المسيح بلاهوته يغفر الخطايا –اعتراضات والرد عليها
Posted by mechristian في مارس 16, 2012
المسيح بلاهوته يغفر الخطايا –اعتراضات والرد عليها
بقلم ابراهيم القبطي
يهاجم بعض المسلمين من المنحرفين فكريا مقولة أن المسيح غفر الخطايا ، ويصيرون الطثير من الاعتراضات الواهية
مع أن المسيح بالفعل قد غفر الخطايا وبسلطان
وهذا من أكبر الأدلة على لاهوته له كل المجد
الدليل الكتابي على هذا
في العهد القديم يهوة هو الوحيد الذي يغفر الخطايا
"من هو اله مثلك غافر الاثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه.لا يحفظ الى الابد غضبه فانه يسرّ بالرأفة". (ميخا 7: 18(
" اما هو فرؤوف يغفر الاثم ولا يهلك وكثيرا ما رد غضبه ولم يشعل كل سخطه." (مز78: 38)
"باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك" (مز 103: 2-3)
فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَلِّمَهُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الَّذِي يَسْلُكُونَ فِيهِ، وَأَعْطِ مَطَراً عَلَى أَرْضِكَ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لِشَعْبِكَ مِيرَاثاً. (ملوك الأول 8: 36)
مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي لأَنَّهُ عَظِيمٌ. (مزمور 25: 11)
لَعَلَّ بَيْتَ يَهُوذَا يَسْمَعُونَ كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي أَنَا مُفَكِّرٌ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهِمْ فَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ فَأَغْفِرَ ذَنْبَهُمْ وَخَطِيَّتَهُمْ. (أرميا 36: 3)
وأما المسيح في العهد الجديد فبالمثل قد غفر الخطايا
1) للمفلوج في كفرناحوم
(متى 9: 2-8) : "واذا مفلوج يقدمونه اليه مطروحا على فراش.فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمفلوج ثق يا بني.مغفورة لك خطاياك. واذا قوم من الكتبة قد قالوا في انفسهم هذا يجدّف. فعلم يسوع افكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم. ايما ايسر ان يقال مغفورة لك خطاياك.او ان يقال قم وامش. ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا . حينئذ قال للمفلوج.قم احمل فراشك واذهب الى بيتك. فقام ومضى الى بيته. فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا"
ونفس القصة في (مرقس 2: 1-12) : "ثم دخل كفرناحوم ايضا بعد ايام فسمع انه في بيت. وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب.فكان يخاطبهم بالكلمة.
وجاءوا اليه مقدمين مفلوجا يحمله اربعة. واذ لم يقدروا ان يقتربوا اليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلّوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه.
فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بنيّ مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف.من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده. فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيّما ايسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك.أم ان يقال قم واحمل سريرك وامش. ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.قال للمفلوج لك اقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجّدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط."
ونفس القصة في لوقا (5: 17-26) : "وفي احدى الايام كان يعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد أتوا من كل قرية من الجليل واليهودية واورشليم.وكانت قوة الرب لشفائهم. واذا برجال يحملون على فراش انسانا مفلوجا وكانوا يطلبون ان يدخلوا به ويضعوه امامه. ولما لم يجدوا من اين يدخلون به لسبب الجمع صعدوا على السطح ودلوه مع الفراش من بين الاجر الى الوسط قدام يسوع. فلما رأى ايمانهم قال له ايها الانسان مغفورة لك خطاياك. فابتدأ الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين من هذا الذي يتكلم بتجاديف.من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده. فشعر يسوع بافكارهم واجاب وقال لهم ماذا تفكرون في قلوبكم. أيما ايسر ان يقال مغفورة لك خطاياك.أم ان يقال قم وامش. ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك واذهب الى بيتك. ففي الحال قام امامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى الى بيته وهو يمجد الله. فأخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلأوا خوفا قائلين اننا قد رأينا اليوم عجائب"
2) للمرأة الخاطئة في بيت سمعان
(لوقا 7: 37-50): "واذا امرأة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر راسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما هي. انها خاطئة. فاجاب يسوع وقال له يا سمعان عندي شيء اقوله لك.فقال قل يا معلّم. كان لمداين مديونان.على الواحد خمس مئة دينار وعلى الآخر خمسون. واذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا.فقل.ايهما كان اكثر حبا له. فاجاب سمعان وقال اظن الذي سامحه بالاكثر.فقال له بالصواب حكمت. ثم التفت الى المرأة وقال لسمعان أتنظر هذه المرأة.اني دخلت بيتك وماء لاجل رجلي لم تعط.واما هي فقد غسلت رجليّ بالدموع ومسحتهما بشعر راسها. قبلة لم تقبّلني.واما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجليّ. بزيت لم تدهن راسي.واما هي فقد دهنت بالطيب رجليّ. من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا.والذي يغفر له قليل يحب قليلا. ثم قال لها مغفورة لك خطاياك. فابتدأ المتكئون معه يقولون في انفسهم من هذا الذي يغفر خطايا ايضا. فقال للمرأة ايمانك قد خلّصك.اذهبي بسلام"
من هذه النصوص المقدسة نستدل على الآتي
1) أن المسيح نطق بالغفران للمفلوج والمراة الخاطئة
2) وأن الكتبة والفريسيين أعترضوا في حالة المفلوج لأن الصيغة التي قال بها الغفران لم تكن دعاء بالغفران بل أمر بالغفران وهم يعلمون أن الغفران ليهوة وحده ، وهذا ما حدث في بيت الفريسي سمعان أيضا
3) وأن الناس من العامة تعجبوا في موقف المفلوج ، وإن لم يدركوا ماهية ما قاله المسيح جيدا فقد لفت أنظارهم معجزة شفاء المفلوج ، ولم يلقوا الكثير من الاهتمام إلى الغفران .
