هو من لقى النبى صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام، ولو تخللت ردة على الأصح .

[7]  وفى الصحيحين من حديث عتبان بن مالك لما صلى له النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فاجتمع إليه نفر من أهل الحي فقال قائل منهم : أين مالك الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقل له ذلك، ألاتراه قد قال : لا إله إلا الله ، يريد بذلك وجه الله ؟ قال : قالوا : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فو الله لا نرى ودّه وحديثه إلا إلى المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله » . محمد إذن لم يقل بأنه منافق بل من حوله من الصحابة هم من قالوا … أما محمد فقد أكد إيمانه وحرّم دخوله النار . فمن نصدق ؟ مدعي الوحي ؟ أم صحابته ؟ هذا الاختلاف يوضح أنهم لم يعلموا من هم المنافقون !!

[8] كماجاء في البخاري كتاب العلم 114 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَقَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِشِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍقَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – وَجَعُهُ قَالَ « ائْتُونِى بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ » .قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ . قَالَ « قُومُوا عَنِّى ، وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدِى التَّنَازُعُ » . فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِمَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَبَيْنَكِتَابِهِ .

وفي رواية أخرى للبخاري أن عدد -غير معلوم – من الصحابة اتهموا محمد بالهجر أو الجنون (ضمنيا منهم عمر):

البخاري كتاب الجهاد 3053 – حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا ابْنُعُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – أَنَّهُ قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ ،وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَفَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَجَعُهُيَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ « ائْتُونِى بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا » . فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدَ نَبِىٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُواهَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – . قَالَ « دَعُونِى فَالَّذِى أَنَا فِيهِ خَيْرٌمِمَّا تَدْعُونِى إِلَيْهِ » . وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ « أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَأَجِيزُواالْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ » . وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَأَلْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِالرَّحْمَنِ عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ . فَقَالَ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُوَالْيَمَامَةُ وَالْيَمَنُ . وَقَالَ يَعْقُوبُ وَالْعَرْجُ أَوَّلُتِهَامَةَ .

[9]  حاول بعضهم القول بأن المنافقين فضحتهم سورة براءة التي بينت فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم؛ ولهذا إنما كانت تسمى الفاضحة . فنرد ونقول بما جاء في (الدر المنثور): «أخرج ابن أبي شيبة والطّبراني في الأوسط وأبو الشّيخ والحاكم وابن مردويه عن حذيفة قال: الّتي تسمّون سورة التّوبة هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلاّ نالت منه، وما تقرؤون منها ممّا كنّا نقرأ إلاّ ربعها». إذن التفسير الأوقع ان الصحابة قد حرفوا القرآن وحذفوا أسماءهم من سورة التبوة حتى لا تفضحهم.

وما جاء في تفسير السيوطي يؤكد على كثرة المنافقين ، بل وتحريفهم للقرآن بحذف أسمائهم منها ، أما براءة بصورتها الحالية فهي لا تفضح أحدا ، لانه لم يذكر فيها اسم أي من الصحابة المنافقين … بل ولم يؤكد على معرفتهم بقوله (وَلَوْ نَشَاء) ، ثم أن أكبر دليل على كثرتهم ، وأنهم كانوا يبطنون الكفر ، ويظاهرون كذبا بالاسلام هو كثرة الارتداد بعد وفاة محمد

[10] استشهد أحدهم برواية عن ابن عباس للدفاع عن المؤلفة قلوبهم : حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (والمؤلفة قلوبهم)، وهم قوم كانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسلموا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضَخ لهم من الصدقات فإذا أعطاهم من الصدقات فأصابوا منها خيرًا قالوا: هذا دين صالح ! وإن كان غير ذلك، عابوه وتركوه.

والرواية على الرغم انها ضعيفة بلا سند كما قال الألباني في إرواء الغليل ص 865 ، إلا تؤكد أنهم منافقون أصحاب رشا يغيرون دينهم بحسب المال

[11]  وتأليف القلوب هو عين الرشوة وهذا هو جاء في تفسير السيوطي : وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه قال: ليست اليوم مؤلفة قلوبهم، إنما كان رجال يتألفهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أن كان أبو بكر رضي الله عنه قطع الرشا في الإِسلام.” (تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور- السيوطي )

[12]  جاء في الحديث: حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (والمؤلفة قلوبهم)، وهم قوم كانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسلموا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضَخ لهم من الصدقات فإذا أعطاهم من الصدقات فأصابوا منها خيرًا قالوا: هذا دين صالح ! وإن كان غير ذلك، عابوه وتركوه. وهذا اثبات أنهم أسلموا للمال وليس للدين

[13] سير أعلام النبلاء 2: 608

[14] المرجع السابق

[15]  مما يزيد الطين بللا هو اعتراض أحدهم على هذا الجرح لأنه منسوب إلى الحسن بن عثمان التستري وهو مطعون فيه من ابن عدى فى الكامل.  فوجب لرد الشبهة الطعن في علم الجرح والتعديل ، لأنه جرح يحتاج إلى سند ، وسنده يحتاج إلى سند ، وهكذا .. فلا سبيل إلى يقين لا في الصحابي أو التابعي أو من بعده ومن ينقل طعنا في صحابي يصبح هو نفسه مطعونا فيه ، فمن يأمن لنا قول الأهوازي أو ابن عدي عن غيرهما …. اين سند الجرح والتعديل ؟ دين هش

