عودة الشرق الأوسط للمسيح

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ يَهْوِه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

Archive for the ‘لاهوت دفاعي -عام’ Category

مجتمعات كاملة تقبل المسيح فتتغير إلى الأفضل

نشر بواسطة: mechristian في أوت 26, 2008

مجتمعات كاملة تقبل المسيح فتتغير إلى الأفضل

تابعوا قصص أربعة مجتمعات كاملة عرفت المسيح فتركت الخطيئة وعرفت السلام

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, تاريخ الكنيسة, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

رواية عزازيل بين الواقع والفبركة

نشر بواسطة: mechristian في أوت 22, 2008

رواية عزازيل بين الواقع والفبركة

تعليق مبدئي بواسطة ابراهيم القبطي :

بعد أن انتشرت راوية الدكتور يوسف زيدان “عزازيل” في المواقع الإسلامية ، والتي تعمد فيها خلط التاريخ بالخيال ، كان لابد من وقفة لتصحيح الأمور ووضعها في نصابها

السؤال الأول الذي يتبادر للذهن ، ما هو سر هذه الضجة ؟ والتي تشبه كثيرا الضحة التي اثيرت حول رواية دافنشي مع الفارق الأدبي بالطبع

سر هذه الضحة ليس بالطبع الاعجاب بالحبكة الروائية

وليس بالطبع الاعجاب باسلوب الكاتب الأدبي

ولكنه ما ادعاه الكاتب في روايته ، وخلطه المتعمد للتاريخ بمخطوطات وهمية افتعلها ، وجعلها وثائق أثرية تحمل دلائل دامغة ضد العقيدة الكنسية الأصيلة لصالح الهراطقة

وسأكتفي بنقطتين لتوضيح مصدر اللبس وسبب التخبط

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, تاريخ الكنيسة, رد على أكاذيب إسلامية | Leave a Comment »

Case for Christ- Lee Strobel (MOVIE)

نشر بواسطة: mechristian في أوت 16, 2008

رحلة الصحفي لي ستروبل Lee Strobel من الالحاد إلى الايمان

Case for Christ- Lee Strobel

لأول مرة فيلم Case for Christ Movie

المبني على كتاب بنفس العنوان

Posted in Apologetics, Jesus, jesus christ, scripture, فنون, فيديو, لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس, أفلام مسيحية, عقيدة مسيحية | 1 Comment »

الرد على أسئلة ابن القيم الجوزية عن إلهية المسيح

نشر بواسطة: mechristian في أوت 8, 2008

الرد على أسئلة ابن القيم الجوزية عن إلهية المسيح

الشيخ الدكتور عبد الله يوسف الأمين

باسم الله الحي الحقيقي

تحية محبة من جديد لجميع القراء. والنعمة والسلام لكل أخوتي وأخواتي المؤمنين والمؤمنات, الأحباء في الله والذين نالوا نعمة التبني بربنا يسوع المسيح الذي له كل المجد.

أما بعد فقد طلب الأخوة المحمديين في كتبهم وصفحاتهم المنتشرة على الإنترنت أن يرد النصارى على ما يسمونه “أسئلة عن إلهية المسيح“. وبما أننا محرومون من الرد عليهم في بلادنا المحتلة منذ خمسة عشر قرناً فإنني سأضع ردي المتواضع على شبكة الإنترنت ليكون جوابً مسيحياً على أسئلة الضلال والتشكيك المثارة في أقوال ابن القيم الجوزية.

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح | 1 Comment »

وماقتلوه وما صلبوه – قراءة مسيحي

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 30, 2008

وماقتلوه وما صلبوه – قراءة مسيحي

ميلاد عبد المسيح

لا أزعم انني سوف افسر القرآن لاخواني المسلمين ، ولكنني كمسيحي دعٌيت اكثر منهم الى قراءة القرآن “لعلني أهتدي” ، وقد فعلت وقرأت فهل أنا مخطيء اذا كتبت خواطري ؟

هل أكون مخطئا اذا دافعت عن إيماني الذي اقتنيته باختياري الشخصي وبعد مقارنة كل الاراء ؟؟

كمسيحي آمنت بما جاء في الانجيل ان المسيح مات على الصليب وكان هناك كثيرا من الشهود على ذلك سواء من اليهود او الرومان او التلاميذ اوالسيدة مريم العذراء ام المسيح بنفسها ، وغيرهم ، ثم دفن ثلاثة ايام ليقوم من بين الاموات ويصعد الى السموات على رأس الشهود . ولكن اصدقائي المسلمين قالوا لي ان القرآن يقول انه لم يصلب بل كان على الصليب شخصا آخر بدلا عنه ، فقلت لا بد وان استكشف الحقيقة بنفسي ، فالموضوع اخطر من أن اخذه بالايمان الموروث فقط ، بل يجب ان يكون ايماني هو اختيار شخصي بعد المقارنة والتفكير والتمحيص ، وقرأت القرآن لسنوات وانتهيت الى بحث طويل ، ليس مجاله ان نكتبه هنا ولذلك فسوف اكتفي بتلخيصه فقط ، وبالطبع ارحب بالاجابة على اي سؤال او استفسار فيه .

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, رد على أكاذيب إسلامية, عقيدة مسيحية | 1 Comment »

هل لبست السيدة العذراء الحجاب ؟

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 29, 2008

هل لبست السيدة العذراء الحجاب ؟

Hopeless Refugee


سلام ونعمة رب المجد يسوع المسيح

هل هناك حجاب في المسيحية ؟

هل كانت السيدة العذراء مريم تلبس حجابا ؟

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

تفضل بالجلوس سوف نناقش عقيدة الثالوث

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 29, 2008

تفضل بالجلوس سوف نناقش عقيدة الثالوث

Newman

———————-

قبل ان تبدأ في مناقشة عقيدة الثالوث في المسيحية يجب ان تعرف ان المسيحي يؤمن باله واحد والكتاب المقدس مليء بالكثير من هذه الشواهد سوف اذكرها واعددها لك لاحقا ـ ولكن أسال نفسك ، هل يقول المسيحيون ذلك عن الله ام ان الله يقول عن نفسه في الكتاب المقدس بوضوح عقيدة اصبحت متأصلة في الايمان والوجدان المسيحي !!!! ء

هل انت يا أخي مسلم ، تستطيع ان تفهم كل شيء في العقيدة الاسلامية ، ام ان هناك مما تسميه ( الغيبيات والروحانيات ) التي تتوقف عندها ولا تسأل ؟؟

في القرآن : (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85) ء

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (المائدة:101)

(يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ) (لأعراف:187)

———————

اذا فانت كمسلم في ايمانك العميق ، قد تقبل اشياء بدون ان تسأل عنها ولا تفهمها ….

و هذه محاولة بسيطة للاجابة عليك كمسلم بروح الاسلام وفكره ولغته عن السؤال المتكرر للعقيدة المسيحية في الله الواحد مثلث الاقانيم

———————-

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, عقيدة مسيحية | 1 Comment »

هل ألغى بولس وصايا الناموس ومنها الختان؟

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 27, 2008

هل ألغى بولس وصايا الناموس ومنها الختان؟


Newman

هل ألغى بولس الختان ؟

هل جاء بولس بديانة جديدة غير الايمان المسيحي النقي ؟

هل خالف بولس تعاليم المسيح ، فألغى الختان , والغى الناموس؟

هكذا يتسائل اخواننا واحبائنا المسلمين ، وهنا نطرح الاجابة :ء

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, بولس الرسول, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

ليس حسنا أن يؤخذ خبر البنين ويطرح للكلاب

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 27, 2008

ليس حسنا أن يؤخذ خبر البنين ويطرح للكلاب


Newman

لماذا قال يسوع للمرأة الكنعانية أو الفينيقية

لم أُرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة ،وليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب ؟؟

————-

تعالوا نقرأ هذه الحادثة من الكتاب المقدس

” 21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا. 22 واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا.23 فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا.24 فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة.25 فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي.26 فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب.27 فقالت نعم يا سيد.والكــلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها.28 حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم ايمانك.ليكن لك كما تريدين.فشفيت ابنتها من تلك الساعة”ء

(متى 15 : 21 – 28) وراجع ايضا (مرقس 7 : 24 – 30)

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح | Leave a Comment »

يسوع الوديع : لماذا يبّس شجرة التين ؟؟

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 27, 2008

يسوع الوديع : لماذا يبّس شجرة التين ؟؟

Newman

معجزة شجرة التين التي يبست

“18 وفي الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع.19 فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط.فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد.فيبست التينة في الحال.20 فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال.”(متى 21 : 18 – 20) (مرقس 11 : 12 – 14 و 20 – 24)” فمن شجرة التين تعلّموا المثل متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب. “(متى 24 : 32) ء

هذه المعجزة التي اجراها الرب يسوع قبل موته تنفرد وتتميز عن بقية معجزات المسيح في انها المعجزة الوحيدة من معجزات القضاء ، بكل معجزة اجراها علي الارض كانت عملا من اعمال الصلاح والرحمة باستثناء هذه المعجزة التي تتميز وحدها بأنها خالية من عنصر الحرمة والخير ، لقد كانت تبدو وانها معجزة للتدمير بالرغم من انها اجريت علي شجرة .

تعالوا نتعلم :

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس | 1 Comment »

هل صليب المسيح علامة ضعفه ام قوته ؟؟؟

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 27, 2008

هل صليب المسيح علامة ضعفه ام قوته ؟؟؟

Newman

لانه وان كان قد صلب من ضعف لكنه حيّ بقوة الله.فنحن ايضا ضعفاء فيه لكننا سنحيا معه بقوة الله من جهتكم ( 2 كورنثوس 13 : 4)

ما المقصود بهذه الكلمات ؟؟

هل صُلب المسيح من ضعف في شخصيته او ارادته ؟؟؟

هل كان المسيح مسلوب الارادة وضعيفا حتى ان البشر صلبوه رغما عن ارادته ؟؟؟

يعتقد البعض ان اليهود والرومان حينما اشتركوا في صلب السيد يسوع المسيح فانما قد تم صلبه لانه كان ضعيفا ، فلم يستطع الدفاع عن نفسه ، او انقاذ نفسه ، ولذلك فلا يمكن ان يكون هو الله الظاهر في الجسد .

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

الشيطان والصليب

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 27, 2008

الشيطان والصليب

Newman

هل صليب السيد يسوع المسيح فكرة من الشيطان تم وضعها في عقول المؤمنين ، فتوهموا ان الصليب حقيقة واقعة ؟؟؟

ام العكس هو الصحيح ان الصليب هو خطة الله للفداء ، والشيطان اراد ان ينزعها من ان تصل الى الناس لكي يؤمنوا فتكون لهم فداء ومغفرة وحياة .هذا ما سوف نناقشه معا في هذا الموضوع :

ماذا يريد الله او يقول لنا وماذا يريد الشيطان ان يقول لنا بخصوص الصليب ؟؟؟

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, عقيدة مسيحية | 1 Comment »

الرد على شبهة : نبؤة عمانوئيل الملفقة

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 26, 2008

الرد على شبهة : نبؤة عمانوئيل الملفقة

ولادة المسيح من عذراء – اشعياء 7: 14

شبهة والرد عليها

Newman

قرأت على الانترنت بحث قام به اخ مسلم يريد به ان يقول ان نبؤة اشعياء 7: 14 والتي تتنبأ عن ولادة السيد المسيح من عذراء غير صحيحة ولا يمكن نسبتها الى ميلاد المسيح العذراوي ، والعجيب ان الاخ كتب بحثه وجعل الملحدون وغير المؤمنين اولياء له فنقل عنهم غير مدركا انه انما يضرب ايمانه الاسلامي بالقرآن في الصميم حيث يقر القرآن ان ولادة السيد المسيح كانت من عذراء بغير ذرع بشر ، فاذا لم يكن السيد يسوع المسيح هو تحقيق النبؤة في القديم فتراه من يكون بحسب فهمه وخلفيته الاسلامية ؟؟ هل هناك انسان آخر يمكن ان نقول انه جاء من عذراء ؟؟

والان نقوم بالرد على ما جاء في بحثه ، حيث انه تناول ثلاث محاور

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, لاهوت دفاعي- لاهوت المسيح, لاهوت دفاعي-كتاب مقدس | 1 Comment »

سلسلة (بولس ومحمد) – الجزء الثالث – المنـــــافـــــق الكذاب في الميزان ؟!

نشر بواسطة: mechristian في أكتوبر 8, 2007

جون يونان

سلامالمسيح رب المجد ..

نبدأ
بمعونة القدير الجزء الثالث من سلسلة التي بدأناها حول الرسول العظيم بولس وبين رسول الاسلام ..

وعنوان
حلقتنا هذه المرة هو : المنافق الكذاب في الميزان !!

ولنبدأ بسهام الشرير الملتهبة التي وجهت ضد الرسول القديس بولس ..
أقرأ باقي الموضوع »

Posted in فضائح إسلامية, لاهوت دفاعي -عام, محمديات, بولس الرسول | Leave a Comment »

بين المسيح رب المجد وبوذا (المسيحية والبوذية)

نشر بواسطة: mechristian في سبتمبر 21, 2007


budda

هل المسيحية مقتبسة من البوذية ؟! ( تفنيد الاسطورة )

البابلي وبيتر أبيلارد

سلام المسيح رب المجد ..

قبل ان نخوض في ما يطرحه المسلمون من مقارنة مزعومة سطحية هشة ما بين الديانة البوذية ( البشرية الصنع )
وبين الديانة السماوية المسيحية ..

لي ملاحظة أولية :

وهي ان ليس كل المسلمين يفكون الخط ويقرأون ..

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, رد على أكاذيب إسلامية | 2 تعليقان »

بين المسيح رب المجد وكريشنا الإله المنحول (المسيحية والهندوسية)

نشر بواسطة: mechristian في سبتمبر 18, 2007

 Jesus

جون يونان

سلام المسيح رب المجد العظيم ..

نحمد الرب الفادي ملك الملوك ورب الارباب .. الذي لا فناء لملكه والكامل في صفاته واحكامه وقدرته ..

ساجدين ومسبحين لاسمه القدوس المبارك كل حين ..

مبشرين بنعمته التي اسبغها علينا بتجسده الكامل وفدائه الابدي الكفاري عن خطايانا ..

والسلام على رسله وتلاميذه الاطهار الابرار الاخيار وعلى من تبع هداهم وطريقهم وكرازتهم الى يوم الدين ..

والسلام على رسوله القديس بولس الاناء المختار .. رسول الامم الجبار .. صلواته مع جميعنا امين ..

سنقارن انشاء الرب اليوم بين ما ادعاه وافتراه المسلمين نقلاً عن اساتذتهم الملحدين من خرافة وجود تشابه واقتباس بين المسيحية والديانة الوثنية ” الهندوسية ” ..

ذاكرين المصدر والجزء والرابط من مواقع هندوسية ومحايدة .. ومن واقع كتب الهندوس ..

وسنثبت للجميع كذب وافتراء شيوخ المسلمين الذين يروجون لهذه الابحاث الباطلة السفولة ناشرين اياها على شكل كتب ومقالات وابحاث وروابط في مواقعهم الاسلامية على النت ..

والتي قلما تجد موقعاً لا يحوي عنوناً مشابها ً لهذا العنوان :

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, رد على أكاذيب إسلامية | 2 تعليقان »

جواز قــــتل الاطفــــــال في القرآن !

نشر بواسطة: mechristian في أوت 16, 2007

جواز قــــتل الاطفــــــال في القرآن !

جون يونان

 

غلاف قتل الاطفال في القران

كثيراً ما يثير المسلمين قضية ” قتل الاطفال ” التي وردت بعض حوادثها في العهد القديم ..

ومع كون المسيحيين قد أوضحوا اسباب وابعاد هذه الحوادث .. وبأنها كانت :

أولاً :

غير عامة على كل البشر انما على أهل اوثان شرسين محددين بالاسم في ارض كنعان..

ثانياً :

وان اهل تلك المدن المحددة كانوا يقدمون اطفالهم محرقات وذبائح بشرية للالهة الوثنية والاصنام

فكان الرب يريد لاطفال تلك الامم الخلاص من تلك الممارسات الردية الشيطانية .. وهو رب الحياة والموت .. متى شاء اعطى ومتى شاء اخذ .. فكان قتل اولئك الاطفال من جهة ” قضاء الرب وعلمه السابق ” ..

بأنهم اذا ما نموا, فهم اما سيقدمون من قبل أهلهم كضحايا بشرية في طقوس شريرة للالهة ..

واما سيكبرون كعبدة اوثان اشرار يمارسون ذات افعال ورزايا آباءهم واجدادهم ..

راجع مفهوم القتال في العهد القديم (1) ، (2) للاستاذ عبد المسيح

—————————

والآن .. اعتماداً على هذا التعليل .. نواجه المسلمين بذات الرد عن ذات الفعل ..

وقد ورد في قرآنهم وأقر في دينهم ..  بأن الطفل ” الكافر ” يمكن ان يأمر الله بقتله .. لكي لا ينشب كافراً ..!

ولنقرأ هذه الحادثة التي رواها القرآن عن موسى النبي واحد الاشخاص ودعي

الخضر ” وقد حكى عنه القرآن بأنه كان أحكم واعلم من موسى ..  ومن ضمن الافعال الغريبة التي اتاها ذلك الخضر .. هو انه مر على على أحد الاطفال وهو يلعب مع رفاقه ..

فما كان منه الا ان قتله ذبحاً فاصلاً رأسه عن جسده!!

نعم .. قام ” الخضر ” بقطع رأس صبي صغير .. !!

وفصله عن جسمه , امام موسى النبي الذي اعترض على هذا الفعل الدموي !

لنقرأ :

{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا }(الكهف 74)

لقد قتل الخضر .. طفلاً بريئاً بغير حق !

لنقرأ من التفاسير :

” يَقُول تَعَالَى ” فَانْطَلَقَا ” أَيْ بَعْد ذَلِكَ ” حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ ” وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَلْعَب مَعَ الْغِلْمَان فِي قَرْيَة مِنْ الْقُرَى وَأَنَّهُ عَمَدَ إِلَيْهِ مِنْ بَيْنهمْ وَكَانَ أَحْسَنهمْ وَأَجْمَلهمْ وَأَضْوَأَهُمْ فَقَتَلَهُ وَرُوِيَ أَنَّهُ اِحْتَزَّ رَأْسه وَقِيلَ رَضَخَهُ بِحَجَرٍ وَفِي رِوَايَة اِقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ وَلَا عَمِلَتْ إِثْمًا بَعْد فَقَتَلْته ” بِغَيْرِ نَفْس ” أَيْ بِغَيْرِ مُسْتَنَد لِقَتْلِهِ ” لَقَدْ جِئْت شَيْئًا نُكْرًا ” أَيْ ظَاهِر النَّكَارَة .”

(راجع تفسير ابن كثير – الكهف : 47 )

امسك الطفل .. وكان اجملهم !

ففتح رأسه بحجر .. ثم احتزه بسكين ..

واقتلعه بيديه !!!

—————————-

وايضاً مع امام المفسرين الطبري .. نقرأ :

“حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة } وَالزَّكِيَّة : التَّائِبَة .

حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { قَالَ أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة } قَالَ : الزَّكِيَّة : التَّائِبَة .

حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر { أَقَتَلْت نَفْسًا زَاكِيَة } قَالَ : قَالَ الْحَسَن : تَائِبَة , هَكَذَا فِي حَدِيث الْحَسَن وَشَهْر زَاكِيَة .

حَدَّثَتْ عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله { نَفْسًا زَكِيَّة } قَالَ : تَائِبَة . ذِكْر مَنْ قَالَ : مَعْنَاهَا الْمُسْلِمَة الَّتِي لَا ذَنْب لَهَا

حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْن مُسْلِم , أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيد بْن جُبَيْر يَقُول : وَجَدَ خَضِر غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ , فَأَخَذَ غُلَامًا ظَرِيفًا فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ . قَالَ : وَأَخْبَرَنِي وَهْب بْن سُلَيْمَان عَنْ شُعَيْب الْجَبِئِيّ قَالَ : اِسْم الْغُلَام الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِر : جَيْسُور ” قَالَ أَقَتَلْت نَفْسًا زَاكِيَة ” قَالَ : مُسْلِمَة .

راجع تفسير الطبري – الكهف 47

مسك الولد .. وذبحه بسكين ذبحاً شنيعاً !! 

——————————-

وايضاً نقرأ من تفسير القرطبي :

” فِي الْبُخَارِيّ قَالَ يَعْلَى قَالَ سَعِيد : ( وَجَدَ غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ فَأَخَذَ غُلَامًا كَافِرًا فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ ) ” قَالَ أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة ” لَمْ تَعْمَل بِالْحِنْثِ , وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَصَحِيح التِّرْمِذِيّ : ( ثُمَّ خَرَجَا مِنْ السَّفِينَة فَبَيْنَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِل إِذْ أَبْصَرَ الْخَضِر غُلَامًا يَلْعَب مَعَ الْغِلْمَان , فَأَخَذَ الْخَضِر رَأْسه بِيَدِهِ فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ . قَالَ أَبُو الْعَالِيَة : لَمْ يَرَهُ إِلَّا مُوسَى , وَلَوْ رَأَوْهُ لَحَالُوا بَيْنه وَبَيْن الْغُلَام .

قُلْت : وَلَا اِخْتِلَاف بَيْن هَذِهِ الْأَحْوَال الثَّلَاثَة , فَإِنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون دَمَغَهُ أَوَّلًا بِالْحَجَرِ , ثُمَّ أَضْجَعَهُ فَذَبَحَهُ , ثُمَّ اِقْتَلَعَ رَأْسه ; وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ وَحَسْبك بِمَا جَاءَ فِي الصَّحِيح .”

راجع تفسير القرطبي – الكهف 47

رضخه اولاً بالحجر !

ثم اضجعه فذبحه بالسكين !

ثم قلع رأسه بيده !

———————————

وكل هذا أمام موسى النبي .. الذي وقف مذهولاً مسمراً امام هذا المشهد الدموي السادي

والآن لنقرأ الاحاديث الصحيحة .. ومن اصدق كتاب بعد القرآن :

صحيح البخاري – كتاب تفسير القرآن – باب وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين

‏حدثنا ‏ ‏الحميدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو بن دينار ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏قال ‏ ‏قلت ‏ ‏لابن عباس ‏ ‏إن ‏ ‏نوفا البكالي ‏ ‏يزعم أن ‏ ‏موسى ‏ ‏صاحب ‏ ‏الخضر ‏ ‏ليس هو ‏ ‏موسى ‏ ‏صاحب ‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏فقال ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏كذب عدو الله ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي بن كعب ‏ ‏أنه ‏‏سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول إن ‏ ‏موسى ‏ ‏قام خطيبا في ‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏فسئل ‏ ‏أي الناس أعلم فقال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه إن لي عبدا ‏ ‏بمجمع البحرين ‏ ‏هو أعلم منك قال ‏ ‏موسى ‏ ‏يا رب فكيف لي به قال تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه بفتاه ‏ ‏يوشع بن نون ‏ ‏حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر (فاتخذ سبيله في البحر سربا) ‏وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال ‏ ‏موسى (لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) ‏قال ولم يجد ‏ ‏موسى ‏ ‏النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به فقال له فتاه (أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا) ‏قال فكان للحوت سربا ‏ ‏ولموسى ‏ ‏ولفتاه عجبا فقال ‏ ‏موسى (ذلك ما كنا نبغى فارتدا على آثارهما قصصا) ‏قال رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى ثوبا فسلم عليه ‏ ‏موسى ‏ ‏فقال ‏ ‏الخضر ‏ ‏وأنى بأرضك السلام قال أنا ‏ ‏موسى ‏ ‏قال ‏ ‏موسى ‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏قال نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال (إنك لن تستطيع معي صبرا) ‏يا ‏ ‏موسى ‏ ‏إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه فقال ‏ ‏موسى (ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا) فقال له الخضر (فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا) ‏فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا ‏ ‏الخضر ‏ ‏فحملوهم بغير نول فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا ‏ ‏والخضر ‏ ‏قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم فقال له ‏ ‏موسى ‏ ‏قوم قد حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها (لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا) ‏قال وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وكانت الأولى من ‏ ‏موسى ‏ ‏نسيانا قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له ‏ ‏الخضر ‏ ‏ما علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ثم خرجا من السفينة فبينا هما يمشيان على الساحل إذ أبصر ‏ ‏الخضر ‏ غلاماً يلعب مع الــغــلمان فأخذ ‏ ‏الخضر ‏ ‏رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله فقال له ‏ ‏موسى (أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) ‏قال وهذه أشد من الأولى (قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض) ‏قال مائل فقام ‏ ‏الخضر ‏ ‏فأقامه بيده فقال ‏ ‏موسى ‏ ‏قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا (لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني و بينك إلى قوله ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وددنا أن ‏ ‏موسى ‏ ‏كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما قال ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏فكان ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين “.

راجع أيضا :

صحيح مسلم – كتاب الفضائل – باب من فضائل الخضر عليه السلام

سنن الترمذي – كتاب تفسير القرآن عن رسول الله- باب ومن سورة الكهف

ولنقرأ التصحيح للتأكد :

” .. فبينا هما يمشيان على الساحل ، إذ أبصر الخضر غلاماً يلعب مع الــغـلـمان ، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله ، فقال له موسى : أقتلت نفسا زاكية بغير نفس ، لقد جئت شيئا نكرا ، قال : ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ، قال : وهذا أشد من الأولى ،.. قال سعيد بن جبير : فكان ابن عباس يقرأ : وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا . وكان يقرأ : وأما الــغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين .”

الراوي: سعيد بن جبير – خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح – الصفحة أو الرقم: 4725

اذن الخضر ( والذي اعتبره القرآن أعلم من موسى ) .. قد قطع رأس غــــلام بري ” زكي ” دون ذنب ولا خطيئة ..   وحجته كانت بأن القضاء الالهي يعلم مسبقاً بأن هذا الطفل سوف يرهق والديه بكفره عندما يكبر .

وبهذا الرد والتبرير .. نواجههم رداً على اعتراضاتهم ضد العهد القديم وتحريم تلك المدن الوثنية الكافرة بكامل افرداها بما فيهم الاطفال .

لأن الرب بقضاءه وعلمه السابق يعلم بما سوف يأول اليه أمر اولئك الاطفال .. فأما سيكبرون كفاراً وثنيين اشرار ..  واما سيكونون ضحايا وقرابين للنار ارضاءاً للشيطان !!!

وهذا الشاهد القرآني رد قاصم قاطع على المعترضين ..

ولكي لا يتعللوا بأن القرآن ذكر قتل طفل بريء واحد ..

اذ نحيلهم سراعاً الى قول القرآن :

{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } (المائدة 32)

ان ذلك الطفل الذي قتله الخضر (دون ان يقترف الطفل اي افساد في الارض ) .. ودون ان تكون النفس بالنفس ..

يجعل من ” الخضر ” كأنه قتل الناس جميعاً ..ومثواه جهنم !! 

—————————-

ما الفرق بين هذا وبين ما حدث في كنعان في العهد القديم .. لا شيء ابداً !

فمتى يعقلون .. ويقرأون كتابهم قبل ان ينتقدوا !

——————————–

لنأتي الآن الى قتل محمد للاطفال ..


فمحمد لم يكن رحيماً بالاطفال كما يروجون.. ..!

فرسولهم لم يأسف لسقوط اطفال عزل اثناء قتال جيوشه للمشركين ( حتى وان دون عمد وقصد) .. ولا اظهر اسفه او حزنه ..

انما قال : هم من أهلهم . يعني هم منهم فيهم .. فليموتوا ..

اقرأ :

صحيح البخاري – كتاب الجهاد و السير – باب ‏أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري‏

‏حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏عن ‏ ‏الصعب بن جثامة ‏ ‏رضي الله عنهم ‏ ‏قال ‏‏مر ‏ ‏بي النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بالأبواء ‏ ‏أو ‏ ‏بودان ‏ ‏وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريهم قال هم منهم وسمعته يقول ‏ ‏لا حمى إلا لله ولرسوله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم.

_____________

وايضاً ..

صحيح مسلم – كتاب الجهاد و السير – باب جواز قتل النساء و الصبيان في البيات من غير تعمد

‏و حدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏وسعيد بن منصور ‏ ‏وعمرو الناقد ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عيينة ‏ ‏قال ‏ ‏يحيى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏عن ‏ ‏الصعب بن جثامة ‏ ‏قال ‏سئل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن ‏ ‏الذراري ‏ ‏من المشركين ‏ ‏يبيتون ‏ ‏فيصيبون من نسائهم ‏ ‏وذراريهم ‏ ‏فقال هم منهم.

__________

لنقرأ الشرح وفيه السبب :

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

” .. أما النساء فلضعفهن , وأما الولدان فلقصورهم عن فعل الكفر , ولما في استبقائهم جميعا من الانتفاع بهم إما بالرق أو بالفداء فيمن يجوز أن يفادى به ..”

___________

اذن محمد لم يكن يقتل النساء والصبيان ..  للانتفاع بهم بالرق ( والاستمتاع الجنسي ) أو بالفداء وتبادل اسرى !

والتبرير لم نستخلصه نحن ( وان كان واضحاً جلياً في كتبهم ) لكنهم هم من قرروه وحددوه وبلسانهم في كتبهم !  

ولما في استبقائهم جميعا من الانتفاع بهم إما بالرق أو بالفداء فيمن يجوز أن يفادى به

أطفال للبيع والعبودية من قبل مسلمين ..!

اطفال في طريقهم للبيع لمسلمين ..

 

هذا بالحرف ما شرحوه هم وحددوه لعدم قتل محمد للنساء والصبيان !

———————————

مذبحة أطفال بنو قريظة !

الم يأمر محمد بقتل كل من انبت من ذراري اليهود من بني قريظة ..

كل من انبت منهم .. يعني شوية شعر نبت على عانته .. كانوا يقتلونه بقطع رأسه ..!

والجميع يعلم بأن هناك من الصبيان بسن العاشرة او التاسعة يبلغون وتنبت شعرتهم .. فهؤلاء ايضاً قد شملهم امر رسول الرحمة الرحيم بقطع رؤوسهم ودفنهم مع المئات من بني قومهم في مقابر جماعية ..

نقرأ :

سيرة ابن هشام – الجزء الثاني

[ أمر عطية ورفاعة ]

قال ابن إسحاق : وكان رسول الله ص قد أمر بقتل كل من أنبت منهم .

قال ابن إسحاق : وحدثني شعبة بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير ، عن عطية القرظي ، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يقتل من بني قريظة كل من أنبت منهم وكنت غـــلاماً ، فوجدوني لم أنبت فخلوا سبيلي .

_____________

يعني نجا رأسه من القطع وهو ولد .. بسبب تأخر طلوع شعيرات عانته !

ثم ان النساء الذين لم يقتلهم ..  لم يكن تركهم وشأنهم رحمة بهم كما يحاول المسلم الايهام .. انما للتسري بهن ..!

وبيع الذراري والاطفال في اسواق العبيد .. او توزيعهم خدماً على رجال الحرب من المسلمين مصاصي الدماء قطاع الطرق ..!

نقرأ :

سيرة ابن هشام – الجزء الثاني

[ قسم فيء بني قريظة ]

قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين وأعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل وسهمان الرجال وأخرج منها الخمس فكان للفارس ثلاثة أسهم للفرس سهمان ولفارسه سهم وللراجل من ليس له فرس سهم . وكانت الخيل يوم بني قريظة ستة وثلاثين فرسا ، وكان أول فيء وقعت فيه السهمان وأخرج منها الخمس فعلى سنتها وما مضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقعت المقاسم ومضت السنة في المغازي . ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأنصاري أخا بني عبد الأشهل بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد ، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا . .

_______

الاولاد والنساء .. باعهم محمد كما يبيع الأنعام ..وخصص دفعة منهم لشراء الاسلحة والعتاد الحربي ..!

فالرسول قد امر بقتل الغـــلمان ..!!!

جاء في معجم لسان العرب تحت باب : نبت

” وأَنْبَتَ الــغلام : راهقَ، واسْتَبانَ شَعَرُ عانتِه ونَبَتَ. وفي حديث بني قُرَيْظةَ: فكلُّ من أَنْبَتَ منهم قُتل؛ أَراد نباتَ شعر العانة، فجعله علامة للبلوغ، وليس ذلك حَدّاً عند أَكثر أَهل العلم، إِلا في أَهل الشرك، لأَنه لا يُوقَفُ على بلوغهم من جهة السن، ولا يمكن الرجوع إِلى أَقوالهم، للتُّهمة في دفع القتل، وأَداءِ الجزية. “

لسان العرب – ابن منظور

 

يعني هذه المعاملة فقط في اهل الشرك ( المسيحيين واليهود وغيرهم ) .. اذ يجب ان يكشف عن عانة اطفالهم للتاكد من نبات شعيرات العانة .. ليتم معاملتهم اما ( بالقتل او الجزية )

كيف اذن تأكد المسلمون من مسألة ” نبات ” غلــمان واطفال بني قريضة ؟؟ !!

اليس عن طريق تجريدهم من ملابسهم والتأكد بالنظر الى عوراتهم لرؤية شعر العانة ان كان انبت ام لا ..  ليقتلوا ويقطعوا رأس كل من انبت منهم !؟

ونعلم ان من الصبيان من يبلغ في السن العاشرة .. او الحادي عشر .. او الثانية عشر ..

فهل حسبوا هذا رجلاً يحاسبونه كما يحاسب الرجال المقاتلون ..!!

الم نقرأ ما جاء في لسان العرب :

إِلا في أَهل الشرك، لأَنه لا يُوقَفُ على بلوغهم من جهة السن، ولا يمكن الرجوع إِلى أَقوالهم، للتُّهمة في دفع القتل، وأَداءِ الجزية.”

اذ لن يصدقوا المسيحيين اذا اردوا ان يقتلوا كل من انبت من غـلـمـانــهم .. اذ لن يصدقوهم اذا اخبروهم عن سن اولادهم .. ولا يمكن معرفة بلوغهم من جهة السن ..

يعني اذا وجدوا ولداً ( مسيحياً او يهودياً ) مشركاً يعني ..  ( وكل البشر عندهم مشركون ويحق قتلهم واذلالهم ) اذا وجدوا طفلاً كهذا .. فكيف يتأكدوا من سنه او بلوغه ؟

لكي ينجو من القتل ..؟

اليس عن طريق الكشف عن عانته عن طريق تجريده من ملابسه .. لرؤية شعيرات العانة ان كانت قد نبتت ام لا ؟!

يعني حتى لو هذا الطفل .. كان في التاسعة او العاشرة .. وقد نبتت شعيرات صغيرة على عانته ..  فان رأسه سيوضع تحت سيف السياف المسلم .! 

العبرة في ” شعر العانة ” ..  وليس في ” العقل والجسم والفكر والجنس ” ..

  • ” أن سعد بن معاذ حكم على بني قريظة ، فقتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم ، فكان يكشف عن مؤتزر المراهقين فمن أنبت منهم قتل، ومن لم ينبت جعل في الذراري“.

(الراوي: – المحدث: ابن الملقن – المصدر: البدر المنير – الصفحة أو الرقم: 6/670 – خلاصة حكم المحدث: صحيح مشهور )

 

وكان الأطفال يعرضوا على محمد فيأمر بتعريتهم ليتأكد من بلوغهم، وبذلك يحكم إما بقطع رأسهم او الحاقهم بالسبي وبعده بيعهم في الأسواق :

  • ” قال الإمام أحمد : حدثنا هشيم بن بشير ، أخبرنا عبد الملك بن عمير ، عن عطية القرظي قال : عرضت على النبي ص يوم قريظة فشكوا في ، فأمر بي النبي ص أن ينظروا : هل أنبت بعد ؟ فنظروا فلم يجدوني أنبت ، فخلى عني وألحقني بالسبي . ”  ( تفسير ابن كثير – الأحزاب:26)

فهذا كله لا يهم المحاربين المسلمين الغزاة الذي كل ما يهمهم هو نبوت تلك الشعيرات على عانته . يعني حتى لو كان في التاسعة ..  وتاكدوا من نبوت تلك الشعيرات على عانته .. فسيقطعوا رأسه دون تردد . حتى لو كان طوله او عرضه بحجم القطة !

هكذا كان محمد يعامل الاطفال ..اما بقتل كل من نبتت شعيرات عانته .. او ببيعهم او استرقاقهم في العبودية ..!!!!

—————————–

اذن نصل الى التالي :

1- شبهة قتل الاطفال في العهد القديم ساقطة لأن سببها موجود في دين المعترضين كما في حادثة قطع الخضر لرأس صبي صغير بريء !

2- ان نبي الاسلام لم يكن رحيماً بالاطفال .. انما كان يقتل بالسيف كل من انبتت عانته بعض الشعيرات . ومن لم ينبت كان يسترقه ويستعبده او يبيعه كما تباع البهائم !

فمتى يستحثوا مطاياهم عن اثارة الشبهات حول الكتاب المقدس .. بعد ان اثبتنا في كل مرة بأنهم لا يهاجمون كتابنا الا تغطية وستراً عن ما يعانونه عندهم !

 

 

Posted in قرآنيات, لاهوت دفاعي -عام, محمديات, إسلاميات عامة, الارهاب الإسلامي | Leave a Comment »

دعوة المسيح : هل كانت خاصة للشعب اليهودي فقط؟!

نشر بواسطة: mechristian في أوت 11, 2007

دعوة المسيح : هل كانت للشعب اليهودي فقط؟!

يقول المعترض بأن السيد المسيح لم يرسل إلا لليهود فقط

للرد (البابلي)

1. سنجمع جميع الايات المعترض عليها التي تقول بأن السيد المسيح لم يرسل إلا لخراف بيت اسرائيل الضالة و نوضحها جميعها مرة واحدة

(( وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا ، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل )) متى [ 2 : 6 ]

(( فقال لها الملاك : لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله ، وها أنت ستحبلين أبناً وتسمينه يسوع . . ويعطيه الرب كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلـى الابد )) لوقا [ 1 : 30 ]

((21فَسَتَلِدُ ابْناً، وَأَنْتَ تُسَمِّيهِ يَسُوعَ، لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ ))

وقد ورد في إنجيل متى [ 2 : 1 ] : (( وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ ؟ ))

(( فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».)) [ متى 27: 11 ]

لنوضحها جميعاً معاً

كيف لم يُرسَل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، وهو القائل لنيقوديموس “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة” (يو3: 16)؟ بل وسبق فشهد الأنبياء في العهد القديم عن مجيء المسيّا للعالم كله، اليهود والأمم معًا؟

يجيب القدّيس أغسطينوس: [إننا نفهم من هذا أنه لاق به أن يُعلن عن حضوره بالجسد وميلاده، وعمل معجزاته وقوّة قيامته وسط هذا الشعب، فإنه هكذا قد دبّر الأمر منذ البداية. ما سبق فبُشِّر به قد تحقّق بمجيء المسيح يسوع لأمّة اليهود كي يُقتل، لكنّه يربح منهم الذين سبق فعرفهم، فإنه لم يدن الشعب كلّه، إنّما فحصهم فوجد بينهم تبنًا كثيرًا، ووجد أيضًا حنطة مختفية. منهم ما هو يُحرق، ومنهم ما يملأ المخازن، فإنه من أين جاء الرسل؟!] كما يقول: [لأنه لم يذهب بنفسه للأمم، بل أرسل تلاميذه، فيتحقّق ما قاله النبي: “شعب لم أعرفه يتعبّد لي” (مز 18: 43). انظر كيف أوضحت النبوّة الأمر كيف تحقّق؟! تحدّثت بوضوح: “شعب لم أعرفه”؛ كيف؟ يكمّل قائلاً: “من سماع الأذن يسمعون لي” (مز 18: 44)، أي يؤمنون لا خلال النظر بل خلال السمع، لهذا نال الأمم مديحًا عظيمًا. فإن (اليهود) رأوه فقتلوه، الأمم سمعوا عنه وآمنوا به.]

لننتقل لارساله للتلاميذ و الذي تم عن مرحلتين

المرحلة الأولى : “هؤلاء الإثنا عشر أرسله يسوع وأوصاهم قائلاً: إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريّين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالأحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة” [5-6].

في بدء كرازتهم حدّد لهم منطقة الكرازة “بالأمة اليهوديّة” دون أن يتجاوزوها إلى مدينة للسامريّين أو طريق للأم، على أنه قبيل صعوده أعلن لهم حدود الكرازة بقوله في نفس الإنجيل: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم” (28: 19). فإنه لم يسمح لهم بالكرازة بين الأمم إلا بعد أن يُعلن اليهود رفضهم للمسيّا. لم يكن هذا تحيزًا لليهود على حساب الأمم، وإنما لكي لا يتشكّك اليهود في رسالته المسيحانيّة، فإذا ما رفضوه ينفتح الباب للأمم، وإن كان السيّد المسيح نفسه لم يحرم السامرة من خدمته وبعض الأمميّين من التمتّع ببركات نعمه.

ويلاحظ أن الكلمة “أوصاهم” جاءت في اليونانيّة Paragellein وهي تستخدم في ظروف معيّنة، منها:

أولاً: في القيادات العسكرية في الجيوش، وكأن السيّد يمثّل القائد الأعلى في معركة دائمة ضدّ إبليس وكل أعماله. على تلاميذه أن يتهيّأوا للخدمة، لا كطريق للكرامة، بل للجهاد الروحي المستمر والقتال ضدّ عدوّ الخير نفسه. ليس ضدّ بشر، وإنما ضدّ الشيطان والقوات الروحيّة الشرّيرة (أف 6: 10-12).

ثانيًا: تستخدم من الصديق حينما يدعو أصدقاءه للمساندة، هنا يظهر السيّد المسيح في علاقته بتلاميذه على مستوى علاقة الصداقة فوق الرسميّات والبروتوكولات.

ثالثًا: يستخدمها المعلّم أو الفيلسوف مع تلاميذه ومريديه، وكأن السيّد المسيح يتحدّث مع تلاميذه كمريديه الذي يتتلمذون على يديه ليحملوا فكره.

رابعًا: تستخدم أيضًا في الأوامر الإمبراطورية، وكأنما السيّد المسيح هو الملك الذي يرسل سفراءه، يحملون سماته شهادة حق له، ويعلنون دستوره الروحي في حياتهم كما في كرازتهم.

ويرى القدّيس كبريانوس أن هذه الوصيّة لا تزال حيّة وتلتزم بها الكنيسة، فمدينة السامريّين تعني جماعة المنشقّين، وطريق الأمم يعني طريق الهراطقة. فالكنيسة مع اتّساع قلبها للعالم كلّه المؤمن وغير المؤمن لتغسل أقدام الجميع، لا تقبل في شركتها جماعة المنشقّين أو تعاليم الهراطقة، بل تحذر أولادها وتحفظهم منهم.

المرحلة الثانية أصبحت عامة للبشرية جمعاء حيث قال السيد لتلاميذه في بشارة معلمنا متى

“وأما الأحد عشر تلميذًا فانطلقوا إلى الجليل حيث أمرهم يسوع، ولما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا. فتقدّم يسوع وكلّمهم قائلاً: دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلِّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيْتكم به. وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. آمين” [16-20].

و أنهي كلامي بقول السيد “ولي خراف أخرى ليست من هذه الحظيرة،  ينبغي أن آتي بتلك أيضًا، فتسمع صوتي، وتكون رعيةً واحدةً، وراعٍ واحدٍ”.  يو 16.10

2. الان ننتقل لتعيلق الاخ البابلي حول هذا الموضوع

فما تزعموا يا مسلمين عن محدودية رسالة المسيح ..فهذا ادحضه عليك وعلى امثالك بعشرة نقاط ونصوص من الانجيل وبالتحديد من فم المسيح المبارك ..

بما يلي :

1- فرح المسيح وتهلله يوم جاءه الوفد اليوناني الاممي لمقابلته في اورشليم

( يوحنا 20:12-23) ..

وفي هذا دليل على محبة المسيح للامم وارادته لخلاصهم ..

2- في شرح المسيح لمثل الزوان .. حدد بان
{ الحقل هو العالم } ( متى 38:13) ..

فرسالة المسيح وانجيله سيزرع في كل الحقل اي العالم .. فرسالته عالمية !

3- واروع ما قاله لتلاميذه والمؤمنين به في عظته على الجبل قوله : { انتم ملح الارض انتم نور العالم } ( متى 13:5و14) ..

لاحظ : الارض ! .. والعالم ! ..

فرسالته تتجاوز اليهودية الى كل الارض والعالم !

4- عبارات صريحة بعالمية رسالته بقوله المبارك :{ الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها } ( مرقس 10:13 )5- قول المسيح له كل المجد :

{ واقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السموات . واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية } ( متى 11:18و12).6- قوله للاثني عشر : {

ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان اتي بتلك ايضاً فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد } ( يوحنا 16:10).7- ورسالة المسيح كانت خلاصية لكل العالم بقوله لنيقوديموس :

{ لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية } ( يوحنا 16:3).8- قوله لتلاميذه بعد قيامته :

{ وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتداً من اورشليم } ( لوقا 46:24-47).9- قوله في وصيته الاخيرة لتلاميذه قبل صعوده الى السموات :

{ اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها } ( مرقس 15:16).10 – امر المسيح لرسله بعد قيامته :

{ فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس . وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به . وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر } ( متى 18:28-20).هذه عشرة تصريحات كاملة .. بفم المسيح المبارك عن عالمية رسالته

والان لندحض الباطل , وما اقتبسه الزميل من الانجيل مبتوراً مقصوصاً ليفسره كما يشاء !

إقتباس:

أولاً : ورد بإنجيل متى ما يحكيه على لسان الله :(( وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا ، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل )) متى [ 2 : 6 ] فقوله ( يرعى شعبي إسرائيل ) إشارة واضحة ان دعوة المسيح ستكون لشعب اليهود فقط .

الجواب :

والان ناتي الى تخبطاتك العشوائية التي يخالطها علمك الهزيل !

هذا النص نفهمه على ضوء النصوص الكثيرة الاخرى عن عالمية رسالته ..فهو ان كان يرعى شعب اسرائيل فهذا لا يعني انه لن يرعى بقية الامم ..

فهذا يتعلق بالجزء الاول من خطته الخلاصية ..

وهي كما يعلم الباحث تنقسم الى قسمين :

1- مجيئ المسيح وتبشيره اليهود شعبه اولاً ( مع ما تخللها من تخليص لامميين مثل السامرية وقريتها سوخار الخ )

2- ثم ارسال المسيح لتلاميذه لتبشير اليهود اولاً ثم الامم ثانياً ..

ولكن العتب ليس فقط على الفهم انما ايضاً على الاعوجاج والانتقائية !

ثم يواصل بن تيمية طرح فلتات علمه ..!

إقتباس:

ثانياً : لما جاء الملاك إلي السيدة مريم العذراء وبشرها بولادة يسوع أخبرها بأنه يكون على بيت يعقوب :(( فقال لها الملاك : لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله ، وها أنت ستحبلين أبناً وتسمينه يسوع . . ويعطيه الرب كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلـى الابد )) لوقا [ 1 : 30 ]

الجواب :
المسيح هو الملك منذ ان تجسد وهو من نسل داود وهو ملك على كل من يؤمن به من ” بيت يعقوب ” او من ” الخراف الاخر ” اي غير اليهود !

وتحقيق كلام الملاك حرفياً فسيتم في المجيئ الثاني للمسيح وهو قريب ..

وهو حين يملك ملكاً ابدياً على كل الكون !

ثم يقول بن تيمية ( نقلاً عن مواقعهم اياها ) :

إقتباس:

ثالثاً : هناك اشارة أخرى واضحة على ان دعوة المسيح هي لشعب اليهود فقط وقد جاءت على لسان الملاك الذي ظهر ليوسف النجار في إنجيل متى [ 1 : 21 ] :((21فَسَتَلِدُ ابْناً، وَأَنْتَ تُسَمِّيهِ يَسُوعَ، لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ )) ان قول الملاك : (( يخلص شعبه )) فيه الدليل على مخصوصية دعوة المسيح .

الجواب :
” مخصوصية دعوة المسيح” ؟؟؟؟

اين المنع في النص ليخلص كل الشعوب ؟؟؟؟

هات تفسير هذا النص الذي تستنتج منه عبقرياتك الفواتك ؟؟؟!!!!

ثم تقول ( لصقاً ) :

إقتباس:

رابعاً: وقد اختار المسيح اثنى عشر تلميذاً ليكونوا تلاميذه وأحباءه ومساعديه في نشر دعوتــه وكان اختياره لهم من بين اليهود أنفسهم ، وينقل ذلك إنجيل متى في محاورة بين المسيح وبين أحد تلاميذه وهو بطرس (( فأجاب بطرس حيئذ وقال له : ها نحن قد تركنا كـل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا ؟ فقال يسوع الحق أقول لكم انكم أنتم الذين تبعتموني فـي التجديد ، متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثنى عشـر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر )) متى [ 19 : 27 ]فالمسيح يقول لهم إنهم يدينون أسباط إسرائيل فقط ، ولم يقل لهم أنهم يدينون شعوب العالم ، وهذه كناية أو إشارة إلى أن رسالته وهم من بعده قاصرة على شعب اليهودية المتفرع من أسباط الاثنى عشر .

الجواب :
بفكرك الهش تظن بانهم ” سيقتصرون ” فقط على ادانة اسباط اسرائيل ..
وان فعلوا ..

فهم كانوا يهوداً وسيدينونهم على اساس ان المسيح جاء لهم وهؤلاء قد امنوا به ..

والدينونة لباقي الشعوب هي للمسيح .. وهذا دليل على انه لجميع الخليقة والعالم ..

نواصل دحر الباطل :

إقتباس:

خامساً : إن المسيح عليه السلام عندما أرسل تلاميذه لينشروا دعوته بين اليهود كرر لهم الوصية يقصروا الدعوة على اليهود ، بل وحذرهم من دخول مدن الأمم الأخرى ، ولو كانـوا جيراناً لليهود : وقد ذكر إنجيل متى [ 10 : 5 ](( هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً : إلى طريق أمم لا تمضوا إلى مدينة للسامريين لا تدخلوا ، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة )) . سادساً : لما بدأ يسوع في الدعوة إلى الله ، أعلن أنها قاصرة على بني إسرائيل ولا تمتد إلى غيرهم لذلك نراه يقول في متى [ 15 : 24 ] :(( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ))

ولاحظ عزيزي القارىء أن ( إلا ) هي أداة للحصر ، حصر بها المسيح رسالته ضمن الشعب الاسرائيلي .

الجواب :
سبق ان دحضنا البندين خامساً وسادساً بتفصيل في مداخلتي السابقة اعلاه ( فالرجاء العودة اليها ) !

يقول بن تيمية :

إقتباس:

سابعاً: وحتى عندما رفضت أورشليم رسالة المسيح ناجاها بكلام يستفاد منه أن رسالته هي لشعب اليهود الذي كان مستعمراً لمدينة القدس وقتئذ : (( يا أورشليم يا أورشليم .. يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا )) متى [ 37 : 23 ]

الجواب :
اين الكلام الذي يستفاد منه بان رسالته قومية وحسب .. ام انك تتخيل ..؟؟؟!!!

رسالته هي لليهود اولاً ثم لليهود والامم ثانياً بارساليته لتلاميذه !

اما كون اليهود مستعمرين للقدس .. فاسالك : هل استعمروها بامر الله ام عدواناً ؟؟؟؟؟؟

يا مؤرخ اجبنا ؟؟؟؟

ثم تقول زاعماً :

إقتباس:

وقد ورد في إنجيل متى [ 2 : 1 ] : (( وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ ؟ ))بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود : (( فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».)) [ متى 27: 11 ] لقد كان المسيح عليه الصلاة والسلام معروفاً عند الناس أنه نبى اليهود وبنى إسرائيل ليس إلا . .

الجواب :
اولاً : كونه ” ملك اليهود ” ..

فنعم المسيح ملك اليهود وملك اورشليم لانه يهودي من شعب اسرائيل وهو المسيح المنتظر اليهم اولاً ثم الى الامم ثانياً ..!

ثانياً : بالنسبة الى مجيئ المجوس ( البابليين ) :

فأسألك :

وما الذي جعل المجوس ( البابليين ) الاممين ان ياتوا ليسجدوا له ويؤمنوا به .. ؟؟؟؟

والجواب هو من الكتاب المقدس ذاته وتحديداً من سفر دانيال ..

اذ تنبا النبي دانيال الذي قيل عنه ” كبير المجوس ” ( سفر دانيال 11:5) ..

بمجيئ المسيح ( ابن الانسان ) الذي سلطانه الى ابد الدهور لجميع الامم !

{ فاعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة. سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض } ( دانيال 13:7-14)فهو ملك اليهود .. لانه يهودي من شعب اسرائيل ..

بل انه المسيا المنتظر كما تنبا عنه دانيال النبي ( كبير المجوس) الذي ستتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة من كل العالم ..

وبسبب هذه النبوة اتى ” المجوس ” من ارض بابل ” ليتعبدوا ” لهذا ” الابن الانسان ” ويقدموا له باكورة ايمان الامم والشعوب !

له كل مجد وحمد وسلطان ..

اما حول ما ورد عن امر المسيح لتلاميذه:{ الى طريق امم لا تمضوا ومدينة للسامريين لا تدخلوا } ..

فقد قالها في اول ارسالية يرسلهم بها .. وكانت عبارة عن دورة تدريبية !

والسبب يرجع الى ان تبشير السامريين حينها صعباً عليهم في البداية .. كونهم يهوداً ..

واليهود والسامريين لا يتعاملون مع بعضهم البعض ( راجع يوحنا 9:4) !

حتى ان المسيح له المجد قد صادف احدى المرات مدينة للسامريين قد اغلقت بابها في وجهه .. لانه كان متجهاً نحو اسرائيل ..( لوقا 53:9).

فالمسألة لم تكن بالامر الهين في البداية ..

بينما الامر في غاية السهولة في الذهاب الى اليهود ..

اذ هم بني جنسهم وقومهم .. واليهود كانوا هم شعب الله المختار صاحب الشرائع والانبياء ..
والذين قال فيهم الرسول بولس :

{ اخوتي وانسبائي حسب الجسد الذين هم اسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد , ولهم الاباء ومنهم المسيح حسب الجسد .. } ( رومية 3:9-5).

وهم الذين كانت عندهم النبوات عن مجيئ المسيح واوصافه والرموز التي تشير اليه ..

ولكن بعد ان تغيرت الظروف .. وتبدلت افكار التلاميذ تدريجياً لفترة تدربهم المتواصلة مع المسيح .. بدأ المسيح يعلمهم كيف يبشروا للجميع ..

وقد فتح هو الباب اولاً امامهم بقدوته الصالحة .. اذ دعا السامرية وخلصها .. وذهب الى مدينتها وخلص قومها جميعاً ..

وقال لتلاميذه عنهم :

{ ارفعوا عيونكم وانظروا الحقول , انها قد ابيضت للحصاد .. انا ارسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه } ( يوحنا 35:4و 38).وكانت وصيته الاخيرة لتلاميذه بأن يبشروا السامرة لا بل كل الارض ..

{ ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم . وحينئذ تكونون لي شهوداً في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض } ( اعمال 8:1).وعبارة ” اقصى الارض ” في كلام المسيح تعني العالم كله .. لان رسالته عالمية !

وقوله المبارك الصريح :

{ اذهبوا وتلمذوا جميع الامم , وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس . وعلموهم جميع ما اوصيتكم به } ( متى 19:28و20).اذاً فقد وجههم اخيراً الى الامم كلها !

وهي المرحلة النهائية !

بينما في البداية كان الذهاب الى الامم مهمة صعبة وشاقة جداً على التلاميذ المبتدئين ..

فلم يكن من الداعي لان يبدأهم بمهمة صعبة من البداية تجعلهم يفشلون ويحبطون ..!

اذن عبارة ” الى طريق امم لا تمضوا ” .. كانت مهمة اولية ووصية مرحلية لفترة زمنية محددة ..
الى حين ان يمهد لهم المسيح الطريق بنفسه من جهة ..
وهو القائل للاثني عشر :

{ ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان اتي بتلك ايضاً فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد } ( يوحنا 16:10).

والى ان ينالوا الروح القدس من جهة ثانية ..

وهكذا حدث .. اذ دخل الناس في دين المسيح افواجاً من المشارق والمغارب ومن اقاصي الارض ..

كما سبق وتنبأ له المجد عن ذلك .. بقوله الكريم :

{ واقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السموات . واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية } ( متى 11:18و12).وقد تمت ترجمة الانجيل في يومنا هذا الى اكثر من 2400 لغة ولهجة حول العالم .. المعروفة منها والمجهولة ..!

وما اجمل قوله له المجد :

{ الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها } ( مرقس 10:13 )وما اعظم ما راه الرسول يوحنا الحبيب في رؤياه المقدسة عن وقوف جميع الامم المخلصون بدم المسيح امام عرشه في اليوم الاخير ..

من كل امة وجنس ولون ولسان ..!

اقرأ :

سفر الرؤيا الاصحاح السابع :

9 بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعدّه من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون امام العرش وامام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل
10 وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف.
11 وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الاربعة وخرّوا امام العرش على وجوههم وسجدوا للّه
12 قائلين آمين. البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لالهنا الى ابد الآبدين. آمين
13 واجاب واحد من الشيوخ قائلا لي هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومن اين أتوا.
14 فقلت له يا سيد انت تعلم. فقال لي هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيّضوا ثيابهم في دم الخروف.
15 من اجل ذلك هم امام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم.
16 لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحرّ
17 لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حيّة ويمسح الله كل دمعة من عيونهم
________________________
ومن ذات السفر الاصحاح الخامس :

9 وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق انت ان تأخذ السفر وتفتح ختومه لانك ذبحت واشتريتنا للّه بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامّة
10 وجعلتنا لالهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الارض
_______________________
اذن كل قبيلة ولسان وشعب وامة .. سيكونون من اتباع المسيح الذين اشتراهم بدمه ..

متمنياً لك من كل قلبي ان تكون من ضمن جمعهم المبارك يا بن تيمية .. راجياً لك الخلاص !

3. اضاف نيو مان

ففتح بطرس فاه وقال . بالحق انا اجد ان الله لا يقبل الوجوه‎ . 35 ‎بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده 36 الكلمة التي ارسلها الى بني اسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح . هذا هو رب الكل‎ . 37 ‎انتم تعلمون الامر الذي صار في كل اليهودية مبتدئا من الجليل بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا‎ . 38 ‎يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه‎ . 39 ‎ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي اورشليم . الذي ايضا قتلوه معلقين اياه على خشبة‎ . 40 ‎هذا اقامه الله في اليوم الثالث واعطى ان يصير ظاهرا 41 ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فانتخبهم . لنا نحن الذين اكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الاموات‎ . 42 ‎واوصانا ان نكرز للشعب ونشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء والاموات‎ . 43 ‎له يشهد جميع الانبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا
اعمال 10 : 34 – 43

Posted in لاهوت دفاعي -عام, رد على أكاذيب إسلامية, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

رسالة المسيح في الاسلام .. قومية ام عالمية ؟!

نشر بواسطة: mechristian في أوت 11, 2007

البابلي

 

سلام المسيح رب العالمين وسيد الخلق اجمعين وبعد

هذا موضوع ارد فيه على اعتراض المسلمين القائلين بقومية رسالة المسيح , وانه رسول فقط لبني اسرائيل دون العالمين ..

اذ يلقي المسلمين اتهاماتهم جزافاً ضد الرسول الكريم بولس متهمين اياه بجعل رسالة المسيح عالمية ..

وتحويلها عن كونها مجرد قومية !!

وهذا الادعاء يسقط وينهار اذا ما نظرنا الى دعوة ورسالة المسيح كما جاءت في الاسلام .

لننظر في بعض النقاط ولنكتشف كنه طبيعة رسالة المسيح .. هل كانت قومية ام عالمية ؟؟!!

———————–

لنبدأ بالقران وتفاسيره :

اولاً : جاء في سورة البروج :

{قتل اصحاب الاخدود. النار ذات الوقود . اذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد } ( البروج :4-8).

وجاء في تفسير القرطبي ( الجامع لاحكام القران ) التالي :

أَيْ الَّذِينَ خَدَّدُوا الْأَخَادِيد وَقَعَدُوا عَلَيْهَا يُلْقُونَ فِيهَا الْمُؤْمِنِينَ , وَكَانُوا بِنَجْرَان فِي الْفَتْرَة بَيْن عِيسَى وَمُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ . . وَقَدْ اِخْتَلَفَتْ الرُّوَاة فِي حَدِيثِهِمْ . وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب . فَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ صُهَيْب : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَانَ مَلِك فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ , وَكَانَ لَهُ سَاحِر ; فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنِّي قَدْ كَبِرْت فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمهُ السِّحْر ; فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ ; فَكَانَ فِي طَرِيقه إِذَا سَلَكَ , رَاهِب , فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامه , فَأَعْجَبَهُ ; فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِر مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ ; فَإِذَا أَتَى السَّاحِر ضَرَبَهُ ; فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِب , فَقَالَ : إِذَا خَشِيت السَّاحِر فَقُلْ : حَبَسَنِي أَهْلِي . وَإِذَا خَشِيت أَهْلَكَ فَقُلْ : حَبَسَنِي السَّاحِر . فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّة عَظِيمَة قَدْ حَبَسَتْ النَّاس , فَقَالَ : الْيَوْم أَعْلَم السَّاحِر أَفْضَل أَمْ الرَّاهِب أَفْضَل ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْر الرَّاهِب أَحَبَّ إِلَيْك مِنْ أَمْر السَّاحِر فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّة , حَتَّى يَمْضِي النَّاس ; فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاس . فَأَتَى الرَّاهِب فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِب : أَيْ بَنِي ؟ أَنْتَ الْيَوْم أَفْضَل مِنِّي , قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرك مَا أَرَى , وَإِنَّك سَتُبْتَلَى ; فَإِنْ ابْتُلِيت فَلَا تَدُلّ عَلَيَّ . وَكَانَ الْغُلَام يُبْرِئ الْأَكْمَه وَالْأَبْرَص , وَيُدَاوِي النَّاس مِنْ سَائِر الْأَدْوَاء . فَسَمِعَ جَلِيس لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ , فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَة فَقَالَ : مَا هَا هُنَا لَك أَجْمَع إِنْ أَنْتَ شَفَيْتنِي . فَقَالَ : إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا , إِنَّمَا يَشْفِي اللَّه ; فَإِنْ أَنْتَ آمَنْت بِاَللَّهِ دَعَوْت اللَّه فَشَفَاك ؟ فَآمَنَ بِاَللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّه . فَأَتَى الْمَلِك فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِس ; فَقَالَ لَهُ الْمَلِك : مَنْ رَدَّ عَلَيْك بَصَرك ؟ قَالَ رَبِّي . فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَام ; فَجِيءَ بِالْغُلَامِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِك : أَيْ بُنَيَّ ! أَقَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِك مَا تُبْرِئ الْأَكْمَه وَالْأَبْرَص , وَتَفْعَل وَتَفْعَل ؟ ! قَالَ : أَنَا لَا أَشْفِي أَحَدًا , إِنَّمَا يَشْفِي اللَّه . فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِب ; فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ , فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِك . فَأَبَى فَدَعَا بِالْمِنْشَارِ , فَوَضَعَ الْمِنْشَار فِي مَفْرِق رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ … وَرَوَاهُ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كَانَ مَلِك بِنَجْرَان , وَفِي رَعِيَّتِهِ رَجُل لَهُ فَتًى , فَبَعَثَهُ إِلَى سَاحِر يُعَلِّمُهُ السِّحْر , وَكَانَ طَرِيق الْفَتَى عَلَى رَاهِب يَقْرَأ الْإِنْجِيل ; فَكَانَ يُعْجِبُهُ مَا يَسْمَعُهُ مِنْ الرَّاهِب , فَدَخَلَ فِي دِين الرَّاهِب ; وَأَنَّ الْمَلِك لَمَّا رَمَاهُ بِالسَّهْمِ وَقَتَلَهُ قَالَ أَهْل مَمْلَكَة الْمَلِك : لَا إِلَه إِلَّا إِلَه عَبْد اللَّه بْن ثَامِر , وَكَانَ اِسْم الْغُلَام , فَغَضِبَ الْمَلِك , وَأَمَرَ فَخُدَّتْ أَخَادِيد , وَجُمِعَ فِيهَا حَطَب وَنَار , وَعَرَضَ أَهْل مَمْلَكَته عَلَيْهَا .. وَقَالَ الضَّحَّاك : هُمْ قَوْم مِنْ النَّصَارَى كَانُوا بِالْيَمَنِ قَبْل مَبْعَث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِينَ سَنَة , أَخَذَهُمْ يُوسُف بْن شَرَاحِيل بْن تُبَّع الْحِمْيَرِيّ , وَكَانُوا نَيِّفًا وَثَمَانِينَ رَجُلًا , وَحَفَرَ لَهُمْ أُخْدُودًا وَأَحْرَقَهُمْ فِيهِ . حَكَاهُ الْمَاوَرْدِيّ ,… وَقِيلَ : قَوْم مِنْ النَّصَارَى كَانُوا بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ زَمَان قُسْطَنْطِين . وَذَلِكَ أَنَّ رَجُلَيْنِ مُسْلِمَيْنِ كَانَ أَحَدهمَا بِتِهَامَة , وَالْآخَر بِنَجْرَان , أَجَّرَ أَحَدُهُمَا نَفْسه ,

فَجَعَلَ يَعْمَل وَيَقْرَأ الْإِنْجِيل ; فَرَأَتْ اِبْنَة الْمُسْتَأْجِر النُّور فِي قِرَاءَة الْإِنْجِيل , فَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا فَأَسْلَمَ . وَبَلَغُوا سَبْعَة وَثَمَانِينَ بَيْن رَجُل وَامْرَأَة , بَعْد مَا رُفِعَ عِيسَى , فَخَدَّ لَهُمْ يُوسُف بْن ذِي نُوَاس بْن تُبَّع الْحِمْيَرِيّ أُخْدُودًا , وَأَوْقَدَ فِيهِ النَّار ; وَعَرَضَهُمْ عَلَى الْكُفْر , فَمَنْ أَبَى أَنْ يَكْفُر قَذَفَهُ فِي النَّار , وَقَالَ : مَنْ رَجَعَ عَنْ دِين عِيسَى لَمْ يُقْذَف . .. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه : كَانَ رَجُل مِنْ بَقَايَا أَهْل دِين عِيسَى بْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام , يُقَال لَهُ قيميون , وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا مُجْتَهِدًا زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا مُجَاب الدَّعْوَة , وَكَانَ سَائِحًا فِي الْقُرَى قَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ , وَكَانَ أَهْل نَجْرَان أَهْل شِرْك يَعْبُدُونَ الْأَصْنَام , وَكَانَ فِي قَرْيَة مِنْ قُرَاهَا قَرِيبًا مِنْ نَجْرَان سَاحِر يُعَلِّم غِلْمَان أَهْل نَجْرَان السِّحْر ; فَلَمَّا نَزَلَ بِهَا قيميون , بَنَى بِهَا خَيْمَة بَيْن نَجْرَان وَبَيْن تِلْكَ الْقَرْيَة الَّتِي بِهَا السَّاحِر , فَجَعَلَ أَهْل نَجْرَان يَبْعَثُونَ غِلْمَانهمْ إِلَى ذَلِكَ السَّاحِر يُعَلِّمهُمْ السِّحْر , فَبَعَثَ إِلَيْهِ الثَّامِر عَبْد اللَّه بْن الثَّامِر , فَكَانَ مَعَ غِلْمَان أَهْل نَجْرَان , وَكَانَ عَبْد اللَّه إِذَا مَرَّ بِصَاحِبِ الْخَيْمَة أَعْجَبَهُ مَا يَرَى مِنْ أَمْر صَلَاته وَعِبَادَته , فَجَعَلَ يَجْلِس إِلَيْهِ وَيَسْمَع مِنْهُ , حَتَّى أَسْلَمَ , فَوَحَّدَ اللَّه وَعَبَدَهُ ,.. وَاجْتَمَعَ أَهْل نَجْرَان عَلَى دِين عَبْد اللَّه بْن الثَّامِر , وَكَانَ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ عِيسَى بْن مَرْيَم مِنْ الْإِنْجِيل وَحُكْمه . ثُمَّ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَ أَهْل دِينِهِمْ مِنْ الْأَحْدَاث ; فَمِنْ ذَلِكَ كَانَ أَصْل النَّصْرَانِيَّة بِنَجْرَان . فَسَارَ إِلَيْهِمْ ذُو نُوَاس الْيَهُودِيّ بِجُنُودِهِ مِنْ حِمْيَر , فَدَعَاهُمْ إِلَى الْيَهُودِيَّة , وَخَيَّرَهُمْ بَيْن ذَلِكَ أَوْ الْقَتْل , فَاخْتَارُوا الْقَتْل ..

ولنا هنا تعليق صغير :

ماذا تفعل النصرانية في اليمن ؟؟! 

ما الذي اتى بها هناك ..؟؟!

ومن اعطى لاتباع عيسى الحق والسلطان ان يدعوا الى دينهم خارج بني اسرائيل ان كانت دعوة المسيح قومية وحسب ..؟؟

اذن لقد دخلت رسالة المسيح الى اليمن في الفترة بين عيسى ومحمد ..؟!

فرسالة المسيح وصلت الى اليمن اذن ..

ومن اليمن خرج نصارى نجران الذين اوفدوا الى محمد وفداً ليناظره ويناقشه في دعوته ..

ومع الاختلافات العقائدية الكبيرة بين الطرفين .. الا اننا لم نقرأ لمحمد اي رفض او نقض لدعوة المسيح ورسالته في بلادهم ..

ولم يجادلهم في ان دعوة المسيح هي فقط محصورة في بني اسرائيل وليست لهم او لغيرهم ..!! 

ثانياً : ديانة المسيح دخلت الى اوربا :

فقد جاء في سورة الكهف .. قصة الفتية الذين اووا الى الكهف هرباً من اضطهاد الكفار لهم وكانوا على دين عيسى !!

جاء في تفسير القرطبي لسورة ( الكهف 9):

اقوال العلماء في تفسيرهم لعبارة ” الرقيم ” .. ومن تلك الاقوال قال ابن عباس :

وعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا : الرَّقِيم كِتَاب مَرْقُوم كَانَ عِنْدهمْ فِيهِ الشَّرْع الَّذِي تَمَسَّكُوا بِهِ مِنْ دِين عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام .

فهم كانوا على دين عيسى وشريعته ..

لكن ما الذي جاء بهم بلاد الروم .. ان كانت دعوة المسيح قومية وحسب ؟؟!!

لنواصل :

وجاء في تفسيره ( للكهف : 10):

وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : إِنَّ مَلِكًا مِنْ الْمُلُوك يُقَال لَهُ دِقْيَانُوس ظَهَرَ عَلَى مَدِينَة مِنْ مَدَائِن الرُّوم يُقَال لَهَا أُفْسُوس . وَقِيلَ هِيَ طَرَسُوس وَكَانَ بَعْد زَمَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَأَمَرَ بِعِبَادَةِ الْأَصْنَام فَدَعَا أَهْلهَا إِلَى عِبَادَة الْأَصْنَام , وَكَانَ بِهَا سَبْعَة أَحْدَاث يَعْبُدُونَ اللَّه سِرًّا , فَرُفِعَ خَبَرهمْ إِلَى الْمَلِك وَخَافُوهُ فَهَرَبُوا لَيْلًا , وَمَرُّوا بِرَاعٍ مَعَهُ كَلْب فَتَبِعَهُمْ فَآوَوْا إِلَى الْكَهْف فَتَبِعَهُمْ الْمَلِك إِلَى فَم الْغَار , فَوَجَدَ أَثَر دُخُولهمْ وَلَمْ يَجِد أَثَر خُرُوجهمْ , فَدَخَلُوا فَأَعْمَى اللَّه أَبْصَارهمْ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا ; فَقَالَ الْمَلِك : سُدُّوا عَلَيْهِمْ بَاب الْغَار حَتَّى يَمُوتُوا فِيهِ جُوعًا وَعَطَشًا . وَرَوَى مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا أَنَّ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَة كَانُوا فِي دِين مَلِك يَعْبُد الْأَصْنَام وَيَذْبَح لَهَا وَيَكْفُر بِاَللَّهِ , وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَهْل الْمَدِينَة , فَوَقَعَ لِلْفِتْيَةِ عِلْم مِنْ بَعْض الْحَوَارِيِّينَ – حَسْبَمَا ذَكَرَ النَّقَّاش أَوْ مِنْ مُؤْمِنِي الْأُمَم قَبْلهمْ – فَآمَنُوا بِاَللَّهِ وَرَأَوْا بِبَصَائِرِهِمْ قَبِيح فِعْل النَّاس , فَأَخَذُوا نُفُوسهمْ بِالْتِزَامِ الدِّين وَعِبَادَة اللَّه ; فَرُفِعَ أَمْرهمْ إِلَى الْمَلِك وَقِيلَ لِي : إِنَّهُمْ قَدْ فَارَقُوا دِينك وَاسْتَخَفُّوا آلِهَتك وَكَفَرُوا بِهَا , فَاسْتَحْضَرَهُمْ الْمَلِك إِلَى مَجْلِسه وَأَمَرَهُمْ بِاتِّبَاعِ دِينه وَالذَّبْح لِآلِهَتِهِ , وَتَوَعَّدَهُمْ عَلَى فِرَاق ذَلِكَ بِالْقَتْلِ ; فَقَالُوا لَهُ فِيمَا رُوِيَ : ” رَبّنَا رَبّ السَّمَوَات وَالْأَرْض – إِلَى قَوْله – وَإِذْ اِعْتَزَلْتُمُوهُمْ ” [ الْكَهْف : 16 ] .. وَرَوَى وَهْب بْن مُنَبِّه أَنَّ أَوَّل أَمْرهمْ إِنَّمَا كَانَ حَوَارِيّ لِعِيسَى اِبْن مَرْيَم جَاءَ إِلَى مَدِينَة أَصْحَاب الْكَهْف يُرِيد دُخُولهَا , فَأَجَّرَ نَفْسه مِنْ صَاحِب الْحَمَّام وَكَانَ يَعْمَل فِيهِ , فَرَأَى صَاحِب الْحَمَّام فِي أَعْمَاله بَرَكَة عَظِيمَة , فَأَلْقَى إِلَيْهِ بِكُلِّ أَمْره , وَعَرَفَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فِتْيَان مِنْ الْمَدِينَة فَعَرَّفَهُمْ اللَّه تَعَالَى فَآمَنُوا بِهِ وَاتَّبَعُوهُ عَلَى دِينه , وَاشْتَهَرَتْ خُلْطَتهمْ بِهِ ; فَأَتَى يَوْمًا إِلَى ذَلِكَ الْحَمَّام وَلَد الْمَلِك بِامْرَأَةٍ أَرَادَ الْخَلْوَة بِهَا , فَنَهَاهُ ذَلِكَ الْحَوَارِيّ فَانْتَهَى , ثُمَّ جَاءَ مَرَّة أُخْرَى فَنَهَاهُ فَشَتَمَهُ , وَأَمْضَى عَزْمه فِي دُخُول الْحَمَّام مَعَ الْبَغِيّ , فَدَخَلَ فَمَاتَا فِيهِ جَمِيعًا ; فَاتُّهِمَ ذَلِكَ الْحَوَارِيّ وَأَصْحَابه بِقَتْلِهِمَا ; فَفَرُّوا جَمِيعًا حَتَّى دَخَلُوا الْكَهْف . وَقِيلَ فِي خُرُوجهمْ غَيْر هَذَا . وَأَمَّا الْكَلْب فَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ كَلْب صَيْد لَهُمْ ..

لقد جاء في التفسير بان الفتية قد وصلهم ” علم ” الحواريين ..

وقيل ايضاً بان احد حواريي عيسى اي رسله قد جاء وبشر اهل تلك البلاد ..! 

وجاء في تفسير الطبري في تفسيره ( للكهف : 10):

حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا الْحَكَم بْن بَشِير , قَالَ : ثنا عَمْرو فِي قَوْله : { أَصْحَاب الْكَهْف وَالرَّقِيم } كَانَتْ الْفِتْيَة عَلَى دِين عِيسَى عَلَى الْإِسْلَام , وَكَانَ مَلِكهمْ كَافِرًا , وَقَدْ أَخْرَجَ لَهُمْ صَنَمًا , فَأَبَوْا , وَقَالُوا : { رَبّنَا رَبّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض لَنْ نَدْعُو مِنْ دُونه إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } 18 14 قَالَ : فَاعْتَزَلُوا عَنْ قَوْمهمْ لِعِبَادَةِ اللَّه , فَقَالَ أَحَدهمْ : إِنَّهُ كَانَ لِأَبِي كَهْف يَأْوِي فِيهِ غَنَمه , فَانْطَلِقُوا بِنَا نَكُنْ فِيهِ , فَدَخَلُوهُ , وَفُقِدُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَان فَطُلِبُوا , فَقِيلَ : دَخَلُوا هَذَا الْكَهْف , فَقَالَ قَوْمهمْ : لَا نُرِيد لَهُمْ عُقُوبَة وَلَا عَذَابًا أَشَدّ مِنْ أَنْ نَرْدِم عَلَيْهِمْ هَذَا الْكَهْف , فَبَنَوْهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ رَدَمُوهُ . ثُمَّ إِنَّ اللَّه بَعَثَ عَلَيْهِمْ مَلِكًا عَلَى دِين عِيسَى , وَرَفَعَ ذَلِكَ الْبِنَاء الَّذِي كَانَ رُدِمَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ : { كَمْ لَبِثْتُمْ } ؟ ف { قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْض يَوْم } حَتَّى بَلَغَ { فَابْعَثُوا أَحَدكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَة } .. حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق , قَالَ : مَرِجَ أَمْر أَهْل الْإِنْجِيل وَعَظُمَتْ فِيهِمْ الْخَطَايَا وَطَغَتْ فِيهِمْ الْمُلُوك , حَتَّى عَبَدُوا الْأَصْنَام وَذَبَحُوا لِلطَّوَاغِيتِ , وَفِيهِمْ عَلَى ذَلِكَ بَقَايَا عَلَى أَمْر عِيسَى اِبْن مَرْيَم , مُتَمَسِّكُونَ بِعِبَادَةِ اللَّه وَتَوْحِيده , فَكَانَ مِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ مُلُوكهمْ , مَلِك مِنْ الرُّوم يُقَال لَهُ : دقينوس , كَانَ قَدْ عَبَدَ الْأَصْنَام , وَذَبَحَ لِلطَّوَاغِيتِ , وَقَتَلَ مَنْ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ أَقَامَ عَلَى دِين عِيسَى اِبْن مَرْيَم . كَانَ يَنْزِل فِي قُرَى الرُّوم , فَلَا يَتْرُك فِي قَرْيَة يَنْزِلهَا أَحَدًا مِمَّنْ يَدِين بِدِينِ عِيسَى اِبْن مَرْيَم إِلَّا قَتَلَهُ , حَتَّى يَعْبُد الْأَصْنَام , وَيَذْبَح لِلطَّوَاغِيتِ , حَتَّى نَزَلَ دقينوس مَدِينَة الْفِتْيَة أَصْحَاب الْكَهْف ; فَلَمَّا نَزَلَهَا دقينوس كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى أَهْل الْإِيمَان , فَاسْتَخْفَوْا مِنْهُ وَهَرَبُوا فِي كُلّ وَجْه .

نلاحظ هنا ان قرى الروم كانت تدين بدين المسيح !!

فالحواريين جاءوا الى هذه البلاد ودعوا الناس الى رسالة المسيح ..

فلم يكونوا مخالفين لمبادئ دعوة المسيح وهم { انصار الله } انما قد اطاعوها وماتوا لاجلها وادخلوا دين المسيح الى اوربا .. 

فلو كانت دعوة المسيح قومية .. لما بشروا في اوربا ولما كان لزوماً ان يضطهد الفتية ويعانوا الضيقات ..

لو كانت رسالة المسيح محصورة في حدود ارض اسرائيل .. لما كان لزوماً للحواريين ان ياتوا الى اوربا ..؟!! 

فكيف اذن يدعى البعض زوراً وعوجاً بان بولس هو من حول وحرف رسالة المسيح الى رسالة عالمية ؟!! 

تابع :

واذا ما اتينا الى اوثق كتب السيرة وهو سيرة الرسول لابن هشام

سنجد فيه ما يؤيد عالمية دين المسيح .. اذ جاء في سيرة ابن هشام التالي :

سيرة ابن هشام – الجزء الثاني

[ أسماء الرسل ومن أرسلوا إليهم ]

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا من أصحابه وكتب معهم كتبا إلى الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام .

..[ رواية ابن حبيب عن بعث الرسول رسله ]

قال ابن إسحاق : حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري : أنه وجد كتابا فيه ذكر من بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البلدان وملوك العرب والعجم ، وما قال لأصحابه حين بعثهم . قال فبعثت به إلى محمد بن شهاب الزهري فعرفه وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فقال لهم إن الله بعثني رحمة وكافة فأدوا عني يرحمكم الله ولا تختلفوا علي كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم ; قالوا : وكيف يا رسول الله كان اختلافهم ؟ قال دعاهم لمثل ما دعوتكم له فأما من قرب به فأحب وسلم وأما من بعد به فكره وأبى ، فشكا ذلك

عيسى منهم إلى الله فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلغة القوم الذين وجه إليهم .

ما نفهمه من هذه الرواية عن محمد بانه ارسل رسله الى الملوك والبلدان لدعوة الاسلام ..

ونلاحظ انه نصح المرسلين بان لا يفعلوا كما فعل الحواريين مع عيسى بعد ان ارسلهم الى العالمين .. اذ استصعب البعض طول المسافة وبعد البلاد التي وجب ان يبشروا فيها برسالته ..

وهذا يعد اعترافاً صريحاً من محمد بان دعوته هي مثل دعوة عيسى من قبل في عالميتها ..!

” دعاهم عيسى لمثل ما دعوتكم ” !!

فلو كانت دعوة محمد عالمية فدعوة عيسى عالمية ايضاً !!

لكن الفرق نراه في تميز ارسالية المسيح لرسله عن غيرها , بفارق المعجزات والخوارق ..

اذ يقول محمد بان رسل المسيح ” تكلم كل واحد منهم بلغة القوم الذين وجه اليهم ” !! ..

وهو ما يعرف في الانجيل : ” بموهبة الالسنة ” التي اعطيت للمؤمنين في يوم الخمسين كما جاء في الانجيل ( سفر اعمال الرسل اصحاح الثاني ).

محمد اخبر اتباعه صريحاً بعالمية دعوة المسيح .. ” دعاهم لمثل ما دعوتكم ” ..

لكن الفرق ان الله اعطى للحواريين المعجزات والتكلم بالالسنة , في حين اعطى محمد رسله رسالة تقول : “اسلم تسلم “!!

فلو كانت ديانة المسيح قومية لبني اسرائيل .. فكيف يخالف عيسى امر الله ويرسل تلاميذه الى الامم المختلفي اللغات ؟!!

ولماذا استجاب الله لشكواه واعطى رسله موهبة التكلم بالسنة ليبشروا الامم البعيدة والقريبة ..؟!!

—————————–

ثانيا من كتب السيرة

ثم لنقرأ سرد ابن هشام عن ابن اسحق اسماء رسل المسيح الذين ارسلوا الى العالم :

جاء :

[ أسماء رسل عيسى ]

قال ابن إسحاق : وكان من بعث عيسى ابن مريم عليه السلام من الحواريين والأتباع الذين كانوا بعدهم في الأرض بطرس الحواري ، ومعه بولس وكان بولس من الأتباع ولم يكن من الحواريين إلى رومية وأندرائس ومنتا إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس وتوماس إلى أرض بابل ، من أرض المشرق وفيلبس إلى أرض قرطاجنة ، وهي إفريقية ويحنس إلى أفسوس ، قرية الفتية أصحاب الكهف; ويعقوبس إلى أوراشلم وهي إيلياء ، قرية بيت المقدس ، وابن ثلماء إلى الأعرابية وهي أرض الحجاز ، وسيمن إلى أرض البربر ; ويهوذا ، ولم يكن من الحواريين جعل مكان يودس .

لاحظتم اسم ” بولس ” الرسول بين اسماء تلاميذ المسيح , الذين ارسلهم ليبشروا كل الارض والعالم !!

ونسأل :

اليس ارسال المسيح رسله الى البلدان والقارات التي ذكرت في سيرة ابن هشام الا دليلاً على عالمية رسالته ؟؟!!

والان مرجع اخر :

جاء في كتاب : ( الروض الانف ) للسهيلي ما يشبه السابق :

إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك

الحواريون

ذكر فيه إرسال عيسى ابن مريم الحواريين وأصح ما قيل في معنى الحواريين أن الحواري هو الخلصان أي الخالص الصافي من كل شيء ومنه الحواري ، والحور وقول المفسرين هو الخلصان كلمة فصيحة أنشد أبو حنيفة

خليلي خلصاني لم يبق حسها

من القلب إلا عوذا سببا

لها قال والعوذ ما لم تدركه الماشية لارتفاعه أو لأنه بأهداف فكأنه قد عاذ منها .

معنى المسيح ونهايته

وأصح ما قيل في معنى المسيح على كثرة الأقوال في ذلك أنه الصديق بلغتهم ثم عربته العرب . وكان إرسال المسيح للحواريين بعد ما رفع وصلب الذي شبه به فجاءت مريم الصديقة والمرأة التي كانت مجنونة فأبرأها المسيح وقعدتا عند الجذع تبكيان وقد أصاب أمه من الحزن عليه ما لا يعلم علمه إلا الله فأهبط إليهما ، وقال علام تبكيان ؟ فقالتا : عليك ، فقال إني لم أقتل ولم أصلب ولكن الله رفعني وكرمني ، وشبه عليهم في أمري ، أبلغا عني الحواريين أمري ، أن يلقوني في موضع كذا ليلا ، فجاء الحواريون ذلك الموضع فإذا الجبل قد اشتعل نورا لنزوله به ثم أمرهم أن يدعوا الناس إلى دينه وعبادة ربهم فوجههم إلى الأمم التي ذكر ابن إسحاق وغيره ثم كسي كسوة الملائكة فعرج معهم فصار

ملكيا إنسيا سمائيا أرضيا .

نلاحظ مما سبق :

– لقد وجههم الى الامم ..!!

فليست دعوته لبني اسرائيل وحسب .. بل لجميع الامم ! 

– وقيل في المسيح انه:ملكيا إنسيا سمائيا أرضيا ؟؟

اليس هذا يعني انه يتميز بلاهوت وناسوت ؟؟!!

وان لم يكن المقصود لاهوته.. لكن يتضح بان المسيح يتميز بطبيعتين سمائية وارضية !..

وهو ملكي وانساني في ذات الوقت ..وهو ما لم يتميز به اي رسول او نبي !!

وان كان هذا واقعاً فكيف لا تكون رسالة هذا المسيح العجيب رسالة عالمية ؟؟!!!

قال القران :

{ ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان امراً مقضياً } ( مريم :21).

وقال : { وجعلناها وابنها آية للعالمين } ( الانبياء :91).

———————–

ثالثا من كتب التاريخ

تاريخ ابن خلدون

ثم جاء المسيح صلوات الله وسلامه عليه بما جاءهم به من الدين والنسخ لبعض احكام التوراة وظهرت على يديه الخوارق العجيبة من ابراء الاكمه والابرص واحياء الموتى واجتمع عليه كثير من الناس وامنوا به واكثرهم الحواريون من اصحابه وكانوا اثني عشر وبعث منهم رسلاً الى الافاق داعين الى ملته وذلك ايام اوغسطس اول ملوك القياصرة وفي مدة هيرودس ملك اليهود الذي انتزع الملك من بني حشمناي اصهاره‏.‏ فحسده اليهود وكذبوه وكاتب هيرودس ملكهم ملك القياصرة اوغسطس يغريه به فاذن لهم في قتله ووقع ما تلاه القران من امره‏.‏ وافترق الحواريون شيعاً ودخل اكثرهم بلاد الروم داعين الى دين النصرانية‏. ‏ وكان بطرس كبيرهم فنزل برومة دار ملك القياصرة ثم كتبوا الانجيل الذي انزل على عيسى صلوات الله عليه في نسخ اربع على اختلاف رواياتهم‏:‏ فكتب متى انجيله في بيت المقدس بالعبرانية ونقله يوحنا بن زيدى منهم الى اللسان اللاطيني وكتب لوقا منهم انجيله باللطيني الى بعض اكابر الروم وكتب يوحنا بن زبدى منهم انجيله برومة وكتب بطرس انجيله باللطيني ونسبه الى مرقاص تلميذه‏.‏ واختلفت هذه النسخ الاربع من الانجيل مع انها ليست كلها وحياً صرفاً بل مشوبة بكلام عيسى عليه السلام وبكلام الحواريين وكلها مواعظ وقصص والاحكام فيها قليلة جداً‏.‏ واجتمع الحواريون الرسل لذلك العهد برومة ووضعوا قوانين الملة النصرانية وصيروها بيد اقليمنطس تلميذ بطرس وكتبوا فيها عدد الكتب التي يجب قبولها والعمل بها‏.‏

وكان بطرس الرسول رأس الحواريين وكبير التلاميذ برومة يقيم بها دين النصرانية الى ان قتله نيرون خامس القياصرة فيمن قتل من البطارق والاساقفة ثم قام بخلافته في كرسي رومة اريوس‏.‏ وكان مرقاس الانجيلي بالاسكندرية ومصر والمغرب داعياً سبع سنين فقام بعده حنانيا وتسمى بالبطرك وهو اول البطاركة فيها‏.‏ وجعل معه اثني عشر قساً على انه اذا مات البطرك يكون واحد من الاثني عشر مكانة ويختار من المؤمنين واحداً مكان ذلك الثاني عشر‏.‏

_____________________

فرسالة المسيح عالمية اوصلها تلاميذه ورسله الى اوربا .. فكيف يدعى المزورون بانها كانت قومية وحسب ؟؟!!

اما ما قاله المؤرخ الاسلامي الشهير المسعودي ففيه ما يؤيد هذه الحقيقة الجلية , اذ جاء في كتابه :

التنبيه والاشراف

ما يلي :

“وذكرنا أسماء الاثني عشر والسبعين تلاميذ المسيح وتفرقهم في البلاد وأخبارهم وما كان منهم ومواضع قبورهم ومن أصحاب الأناجيل الأربعة منهم يوحنا ومتى من الاثني عشر ولوقا ومرقس من السبعين وأن مرقس صاحب الإسكندرية ومن كان بعده من البطاركة على هذا الكرسي الحكام على سائر أصحاب الكراسي في كل ما يختلفون فيه والقضاة عليهم”

تفرقهم في البلاد !! .. 

لماذا يبشروا في البلاد , ان كانت دعوة سيدهم قومية لبني اسرائيل فقط ..؟؟؟؟!!!

وكما نقل اخي الحبيب شور قائلاً :

فالمسيح يتحدث بوضوح شديد عن ان الانجيل سينادى به للناس فى كل العالم (الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها (مرقس 14 : 9)

وقال (فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس (متى 28 : 19)

الم تسقط الان فرية اعداء بولس الرسول سقوطاً مدوياً ما بعده سقوط ..بعد استقراءنا الكتب الاسلامية وعلى راسها القران ؟؟؟!!

مع تحياتي وسلامي للجميع

اخوكم

البابلي الاشوري

———————–

تعليق Sure

ففكرة ان المسيحية كانت لجماعة معينة من الناس وليست لكل البشر فى كل العصور هى فكرة ساذجة تعبر عن اناس يحاولون بالعافية اثبات ان العالمية هى تخص دينهم وحدة حتى على حساب الكذب ولوى عنق الحقائق

فالمسيح يتحدث بوضوح شديد عن ان الانجيل سينادى به للناس فى كل العالم (الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها (مرقس 14 : 9)

وقال (فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس (متى 28 : 19)

ان المسيح مات من اجل كل البشر فى كل العصور (لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يوحنا 3 : 16) فلم يقدم الله كفارة عن أمة معينة فى وقت معين بل كفارة المسيح تشمل الجميع فى كل العصور

لذلك نرى بوضوح الامم المختلفة تدخل فى المسيحية وذلك فى سفر اعمال الرسل

——————-

تعليق عبد المسيح:

أسمح لي ان أضيف عليها من أحدى موضوعاتك القيمة جدا

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ {14}

إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ

وَقَوْله تَعَالَى : ” إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اِثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا ” أَيْ بَادَرُوهُمَا بِالتَّكْذِيبِ ” فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ” أَيْ قَوَّيْنَاهُمَا وَشَدَدْنَا أَزْرهمَا بِرَسُولٍ ثَالِث . قَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ وَهْب بْن سُلَيْمَان عَنْ شُعَيْب الْجِبَابِيّ قَالَ كَانَ اِسْم الرَّسُولَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ شَمْعُون وَيُوحَنَّا وَاسْم الثَّالِث بولُص وَالْقَرْيَة أَنْطَاكِيَّة ” فَقَالُوا ” أَيْ لِأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَة ” إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ” أَيْ مِنْ رَبّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ يَأْمُركُمْ بِعِبَادَتِهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَقَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَزَعَمَ قَتَادَة أَنَّهُمْ كَانُوا رُسُل الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى أَهْل أَنْطَاكِيَّة .

تفسير ابن كثير

الواضح أن رسل السيد المسيح قد وصلوا الى أنطاكية مما يؤكد عالمية رسالة السيد المسيح

لي سؤالين لأصدقائنا المسلمين أتمنى منهم الأجابة عليه و لو أني أرى أن أغلبهم قد هجر المنتدى

ربما لسلوك البعض في السخرية و هو بلاشك أسلوب نرفضه جميعا , السؤال هو .

1 – طالما أن رسالة السيد المسيح كانت للناس كافة و ليس لقومه فقط و طالما أثبتت كافة التفاسير أن رسله أتجهوا لأرجاء مختلفة من العالم فما الحاجة للاسلام أذا ؟؟؟؟؟؟

2 – الواضح من التفاسير و الأحاديث و من التاريخ أيضا أن رسل السيد المسيح كان يبشرون بالسلم دون أستحدام للقوة أو للجيوش البشرية فلماذا أذا أستخدم رسول الاسلام الجيوش لنشر دعوته ؟؟؟؟؟؟؟ هل كان عيسى مستندا على قوة الله و محمد لا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ولك السلام و التحية

عبد المسيح

 

Posted in لاهوت دفاعي -عام, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

بولس الرسول عبد يسوع المسيح الاله

نشر بواسطة: mechristian في أوت 11, 2007

 

الأخ عماد

كتب بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية ( روما ) يقول ” من بولس عبد ليسوع المسيح , المدعو رسولا المفرز لانجيل الله ” ( رو 1 :1 )

وهنا بولس الرسول العظيم اليهودي الجنس يؤمن بأنه عبد ليسوع المسيح الإله

و نظرا لان بولس الرسول شخصية عظيمة جدا في المسيحية علي الرغم انه لم يكن من بين التلاميذ والرسل الاثني عشر الذين دعاهم المسيح له المجد , فانه قد صار للمسيح رسولا وتلميذا له بعد صعوده له المجد إلى السماء , فقد ظهر له بذاته في نور عظيم أبهى من لمعان الشمس ( اع 26 : 13 ) وقال له قم وقف علي رجليك , سأنقذك من شعب اليهود ومن الأمم الغير اليهودية التي سأرسلك أنا إليهم , لتفتح عيونهم , فيرجعوا من الظلمات إلى النور , ومن سلطان الشيطان إلى الله , حتى ينالوا بالإيمان بي , غفران خطاياهم , ونصيبا مع المقدسين ” ( اع 26 : 16- 18 ) ,

وقال السيد المسيح لحنانيا (أحد الرسل السبعين الذين اختارهم الرب يسوع أثناء وجوده بالجسد علي الأرض ) بان يذهب ويعمده ( يجعله من شعبه ) قائلا :

” اذهب فان هذا لي إناء مختار , ليحمل اسمي أمام الأمم( الغير يهودية) وملوك وبني إسرائيل , فاني سأريه كم ينبغي أن يتألم من اجل اسمي “( اع 9 :15- 16 )

ولما عمده حنانيا نقل إليه رسالة السيد المسيح , ولهذا صار القديس بولس بحق رسولا للمسيح , فقد صار يلقب بالرسول الثالث عشر , وكان يفتتح رسائله مبينا هويته كرسول للمسيح ” بولس رسول المسيح يسوع بأمر الله مخلصنا وربنا يسوع المسيح رجائنا ” ( اتي 1: 1 ) , وفي رسالته الثانية إلى تلميذه تيموثاوس قال ” من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله ” (2تي 1: 1 )

فرغم أن بولس الرسول تبع السيد المسيح متأخرا جدا , لكنه بذل من الجهد والتعب والنشاط ما جعله يتفوق علي آخرين من بين الرسل الاثني عشر

ولذلك سأفرد لبولس الرسول العظيم موضوع خاص , يحكي قصة هذا الرسول العظيم , لأنني وجدت وأنا أتصفح هذا المنتدى أن بولس الرسول هو الشوكة التي في حلق كل مسلم.. ولا ادري لماذا ؟

نعم لقد تعبت في كتابة هذا البحث اكثر من 8 ساعات وأنا اكتب فيه , ولكن هذا لا يساوي دقيقة واحدة بذلها هذا الرسول العظيم في الخدمة , واقدم هذا البحث لكل إنسان يريد أن يعرف من هو بولس الرسول العظيم في الرسل وتلميذ المسيح الحي .

أنا اعلم انه مكروه من كل مسلم دون حتى أن يعرفوه , ودون أن يقرءوا عنه , ويتكلمون عليه كثيرا بكلام اقل ما يوصف انه كلام سخيف ينم عن الكره لهذا الرسول العظيم لمجرد الكره ليس اكثر .

ربما لان بولس تعب في نشر الدين المسيحي اكثر من جميع الرسل فهو لذلك مكروه للمسلم ( احتمال )

وهنا يذكرني كلامك بالمثل القائل عندما لم يقدر علي الأستاذ ( المسيح ) , اتجه إلى التلميذ ( بولس ), ولكن هيهات فتلميذ المسيح يمثل المسيح واخذ سلطان من المسيح وكرامة التلميذ من كرامة الأستاذ , ورأينا ذلك واضحا في موضوع الساحر اليهودي باريشوع الذي تحداه , فماذا كان مصيره ؟ العمي وفقدان البصر

ولكن من هو بولس الرسول العظيم في الرسل ؟

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, بولس الرسول | Leave a Comment »

هل شرّع الإسلام الختان ..؟! ( محمد وبولس في الميزان ) – جون يونان

نشر بواسطة: mechristian في أوت 11, 2007

 

سلام المسيح رب المجد

نبدأ بنعمة الرب موضوعنا بسؤال :

هل شرع الاسلام الختان ؟!

بمعنى : هل الختان في الاسلام فريضة على المسلم ..؟!!

سبب طرقنا هذا الموضوع .. جاء رداً على اتهامات المسلمين ونقدهم ضد الرسول بولس .

فمن الطعونات الزائفة المرتعشة التي يثيرها المعترضون على دين المسيح .. للنيل من المسيحية .. هي المتعلقة بشخص الرسول الكريم بولس ..

ومن ضمن تلك الطعونات الهزيلة .. واحدة اشدها هزلاً .. والمتعلقة بالختان ..!

اذ يثيرون الغبار بسبب مسألة الختان ويزعمون بان الرسول العظيم بولس قد ” نسخ ” الختان والغاه ..

وهي تهمة دحضها عليهم علماءنا بتفاصيل وبراهين قواطع ..!

ولانهم يكيلون بمكيالين عادة ..

فاردنا ان نسلط الضوء على ما عندهم هم اولاً ولنثبت لهم ان بيتهم من زجاج.. لكي يتحرجوا ويتورعوا من القاء الحجارة على غيرهم ..!

فان من يعيبون على الرسول بولس الغائه لختان – مع كونه لم يلغيه انما اخرجه من كونه رمزاً الى حقيقته – هم انفسهم وفي دينهم لن نجد الختان عندهم بمعنى الفريضة والشرع !

فاذا كان الرسول بولس هو من الغى الختان .. بمعناه عندهم ( حرفه من الانجيل )

ومن المسيحية ..

فمن الطبيعي جداً .. لا بل من الضروري ان يركز محمد على هذا التحريف ويقوم بفضحه .. وان يعيد الامور الى نصابها .. ويصحح ما افسده تحريف بولس – بزعمهم – ولكن هل فعل هذا ؟

او على الاقل هل شرع محمد الختان لاتباعه ..؟

هل شرع رب محمد الختان على المسلمين ؟

ولنبدأ بالترتيب ..

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, محمديات, بولس الرسول | Leave a Comment »

المسيحية لم تنقض ولن تنقض

نشر بواسطة: mechristian في أوت 10, 2007

 

من موقع Answering Islam

من خلال قرائتنا للكتاب المقدس نرى أن الله تعامل مع البشر في القديم بعدة طرق فهو كلمهم شخصيا, كآدم وأخنوخ ونوح لكي يخبروا غيرهم عنه وعن طريقة عبادته, فمنهم من آمن وصدق وسار معه ومنهم من رفض, وهذا بسبب طبيعة الإنسان الخاطئة التي ورثها من آدم , ولأن الله أصلا عندما خلق الإنسان أعطاه حرية الإختيار, وللاسف هناك من اختار البعد عن الله, والنتيجة كانت الطوفان.

وتكاثر البشر من أولاد نوح وسلالتهم ومع الزمن أيضا ابتعدوا عن الله . ثم اختار الله ابراهيم الذي آمن بوعوده  ولكي يكون نسله شاهدا لله بين الشعوب الأخرى. فأرسلهم الى مصر وتكاثروا هناك وبذلك  أعطى فرصة 430 سنة لسكان ارض كنعان للتوبة حتى يكون عادلا في الحكم عليهم بسبب شرورهم الكبيرة,المذكورة في سفر اللاويين 18 و20  ثم أخرج الشعب من مصر بواسطة موسى وأعطاهم الشريعة لكي يسيروا بموجبها لكنهم بمرور الزمن ضلوا وابتعدوا عنها, فارسل لهم الله أنبياءه لكي يذكرهم بها, فمنهم من آمن ورجع الى الله  ومنهم من رفض ولم يؤمنوا بتعاليمه, فغضب عليهم وأدبهم بعدة طرق منها السبي من أرض كنعان التي أدخلهم اليها, الى بابل, الى أن جاء المسيح المخلّص  الذي وعد به الله منذ سقوط آدم وحواء, ولإبراهيم ونسله, وأيضا بواسطة جميع الأنبياء من موسى الى يوحنا المعمدان لكي يكون سبب خلاص لهذا الشعب ولجميع شعوب الأرض. وانتشر الإيمان المسيحي , وهنا يعتقد بعض الناس ومؤخرا أصبحوا كثيرين مع أن الله لاتهمه الكمية بل النوعية, والمسيح نفسه قال للمؤمنين به في لوقا 21 : 32 ( لاتخف ايها القطيع الصغير لأن اباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت ) فالمؤمنين الحقيقيين كانوا دائما اقل من غير المؤمنين على مر العصور والاجيال. هؤلاء الناس يقولون أن المسيحية نقضدت ما قبلها اي اليهودية ثم نُقضدت بالاسلام  ولهذا تستعمل كلمة الديانات : اليهودية  – والمسيحية – والاسلام .

لكننا عندما نطالع الكتاب المقدس  لا نجد لهذا الإعتقاد وجود لا بالمعنى ولا بالحرف, فماذا إذا؟.

فالله لم تكن إرادته تأسيس ديانات , فالكتاب المقدس إبتداءا من سفر التكوين وانتهاءا بسفر الرؤيا كما قلنا يتكلم عن نوعين من الناس بنظر الله : مؤمنين به وبكلامه , أو غير مؤمنين .

أي  أناس خطاة غفرت خطاياهم لأنهم طلبوا الغفران , وأناس بقوا خطاة وماتوا خطاة لأنهم لم يطلبوا الغفران . ( لأن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ليس بار ليس ولا واحد )رومية 3: 23 .

والملفت للأمر أن الغفران كان يتم على أساس الذبيحة التي يقدمها الخاطي بديلا عنه, من آدم الى يوحنا المعمدان  والتي كانت ترمز لذبيحة المسيح على الصليب, التي على أساسها يتم الغفران الآن .  ففي الرسالة الى العبرانيين إصحاح 1: 1  يقول الكتاب ( الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في إبنه الذي جعله وارثا لكل شىء الذي به أيضا عمل العالمين. ) أي أن العهد الجديد يفسر ما صنع الله مع البشر على مر العصور, لفائدتهم الروحية , فهناك من آمن ومن رفض الإيمان . لذلك أرسل لهم الأنبياء واحدا تلو الآخر بسبب محبته لهم  , واستمر بهذه الطريقة إلى أن جاء ملء الزمان , كلمنا في هذه الأيام الأخيرة بواسطة المسيح. وانتهى تكليم الله للبشر بالمسيح. 

فما قاله وماعمله المسيح هو تتميم وتكميل وليس لنقض لما بدأه الله مع البشر. فالكتاب المقدس كله يتكلم عن اله واحد ورب واحد ومخلص واحد وإيمان واحد, ففي سفر العبرانيين ( العهد الجديد ) الإصحاح 11 يتكلم عن هذا الإيمان من هابيل الى أخنوخ الى نوح وابراهيم ومن ثم موسى ذاكرا بعض المؤمنين الى الانبياء فيقول بالعدد 39 من عبرانيين 11 ( فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالايمان لم ينالوا الموعد إذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لايكملوا بدوننا ) لأن هذا الموعد تحقق في المسيح ويتابع في عبرانيين 12 : 1 ( لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله ) فهذا الايمان هو بدأه لأنه كان موجودا قبل التجسد في يسوع الذي قال في يوحنا 8 : 58( قبل أن يكون ابراهيم انا كائن ) .

وهو أكمل هذا الايمان ففي يوحنا 19 : 28 يقول الكتاب ( بعد هذا رأى يسوع ان كل شيء قد كمل فلكي يتم الكتاب قال انا عطشان ) لأنه الى هذه الساعة ساعة الصلب كان يوجد نبوة واحدة لم تتم عنه بعد والتي ذكرت في المزمور 69 : 21  ” ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلا ” ( وكان إناء موضوعا مملوا خلا فملأوا اسفنجة ووضعوها على زوفا وقدموها الى فمه فلما اخذ يسوع الخل قال قد اكمل ونكس رأسه وأسلم الروح ) وبهذا اكمل يسوع الإيمان.

فلايوجد ايمان آخر بعده , فمحور الكتاب المقدس من اوله الى آخره هو شخصية واحدة هي شخصية يسوع المسيح . وإذا كان هناك من لم يؤمن أومن لم يطع تعاليم الله قبل المسيح , هذا لا يعني أن تعاليم المسيح نقضت ماقبله من تعاليم. هو انتقد طريفة واسلوب وحياة رؤساء الكهنة اليهود وكتبتهم المسؤولين عن الشعب روحيا والذين سماهم كرامين والشعب هو الكرم, في المثل الذي قاله عنهم في لوقا 20: 9 ( انسانا غرس كرما وسلمه الى كرامين وسافر زمانا طويلا. وفي الوقت أرسل الى الكرامين عبدا لكي يعطوه من ثمر الكرم فجلده الكرامون وأرسلوه فارغا. فعاد وأرسل عبدا آخر فجلدوا ذلك أيضا وأهانوه وارسلوه فارغا. فعاد فارسل ثالثا. فجرحوا هذا ايضا واخرجوه فقال صاحب الكرم ماذا أقعل. أرسل ابني الحبيب . لعلهم اذا رأوه يهابون. فلما رآه الكرامون تآمروا فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلموا نقتله كي يصير لنا الميراث فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه. فماذا يفعل بهم صاحب الكرم. يأتي ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطي الكرم لآخرين. فلما سمعوا قالوا حاشا. فنظر اليهم وقال اذا ماهو هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. وطلبوا أن يقتلوه لأنهم عرفوا أنه قال هذا المثل عليهم ) 

فهم يعرفون حسب نبوة أشعياء النبي ان الكرم هو شعب اسرائيل وأن صاحب الكرم هو الله وفهموا أن يسوع يتكلم عن نفسه كإبن صاحب الكرم وانه عرف نواياهم  بانهم يريدون قتله . وهذا ما حصل فعلا , حتى انهم تمموا كلامه بحزافيره إذ انهم اخرجوه خارج اورشليم وقتلوه.  ونرى هنا ومن خلال كامل الكتاب المقدس  ان الشخص الأخير المرسل من قبل الله هو المسيح والكرم اصبح الكنيسة والكرامين الآخرين هم رعاة الكنيسة الذين يقيمهم هو نفسه وليس الذين يقيمون أنفسهم .  فلنرى ما يقول الإنجيل عن هذا الأمر.  ففي وعظته على الجبل قال المسيح في الإنجيل بحسب متى 5 : 17

( لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل فإني الحق أقول لكم الى أن تزول السماء والأرض , لايزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل )

فنرى هنا من كلام المسيح نفسه أنه لم يأتي لكي ينقض ما قبله.  إنتقد تصرفات الكهنة اليهود لأنهم وضعوا التقليد فوق تعليم الكتاب , أو في موازاة الكتاب, حتى انه لم يقل لهم انكم حرفتم كلام الله لانه يعرف انهم لايستطيعون ذلك لان الله ( ساهر على كلمته ليجريها ) اي انه يحافظ عليها لتتميمها واذا اتهمهم بتحريفها يكون بذلك قد اهان الله بعدم قدرته على المحافظة عليها وحاشى للمسيح ان يخطىء . فهو لم ينقض الكتاب بل على العكس استشهد به حين قال لهم في يوحنا 5 : 46 ( لوكنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني ) وهذا دليل صحة الكتاب . وهو دعى الناس الى الإيمان به ( أي الكتاب ) حين قال في يوحنا 7 : 38 ( من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ) أي من يؤمن بالمسيح حسب تعليم الكتاب يحصل على الحياة الأبدية ويخبر غيره عنه لكي يحصلوا هم أيضا على الحياة الأبدية . وعندما قال هذا الكلام لم يكن العهد الجديد قد كتب بعد أي أنه يقصد بالكتاب العهد القديم. وفي يوحنا 5 : 39 قال لهم  ( فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي ).وهذا الكلام وجهه لليهود والكتب هي كتب موسى والأنبياء ( العهد القديم ) فكيف أن المسيح  يدعوا الناس الى تفتيش وقراءة كتابا يشهد له ثم ينقضه ؟ 

وبعد قيامته لاقى تلميذين متجهين الى قرية عمواس يتكلمان باستغراب  عن ماحصل في أورشليم وعن أحداث الصلب والقيامة فقال لهما , ( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء , أما كان ينبغي أن المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده , ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ) لوقا 24 : 25 . وهنا نرى أيضا أن المسيحية لا يمكن أن تنقض كتب موسى والأنبياء ولا أي كتاب من كتب العهد القديم لأنها كلها وبشهادة المسيح نفسه  كتبت عنه.

وعندما جاء يهوذا الإسخريوطي مع الجند ليقبضوا على يسوع قال لهم ( كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني . كل يوم كنت أجلس معكم أعلّم في الهيكل ولم تمسكوني , وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء  . ) متى 26 : 55 . أي بموت المسيح الكفاري تكتمل نبوة الأنبياء , وهو نفسه آخر كلمة قالها على الصليب قد أكمل . فكل أنبياء العهد القديم تنبأؤا عن مجيىء مخلص واحد من مولده الى موته مصلوبا فداء عن البشرية,هو يسوع المسيح , وليس أن كل نبي تنبأ عن النبي الذي سيأتي بعده  كما يعتقد البعض , النبي الوحيد الذي جائت نبوة عنه هو يوحنا المعمدان آخر نبي في العهد القديم لكي يمهد الطريق امام المسيح .

وليس هذا فقط بل أن المسيح استشهد بحوادث كثيرة من كتب العهد القديم مصادقا بذلك على صحة هذه الكتب , فلايمكن أن المسيحية بذلك تنقض كتابا صحيحا بشهادة مسيحها .  نذكر من هذه الحوادث :

عندما سأله الفريسيين عن الطلاق استشهد من سفر التكوين  ( أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى .من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكون الإثنان جسدا واحدا ) متى 19: 4

وأثناء انتقاده معلمي اليهود قال لهم ( لكي يأتي عليكم كل دم ذكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق  الى دم زكريا بن برخيا ) متى 23 : 35 مصادقا بذلك على صحة سفر التكوين .وأيضا من نفس السفر

استشهد أيضا بقصة الطوفان عندما تكلم عن مجيئه ثانية ,( كما كان الناس أيام نوح هكذا سيكونون يوم مجيئه ) وأيضا بقصة لوط وموت زوجته وهلاك سادوم وعمّورة  ( لوقا 17 )  .

صادق على صحة سفر الخروج وعلى تعليم الناموس فيه , عندما شفى ابرص وقال له اذهب وأرى نفسك للكاهن حسب وصية الناموس  شهادة لهم .

أيضا موضوع المن السماوي عندما قال في يوحنا 6 ( أنا هو خبز الحياة آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا ). 

وأيضا متكلما لينقوديموس عن موته الكفاري على الصليب لكي يكون سبب شفاء للبشر  في يوحنا 3: 14  مستشهدا من سفر العدد ومصادقا على صحته (وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ).

 صادق على صحة سفر التثنية عندما قال للشاب الغني أن عليه أن يحفظ الوصايا عندما سأله ماذا يعمل لتكون له الحياة الأبدية وعدد له بعضها في متى 19: 16.

صادق على صحة سفر المزامير بقوله لرؤساء الكهنة في متى 21 : 16  ( أما قرأتم قط من أفواه الأطفال والرضع هيات تسبيحا ) التي وردت في المزمور الثامن عندما اعترضوا على صراخ الاطفال في الهيكل وقولهم ( أوصنا لابن داود ) 

صادق على صحة سفر أشعياء عندما تكلم عن الذين رفضوه في متى 13 :14 ( فقد تمت فيهم نبوة اشعيا القائلة تسمعون سمعا ولاتفهمون ومبصرين تبصرون ولاتنظرون ).

صادق على صحة قصة يونان الذي ابتلعه الحوت عندما قال في متى 12: 40 (لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا سيكون ابن الانسان في قلب  الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال).وتابع يقول بالعدد41 ( رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا , ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه لأنها اتت من اقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا ) مصادقا بذلك على قصة سليمان , إن ماذكر سابقا هو عينة مما قاله المسيح عن العهد القديم وليس الكل . 

ايضا تلاميذ المسيح علّموا نفس التعليم فبرسالته الثانية الى تيموثاوس كتب الرسول بولس ( كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح ) 2تي 3 : 16 وهذا الكلام يشمل العهد القديم لآن العهد الجديد لم يكن قد اكتملت كتابنه بعد .

وكذلك بطرس الرسول كتب في رسالته الثانية 2بط 1: 19 ( وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسنا إن انتبهتم اليها  كما الى سراج منير في موضع مظلم  الى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم . عالمين هذا اولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس )

 وفي الإصحاح الثالث كتب يقول ( هذه اكتبها إليكم رسالة ثانية أيها الأحباء فيها أنهض بالتذكرة زهنكم النقي لتذكروا الأقوال التي قالها سابقا الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب والمخلص ).

 فلايمكن أن الرسول بطرس هنا يلفت نظر المؤمنين الى الكلمة النبوية لكي يقرأوها ثم ينقضها .  

والرسول يوحنا في رسالته الأولى 2 : 1 كتب يقول بقيادة الروح القدس ( يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لانخطئوا وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا) وهذا يتلاقى مع ما ذكره في انجيله على لسان يوحنا المعمدان في يوحنا 1 : 29 ( وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ) فالحمل الذي قدمه هابيل بديلا عن نفسه والذي قدمه ابراهيم بديلا عن ابنه اسحق والذي قدمه موسى في الفصح والذي كان يقدم على مر العصور حسب وصية الله في الشريعة الى ان جاء ملىء الزمان وارسل الله ابنه الوحيد , فكان الملك الذي ملك على قلوب البشر وكان الكاهن بل رئيس الكهنة الوسيط بين الله والبشر والذبيحة لكي يموت عن كل البشر.

كما ذكر كاتب سفر العبرانيين في الاصحاح 4 : 14 ( فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب مثلنا بلا خطية ) .

وبولس في رسالته الاولى الى تلميذه تيموثاوس والينا 2: 5 كتب عن نفس الموضوع (  لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح ) أي ان الله تجسد في يسوع لكي يكون الوسيط بينه ويين الناس بسيب عدم قدرة الناس الخطاة على الاقتراب منه , وهذه احدى معاني كون يسوع هو ابن الله الوحيد.

وهو ايضا الدياّن وسوف يأتي في يوم من الايام بمجد عظيم ليدين الاحياء والاموات , وهو قال عن نفسه في سفر الرؤيا 22 : 12 ( وها انا آتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله انا الالف والياء البداية والنهاية الاول والآخر ) . فكيف يمكن ان يتم هذا التطابق بين العهد القديم والعهد الجديد في محبة الله للجنس البشري وطريقة غفرانه لهم , ثم يأتي في هذه الايام من يقول ان الله غضب على اليهود, لذلك يسمونهم المغضوب عليهم  ونقض اليهودية واستبدلها بالمسيحية.

ثم بسبب ضلال المسيحيين حسب تعبير المسلمين, لذلك يسمونهم الضالين, وابتعادهم عن تعليم الله الحقيقي ( وتحريفهم كتابه كما يقولون عن اليهود ايضا هذا الاتهام الكاذب الذي لم يستطع ان يثبته ولامسلم واحد )  استبدل المسيحية بالاسلام وارسل محمد نبيا ورسولا واعطاه كتابا بديلا,  فقط لكي يبرروا صحة تعاليم الاسلام الجديدة المتناقضة مع ماذكره الله في كل الكتاب المقدس.

فإذا كان هذا الكلام صحيحا يكون الله ضعيفا انتصر عليه الناس الاشرار واضطر ان يغير في تعليمه لأجلهم وانه احتار ماذا يفعل لكي يرضيهم , فشل معهم في اليهودية , اولا ثم في المسيحية ثانية , واذا تماشينا مع المسلمين في هذا الاعتقاد سيفعل الله نفس الامر بالاسلام لان المسلمين لايطيعون قرآنهم الذي يقودهم الى الايمان بالكتاب المقدس ويشهد على صحته وصحة ايمان اهله ويدعوهم الى إقامته.

ونتيجة لعدم طاعتهم هذه سيأتي بديانة اخرى وكتاب آخر وينسخ الاسلام وهكذا دواليك وكأن الله يلعب مع البشر وينفذ رغبات غير المطيعين. 

انني اطرح هذا السؤال لضمير المسلمين, كيف ان الله على مدى 4500 سنة يعطي تعليم وكتاب يذكر فيه انه اله محب للجنس البشري ,ثم يعطي كتابا آخر وتعليم آخر لايذكر فيه شيء على الاطلاق عن هذه المحبة بل يناقضها بالسماح بقتل ونهب اموال وهتك اعراض كل من لايؤمن بمحمد وبالاسلام. والاعتداء على كل من يعتدي على المسلم .

هل يمكن ان يتفق اليهود والمسيحيين ويجمعون كل النسخ المنتشرة في اصقاع العالم من العهدين القديم والجديد ويجعلون الله فيها محبا وهوليس كذلك , لماذا لم يحذفوا اخطاء ملوكهم وكهنتهم والعبادات الباطلة التي مارسها الشعب في القديم. الجواب لأنهم لم يحرفوا شيئا بالاصل.

كيف يقول الله على كل صفحات الكتاب المقدس ان غفران الخطايا يكون على اساس الذبيحة ودمها المسفوك بديلا عن الخاطي التي يقدمها عوضا عنه الى ان تمت في ذبيحة المسيح على الصليب , حيث يقول الكتاب ( ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ) 1يوحنا 1: 7 . ثم يعود ويعطي تعليم مناقض في الاسلام , انك ستخلص اي ستحصل على الجنة لكونك مسلما, فقط عليك ان تصلي بترديدك بعض العبارات نفسها كل ايام حياتك , وان تصوم شهرا في السنة, وهناك بديلا للصوم اذا لم تستطع وكأن الله لايعلم اذا كان باستطاعتك ام لا, وان تدفع شيئا من اموالك زكاة , وعليك ان تزور مكانين محددين مرة على الأقل في حياتك , وبسبب صعوبة زيارة احد هذين المكانين في فلسطين أخرجوا فتوى بكفاية واحد.

مخالفين ما طلب منهم اصلا, هذا اذا كان الذي طلب منهم صحيحا. وأخيرا عليك أن تؤمن باليوم الآخر, مع أن الملحدين يؤمنون باليوم الآخر .

وايضا الاختلاف في موضوع الزواج والطلاق . والجنة في الاسلام التي يذكر عنها انها مليئة اكلا وخمرا ونكاحا حتى انه يبيح نكاح الاولاد , مخالفة تماما لما ذكره الكتاب المقدس عنها بالطهارة والقداسة والعبادة والترنيم والسجود لله , وهناك الكثير جدا من الاختلافات بين تعليم الكتاب المقدس وبين تعليم الاسلام  ,لامجال لذكرها هنا , يستطيع اي انسان ان يميزها عندما يقرأ عن الاثنين .

فهذه الاختلافات تضع الشك في التعليم الثاني اي الاسلام وليس في الاول. والمسلمين الذين لاحظوا هذه الاختلافات رموا الكتاب المقدس بتهمة التحريف مستخفين بعقول الناس وتمييزهم للحق, وللاسف هناك الكثيرين ممن يوافقون على هذا الكلام وكأنهم يقولون لمدّعي التحريف اننا حمقى لانفهم وليس لدينا تمييز للحقيقة . 

فالله لا يمكن أن يعطي نبوة  وتتم هذه النبوة ثم يعود وينقضها,  فهذا مخالف حتى للمنطق . فالخالق لايمكن أن يخدع المخلوق الذي يعتمد على صدقه , ولايمكن أن يعطي تعليم ويعود وينقضه بتعليم آخر , لأن تعليم الله هو لكل العصور , وبما أن الله ثابت لا يتغير فكلامه أيضا ثابت لا يتغير.فهو يقول بالمزمور 119 : 89 ( الى الأبد يارب كلمتك مثبتة في السموات ) وفي العدد 152 يقول ( منذ زمان عرفت من شهاداتك انك الى الدهر أسستها ) وفي أشعيا 40 : 8 يقول ( يبس العشب ذبل الزهر وأما كلمة الهنا فتثبت الى الأبد ) . والمسيح نفسه قال في متى 24 : 35 ( السماء والارض تزولان وكلامي لايزول ) فحتى الد أعداء المسيح لايستطيعوا ان ينكروا انه بار ولم يخطىء ولامرة واحدة , فكلامه هذا حق . فكيف يتجرأ المسلمون ويقولون ان الله نقض تعليم المسيح وكلامه واستبدله بالاسلام .  ولا ننسى أن المسيح هو كلمة الله .

 

 

Posted in لاهوت دفاعي -عام, عقيدة مسيحية | Leave a Comment »

المسيح أم محمد؟ -سيلاس

نشر بواسطة: mechristian في أوت 10, 2007

المسيح أم محمد

من موقع Answering Islam 

مقارنة بين مؤسسي أكبر ديانتين في العالم

 

بقلم: سيلاس

مقدمة :

    

   أسس المسيح الديانة المسيحية , كما اسس محمد الأسلام . وهاتان هما اكبر ديانتان في العالم , اتباعهما 1.8 مليار و 1.1 مليار لكل منهما علي التوالي. بدون ادني شك فان هاذين الرجلين اثرا في البشرية بطريقة كبيرة جدا . وكقادة دينيين فقد اسسا مبادئ كثيرة  ليحيا البشر وفقا لها.

 

         للديانتين الكثير من الاشياء المشتركة بينهما , ولكنهما تختلفان في نواحي كثيرة أيضا. كيف كانت شخصيتا المؤسسين ؟ كيف تتم المقابلة بينهما ؟ ما الذي يقوله الكتاب المقدس والقران الكريم عن المسيح؟ كيف اثرت تعالميهما وافعالهما في  افعال تابعيهما

هذا المقال يحاول ان يجيب علي هذه الاسئلة بمقارنة ومفارقة بعض من افعالهما وتعاليمهما.

 

بعضا من كلماتهما الاخيرة التي نطقا بها

 

المسيح: “ يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون “الانجيل بحسب لوقا الاصحاح الثالث والعشرون والاية الرابعة والثلاثون (قال هذا وهو يموت علي الصليب في الجلجثة بعد ان تمت خيانته والحكم عليه بالاعدام  بدون سبب شرعي )

 

محمد: “لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا” ورد هذا الحديث في عدة صور وعدة مواضع اليك بعضها :

البخاري:

 كتاب الجنائز; باب ما يكره من اتخاذ المساجد علي القبور و باب ما جاء في قبر النبي وابي بكر وعمر.

 كتاب المغازي, باب مرض النبي ووفاته

مسلم :

كتاب المساجد ومواضع الصلاة , باب النهي عن بناء المساجد علي القبور.

( لقد مات محمد مسموما من قبل امراة يهودية قتل المسلمون زوجها واخذ السم يعمل تدريجيا في جسده . لقد قال هذا وهو يموت بين ذراعي زوجته عائشة )

 

تعليق: فيما انا ادرس حياة الرجلين وجدت ان المقارنة المذكورة اعلاه توضح احد اعظم الفروق في شخصية الرجلين . المسيح يطلب المغفرة لاجل اعداءه , ومحمد ينطق بلعنة مرة تجاه من انكروا دعواه بالنبوة. ألم يكن من الافضل ان يدعو محمد الهه ليغفر لليهود والمسيحيين في وقت وفاته؟

 

 

العبودية

 

المسيح: لم يكن لديه عبيد . لقد علم المسيح بان يفعل الانسان للاخرين ما يرجو ان يفعلوه هم به . لم يكن لدي المسيح عبيد , ومن الواضح من تعاليمه انه لم يكن ليتملك العبيد. لم يستعبد البشر بل حررهم . لا يحب أي انسان ان يستعبده اخر ضد ارادته.

بل اكثر من ذلك فان الرسول بولس يقول في رسالة تيموثاوس الاولي الاصحاح 1 والايات من

8 -10 :

  عَالِماً هَذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ،لِلزُّنَاةِ، لِمُضَاجِعِي الذُّكُورِ، لِسَارِقِي النَّاسِ، لِلْكَذَّابِينَ، لِلْحَانِثِينَ، ”   

من هذه الاية , نري بوضوح ان استعباد الناس بالقوة ضد ارادتهم , والمتاجرة فيهم كعبيد هو امر ضد تعاليم المسيحية

محمد: لقد كان تاجرا للعبيد . فلقد امتلك وباع الكثير من العبيد , رجالا ونساءا . لقد قال ان الهه سمح له ولاتباعه المسلمين ان يمارسوا الجنس مع النساء من العبيد (الإماء) عندما يرغب الرجال من المسلمين ,في فعل ذلك. المرجع سورة الاحزاب الاية 50 , والاية52 , وسورة المؤمنون الاية 6 وسورة المعارج الاية 30 . ان العبيد يعتبرون غنيمة للمسلمين حين ما ياسرونهم في الغزوات, فهم بالتالي ملك للمسلمين . لقد شعر محمد بالفخر و الغرور وهويمتلك ويستعبد الالاف من البشر

المؤرخ الاسلامي الكبير” الطبري”, كتب فيما يتعلق بعلاقة محمد الجنسية مع ماريا القبطية “لقد عاشرها لكونها ملك يمينه” الطبري المجلد 39 صفحة 194

لقد حول محمد الناس الذين غازاهم وحاربهم الي عبيد . كان ابرز هؤلاء , النساء والاطفال الناجين من المذابح التي قام بها محمد تجاه البالغين من رجال قبيلة بنو قريظة اليهودية, سورة الاحزاب الاية 26 يعطينا سيرة الرسول لابن هشام (أقدم كتاب عن سيرة محمد) تفاصيل أكثر في الجزء الثالث. في فصل بعنوان تقسيم الفئ بعد قتل الرجال مباشرة يروي لنا ابن اسحق:

“ثم ان رسول الله صلعم قسم اموال بني قريظة ونساءهم وابناءهم علي المسلمين,وأعلم في ذل كاليوم سهمان الخيل وسهمان الرجال ,واخرج منها الخمس”, (كان محمد وعائلته يحصلون علي خمس الغنائم في الحروب )….

“ثم بعث رسول الله صلعم سعد بن زيد الانصاري اخا بني عبد الاشهل سبايا من سبايا بني قريظة الي نجد فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا.”

يوثق البخاري ايضا لامتلاك محمد للعديد من العبيد السود, العرب , القبط , الرجال ,النساء, اليهود , النصاري, ووالوثنيين من العرب.

واليك بعض الشواهد من صحيح البخاري:

كتاب المظالم والغصب باب الغرفة والعلية المشرفة في السطوح وغيرها.

كتاب الادب , باب: ما جاء في قول الرجل: ويلك.

كتاب العيدين باب: إذا فاته العيد يصلي ركعتين، وكذلك النساء، ومن كان في البيوت والقرى.

كما سمح محمد لاخرين بضرب العبيد بقسوة . عندما كانت زوجته متهمه بحادثة الإفك ,قام ابن عم محمد , علي بن ابي طالب بضرب جارية عائشة بقسوة أمام محمد ليضمن انها تقول الحقيقة فيما يختص بعائشة. إليك النص من سيرة ابن هشام ,خبر الإفك في غزوة بني المصطلق سنة ست,.

الرسول يستشير عليا و أسامة:

” وأما علي فإنه قال : يا رسول الله ، إن النساء لكثير ، وإنك لقادر على أن تستخلف ، وسل الجارية ، فإنها ستصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بُريرة ليسألها ؛ قالت : فقام إليها علي بن أبي طالب ، فضربها ضربا شديدا ، ويقول : اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم”

لم يمنع محمد عليا من ضرب الجارية.

 

كما سمح محمد باستخدام السبايا استخداما جنسيا .

   صحيح مسلم كتاب النكاح باب حكم العزل:  

“حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر. أخبرني ربيعة عن محمد ابن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز ؛ أنه قال:

دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدري. فسأله أبو صرمة فقال: يا أبا سعيد ! هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر العزل ؟ فقال: نعم. غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بلمصطلق. فسبينا كرائم العرب. فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء. فأردنا أن نستمتع ونعزل. فقلنا: نفعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا لا نسأله ! فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “لا عليكم أن لاتفعلوا. ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة، إلا ستكون”

ايضا ,صحيح مسلم كتاب الرضاع باب جواز وطء المسبية بعد الاستبراء، وإن كان لها زوج انفسخ نكاحها بالسبي

تعليق:

ان تعاليم المسيح تحول دون استعباد البشر للبشر بالقوة

وكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا”.الانجيل بحسب لوقا 6 : 31

وفي الجانب الاخر نجد محمد وجنوده يخرجون ويهاجمون الناس ويستعبدونهم قسرا. والاسوا من ذلك ان محمد فصل العائلات المستعبدة عن بعضها البعض وقسمها بين جنوده وسمح لجنوده باغتصاب النساء المستعبدات.

 

الخطية

 

المسيح:  ولد بلا خطية ,وعاش حياة بلا خطية. أكد المسيح علي انه بلا خطية.

   مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟  

46الاية8 الانجيل بحسب يوحناالاصحاح

أيضا راجع رسالة كورنثوس الثانية الاصحاح 5 والاية 21 , ورسالة يوحنا الاولي الاصحاح 3 والاية 5, ايضا رسالة العبرانيين الاصحاح 4 والاية 15

 

محمد: تم التصريح بشكل واضح انه خاطئ في  سورةغافر الاية 55

” فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ”

وايضا سورة الفتح الايا ت 1, 2 :

إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا {1} لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا “

وأكثر من ذلك ان محمد يعترف بانه يؤذي ويلعن الناس ظلما . في صحيح مسلم كتاب البر والصلة والأدب, باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه، وليس هو أهلا لذلك، كان له زكاة وأجرا ورحمة

” عن عائشة. قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان. فكلمها بشيء لا أدري ما هو. فأغضباه. فلعنهما وسبهما. فلما خرجا قلت: يا رسول الله! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان. قال “وما ذاك” قالت قلت: لعنتهما وسببتهما. قال “أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم! إنما أنا بشر. فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا”

أيضا في صحيح مسلم كتاب البر والصلة والادب, باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه، وليس هو أهلا لذلك، كان له زكاة وأجرا ورحمة.

حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا أبي. حدثنا الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم! إنما أنا بشر. فأيما رجل من المسلمين سببته، أو لعنته، أو جلدته. فاجعلها له زكاة ورحمة”

تعليق

كان المسيح انسان بلا خطية – ابن الله- . محمد ادعي النبوة – رجل قادر علي الخطية,وارتكاب الاخطاء, له صفات جيدة وأخري سيئة علي حد سواء. في بعض الاوقات كان رقيقا , وفي اوقات اخري لعن وآذي اناسا كثيرين.

كم من صفاتهما وطبيعتيهما ,أو شخصيتيهما كان من المحتم ان تنتقل الي ديانتيهما؟ كان المسيح طاهرا وبلا خطية, وقال محمد انه كان يعترف في اليوم الواحد 70,000 مرة!من تفضل ان تتبع؟

 

معاقبة الخطاة الذين كانوا مستعدين للتوبة

 

المسيح: الانجيل بحسب يوحنا الاصحاح 8 والايات 2-11

(ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ.وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْل وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟»قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ.وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!»

ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ.وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ.فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»

فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً».)

محمد:

من سنن ابي داوود

باب المرأة التي أمر النبيُّ برجمها من جهينة كتاب الحدود

 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا عيسى يعني ابن يونس عن بشير بن المهاجر، ثنا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه أن امرأة يعني من غامد أتت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالت: إني قد فجرت، فقال: “ارجعي” فرجعت فلما أن كان الغد أتته فقالت: لعلك [تريد] أن تردني كما رددت ماعز بن مالك، فواللّه إني لحبلى، فقال لها: “ارجعي” فرجعت، فلما كان الغد أتته فقال لها: “ارجعي حتى تلدي” فرجعت، فلما ولدت أتته بالصَّبي فقالت: هذا قد ولدته، فقال: “ارجعي فأرضعيه حتى تفطميه” فجاءت به وقد فطمته وفي يده شىء يأكله فأمر بالصَّبي فدفع إلى رجل من المسلمين، وأمر بها فحفر لها وأمر بها فرجمت، وكان خالد فيمن يرجمها فرجمها بحجر فوقعت قطرة منن دمها على وجنته فسبَّها، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: “مهلاً يا خالد، فوالّذي نفسي بيده لقد تابت توبةً لو تابها صاحب مكسٍ لغفر له” وأمر بها فصلّى عليها ودفنت.

 

تعليق:

هنا مفارقة قوية جدا بين الرجلين . عندما تعامل المسيح مع المراة الزانية , لم يدينها . هو امرها ان تذهب ولا تكرر خطيتها ثانية. لقد اعطاها فرصة للتنال الفداء – نموذج الرحمة الكامل.

كم من الناس ضلت بهم طريق الحياة ولكن بعد سنوات عادوا الي جادة الصواب؟ وليس هذا فقط ولكنهم تمكنوا من ان  يساعدوا اخرين ويعودوا بهم الي الطريق الصحيح

لقد منح المسيح هذه الفرصة للمراة . تحت الناموس (الشريعة) كان يمكن لليهود ان يرجموا المراة حتي الموت,ولكن محبة المسيح ورحمته كانت اعظم.

ان اسلوب محمد كان مختلفا تماما . في البداية حاول ان يصرف المراة الزانية. اعترفت بخطيتها له , ولكنه رفض ان يسمعها ويتعامل معها . بدلا من ذلك امرها بان ترجع. حدث ذلك 3 مرات . لقد تهرب محمد من معالجة الوضع 3 مرات. واخيرا بعد اصرار المراة علي الاعتراف ,اصبح محمد مجبرا علي مواجهة خطيتها. اعطاها وقتا لتضع مولودها , وترضعه حتي تفطمه , وربما دام ذلك سنتين من سنة واحده الي ثلاث سنوات. ثم بعد ذلك عادت اليه فامر بقتلها.

هذه المراة لم تعترف فحسب ولكنها تابت ايضا. اصبحت اما صالحة لابنها وعضوة مسئولة في مجتمعها .الم يكن في مقدور محمد ان يغفر لها كما فعل مع انواع اخري كثيرة من الخطاة؟لقد سامح اخرين غيرها برغم خطاياهم التي ارتكبوها. حتي ان بعضا ممن قتل افراد اسرته سامحهم بعد اعترافهم به كرسول من عند الله ,وايمانهم باله واحد. لك يستطيع ان يتعامل بالرحمة مع المراة . لم يستطيع ان يري ابعد من انفه . لم يستطيع ان يري ان حياتها تحولت تحولا كاملا , ربت ولدها بطريقة صحيحة , واصبحت تقوم بالاشياء بطريقة صحيحة. لقد تسبب قصر نظر محمد في موتها.

ان محمد لم يحكم  حسب الشريعة اليهودية. بحسب شريعة موسي , يرجم الزاني حتي الموت. محمد لم يفعل ذلك , لقد اعطي المراة عده سنوات اضافية لتحياها . حتي لو اخذنا في حسباننا المهلة لولادة الطفل, فان محمد انتظر حتي فطمت الطفل . بالتاكيد كان هناك نساء اخريات يمكنهن ان يرضعن ويربين الطفل . ببساطة محمد تعامل مع الموقف بحسب استحسانه , لقد وضع قوانينه هو حسب فكره هو.

 

الحرب – التعامل مع الخصوم

 

المسيح : في الانجيل بحسب لوقا الاصحاح 9 والايات 54 , 55 وبخ المسيح تلاميذه عندما ارادوا تدمير مدينة رفضت المسيح . ايضا في الانجيل بحسب لوقا الاصحاح الثاني والعشرون , بدأ تلاميذ المسيح يحاربون ضد من ارادوا القبض علي المسيح . ولكنه منعهم , وشفي الرجل الذي جرح بسبب تلك المحاولة.

محمد: قال لأتباعه ان يشنوا حربا عدوانية علي كل من هو غير مسلم في سورة التوبة الاية 5 ,والاية 29 . إن سورة التوبة هي من أواخر السور التي أعطيت بواسطة محمد . بعد ان اصبح المسلمون أقوياء , أمرهم  أن ينشروا الاسلام بالقوة . لقد واصل أبوبكر ,وعمر , وعثمان الحروب العدوانية. بعض من  الافعال التي اقترفها محمد :

مذبحة قتل حوالي 800 من اليهود الذكور المأسورين: (المذكورين في سورة الأحزاب الاية 26 )

لقد امر باعدام 10 أشخاص حين فتح مكة . 3 منهم كن إماءً هزئن من محمد . ارجع الي سيرة الرسول لابن هشام باب ذكر الاسباب الموجبة للسير الي مكة وذكر فتح مكة في شهر رمصان سنة ثمان, تحت عنوان : من أمر النبي بقتلهم .

لقد هاجم مدينة خيبر اليهودية فأخذ كنانة بن الربيع (احد قادة المدينة وزوج صفية بنت حيي) وأمر بتعذيبه ليجبره علي الافشاء بمكان كنز مدفون من المال . وعندما رفض الرجل ان يتكلم , واقترب من الموت جراء التعذيب , امر محمد بقطع راسه “سيرة الرسول لابن هشام تحت عنوان: صفية رضي الله عنها “

تعليق:

لايستطيع احد ان يتصور ان المسيح يأمر بإعدام جواري سخرن منه قبل سنوات. لقد اتي برسالة افضل وطريقة افضل للحياة . ولا يستطيع احد ان يتصور ان المسيح يأمر بتعذيب رجل ليفصح عن مكان مال مدفون. لقد كانت حياته خالية من الطمع.

يتحول محمد احيانا الي انسان قاسي متوحش . هل يمكن ان يكون قتل الجواري اللائي سخرن منه

مبررا ؟ هل حقا كان هذا القتل مبررا؟ هل يبدو هذا معقولا او  منطقيا؟ هل الانسان الذي يامر بتعذيب رجل للحصول علي المال هو النموذج المثالي الذي يتبعه المجتمع, ويطيعه, ويتشبه به؟

 

النساء والزواج

 

المسيح: لم يتزوج . لقد شفي النساء , وغفر لهن , وشجعهن. ان العهد الجديد يعلمنا ان الازواج يجب ان يحبوا زوجاتهن ولا يكونوا قساة معهن: الرسالة الي أهل كولوسي الاصحاح 3 , والاية 19, الرسالة الي أفسس الاصحاح 5 والاية 25,ان الرجال والنساء متساوون في المسيح الرسالة الي غلاطية الاصحاح 3 , والاية 28 , ,أنهم يجب ان يعاملوا باحترام – رسالة بطرس الرسول الاولي الاصحاح 3 والاية 7.

محمد: أمر اتباعه من الذكور بضرب زوجاتهم الغير مطيعات . لقد اعطي الرجال الحق في ضرب نساؤهم الذين يعصين اوامرهم باستمرار.

سورة النساء الاية 34 “وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ

وَاضْرِبُوهُنَّ ”

تفسير القرطبي علي هذه الاية” والآية نزلت في سعد بن الربيع نشزت عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن خارجة بن أبي زهير فلطمها؛ فقال أبوها: يا رسول الله، أفرشته كريمتي فلطمها ! فقال عليه السلام: (لتقتص من زوجها). فانصرفت مع أبيها لتقتص منه، فقال عليه السلام: (ارجعوا هذا جبريل أتاني) فأنزل الله هذه الآية؛ فقال عليه السلام: (أردنا أمرا وأراد الله غيره). وفي رواية أخرى: (أردت شيئا وما أراد الله خير). ونقض الحكم الأول.”

ان الحديث فيه كثير من الكلام عن النساء:

محمد يقول ان النساء شريرات لدرجة ان غالبية أهل جهنم منهن.

“خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى، أو فطر، إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: (يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار). فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: (تكثرن اللعن، وتكفرن العشير.”  صحيح البخاري كتاب الحيض باب ترك الحائض الصوم.

” قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن). قيل: أيكفرن بالله؟ قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خير قط” صحيح البخاري كتاب الايمان باب كفران العشير وكفر دون كفر.

وصحيح مسلم يقول انهم الاقلية في الجنة

” عمران بن حصين. فحدثنا؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن أقل ساكني الجنة النساء”

صحيح مسلم كتاب الرقاق  باب أكثر اهل الجنة الفقراء واكثر اهل النارالنساء , وبيان الفتنة بالنساء .  بوضع هاذين الحديثين معا ,نجد ان محمد يقول ان النساء اقلية في الجنة , وأكثرية في جهنم. لذا فان هذا لا يمكن تبريره أحصائيا  علي اساس ان هنا عددا من النساء يفوق عدد الرجال.

لقد كانت وجهة نظر محمد ان النساء اشر من الرجال. وسبب كون اغلبية اهل النار من النساء هو ان النساء لسن ممتنات لازواجهن!

لقد أعلن محمد ايضا ان النساء اقل عقلانية من الرجال:

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى، أو فطر، إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: (يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار). فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: (تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن). قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: (أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل). قلن: بلى، قال: (فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم). قلن: بلى، قال: (فذلك من نقصان دينه)

صحيح البخاري كتاب الحيض باب ترك الحائض الصوم.

تعليق:

تعاليم المسيح تبين ان الرجال والنساء متساويين في نظر الله. “لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” الرسالة الي غلاطية الاصحاح الثامن والاية الثامنة والعشرون

لقد تعامل المسيح مع هذه التفرقة الاجتماعية حسب رحمة الاب.

لقد وضع محمد النساء بين العبيد والاحرار. وحتي اليوم في المجتمع الاسلامي تجد ان النساء مواطنات من الدرجة الثانية يتحكم فيهن الذكور. والسبب في هذا هو المكانة التي اعطاها محمد للمراة في تعاليمه.

 

هوية المسيح

 

المسيح: قال انه هو ابن الله : الانجيل بحسب يوحنا الاصحاح 5 والايات 18 – 27 , والاصحاح 10 والايه 36 , والانجيل بحسب متي الاصحاح 26 والايات 63 ,64

” قَالَ(المسيح) لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ».

فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ«.الانجيل بحسب متي الاصحاح 16 ,الايات 15-17

 

المسيح هو كلمة الله:

وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.” الانجيل

بحسب يوحنا الاصحاح 1 والاية 14

 

المسيح هو الله:

فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضاً:

الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ

لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ.الرسالة الي اهل فيليبي الاصحاح 2 الايات 5-7

 

محمد :

قال ان المسيح ليس هو ابن الله – القران لا يفرق بين الانبياء

مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِه الرُّسُلُ”سورة المائدة الاية 75

ينكر القران اصل المسيح الالهي:

“إنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ” سورة الزخرف الاية 59

“إن مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” سورة ال عمران الاية59   

 

ان المسيح كنبي ومعلم عظيم علم عن نفسه انه ايضا ابن الله ,كلمة الله ,المسيا المنتظر, والله المتجسد.

لقد انكر محمد كل هذا.

إما ان يكون المسيح قد قال الحق عن نفسه او انه كاذب او مختل عقليا. لا يمكن ان يكون الرجلان علي حق بخصوص هوية المسيح.

تذكر ان محمد خرج من الصحراء باعلاناته بعد 600 سنة .وهو في مواقع عديدة ناقض الكتاب المقدس الذي أكد هو نفسه انه كلمة الله.

 

                      ……………………………………..

كان المسيح مستحقا للعبادة:

لقد سجد رجل للمسيح ,وسمح له المسيح بذلك ,ولكنه كان يعلم بان الله وحده هو الذي ينبغي له السجود في الانجيل بحسب متي الاصحاح 4 والايه 10.

(حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».)

وفي نفس الوقت سمح المسيح للناس بالسجود له الانجيل بحسب متي الاصحاح 8

 والاية 2

(وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي».)

الكتاب المقدس يامرنا بالسجود للمسيح

“لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.”

الانجيل بحسب يوحنا الاصحاح 5 والاية 23

«وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ» الرسالة الي العبرانيين الاصحاح1 والاية 6

لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ،

وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآب . الرسالة الي اهل فيلبي الاصحاح 2 والايات 10 و11

محمد: “المسيح غير مستحق للعبادة”

القران يقول ضمنا ان المسيح لا يستحق العبادة:

الزخرف 81 : قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ

التعليق :

الله وحده له الحق في ان يُعبد . لقد تلق بشر العبادة كحكام, ولكن الله امر بان تقدم له العباده وحده. لقد علم المسيح هذا , ولكنه هو نفسه تلقي العبادة . لقد جهل محمد من هو المسيح , وبذا انكر عبادة ابن الله.

…………………………………………………  …..

  

الصلاة

المسيح : لقد علم تلاميذه ان يصلوا ببساطة شديدة, ومن قلوبهم. ان الله يستمع الي القلب , وليس الي  شكل العبادة الخارجي

الانجيل بحسب متي الاصحاح 6 والايات 5-13    

“وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً…..

وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ….”

لقد علم المسيح ان الصلاة الحقيقية هي تعبير عن العلاقة والتواصل مع الاب.