بعض الاعتراضات
الاعتراض الأول … أن اللفظ مبني للمجهول في كلمة مغفور ولم يقل المسيح غفرت لك خطاياك
الرد: في قصة مفلوج كفرناحوم أوضح المسيح وبفعل معلوم فاعله أنه هو الغافر فعندما أعترض اليهود على نطق السيد المسيح بغفران الخطايا أجابهم
" ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا" (متى 9: 6) (مرقس 2: 10) (لوقا 5: 24)
وهنا أوضح المسيح بالفعل المضارع يغفر أن الفاعل هو ابن الإنسان فهو الذي يغفر
وهذا نص في قمة الصراحة والوضوح بلا تأويل أو سفسطة أن فعل الغفران لم يكن وحيا أو الهاما أو بُشرى ، أو تنبؤ ، أو دعوة "اللهم" ، وإنما سلطان ذاتي نابع من لاهوته المتحد بناسوته أن يغفر الخطايا . وما بني للمجهول في "مغفورة لك خطاياك" صرحه المسيح علانية بلا لبس قائلا بعدها " ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا" فأوضح أنه الغافر ولا أحد آخر.
وفي كل هذا لم يقف المسيح قائلا اللهم أغفر له بل نطق بالغفر وأكد أنه سلطانه هو كأبن الإنسان
_______________________________
الاعتراض الثاني … وهو اعتراض واهي بأن المسيح لم يكن يعني الغفران وإنما الشفاء للمفلوج
بمعنى أن الغفران = الشفاء وليس الغفران الفعلي . فاستشهد أحد المسلمين على ذلك بأن المسيح استشهد بشفاء المفلوج ليثبت قدرته على الغفران ولكنه في الحقيقة كل ما فعله هو الشفاء . وهذا اعتراض قاله لي أحد المسلمين بناءا على تفسيره الخاص ، الذي لا نقبله . ومع هذا سوف نرد عليه
والرد عليه هو بالآتي
1) أن المسيح غفر الخطايا أيضا للمرأة الخاطئة ولم تكن مريضة (غفران بلا شفاء)
2) أن المسيح غفر الخطايا للمفلوج أولا ولم يشفى ولكنه لما نطق بكلمات الشفاء "قم وأحمل سريرك" تم الشفاء
مما يدل على أن الشفاء والغفران كانا فعلين منفصلين (شفاء + غفران)
وهذا ما يؤكده التفسير (تادرس يعقوب ملطي)
: لقد أكّد لهم أنه الله العالم بالأفكار، فكشف لهم ما بداخلهم، وأكّد لهم أنه غافر الخطايا بطريقة ملموسة تناسب فكرهم المادي بشفائه المفلوج فورًا. لقد غفر للمفلوج خطاياه، وهاهو يفتح الباب لهم كي ينعموا هم بما ناله.
وأيضا في كتاب Commentary Critical and Explanatory on the Whole Bible
Whether is it easier to say to the sick of the palsy, Thy sins be forgiven thee—or "are forgiven thee"; or to say, Arise, and take up thy bed and walk?—"Is it easier to command away disease than to bid away sin? If, then, I do the one which you can see, know thus that I have done the other, which you cannot see."(commentary critical) source
وقد اتفق يوحنا الذهبي الفم والقديس جيروم على أن شفاء المريض جاء كبرهان مادي لليهود على قدرة المسيح اللاهوتية لا يؤمن إلا بالماديات … لأنه لا يوجد دليل ملموس على غفران الخطايا
Chrysostom.: He did not indeed contradict their suspicions so far as they had supposed Him to have spoken as God. For had He not been equal to God the Father, it would have behoved Him to say, I am far from this power, that of forgiving sin. But He confirms the contrary of this, by His words and His miracle; “Whether is it easier to say, Thy sins are forgiven thee, or to say, Arise, and walk?” By how much the soul is better than the body, by so much is it a greater thing to forgive sin than to heal the body. But forasmuch as the one may be seen with the eyes, but the other is not sensibly perceived, He does the lesser miracle which is the more evident, to be a proof of the greater miracle which is imperceptible.
Jerome: Whether or no his sins were forgiven He alone could know who forgave; but whether he could rise and walk, not only himself but they that looked on could judge of; but the power that heals, whether soul or body, is the same. And as there is a great difference between saying and doing, the outward sign is given that the spiritual effect may be proved; “But that ye may know that the Son of Man hath power on earth to forgive sins.”
فلا نفهم من كل هذه التفسيرات إلا أن الشفاء والغفران منفصلان كفعلين… ولكن المسيح استعمل احدهما ذات التأثير الملموس والمادي (قم واحمل) للبرهان على قدراته اللاهوتية والتي أعلن بها غفران الخطايا وهي الأخرى ذات التأثير الغير ظاهر للعيان والملموس نفسيا وروحيا للمفلوج نفسه وليس للعامة
3) أن المسيح شفى الكثير من الأمراض بلا غفران مثل المرأة النازفة والمولود أعمى (شفاء بلا غفران) ، فلم يكن يحتاج إلى أن يصرح بالغفران وهو يعني الشفاء
_______________________________
الاعتراض الثالث … لماذا لم يغفر المسيح خطية مريض بيت حسدا (يوحنا 5) على الرغم من أنها سبب مرضه العضوي؟
والإجابة أن غفران الخطية يتطلب مقومات الغفران من الله الظاهر في الجسد
* التوبة والاعتراف بالخطأ أمام الله… فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. (أعمال 2: 38)
" فاجاب يسوع وقال لهم أتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. كلا اقول لكم.بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون.أو اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم.بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لوقا 13: 2-5)
* حب الله … كما في المرأة الخاطئة (من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا) (لوقا 7: 47)
* الإيمان … كما في المراة الخاطئة أيضا (فقال للمرأة ايمانك قد خلّصك.اذهبي بسلام) (لوقا 7: 50)
ومن المؤكد أن المسيح رأي أحداها ناقصة من حياة مريض بيت حسدا فأكتفى بالنصيحة والتحذير ولم يغفر خطيئته سبب المرض . "بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال له ها انت قد برئت.فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك اشرّ" (يوحنا 5: 14)
فمن الواضح أن المسيح رآه بعين اللاهوت غير تائب (أو لا يحمل أحد مقومات الغفران) بعد ومن الممكن أن يعود إلى الخطية مرة أخرى فحذره من نهاية أشر إذا عاد إليها . بينما في مفلوج كفر ناحوم فقد غفر له المسيح لأنه رأي توبته القلبية وعلى إيمان وحب أصحابه له ولله . " فلما رأى ايمانهم قال له ايها الانسان مغفورة لك خطاياك."
