عودة الشرق الأوسط للمسيح

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ يَهْوِه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

كتاب "من هو شفيعك :المسيح أم القديسين؟"

Posted by جان في أوت 18, 2012

كتاب “من هو شفيعك :المسيح أم القديسين؟”

clip_image002

بقلم جون يونان

مقدمة بقلم ابراهيم القبطي :

هذا الكتاب قد آن الاوان له في العصر الذي نحيا فيه ، عصر تجاهل فيه الكثير من المسيحيين في الشرق رب المجد يسوع المسيح ، والتجأوا إلى البشر ، سواء كانوا بشرا من المنتقلين أو من الأحياء . فكانت النتيجة أننا واقعون تحت نير الاضطهاد بقسوة ، نسأل العون والرحمة من الرب ، والرب صامت لا يسمع لمعاناة الشعب [i] ، لأن الشعب قرر أن يلجأ إلى آخرين بدلا منه . وجزء كبير من هذه الثقافة تعود للأسف إلى رجال الدين الذين زرعوا هذه العادات الغربية في نفوس الشعب المسيحي .

بل أن الكثير من رجال الدين القبطي للأسف يتعمدون إدخال بند الطائفية في أي شئ له علاقة بالقديسين ، فلو تجرأ أحد الأقباط و انتقد تصرفات بعض الناس المبالغ فيها في تعظيم القديسين ، كان الرد المعلب الجاهز هو الاتهام بالخروج من الطائفة الارثوذكسية . وهو الاتهام الشائع لأي شخص يقرر أن يفكر داخل الكنيسة القبطية في هذا الزمن الحزين.

نتج عن هذه الثقافة الغريبة الدخيلة على الكنيسة الأرثوذكسية تخصيص القداسة لفئة قليلة من أصحاب المعجزات وإنكار  القداسة لبقية الشعب المسيحي ، متناسين أن القداسة لأي إنسان ليست نابعة من تقواه بل مصدرها الروح القدس الساكن فيه [ii]، لأن كل من يحيا في المسيح هو مقدس للرب [iii].

تبع تخصيص القداسة انتشار علاقة مشوهة مع هذه الفئة الخاصة من أصحاب المعجزات ، وهم من نطلق عليهم لقب “قدسين” تخصيصا وتمييزا عن العامة من “الغير قديسين” ، فصارت علاقة أغلب الشعب القبطي مع “القديسين” علاقة إحتياج إلى معجزة ، أي علاقة شخص من عامة الناس ، “بلا قداسة” ، يتسول معجزة من “قديس” يسكن السماء ، ليتوسط له عند رب المجد يسوع المسيح ، لأن الاول “الغير قديس” لا يملك الوصول بنفسه إلى رب المجد . وبهذا صار تجسد المسيح بلا معنى ، فلو كان رب المجد قد تجسد ليصل إلى كل البشر [iv]، وليفتح قلب الآب إلى كل إنسان [v]، فكيف ابتعد هكذا ليصبح وصول أي مسيحي إليه بواسطة .

وبدلا من أن تكون علاقتنا بالمنتقلين علاقة سوية ، أن نطلب عن نياحهم[vi] ، كما هم يصلون لنا في وحدة شركة جسد المسيح ، صارت علاقة في اتجاة واحد ، تسول من المسيحي وتعطف من قديس السماء . واستمر الانحدار إلى درجة ان القبطي يسافر مئات الكيلومترات ليزور دير القديس المتنيح الفلاني وياخذ بركة من جلبابه أو يتمسح في عظامه ، وكانه يحتاج إلى المزيد من القداسة ، متجاهلا المسيح نفسه مصدر القداسة الذي يتحد به في سر الافخارستيا . ففقد المسيحي بممارسته هذه معنى الافخارستيا.

وبهذا صارت حياتنا الروحية مشوهة ، وصارت قيادات الكنيسة تسعى وراء خلق المزيد من قديسيي السماء ، ليصبح الشعب على الأرص خالى من القداسة ومتسولا لها ،  وصار الرب بعيدا لأننا أردناه بعيدا ، لقد تأثرنا بالثقافة الإسلامية التي جعلت الرب يسكن السماء السابعة بعيدا لا يمكن أن يتقرب منه المسلم ، مع أن إلهنا ومسيحينا قريب لمن يدعوه ويقبل حضوره ويفتح له باب قلبه .

لهذا جاء هذا الكتاب الذي كتبه الأخ جون يونان في وقته ، والأخ جون من أكثر الخدام الذين تعرفت عليهم في حياتي غيرة وخدمة للرب ، وحبا للمسيح . قضى جزءا كبيرا من خدمته في تبشير المسلمين بالمسيح ، ومازال من أعظم المواهب التي أنعم به الروح القدس علينا في مجال الدين المقارن .

أخيرا وجب التنويه ، هذا الكتاب لا يهدف إلى اثارة نعرات طائفية ، أو الهجوم على طائفة دون الاخرى ، هذا الكتاب لكل مسيحي يريد أن يكتشف من جديد عضويته في جسد المسيح ، وعلاقته المباشرة الحية مع رب المجد . قد يكون هذا المسيحي كاثوليكي أو أرثوذكسي أو بروتستاتني ، جميعنا نحتاج إلى بوق تنبيه يذكرنا بأن الحاجة إلى واحد [vii].

 

 

تحميل الكتاب من هنا

who is your advocate- John Younan

 

 


[i] كما قال الرب لبني اسرائيل قديما : و تعلم الامم ان بيت اسرائيل قد اجلوا باثمهم لانهم خانوني فحجبت وجهي عنهم و سلمتهم ليد مضايقيهم فسقطوا كلهم بالسيف (حز  39 :  23)

[ii] اما تعلمون انكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم (1كو  3 :  16)

[iii] لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس (1بط  1 :  16)

[iv] والكلمة صار جسدا … و من ملئه نحن جميعا اخذنا و نعمة فوق نعمة (يو 1: 14 ، 16)

[v] فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع (عب  10 :  19)

[vi] كما جاء في القداس الإلهي – أوشية الراقدين : أطلبوا عن آباءنا وأخوتنا الذين رقدوا …  لكي المسيح إلهنا ينيح نفسوهم أجمعين في فردوس النعيم

[vii] و لكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها (لو  10 :  42)

Sorry, the comment form is closed at this time.

 
%d مدونون معجبون بهذه: