الإيمان الذي يفوق كل عقل
(1) الجذور الوثنية للمسيحية
الجزء الثاني: ميثرا Mithras
بقلم مينا فؤاد
في ربيع عام 334ق.م. عبر الإسكندرالعالم اليوناني إلي آسيا وبدأ واحدة من أكثر الحملات العسكرية نجاحاً في التاريخ. بحلول عام 331ق.م. كان قد هزم داريوس (الثالث) الفارسي في معركة جاوجاميلا، وشرع شرقاً عبر آسيا الوسطى إلي البنجاب، وفي عام 326 ق.م. هزم الملك الهندي بوروس[1].حولت فتوحات الإسكندر الأبعاد الجغرافية للعالم اليوناني، وإحضرته لإرتباط وثيق مع التقاليد والمعتقدات الشرقية. هذا الإتصال بين الشعوب اليونانية والغير يونانية (الشرقية) انتج تدريجيا ما يسمي بالثقافة الهيلستينية “التوفيقية”، وهي مزج (توفيق) بين العنصار اليونانية والشرقية خصوصا في عالم الدين. وحدث إمتزاج وإختلاط بين الآلهة في وقت مبكر من القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد خلال تلك الفترة الهيلينستية، وشجعت سهولة السفر والإتصال مختلف الأديان على التوسع والإمتزاج وبدأت العبادات السرية (الباطنية) mystery cultsبالظهور.