_______________________________
الاعتراض الرابع … الكلمة (مغفور لك ) التي يتم الإستشهاد بها على غفران السيد المسيح للذنوب لاتصلح لأنها أستخدمت كثيرا" بالعهد الجديد و القديم
ولا يدفع هذا إلا التساؤل على العقول التي تخترع هذه الاعتراضات الهلامية الغبية … أم أنها جماجم بلا عقول . ومع هذا دعونا نراجع بعض الأمثلة لنثبت بطلان هذا الزعم
1) من العهد القديم:
هل قال أحد الكهنة في العهد القديم "مغفورة لك خطاياك" لأحد؟
أو لي سلطان أن أغفر الخطايا ؟
لا يوجد نص واحد على الإطلاق وعلى سبيل المثال
ففي الاصحاحان الرابع والخامس من سفر اللاويين (يصفح = يغفر في الأصل العبري)
1) …وَيَفْعَلُ بِالثَّوْرِ كَمَا فَعَلَ بِثَوْرِ الْخَطِيَّةِ. كَذَلِكَ يَفْعَلُ بِهِ. وَيُكَفِّرُ عَنْهُمُ الْكَاهِنُ فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ. (لاويين 4: 20)
2) …وَجَمِيعَ شَحْمِهِ يُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ كَشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامَةِ وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ مِنْ خَطِيَّتِهِ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. (لاويين 4: 26)
3) …وَجَمِيعَ شَحْمِهَا يَنْزِعُهُ كَمَا نُزِعَ الشَّحْمُ عَنْ ذَبِيحَةِ السَّلامَةِ وَيُوقِدُ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. (لاويين 4: 31)
4) …وَجَمِيعَ شَحْمِهِ يَنْزِعُهُ كَمَا يُنْزَعُ شَحْمُ الضَّانِ عَنْ ذَبِيحَةِ السَّلامَةِ وَيُوقِدُهُ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ عَلَى وَقَائِدِ الرَّبِّ. وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا فَيُصْفَحُ عَنْهُ . (لاويين 4: 35)
5) …وَامَّا الثَّانِي فَيَعْمَلُهُ مُحْرَقَةً كَالْعَادَةِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا فَيُصْفَحُ عَنْهُ. (لاويين 5: 10)
6)… فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا بِهَا فِي وَاحِدَةٍ مِنْ ذَلِكَ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. وَيَكُونُ لِلْكَاهِنِ كَالتَّقْدِمَةِ». (لاويين 5: 13)
7) …وَيُعَوِّضُ عَمَّا اخْطَا بِهِ مِنَ الْقُدْسِ وَيَزِيدُ عَلَيْهِ خُمْسَهُ وَيَدْفَعُهُ الَى الْكَاهِنِ فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ بِكَبْشِ الْاثْمِ فَيُصْفَحُ عَنْهُ (لاويين 5: 16)
8) …فَيَاتِي بِكَبْشٍ صَحِيحٍ مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ ذَبِيحَةَ اثْمٍ الَى الْكَاهِنِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ سَهْوِهِ الَّذِي سَهَا وَهُوَ لا يَعْلَمُ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. (لاويين 5: 18)
والمفاجأة الظريفة …من المتكلم في كل هذه الآيات المقدسة ؟ ….
أنه هو الرب نفسه فكل وصايا الإصحاحين 4 ، 5 من لاويين تبدأ
من الآية " وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى:" (لاويين 4: 1)
وعلى لسان الرب تأتي العبارة المتكررة ".. فيُصفح عنه" …
والعجيب أن الرب لم يتكلم بصيغة المتكلم ولم يقل "فأصفح عنه" بل صاغها لسان الرب مبنية للمجهول ، كما فعل تماما عندما تجسد (في المسيح) في العهد الجديد وقالها مبينة للمجهول أيضا "مغفورة لك خطاياك"
وبالمثل في لاويين الاصحاح 6
9) …فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ امَامَ الرَّبِّ فَيُصْفَحُ عَنْهُ فِي الشَّيْءِ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مُذْنِبا بِهِ». (لاويين 6: 7)
يبدأ الإصحاح بـ "" وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى:" (لاويين 6: 1)
وبالمثل في لاويين الاصحاح 19
10) …فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ بِكَبْشِ الْاثْمِ امَامَ الرَّبِّ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا فَيُصْفَحُ لَهُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا. (لاويين 19: 22)
يبدأ الاصحاح بـ " وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى:" (لاويين 19: 1)
وبالمثل في سفر العدد 15: 25-28
11) …فَيُكَفِّرُ الكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً. فَإِذَا أَتُوا بِقُرْبَانِهِمْ وَقُوداً لِلرَّبِّ وَبِذَبِيحَةِ خَطِيَّتِهِمْ أَمَامَ الرَّبِّ لأَجْلِ سَهْوِهِمْ . يُصْفَحُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل وَالغَرِيبِ النَّازِلِ بَيْنَهُمْ لأَنَّهُ حَدَثَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ بِسَهْوٍ. «وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْواً تُقَرِّبْ عَنْزاً حَوْلِيَّةً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ .فَيُكَفِّرُ الكَاهِنُ عَنِ النَّفْسِ التِي سَهَتْ عِنْدَمَا أَخْطَأَتْ بِسَهْوٍ أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهَا فَيُصْفَحُ عَنْهَا.
تتكرر عبارة "وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى:" مرتين … في العدد 15: 1، 17
أما في تثنية 21: 8…
12) …اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ وَلا تَجْعَل دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيل. فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ. …
نص سفر تثنية هو وصايا الرب الحرفية يكررها موسى للمرة الثانية (ومن هنا جاءت كلمة تثنية) كما جاءت من قبل في سفري اللاويين والعدد
والفقرة التي يبدأ بها كلام الرب تظهر قبلها بأكثر من اصحاح في تثنية 18: 17-18
"قال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ …."
وتستمر الوصايا على لسان الرب بلا انقطاع حتى نصل إلى تثنية 21: 6-8 وهي فقرتنا المعنية .. وفيها يوصى الرب الشيوخ عما يفعلون إذا وجدوا قتيلا مجهولا في أرضهم فيقول:
وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلكَ المَدِينَةِ القَرِيبِينَ مِنَ القَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلى العِجْلةِ المَكْسُورَةِ العُنُقُِ فِي الوَادِي .وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لمْ تَسْفِكْ هَذَا الدَّمَ وَأَعْيُنُنَا لمْ تُبْصِرْ. اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ وَلا تَجْعَل دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيل. فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ.
وتجئ جملة المغفرة " فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ" مبينة للمجهول أيضا على لسان الرب نفسه ، ومرة أخرى يتكلم الرب بلسانه بصيغة المبني للمجهول (فلم يقل فأغفر لهم الدم)
كما كررها تماما عندما جاء ملء الزمان وظهر في الجسد (في المسيح ) في العهد الجديد وقال "مغفورة لك خطاياك"
13 )… وهذا هو ما حدث أيضا في هذه الآية التي نطق بها اشعياء على لسان الله في حوار عجيب (اشعياء 33)
ففي أول الإصحاح يتكلم الرب بلعنة على جيش أشور الذي هجم على أورشليم (33: 1)
" وَيْلٌ لَكَ أَيُّهَا الْمُخْرِبُ وَأَنْتَ لَمْ تُخْرَبْ وَأَيُّهَا النَّاهِبُ وَلَمْ يَنْهَبُوكَ. حِينَ تَنْتَهِي مِنَ التَّخْرِيبِ تُخْرَبُ وَحِينَ تَفْرَغُ مِنَ النَّهْبِ يَنْهَبُونَكَ."
فيرد عليه اشعياء بلسان الشعب طالبا الرحمة (33: 2-6)
" يَا رَبُّ تَرَأَّفْ عَلَيْنَا. إِيَّاكَ انْتَظَرْنَا. كُنْ عَضُدَهُمْ فِي الْغَدَوَاتِ. خَلاَصَنَا أَيْضاً فِي وَقْتِ الشِّدَّةِ.
مِنْ صَوْتِ الضَّجِيجِ هَرَبَتِ الشُّعُوبُ. مِنِ ارْتِفَاعِكَ تَبَدَّدَتِ الأُمَمُ.
وَيُجْنَى سَلْبُكُمْ جَنْي الْجَرَادِ. كَتَرَاكُضِ الْجُنْدُبِ يُتَرَاكَضُ عَلَيْهِ.
تَعَالَى الرَّبُّ لأَنَّهُ سَاكِنٌ فِي الْعَلاَءِ. مَلَأَ صِهْيَوْنَ حَقّاً وَعَدْلاً.
فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ.
فيعود الرب قائلا مطمئنا لهم ومرعبا للخطاة حتى من سكان أورشليم (33: 7-13)
هُوَذَا أَبْطَالُهُمْ قَدْ صَرَخُوا خَارِجاً. رُسُلُ السَّلاَمِ يَبْكُونَ بِمَرَارَةٍ.
خَلَتِ السِّكَكُ. بَادَ عَابِرُ السَّبِيلِ. نَكَثَ الْعَهْدَ. رَذَلَ الْمُدُنَ. لَمْ يَعْتَدَّ بِإِنْسَانٍ.
نَاحَتْ ذَبُلَتِ الأَرْضُ. خَجِلَ لُبْنَانُ وَتَلِفَ. صَارَ شَارُونُ كَالْبَادِيَةِ. نُثِرَ بَاشَانُ وَكَرْمَلُ
اَلآنَ أَقُومُ يَقُولُ الرَّبُّ. الآنَ أَصْعَدُ. الآنَ أَرْتَفِعُ.
تَحْبَلُونَ بِحَشِيشٍ تَلِدُونَ قَشِيشاً. نَفَسُكُمْ نَارٌ تَأْكُلُكُمْ.
وَتَصِيرُ الشُّعُوبُ وَقُودَ كِلْسٍ أَشْوَاكاً مَقْطُوعَةً تُحْرَقُ بِالنَّارِ.
اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَعِيدُون مَا صَنَعْتُ وَاعْرِفُوا أَيُّهَا الْقَرِيبُونَ بَطْشِي.
فيرد اشعياء على لسان الشعب معلنا خوفه من البطش الإلهي أن يصيب خطاة أورشليم أيضا وليس أشور فقط (33: 14)
ارْتَعَبَ فِي صِهْيَوْنَ الْخُطَاةُ. أَخَذَتِ الرِّعْدَةُ الْمُنَافِقِينَ . مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟
فيجيبه الله أن السالك بالحق (الغير خاطئ) يسكن في الأعالي محميا في حصون الصخر (في حماية إلهية) (33: 15-19)
السَّالِكُ بِالْحَقِّ وَالْمُتَكَلِّمُ بِالاِسْتِقَامَةِ الرَّاذِلُ مَكْسَبَ الْمَظَالِمِ النَّافِضُ يَدَيْهِ مِنْ قَبْضِ الرَّشْوَةِ الَّذِي يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ سَمْعِ الدِّمَاءِ وَيُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ
هُوَ فِي الأَعَالِي يَسْكُنُ. حُصُونُ الصُّخُورِ مَلْجَأُهُ. يُعْطَى خُبْزَهُ وَمِيَاهُهُ مَأْمُونَةٌ.
اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ تَنْظُرُ عَيْنَاكَ. تَرَيَانِ أَرْضاً بَعِيدَةً.
قَلْبُكَ يَتَذَكَّرُ الرُّعْبَ. أَيْنَ الْكَاتِبُ أَيْنَ الْجَابِي أَيْنَ الَّذِي عَدَّ الأَبْرَاجَ؟
الشَّعْبَ الشَّرِسَ لاَ تَرَى: الشَّعْبَ الْغَامِضَ اللُّغَةِ عَنِ الإِدْرَاكِ الْعَيِيَّ بِلِسَانٍ لاَ يُفْهَمُ.
فينادي اشعياء على لسان الشعب طالبا من الله مزيد من الأمان لأورشليم وبالأخص خطاة أورشليم (حتى للخطاة) ويطلب الخلاص للجميع (33: 20-22)
اُنْظُرْ صِهْيَوْنَ مَدِينَةَ أَعْيَادِنَا. عَيْنَاكَ تَرَيَانِ أُورُشَلِيمَ مَسْكَناً مُطْمَئِنّاً خَيْمَةً لاَ تَنْتَقِلُ. لاَ تُقْلَعُ أَوْتَادُهَا إِلَى الأَبَدِ وَشَيْءٌ مِنْ أَطْنَابِهَا لاَ يَنْقَطِعُ.
بَلْ هُنَاكَ الرَّبُّ الْعَزِيزُ لَنَا مَكَانُ أَنْهَارٍ وَتُرَعٍ وَاسِعَةِ الشَّوَاطِئِ. لاَ يَسِيرُ فِيهَا قَارِبٌ بِمِقْذَافٍ وَسَفِينَةٌ عَظِيمَةٌ لاَ تَجْتَازُ فِيهَا.
فَإِنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا .
فيجيبه الرب كمخلص (كاقنوم الكلمة بالتحديد فهو المخلص والفادي والملك والمشرع) بأن أشور قد ولت ، وأن أمان أورشليم بخطاتها سوف يكتمل تحقيقه بغفران الخطايا وظهوره كمخلص (وهو ما لم يحدث في زمن اشعياء فهي نبوة مسيانية (33: 23-24)
ارْتَخَتْ حِبَالُكِ. لاَ يُشَدِّدُونَ قَاعِدَةَ سَارِيَتِهِمْ. لاَ يَنْشُرُونَ قِلْعاً. حِينَئِذٍ قُسِمَ سَلْبُ غَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ. الْعُرْجُ نَهَبُوا نَهْباً.
وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ.
فجاءت كلمة الغفران على لسان الله الابن شخصيا … فهو يواجه شعب يهوذا معلنا بأن الخلاص من أشور قد تحقق ، ولكن الخلاص والغفران الكامل في مجيئة قائلا ومطمئنا "الشعب الساكن فيها مغفور الإثم"
ولهذا أجمعت الكثير من التفسيرات على أن هذه هي نبوة على المسيح وقدرته الخلاصية على مغفرة الخطايا وتأتي المفاجأة الثانية الجميلة
أن فعل يغفر في هذه الآية ليس هو الفعل المستعمل عادةً للغفران في الأصل العبري والمذكور سابقا: סלח /sâlach /saw-lakh’
بل هو فعل آخر في استعماله الأصلي بمعنى يحمل أو يرفع נשׂא (nâśâ’ nâsâh) to lift
ففي سفر أشعياء 33: 24
Isa 33:24 ובל־יאמר שׁכן חליתי העם הישׁב בה נשׂא עון׃
وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ.
وقد جاء نفس في الكثير من النصوص في العهد القديم بمعناه الحرفي يرفع أو يحمل وليس بمعناه الضمني وهو الغفران
" فِي يَوْمِهِ تُعْطِيهِ أُجْرَتَهُ وَلا تَغْرُبْ عَليْهَا الشَّمْسُ لأَنَّهُ فَقِيرٌ وَإِليْهَا حَامِلٌ نَفْسَهُ لِئَلا يَصْرُخَ عَليْكَ إِلى الرَّبِّ فَتَكُونَ عَليْكَ خَطِيَّةٌ." (تثنية 24: 15)
Deu 24:15 ביומו תתן שׂכרו ולא־תבוא עליו השׁמשׁ כי עני הוא ואליו הוא נשׂא את־נפשׁו ולא־יקרא עליך אל־יהוה והיה בך חטא׃
" 1Sa 17:41 وَاقْتَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّ إِلَى دَاوُدَ وَحَامِلُ التُّرْسِ أَمَامَهُ. (صموئيل الأول 17: 41)
1Sa 17:41 וילך הפלשׁתי הלך וקרב אל־דוד והאישׁ נשׂא הצנה לפניו׃
فنفهم كلام الرب الابن "مغفور الإثم" أنه محمول الإثم أو مرفوع الإثم في نبوءة نطقها بنفسه يستعلن بها حقيقة الفداء ويذكرنا بقول يوحنا المعمدان الإعلاني
" وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم." (يوحنا 1: 29)
وقول بطرس الرسول :" الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم." (1 بطرس 2: 24)
وفي قول بولس الرسول :" هكذا المسيح ايضا بعدما قدّم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه" (عبرانيين 9: 28)
13 )… شاول الملك وطلبه من صموئيل النبي للغفران
»والآن فَاغْفِرْ خَطِيَّتِي وَارْجِعْ مَعِي فَأَسْجُدَ لِلرَّبِّ». (صموئيل أول 15: 25)
فهل وافق عليها صموئيل النبي وغفر الخطايا لشاول ؟
بل يجيبه صموئيل في الآية التي تليها مباشرة " لا ارجع معك لانك رفضت كلام الرب فرفضك الرب من ان تكون ملكا على اسرائيل." (صموئيل أول 15: 26)
فهل قال له نعم ؟ هل غفر له الخطايا؟ هل قال له حتى لا .. لا أغفر لك الخطايا؟
لا .. لا يملك … لأني مجرد نبي
شاول يسأل السؤال الخطأ … لأنه خاطئ ومبتعد عن الله ، ولهذا بعدها فارقه روح الرب
" وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح رديء من قبل الرب." (صموئيل أول 16: 14)
2) من العهد الجديد:
أما عن أمثلة من اعتراضات العهد الجديد حيث يدعي المسلم أن هناك أناس نطقوا بالغفران مثل المسيح
1)… يوحنا الحبيب في العهد الجديد القائل
" أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ." (1يوحنا 2: 12)
فهل غفر يوحنا لأحد خطاياه … لا
فهو لا يجرؤ أن ينتهي عند اللفظ "غفرت لكم الخطايا" ويقف … بل ويكمل من أجل اسمه لكي يؤكد على أنه لا مغفرة للخطايا إلا على اسم المسيح الإله المتجسد … الوحيد القادر على مغفرة الخطايا بسلطان اللاهوت الحال فيه ، والساكن في حضن أبيه
2)… وأما بولس الفيلسوف فيقول
»طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً». (رومية 4: 6-8)
فهو أولا لا يتكلم عن نفسه بل يقول في عبارته الكاملة والتي اقتطعت من السياق لتهدف أغراضا خبيثة أو لأن المستشهد بها مبتورة يعاني من قصور في الفكر والنظر معا أو نوع من العته أو البله مثلا
كَمَا يَقُولُ دَاوُدُ أَيْضاً فِي تَطْوِيبِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَحْسِبُ لَهُ اللهُ بِرّاً بِدُونِ أَعْمَالٍ: »طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً». (رومية 4: 6-8)
وثانيا أيضا لم يقف بولس في مواجهة خاطئ ليقول له "مغفورة لك خطاياك" بل هو مستشهدا بداود النبي يطوبان ولا يغفران لشخص غائب … فهم يطوبان من غفر له الرب خطاياه
ثالثا الفعل غُفرت (فعل ماض) … ذاكرين صراحة مصدر الغفران من الله أو الرب ، وهم يكتفون بتطويبه
وهنا نجد بناء من القش وأوراق الكوتشينة يتساقط هلاميا هشا بلا معنى مثل أوراق الخريف … ونجد وفي صراحة أنه لم يوجد من يعلنها صراحة "مغفورة لك خطاياك" إلا المسيح الذي هو هو إله العهد القديم القائل "يُصفح عنهم" أو "مغفور الإثم" أو "يغفر له الدم"
_______________________________
الاعتراض الخامس …. مصدر سلطان المسيح في جميع الأحوال ليس ذاته بل الآب
" واعطاه سلطانا ان يدين ايضا لانه ابن الانسان. لا تتعجبوا من هذا.فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت الى قيامة الدينونة. انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني" (يوحنا 5: 27 – 30)
فيأخذ المسلم هذه الآية ويعود ويستنكر أن سلطان المسيح هو سلطان ذاتي بل هو مجرد منحة من الآب للنبي عيسى !!!!
والغريب أن المسلم إما لا يفهم ، أو أنه لا يفكر ولايحاول أن يفهم ، أو أنه الجهل
1) النص كله يتكلم عن سلطان آخر للمسيح وهو الدينونة وليس مغفرة الخطايا … وكان الأولى أن يستشهد المسلم بنص يتكلم عن مغفرة الخطايا لا الدينونة!!
2) من الزاوية الإسلامية لا يوجد أي نبي أخذ سلطان الدينونة من الله .. بل الله هو وحده الديّان
3) النص له تكملة يسقطها المسلم لأنه معتاد على قرآن مفكك فكريا ولغويا (منجم) أو لأنه متعمد ومدلس وكمالة النص عن سلطان الدينونة يبدأ من (يوحنا 5: 19-23)
"فاجاب يسوع وقال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الآب يعمل.لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. لان الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله.وسيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم. لانه كما ان الآب يقيم الاموات ويحيي كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء. لان الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن. لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب.من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي ارسله"
لو الآب أعطى السلطان للابن كتوكيل لنبي كما يدعي بعض المسلمين … فلماذا لم يستمر محتفظا بالسلطان لنفسه كإله ؟
ولكن المسيح يقول :" لان الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن"
وكأنما الآب تنازل عن كامل سلطانه للإبن …
وبمفهوم المسلم
الآب = الله
الابن = النبي عيسى
فلو أبدلنا كلمة الآب بالله والابن بالنبي عيسى يصبح نص الآية
لأن الله لا يدين أحدا بل أعطى كل الدينونة للنبي عيسى
يادي المصيبة … يعني الله لم يعد الله ، والنبي عيسى صار إلها بدلا منه لأنه يدين فهو الديّان أما الله الأصلي لم يعد هو الديّان
بل حاشا … فطبقا للتفسير المسيحي الكنسي أن الآب بالإبن والإبن من الآب … كلاهما واحد مع الروح القدس …
فلو تنازل الآب عن كامل سلطانه للإبن ، فإن الإبن محبوب الآب يعود فيسلم كل ذاته وسلطانه ويُخضِع هذا السلطان لمشيئة أبيه ويؤكد أنه لن يدين إلا بمشيئة الآب
الآب يتنازل تماما عن سلطانه للأبن ، والابن يعيد السلطان للآب بطاعة الإبن المطلقة لأبيه ، وهذا هو عمق الثالوث المسيحي وعظمته
فكل من الأقانيم الثلاثة لا يطلب ما لكيانه بل يعطي ملء كيانه اللاهوتي للأثنين الآخرين …
فيصبح الآب هو الديان بواسطة الإبن والأبن هو الديان بتصريح من الآب … وكلاهما واحد مع الروح في الجوهر إله واحد
وبدون مشيئة الآب لا يستطيع الإبن أن يدين ، وبدون سلطان الإبن لا يستطيع الآب يكون هو الديّان
ويعود الإبن ليؤكد أن هذا السلطان المعطى له قبل كل الدهور .. قد أُعطي أيضا لناسوته (وليس كائنا لطبيعته اللاهوتية فقط) ، لأنه لا فصل بيت الطبيعتين في المسيح الواحد ، ولأن سلطان الدينونة هو مكون من مكونات المجد الإلهي الخاص بالله وحده … فلا يصح أن يدين إلا الله لأن الله في العهد القديم يؤكد " انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات." (أشعياء 42: 8)
وبما أن الله لا يعطي مجده لآخر .. فهو لا يعطي أي سلطان خاص به لآخر … لا سلطان الدينونة ولا سلطان المغفرة … وإذا أعطاه فهو يعطيه للإبن الذي هو واحد معه (فالابن ليس آخر بل هو من جوهر الآب وطبيعته)
وأخيرا لو عرفنا أن المسيح قال لتلاميذه "والتفت الى تلاميذه وقال كل شيء قد دُفع اليّ من ابي.وليس احد يعرف من هو الابن الا الآب ولا من هو الآب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له. (لوقا 10: 22)
وأكد ذلك قبل الصعود " فتقدم يسوع وكلمهم قائلا.دُفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض." ((متى 28: 18)
ولو طبقنا مفهوم سلطان الدينونة أن الآب تنازل عن كل السلطان للإبن … لأصبح الآب متنازلا عن كل سلطان للإبن … وبدون الإبن يصبح الآب بلا سلطان … كما أن الآبن لا يفعل شئ من دون مشيئة الآب … وكلاهما واحد مع الروح … ومن هنا جاءت وحدة اللاهوت الجوهرية …
_______________________________
الاعتراض السادس …. شبهة تعميم السلطان على الجميع … فكل البشر لهم سلطان .. أو الكل يغفر الخطايا وما الفرق إذا؟
والمسلم يستشهد ببعض الآيات مثل
" خلق الرب الانسان من الارض و اليها اعاده جعل لهم وقتا و اياما معدودة و اتاهم سلطانا على كل ما فيها و البسهم قوة بحسب طبيعتهم و صنعهم على صورته" (ابن سيراخ 17: 1-3)
ما هو السلطان الذي أعطاه الرب للإنسان ، هل هو سلطان الغفران أم الدينونة ؟… لا هذا ولاذاك … فهو سلطان على كل ما في الأرض (و"ما" تعود على غير العاقل : الحيوان) فهو أعطاه سلطان على كل ما يسكن الأرض من جماد أو حيوان
وهذا ما يؤكده أيضا سفر تكوين (1: 27-28) : "فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض."