[16]  الراوي: عائشة و أم سلمة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1109، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[17] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5355 ،خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[18] المستدرك بتعليق الذهبي ج5 الصفحة 490

[19]  صحيح ابن حبان 1 / 122

[20] رواه البخاري ومسلم في صحيحهما

[21]  يدعي أحدهم أن القرآن أكد على اخوة الصحابة في {‏وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ‏} . ولكنها إخوة مرتبطة بالصلح والرجوع عن القتال … (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا) . فماذا عن الحروب التي لم يحدث فيها صلح وقاتلوا بعضهم بعضا حتى الموت كالحرب بين معاوية وعلي ، أو بين علي وعائشة ؟

[22]  يقول أحدهم الامر هنا منوط بالنية وملتزم بها . وهو قول المثير للضحك ، هل قتل الصحابة بعضهم بالآلاف في معركة الجمل دونما نية القتل أو القتال ؟

[23]  اعترض بعضهم أن نية القتل لم تكن موجودة عند الصحابة ، وهذا أمر مثير للشفقة والسخرية ؟ فهذا يعني أن نصدق أن  الصحابة  قتلوا بعضهم بالآلاف في معركة الجمل دونما نية القتل أو القتال !!

[24] مصنف إبن أبي شيبه – كتاب الأمراء ح30116

[25]  قال بعضهم بضعف الحديث ، وهذا خبر تاريخي لا علاقة له بتخريج الأحاديث ، ومع هذا فابن سيرين لا يروي عن علي بن أبي طالب بل يروي ما حدث معاصرا له ، فابن سرين توفى تقريبا عام 110 هـ عن نيف وثمانين سنة … يعني مولود بين عامي 25-27 هـ ، بينما علي ابن أبي طالب توفى عام 40 هـ … وقتها كان ابن سيرين عمره 13-15 عام يمكنه معاصرة الحدث ونقله ، ثم أنه ابن سيرين كان من المعروف أنه يروي عن معاوية … ومعاصرا له ، والرواية تدور حول أمر معاوية بقتل ابن أبي بكر ، فلا انقطاع في السند ؟

[26] الراوي: أنس بن مالك . خلاصة الدرجة: [صحيح]. المحدث: البخاري. المصدر: صحيح البخاري . الصفحة أو الرقم: 2691

[27] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6585، خلاصة حكم المحدث: [صحيح] . ترى أيهم هو الثقة : ابو هريرة راو الحديث ، أم بقية الصحابة المطعون فيهم ؟

[28] {‏وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ‏}

[29]  طعن أحدهم بأن المسعودي شيعي . وهذا لا ينفي صحة ما يقوله لأنه موثق بكتب أخرى مثل الغدير 8 / 484 و الطبقات لابن سعد 3 / 96 و 3 / 105 وصحيح البخاري ح 3129 كتاب فرض الخمس

[30] البخاري كتاب فضائل القرآن ح5035

[31] من كتاب الكفاية في علم الرواية – الخطيب البغدادي

[32] كتاب المغازي 4425

[33]  يقول أحدهم مستشهدا بابن حزم قوله " فصح بهذا إجماع الأمة على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأيضاً فإن جميع أهل الإسلام كانوا على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي -صلى الله عليه وسلّم " وبهذا نرد عليه بقول عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : ما يدعي فيه الرجل الإجماع فهو كذب , من ادعى الإجماع فهو كاذب .

[34] يختلف المسلمين في حكم  الأحاد ، لو كان الحديث مفيد قبلوه ، ولو كان يطعن في الاسلام قالوا ظني الثبوت . د. ماهر ياسين الفحل (في كتاب أثر اختلاف المتون والأسانيد في اختلاف الفقهاء) يقول : من المتفق عَلَيْهِ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ أنّ القرآن الكريم من حَيْثُ الثبوت قطعي لا مراء فِيْهِ، في حين أنّ خبر الآحاد لا يعدو كونه ظني الثبوت، إذ إنّ احتمال وجود الخطأ في رِوَايَة الحفاظ الثقات أمر وارد ، وَقَدْ قَالَ الإمام أحمد : (( ومن ذا الَّذِي يعرى من التصحيف والخطأ )) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 383). ومع توافر هَذِهِ الشبهة في خبر الآحاد ، فإنه لا مجال للقول بقطعية ثبوته ؛ لأنّ (( ما فِيْهِ شبهة لا يعارض ما لَيْسَ فِيْهِ شبهة )) (أسباب اختلاف الفقهاء : 300 للزلمي ) . انتهى

وبينما الشافعية قالوا بثبوت الأحاد ، الحنفية نفوه وقالوا بظنيته.

[35]  بل أن أبي بكرة كان شتّاما للصحابة مثل علي : عن زياد بن علاقة ، عن عمه : أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب ، فقام إليه زيد بن أرقم فقال : يا مغيرة ! ألم تعلن أن رسول الله (ص) نهى ، عن سب الأموات ؟ فلم تسب علياً وقد مات ؟! ، صححه الأباني

وبما أن سباب المسلم فسق كما جاء على لسان محمد :  عن ابن مسعود سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر- صحيح البخاري  فابو بكرة فاسق بالتبعية

[36] في توضيح الأفكار 2|93

[37]  أسباب النزول للواحدي النياسبوري – سورة الأنعام

[38] تاريخ اليعقوبي 1: 59-60

[39] الدر المنثور للسيوطي 6: 352

[40] الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3617 – خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

Sorry, the comment form is closed at this time.

 
%d مدونون معجبون بهذه: