كيف يأمر الله نبيه هوشع ليأخذ امرأة زانية؟
Posted by جان في أفريل 27, 2021
كيف يأمر الله النبي هوشع أن يأخذ امرأة زانية ..؟!
\ جان يونان
اولاً : الزنى مرفوض ومحرم تماماً في كل اسفار العهد القديم ، وبالذات من سفر هوشع وهذه عينة من النصوص فاقرأ :
” 10 فَيَأْكُلُونَ وَلاَ يَشْبَعُونَ، وَيَزْنُونَ وَلاَ يَكْثُرُونَ، لأَنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا عِبَادَةَ الرَّبِّ.
11 «اَلزِّنَى وَالْخَمْرُ وَالسُّلاَفَةُ تَخْلِبُ الْقَلْبَ.
12 شَعْبِي يَسْأَلُ خَشَبَهُ، وَعَصَاهُ تُخْبِرُهُ، لأَنَّ رُوحَ الزِّنَى قَدْ أَضَلَّهُمْ فَزَنَوْا مِنْ تَحْتِ إِلهِهِمْ. ” ( هو 10:4-12).
فالزنى ( سواء الجسدي او الروحي ) مكروه ومدان جداً سواء في سفر هوشع او باقي اسفار كلمة الله.
فالحادثة لا تحوي امراً بالزنى او تشجيع عليه، ولا ما يؤكد بأن المرأة التي اتخذها هوشع كانت زانية جسدياً حينها. وعبارة ” خذ لنفسك ” تعني الزواج وليس ان يزني ( راجع : ارميا 2:16).
ثانياً :
النص حدد السبب لاستخدام عبارة ” امرأة زنى ” :
“ أوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ، قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ “.
مفتاح فهم النص هو كلمة “لأن” .. فالأمر محصور والسبب ان الارض كلها قد زنت.
أي ان كل الشعب معتبرين زناة أمام الرب ( بسبب زناهم الروحي وعبادتهم للاوثان ).
فعبادة الاوثان في الكتاب وصفت بالزنى :
“وَلِقُضَاتِهِمْ أَيْضًا لَمْ يَسْمَعُوا، بَلْ زَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا.“
(قضاة 2 : 17).
” .وَخَانُوا إِلهَ آبَائِهِمْ وَزَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةِ شُعُوبِ الأَرْضِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ” (1 اخ 5 : 25)
فكل امرأة سيتزوجها من تلك الارض والشعب ستعتبر “امرأة زنى “.
والنص قالها بصراحة اذ وصف المرأة بأنها “امرأة زنى” اي زنى روحي من ارض زنت اي عبدت الأوثان ، و لم يقل (إمرأة زانية) ! أي كانت من ضمن تلك الارض التي زنت تاركة الرب.
ثالثاً :
لقد ذكر الكتاب اسم المرأة بصراحة وهي “جومر بنت دبلايم” دون ان يذكر ما يشير الى انها كانت لرجل اخر او كان لها بنين غير من انجبتهم لهوشع.
رابعاً :
يدعو الكتاب ابناء هوشع بأنهم ابناء زنى !
ولكنه في نفس الوقت ينسبهم الى هوشع بكيفية لا تدعو للشك . لنقرأ :
#” 3 فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا،
4 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ يَزْرَعِيلَ ” ( هوشع 3:1-4).
#” ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتْ بِنْتًا، فَقَالَ لَهُ: «ادْعُ اسْمَهَا لُورُحَامَةَ، لأَنِّي لاَ أَعُودُ أَرْحَمُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا، بَلْ أَنْزِعُهُمْ نَزْعًا “( 6:1).
#” ثُمَّ فَطَمَتْ لُورُحَامَةَ وَحَبِلَتْ فَوَلَدَتِ ابْنًا،
9 فَقَالَ: «ادْعُ اسْمَهُ لُوعَمِّي، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ شَعْبِي وَأَنَا لاَ أَكُونُ لَكُمْ “( 8:1و9).
اذن جميع هؤلاء الابناء كانوا اولاداً لهوشع النبي ..واسماءهم لها بعد نبوي .. ولم يكونوا اولاد زنى او اولاد رجل زاني !
فلو كان معنى عبارة ” امرأة زنى ” ان المرأة زانية .. فهل بالضرورة سيعني ان عبارة ” اولاد زنى ” يعني ان الاولاد كانوا يزنون ايضاً ..؟! طبعاً غير منطقي ولا عقلاني . فتسميتهم بـ اولاد زنى يرجع الى ان الارض ” قد زنت زنى تاركة الرب ” .