إذن لا هو سلطان على غفران الخطية أو على الدينونة
فلا نرى إلا أن المسلم لا يتقن إلا فن التدليس من أجل القاء الشبهات ليس إلا
وبالمثل يستشهد المسلم بالآية
"فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي و ان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم" (متى6: 14-15)
"ولا تدينوا فلا تدانوا.لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم.اغفروا يغفر لكم." (لوقا 6: 37)
"وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ». (مر 11: 25، 26)
وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. (متى 6: 12)
وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. (لو 11: 4)
الآيات واضحة ، ولا تعني إلا أنه هناك نوعين من الغفران أن تغفر لمن أساء إليك … وأن يغفر لك الله ذنوبك الخاصة حتى الخفيّ منها …. وفي حالتنا هذه المسيح غفر لأشخاص لم يتقابلوا معه من قبل ولم يسيئوا إليه شخصيا … وهنا كان غفرانه هو الغفران الإلهي وليس غفران الناس لبعضها البعض على الزلات
والعمى أو التعامي رذيلة الإسلام والمسلمين
_______________________________
الاعتراض السابع … لماذا لم يغفر خطايا الآخرين على الصليب وطلب من الآب "يا أبتاه أغفر لهم"؟
والرد … أنه عندما كانت الخطئية موجهة له على الصليب كأبن الإنسان وضمنيا تجاه أبيه فقد غفر المسيح لصالبيه وتشفع لهم عند أبيه لأنهم صلبوا ابنه المحبوب … ولكن عن جهل "لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد." (1 كرونثوس 2: 8)
"فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون" ، المسيح غفر بالفعل ضمنيا لصالبيه اسائتهم إليه ، ولكنه كان غفران ابن الإنسان لمن ظلموه من بني الإنسان ، وإلا لما طلب لهم الغفران من أبيه ، فعلى الصليب كان خضوع المسيح كاملا لأبيه ، وفي هذه الطلبة كان يعلن تنازله عن حقه الخاص أمام أبيه ، تجاه صالبيه الذين أهانوه بلا سبب، وحكموا عليه ظلماً، وألصقوا به تهماً باطلة، وأثاروا الشعب وهم لا يدرون ماذا يفعلون … فعندما تقتل الإبن لابد وان يغضب أبيه … والمسيح أعلن تنازله عن حقه لكي يرفع غضب أبيه عن صالبيه الذين صلبوه جهلا .
وكما يقول الذهبي الفم ، أنه فعل ما أوصى هو به فغفر لمن اساء إليه وطلب لهم الغفران من أبيه وصلى من أجل صالبيه وصفح عن أعدائه كم اوصاهم من قبل
" وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (متى 5: 44)
فكل ما فعله المسيح هو تطبيق ما نادى به
Chrysostom: He commanded men to pray for their enemies: this also again He teaches by means of His acts: for when He had ascended the cross He said “Father, forgive them for they know not what they do". As therefore He commanded men to pray so does He Himself pray, instructing thee to do so by his own unflagging utterances of prayer. Again He commanded us to do good to those who hate us, and to deal fairly with those who treat us despitefully (but I say unto you, love your enemies, and pray for them that persecute you, Mat 5: 44)
ولهذا يؤكد الذهبي الفم (من تفسير الأب تادرس يعقوب): قال هذا ليس لأنه غير قادر على الغفران بنفسه، وإنما لكي يُعلمنا أن نصلي من أجل مضطهدينا، لا بالكلام فحسب وإنما بالعمل أيضًا. يقول: "اغفر لهم" إن كانوا يتوبون، فإنه رحوم بالنسبة للتائبين، إن كانوا يريدون أن يغسلوا بالإيمان خطاياهم الكثيرة التي ارتكبوها.
وهكذا تحققت النبوة في اشعياء
" لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (أشعياء 53: 12)
ومع هذا وهنا المفاجأة فقد احتفظ بسلطانه للغفران كاملا
فكان له السلطان ايضا ان يغفر الخطايا للآخرين فغفر للص اليمين ودعاه لدخول مملكته السمائية (الملكوت)
" ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 23: 42- 43)
فهل هناك غفران أقوى من يعلن لمجرم تائب ومؤمن بربوبيته ، قبوله في مملكته الخاصة السمائية الفردوس السمائي
_______________________________
الاعتراض الثامن … التلاميذ أيضا غفروا الخطايا بسلطان فما الفرق ؟
ويستشهد المسلم بهذه الآية
"ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له.ومن امسكتم خطاياه أمسكت" (يوحنا 20: 21- 22)
وللتوضيح نقول
أولا المسيح هو من منح التلاميذ هذا السلطان
وهذا هو عمق التجسد … فالمسيح وبعد قيامته أراد أن يكون واحدا مع كنيسته الوليدة ، وأن يهبها سلطانه الخاص ، فقد وعدهم قبل الصليب بأن يكون واحدا معهم ومنه ينالون السلطان
"ولست انا بعد في العالم واما هؤلاء فهم في العالم وانا آتي اليك.ايها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن." (يوحنا 17: 11)
" ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الآب فيّ وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحد كما اننا نحن واحد. انا فيهم وانت فيّ ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني" (يوحنا 17: 21-23)
وأما بعد قيامته حقق هذا الوعد بأن أعطاهم موهبة قبول الروح القدس
"ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له.ومن امسكتم خطاياه أمسكت" (يوحنا 20: 21- 22) إذا مصدر هذا السلطان كان الابن بواسطة الروح
و سلطان الغفران ارتبط بقبول الروح القدس الأقنوم الثالث (الله الروح) ، والذي يأخذ من المصدر (المسيح) ويعطي التلاميذ
"لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة.
اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي. واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا. واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين . ان لي أمورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن. واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية. ذاك يمجدني لانه يأخذ مما لي ويخبركم. كل ما للآب هو لي.لهذا قلت انه يأخذ مما لي ويخبركم." (يوحنا 16: 7-15)
وبهذا أخذت الكنيسة شركة مع اللاهوت أو الله الظاهر في المسيح
"امين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا" (1 كرونثوس 1: 9)
" شاكرين الآب الذي اهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور" (كولوسي 1: 12)
"الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم ايضا شركة معنا.واما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح". (1 يوحنا 1: 3)
"للذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينه لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة." (2 بطرس 1: 4)
ثانيا لم يكن سلطان الغفران تنازلا كما بين الآب والابن وكما أوضحا سابقا حيث يعيط الآب كل كيانه وسلطانه للابن … كلا
فقد بقى التلاميذ بسلطان غفران مقيد وشركة مع اللاهوت بالنعمة لا بالجوهر ، وباسم المسيح .
فلا يستطيعون النطق بالغفران دون اسم المسيح لأن الروح القدس فيهم يمجد المسيح لا هم … مختلفا عن سلطان المسيح المطلق
"فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس." (اعمال2: 38)
" له يشهد جيع الانبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أعمال 10: 43)
"اكتب اليكم ايها الاولاد لانه قد غفرت لكم الخطايا من اجل اسمه" (1يوحنا 2: 12)
فسلطان المسيح من الآب كان سلطان غير مقيد منح فيه الآب ذاته وكيانه ومجده الكامل للابن لأنه واحد معه ، أما سلطان التلاميذ من المسيح بواسطة الروح القدس مقيد باسم المسيح لأننا بدون لا نستطيع أن نفعل شيئا .
"انا الكرمة وانتم الاغصان.الذي يثبت فيّ وانا فيه هذا يأتي بثمر كثير.لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا. ان كان احد لا يثبت فيّ يطرح خارجا كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق. ان ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم." (يوحنا 15 : 5)
إذن السلطان المعطى للكنيسة مشروط بالثبات بالمسيح لأننا بدونه لا نستطيع أن نفعل شيئا
وأخيرا أختم بأن كل هذه الشبهات تفتقد المرجعية
فهي ليست مبنية على التفسير المسيحي …
وهي ليست مبنية على التفسير الإسلامي أيضا
هل قال محمد لأحد مغفورة لك خطاياك وأن له سلطان أن يغفر الخطايا ؟… حاشا
هل قال أحد الأنبياء في العقيدة الإسلامية بهذا؟ … حاشا
فحتى الكذب الإسلامي له حدود ، ورحم الإله إمرءٍ عرف قدر نفسه
فتجدهم يتحايلون ويتمايلون من أجل التحوير واسقاط سلطان الغفران عن المسيح له المجد وأنها دعوة بالغفران أو أنها تعنى شفاء أو فعل مبني للمجهول أو أو …
ولكن هيهات فلنري إذا الجانب الآخر من الحقيقة
كيف تعامل محمد مع الخطيئة ؟
البخاري –الآذان: 834 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ أَبِى الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ – رضى الله عنه – . أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَلِّمْنِى دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِى صَلاَتِى . قَالَ « قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِى مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِى إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » . طرفاه 6326 ، 7388 – تحفة 6606 – 212/1
البخاري-الحج: 1728 – حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ » . قَالُوا وَلِلْمُقَصِّرِينَ . قَالَ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ » . قَالُوا وَلِلْمُقَصِّرِينَ . قَالَهَا ثَلاَثًا . قَالَ « وَلِلْمُقَصِّرِينَ » . تحفة 14904
محمد لا يجرأ أن يقول لأحد في وجهه بسلطان "مغفورة لك خطاياك" ولم يملك توكيل الغفران على حد تعبير أحد المسلمين عن المسيح ، بل كان لا يملك أن يغفر حتى لنفسه … وكان يسبق الغفران بـــ "اللهم " … مع التحفظ على من هو إلهه
بل أنه لا يضمن الجنة … تخيل فما بالك المسلم الغلبان …
البخاري-المرضى: 5673 – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ » . قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « لاَ ، وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ » . أطرافه 39 ، 6463 ، 7235 – تحفة 12932 ، 12933
بل و المصيبة الأعظم … أنه سيرد على النار أولا قبل أن يقرر الهه إذا كان مصيره النار أم الجنة ، {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }مريم71
و يبدو أنه نسى قرآنه فتسرع في الوعود … وحفصة تراجعه …
مسلم- فضائل الصحابة : 6560 – حَدَّثَنِى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِى أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ أَخْبَرَتْنِى أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ « لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ. الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا ». قَالَتْ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَانْتَهَرَهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا) فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا)
فنترك له الأمل أن ينجيه إلهه من الحفرة المتقدة بالنار والكبريت … ولكن كيف وألهه سيكون ملازما لهذه الحفرة إلى الأبد !!!
ولا عزاء لضعاف العقول والمضحوك عليهم
المسيح يفتح أعين العميان من المسلمين لكي يروا نور مجده فيؤمنوا لكي لا يهلكوا . أمين
اترك تعليقًا