فمن الناحية التشريعية كانت الزوجة التي اتخذها هوشع وكأنها امرأة زنى واولاده ابناء زنى ( بينما الحقيقة في نظر الله على عكس هذا ) .. لان الرب هو نفسه من قدس زواج هوشع وامر به .. وقام بتسمية ابناء هوشع باسماء رمزية بارعة تدل على معاملات الرب مع شعبه المرتد الزاني .
فهؤلاء كانوا ابناءه.. والمرأة كانت زوجته.
وبحسب قياس الاولاد ( الذين وصفوا بأولاد زنى ) بينما هم اولاد شرعيين في نظر الرب لهوشع ، نظير ذلك قس على أمهم ( التي وصفت بامرأة زنى ) بينما كانت زوجة شرعية في نظر الرب لهوشع.
ورمز الاحداث يكمن في كيفية تعامل الرب مع شعبه الذي خانه وعبد الأوثان كزوج مع زوجته، التي خانته فيما بعد.
قال القس منيس عبد النور :
” هذه القصة لا توصي بالزنا، بل تدين الزنا الجسدي والروحي معاً، وتتوافق مع الوصية السابعة. ويحذِّر الأصحاح الرابع من نبوَّة هوشع من الزنا، ويعلن عقاب الله الشديد عليه، ويقول: »الزنا والخمر والسلافة تخلِب القلب« (هوشع 4: 11). وأمر الله النبي هوشع أن يتزوج زانية، ولكنه لم يسمح له بالزنى. فالمطلوب أن يكون الإنسان أميناً لشريك حياته، حتى لو كان الشريك خائناً. والأمر الإلهي بعدم الارتباط بغير مؤمنة لا ينهى المؤمن من الارتباط بطرف كان خاطئاً، بل ينهاه عن الارتباط بطرف مستمر في خطاياه. ” ( شبهات وهمية حول الكتاب المقدس – سفر هوشع ).
وورد في تفسير وليم مارش :
”
ٱمْرَأَةَ زِنىً يقول البعض أن زواجه كان برؤيا وليس زواجاً حقيقياً لأنه لا يليق بالنبي أن يأخذ زانية. والأرجح أنه زواج حقيقي بدليل: (1) إن الكلام بسيط وعلى سبيل خبر وليس على سبيل شعر أو مثل. (2) إنه لا يليق بالنبي أن يعمل في الرؤيا ما لا يليق عمله بالفعل. والمظنون أن جومر لم تكن زانية لما أخذها بل كانت طاهرة رمزاً لإسرائيل كما كانوا لما دعاهم الرب أولاً (انظر 2: 15) «وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» و(9: 10 و11: 1 وإرميا 2: 2) وبعدما تركت هوشع وصارت زانية (3: 1) تلقبت امرأة زانية بهذا النبإ مع أنها كانت طاهرة لما أخذها هوشع وكان هذا الأمر المحزن استعداداً للنبي لممارسة خدمته لأن امرأته كانت رمزاً لشعب إسرائيل الذين كانوا تركوا الرب وسجدوا للأصنام ومن حزن النبي على امرأته يُستدل على حزن الرب على شعبه ومعاملة النبي امرأته المخطئة مثلت للشعب معاملة الرب شعبه فكان كلام النبي من قلبه واختباره وللكلام على هذا النوع تأثير في السامعين. أُعَاقِبُ بَيْتَ يَاهُو (ع 4) (انظر 2ملوك ص 9 و10). قال الرب لياهو «قَدْ أَحْسَنْتَ بِعَمَلِ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ» (2ملوك 10: 30) ولكن لم يتحفظ ياهو للسلوك في شريعة الرب من كل قلبه أي كان عمله مستقيماً وأما غايته بذلك فكانت نفسانية وشريرة وزال الملك من بيت ياهو لما قُتل الملك زكريا (2ملوك 15: 11 و12) وأباد الرب مملكة إسرائيل لما سقطت السامرة عن يد ملك أشور. أَكْسِرُ قَوْسَ إِسْرَائِيلَ (ع 5) أي قوته وكان وادي يزرعيل وهو مرج ابن عامر اليوم ساحة حروب كثيرة دموية.
.”
همسة للمعترض : قبل ان تعترض عليك ان تدرس وتفهم بيئة النص وخلفيته التاريخية.
——————
ملاحظة :
اكثر المعترضين على هذا النص هم من اتباع دين يعتقدون ان الحياة الاخرى تحوي ممارسة جنس مع نساء بلا عدد ولا حصر ودون توقف !
واخرين يدعون للعودة الى ديانة وثنية كانت تعبد إلهة مخصصة للجنس والدعارة هي عشتار !!
Sorry, the comment form is closed at this time.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.