محمد:علم بالصلاة الشكلية الطقسية (الاقتباسات من صحيح البخاري)

§        المرور من امام شخص مصلي يفسد الصلاة . كتاب الصلاة , ابواب سترة المصلي, باب يرد المصلي من مر بين يديه.

§        انه اّثم من يمر من امام المصلي .كتاب الصلاة ابواب سترة المصلي باب اثم المار بين يدي المصلي.

§        لا ترفع راسك من الصلاة قبل الامام والا تحول راسك الي راس حمار. كتاب الاذان باب اثم من رفع راسه قبل الامام.

§        اذا لم تستو الصفوف يخالف الله بين وجوهكم . كتاب الاذان باب بسوية الصفوف من اقامة الصلاه.

§        اذا لم تستو الصفوف فسدت الصلاة. كتاب الاذان باب اقامة الصف من تمام الصلاة.

§        اذا رفعت راسك للسماء اثناء الصلاة تفقد بصرك. كتاب الاذان باب رفع البصر الي السماء في الصلاة .

§        اذا لم تركع بطريقة صحيحة لا تقبل صلاتك . كتاب الاذان باب اذا لم يتم الركوع .

هذان الرجلان مختلفان تماما . لقد ترك كل منهما بصمته الواضحه علي العالم . المسيحيون يتبعون المسيح , والمسلمون يتبعون محمد. كلاهما قال انه من الله , ولكن تعاليمهما وافعالهما متناقضه مع احدهما الاخر.واحد منهما فقط يمكن ان يكون من الله.

لقد قال المسيح انه سوف ياتي انبياء كذبة كثيرون الانجيل بحسب متي الاصحاح 24 الاية 11

” وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.

هل يمكن ان يقع محمد في فئة الانبياء الكذبة؟

 

 

المراجع المستخدمة في هذا البحث:

 

1.    الكتاب المقدس.                       

2.    القران الكريم.

 

3.    صحيح البخاري .

 

4.    صحيح مسلم.

 

5.    سيرة الرسول لابن هشام.

 

6.    تاريخ الطبري.

 

7.    سنن ابي داوود.

 

8.    تفسير القرطبي.

 

ملحوظة هامة:

لقد اعتمدت اسم الكتاب واسم الباب في الاستدلال علي الشواهد في الحديث والسيرة والتاريخ الاسلامي , ولم اعتمد رقم الجزء رقم الحديث او رقم الصفحة, اذ ان ذلك يختلف باختلاف الطبعات.

 

 

Posted in لاهوت دفاعي -عام, إسلاميات عامة | Leave a Comment »

مفهوم القتال في العهد القديم ومقارنة مع القتال في الإسلام -2

نشر بواسطة: mechristian في أوت 9, 2007

للكتاب عبد المسيح (بتصرف)

تكملة المقالة الأولى : والمنشورة هنا

أما في الاسلام فمفهوم الحرب مختلف تماما فالاسلام له وجهان وجه متسامح ووجه آخر مغاير تماما لوجهه الأول حتى مع نفس الأشخاص .

فكثيرا ما نسمع من أصدقائنا المسلمين العديد من الآيات التي تتكلم على أن الاسلام دين سماحة و دين سلام مثل الآيات التالية :

( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين َ) (البقرة:191)

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)

( يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:217)

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2)

( إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) (النساء:90)

( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (الأنعام:70)

( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (لأنفال:61)

( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الجاثـية:14)

 

آيات مقبولة تدعو الى عدم مقاتلة الذين لا يقاتلوهم (دفاعية) والى الجنوح للسلم و المغفرة لغير المسلمين و عدم الأعتداء لكن بعد بحث في الآيات المنسوخة بالقرآن وجدت أن كل هذه الآيات التي يتكلم عنها أصدقائنا المسلمين عندما ننتقد الاسلام قد نسخت بالتالي :

 

 

( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)

( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123)

فمثلا في تفسير الآية 191 من سورة البقرة نجد الآتي :

قَالَ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة فِي قَوْله تَعَالَى ” وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ” قَالَ هَذِهِ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي الْقِتَال بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ كَانَ رَسُول اللَّه – صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُقَاتِل مَنْ قَاتَلَهُ وَيَكُفّ عَمَّنْ كَفَّ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَتْ سُورَة بَرَاءَة وَكَذَا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ حَتَّى قَالَ هَذِهِ مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ : ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ

و في تفسير الآية 190 من نفس السورة نجد الآتي :

وَلَمَّا صُدَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبَيْت عَام الْحُدَيْبِيَة وَصَالَحَ الْكُفَّار عَلَى أَنْ يَعُود الْعَام الْقَابِل وَيُخْلُوا لَهُ مَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام وَتَجَهَّزَ لِعُمْرَةِ الْقَضَاء وَخَافُوا أَنْ لَا تَفِي قُرَيْش وَيُقَاتِلُوهُمْ وَكَرِهَ الْمُسْلِمُونَ قِتَالهمْ فِي الْحَرَم وَالْإِحْرَام وَالشَّهْر الْحَرَام نَزَلَ “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه” أَيْ لِإِعْلَاءِ دِينه “الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ” الْكُفَّار “وَلَا تَعْتَدُوا” عَلَيْهِمْ بِالِابْتِدَاءِ بِالْقِتَالِ “إنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ” الْمُتَجَاوِزِينَ مَا حَدّ لَهُمْ وَهَذَا مَنْسُوخ بِآيَةِ بَرَاءَة .

و في تفسير الطبري الآية 217 من نفس السورة نجد الآتي :

– حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ ابْن جُرَيْجٍ , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : قُلْت لِعَطَاءٍ : { يَسْأَلُونَك عَنْ الشَّهْر الْحَرَام قِتَال فِيهِ قُلْ قِتَال فِيهِ كَبِير } قُلْت : مَا لَهُمْ وَإِذْ ذَاكَ لَا يَحِلّ لَهُمْ أَنْ يَغْزُوَا أَهْل الشِّرْك فِي الشَّهْر الْحَرَام , ثُمَّ غَزَوْهُمْ بَعْد فِيهِ , فَحَلَفَ لِي عَطَاء بِاَللَّهِ مَا يَحِلّ لِلنَّاسِ أَنْ يَغْزُوَا فِي الشَّهْر الْحَرَام , وَلَا أَنْ يُقَاتِلُوا فِيهِ , وَمَا يُسْتَحَبّ , قَالَ : وَلَا يَدْعُونَ إلَى الْإِسْلَام قَبْل أَنْ يُقَاتِلُوا وَلَا إلَى الْجِزْيَة تَرَكُوا ذَلِكَ . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ مَا قَالَهُ عَطَاء بْن مَيْسَرَة , مِنْ أَنَّ النَّهْي عَنْ قِتَال الْمُشْرِكِينَ فِي الْأَشْهُر الْحُرُم مَنْسُوخ بِقَوْلِ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { إنَّ عِدَّة الشُّهُور عِنْد اللَّه اثْنَا عَشَر شَهْرًا فِي كِتَاب اللَّه يَوْم خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض مِنْهَا أَرْبَعَة حُرُم ذَلِكَ الدِّين الْقَيِّم فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنَفْسكُمْ , وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة } 9 36 وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ نَاسِخ لِقَوْلِهِ : { يَسْأَلُونَك عَنْ الشَّهْر الْحَرَام قِتَال فِيهِ قُلْ قِتَال فِيهِ كَبِير } لِتَظَاهُرِ الْأَخْبَار عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ غَزَا هَوَازِن بِحُنَيْنَ , وَثَقِيفًا بِالطَّائِفِ , وَأَرْسَلَ أَبَا عَامِر إلَى أَوْطَاس لِحَرْبِ مَنْ بِهَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ فِي بَعْض الشَّهْر الْحُرُم , وَذَلِكَ فِي شَوَّال وَبَعْض ذِي الْقَعَدَة , وَهُوَ مِنْ الْأَشْهُر الْحُرُم . فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ الْقِتَال فِيهِنَّ حَرَامًا وَفِيهِ مَعْصِيَة , كَانَ أَبْعَد النَّاس مِنْ فِعْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وأما تفسير القرطبي:

وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي نَسْخ هَذِهِ الْآيَة , فَالْجُمْهُور عَلَى نَسْخهَا , وَأَنَّ قِتَال الْمُشْرِكِينَ فِي الْأَشْهُر الْحُرُم مُبَاح . وَاخْتَلَفُوا فِي نَاسِخهَا , فَقَالَ الزُّهْرِيّ : نَسَخَهَا ” وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة ” [ التَّوْبَة : 36 ] . وَقِيلَ نَسَخَهَا غَزْو النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَقِيفًا فِي الشَّهْر الْحَرَام , وَإِغْزَاؤُهُ أَبَا عَامِر إِلَى أَوْطَاس فِي الشَّهْر الْحَرَام . وَقِيلَ : نَسَخَهَا بَيْعَة الرِّضْوَان عَلَى الْقِتَال فِي ذِي الْقَعْدَة , وَهَذَا ضَعِيف , فَإِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْل عُثْمَان بِمَكَّة وَأَنَّهُمْ عَازِمُونَ عَلَى حَرْبه بَايَعَ حِينَئِذٍ الْمُسْلِمِينَ عَلَى دَفْعهمْ لَا عَلَى الِابْتِدَاء بِقِتَالِهِمْ . وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيّ عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر مِنْ غَيْر حَدِيث مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِي أَثَر قِصَّة الْحَضْرَمِيّ : فَأَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ : ” يَسْأَلُونَك عَنْ الشَّهْر الْحَرَام قِتَال فِيهِ ” الْآيَة , قَالَ : فَحَدَّثَهُمْ اللَّه فِي كِتَابه أَنَّ الْقِتَال فِي الشَّهْر الْحَرَام حَرَام كَمَا كَانَ , وَأَنَّ الَّذِي يَسْتَحِلُّونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ أَكْبَر مِنْ ذَلِكَ مِنْ صَدّهمْ عَنْ سَبِيل اللَّه حِين يَسْجُنُونَهُمْ وَيُعَذِّبُونَهُمْ وَيَحْبِسُونَهُمْ أَنْ يُهَاجِرُوا إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكُفْرهمْ بِاَللَّهِ وَصَدّهمْ الْمُسْلِمِينَ عَنْ الْمَسْجِد الْحَرَام فِي الْحَجّ وَالْعُمْرَة وَالصَّلَاة فِيهِ , وَإِخْرَاجهمْ أَهْل الْمَسْجِد الْحَرَام وَهُمْ سُكَّانه مِنْ الْمُسْلِمِينَ , وَفِتْنَتهمْ إِيَّاهُمْ عَنْ الدِّين , فَبَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلَ اِبْن الْحَضْرَمِيّ وَحَرَّمَ الشَّهْر الْحَرَام كَمَا كَانَ يُحَرِّمهُ , حَتَّى أَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : ” بَرَاءَة مِنْ اللَّه وَرَسُوله ” [ التَّوْبَة : 1 ]

بل و الأدهى من ذلك أن الرسول قد عقد معاهدة مع المشركين و كان لا يمانع في طوافهم بالكعبة حتى و لو كان ذلك بنفس طقوسهم الوثنية و كانوا يطوفون و هم عرايا و بعد نزول سورة التوبة ( براءة ) و قد جاءت في العام الثامن للهجرة حسب ما أتذكر و هو نفس العام الذي أستجمع فيه المسلمون قوتهم و قاموا بفتح مكة , قام الرسول بنقض العهد و غير أتفاقه مع المشركين

( بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (التوبة:1)

تفسير الطبري

وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِيمَنْ بَرِئَ اللَّه وَرَسُوله إِلَيْهِ مِنْ الْعَهْد الَّذِي كَانَ بَيْنه وَبَيْن رَسُول اللَّه مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَأُذِنَ لَهُ فِي السِّيَاحَة فِي الْأَرْض أَرْبَعَة أَشْهُر , فَقَالَ بَعْضهمْ : صِنْفَانِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ :

أَحَدهمَا : كَانَتْ مُدَّة الْعَهْد بَيْنه وَبَيْن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلّ مِنْ أَرْبَعَة أَشْهُر , وَأُمْهِلَ بِالسِّيَاحَةِ أَرْبَعَة أَشْهُر ,

وَالْآخَر مِنْهُمَا كَانَتْ مُدَّة عَهْده بِغَيْرِ أَجَل مَحْدُود فَقَصَّرَ بِهِ عَلَى أَرْبَعَة أَشْهُر لِيَرْتَادَ لِنَفْسِهِ , ثُمَّ هُوَ حَرْب بَعْد ذَلِكَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَقْتُل حَيْثُمَا أَدْرَكَ وَيُؤْسِر إِلَّا أَنْ يَتُوب .

ذَكَرَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 12713 – حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق , قَالَ : بَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَمِيرًا عَلَى الْحَاجّ مِنْ سَنَة تِسْع لِيُقِيمَ لِلنَّاسِ حَجّهمْ , وَالنَّاس مِنْ أَهْل الشِّرْك عَلَى مَنَازِلهمْ مِنْ حَجّهمْ . فَخَرَجَ أَبُو بَكْر وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ , وَنَزَلَتْ سُورَة بَرَاءَة فِي نَقْضِ : مَا بَيْن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْن الْمُشْرِكِينَ مِنْ الْعَهْد الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنه وَبَيْنهمْ : أَنْ لَا يُصَدّ عَنْ الْبَيْت أَحَد جَاءَهُ , وَأَنْ لَا يُخَاف أَحَد فِي الشَّهْر الْحَرَام . وَكَانَ ذَلِكَ عَهْدًا عَامًّا بَيْنه وَبَيْن النَّاس مِنْ أَهْل الشِّرْك , وَكَانَتْ بَيْن ذَلِكَ عُهُود بَيْن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْن قَبَائِل مِنْ الْعَرَب خَصَائِص إِلَى أَجَل مُسَمًّى , فَنَزَلَتْ فِيهِ وَفِيمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ مِنْ الْمُنَافِقِينَ فِي تَبُوك وَفِي قَوْل مَنْ قَالَ مِنْهُمْ , فَكَشَفَ اللَّه فِيهَا سَرَائِر أَقْوَام كَانُوا يَسْتَخِفُّونَ بِغَيْرِ مَا يَظْهَرُونَ , مِنْهُمْ مَنْ سُمِّيَ لَنَا , وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسَمَّ لَنَا , فَقَالَ : { بَرَاءَة مِنْ اللَّه وَرَسُوله إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ } أَيْ لِأَهْلِ الْعَهْد الْعَامّ مِنْ أَهْل الشِّرْك مِنْ الْعَرَب , { فَسِيحُوا فِي الْأَرْض أَرْبَعَة أَشْهُر } إِلَى قَوْله : { أَنَّ اللَّه بَرِيء مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُوله } أَيْ بَعْد هَذِهِ الْحُجَّة . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ كَانَ إِمْهَال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِسِيَاحَةِ أَرْبَعَة أَشْهُر مَنْ كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَيْنه وَبَيْن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْد , فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ رَسُول اللَّه عَهْد فَإِنَّمَا كَانَ أَجَله خَمْسِينَ لَيْلَة , وَذَلِكَ عِشْرُونَ مِنْ ذِي الْحِجَّة وَالْمُحَرَّم كُلّه . قَالُوا : وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , لِأَنَّ أَجَل الَّذِينَ لَا عَهْد لَهُمْ كَانَ إِلَى اِنْسِلَاخ الْأَشْهُر الْحُرُم , كَمَا قَالَ اللَّه : { فَإِذَا اِنْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ }

– حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { بَرَاءَة مِنْ اللَّه وَرَسُوله إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ } قَالَ : أَهْل الْعَهْد مُدْلِج , وَالْعَرَب الَّذِينَ عَاهَدَهُمْ , وَمَنْ كَانَ لَهُ عَهْد. قَالَ : أَقْبَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَبُوك حِين فَرَغَ مِنْهَا وَأَرَادَ الْحَجّ , ثُمَّ قَالَ : ” إِنَّهُ يَحْضُر الْبَيْت مُشْرِكُونَ يَطُوفُونَ عُرَاة فَلَا أُحِبّ أَنْ أَحُجّ حَتَّى لَا يَكُون ذَلِكَ ” فَأَرْسَلَ أَبَا بَكْر وَعَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا , فَطَافَا بِالنَّاسِ بِذِي الْمَجَاز , وَبِأَمْكِنَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهَا وَبِالْمَوْسِمِ كُلّه , وَآذَنُوا أَصْحَاب الْعَهْد بِأَنْ يَأْمَنُوا أَرْبَعَة أَشْهُر , فِي الْأَشْهُر الْحُرُم الْمُنْسَلِخَات الْمُتَوَالِيَات : عِشْرُونَ مِنْ آخِر ذِي الْحِجَّة إِلَى عَشْر يَخْلُونَ مِنْ شَهْر رَبِيع الْآخَر , ثُمَّ لَا عَهْد لَهُمْ . وَآذَنَ النَّاس كُلّهمْ بِالْقِتَالِ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا , فَآمَنَ النَّاس أَجْمَعُونَ حِينَئِذٍ وَلَمْ يَسِحْ أَحَد . وَقَالَ : حِين رَجَعَ مِنْ الطَّائِف مَضَى مِنْ فَوْره ذَلِكَ , فَغَزَا تَبُوك بَعْد إِذْ جَاءَ إِلَى الْمَدِينَة.

وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَالَ : ” اِبْتِدَاء الْأَجَل لِجَمِيعِ الْمُشْرِكِينَ وَانْقِضَاؤُهُ كَانَ وَاحِدًا ” . كَانَ اِبْتِدَاؤُهُ يَوْم نَزَلَتْ بَرَاءَة , وَانْقِضَاؤُهُ اِنْقِضَاء الْأَشْهُر الْحُرُم , وَذَلِكَ اِنْقِضَاء الْمُحَرَّم .

12727 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الْجَوْهَرِيّ , قَالَ : ثنا حُسَيْن بْن مُحَمَّد , قَالَ : ثنا سُلَيْمَان بْن قَرْم , عَنْ الْأَعْمَش عَنْ الْحَكَم , عَنْ مِقْسَم , عَنْ اِبْن عَبَّاس : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا بَكْر بِبَرَاءَة , ثُمَّ أَتْبَعَهُ عَلِيًّا , فَأَخَذَهَا مِنْهُ , فَقَالَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : يَا رَسُول اللَّه حَدَثَ فِيَّ شَيْء ؟ قَالَ : ” لَا , أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَار وَعَلَى الْحَوْض , وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيّ ” , وَكَانَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عَلِيًّا أَرْبَعًا : لَا يَدْخُل الْجَنَّة إِلَّا نَفْس مُسْلِمَة , وَلَا يَحُجّ بَعْد الْعَام مُشْرِك , وَلَا يَطُفْ بِالْبَيْتِ عُرْيَان , وَمَنْ كَانَ بَيْنه وَبَيْن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْد فَهُوَ إِلَى مُدَّته . 12728 – حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ عَامِر , قَالَ : بَعَثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , فَنَادَى : أَلَا لَا يَحُجَّن بَعْد الْعَام مُشْرِك , وَلَا يَطُفْ بِالْبَيْتِ عُرْيَان , وَلَا يَدْخُل الْجَنَّة إِلَّا نَفْس مُسْلِمَة , وَمَنْ كَانَ بَيْنه وَبَيْن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْد فَأَجَله إِلَى مُدَّته , وَاَللَّه بَرِيء مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُوله .

أما باقي تفسير الآيات المنسوخة و منها سورة التوبة و الآية 5 نجد فيها الاتي :

حَدَّثَنَا إسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم أَنْبَأَنَا حَكَّام بْن سَلَمَة حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ بِهِ سَوَاء وَهَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة هِيَ آيَة السَّيْف الَّتِي قَالَ فِيهَا الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم أَنَّهَا نَسَخَتْ كُلّ عَهْد بَيْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْن أَحَد مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَكُلّ عَقْد وَكُلّ مُدَّة وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة : لَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَهْد وَلَا ذِمَّة مُنْذُ نَزَلَتْ بَرَاءَة وَانْسِلَاخ الْأَشْهُر الْحُرُم وَمُدَّة مَنْ كَانَ لَهُ عَهْد مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَبْل أَنْ تَنْزِل بَرَاءَة أَرْبَعَة أَشْهُر مِنْ يَوْم أَذَّنَ بِبَرَاءَة إِلَى عَشْر مِنْ أَوَّل شَهْر رَبِيع الْآخِر وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة قَالَ : أَمَرَهُ اللَّه تَعَالَى أَنْ يَضَع السَّيْف فِيمَنْ عَاهَدَ إِنْ لَمْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَام وَنَقْض مَا كَانَ سُمِّيَ لَهُمْ مِنْ الْعَقْد وَالْمِيثَاق وَأَذْهَبَ الشَّرْط الْأَوَّل وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إسْحَاق بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ قَالَ : قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب : بُعِثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعَةِ أَسْيَاف سَيْف فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ الْعَرَب قَالَ اللَّه تَعَالَى ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” هَكَذَا رَوَاهُ مُخْتَصَرًا وَأَظُنّ أَنَّ السَّيْف الثَّانِي هُوَ قِتَال أَهْل الْكِتَاب لِقَوْلِهِ تَعَالَى ” قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله وَلَا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ ” ” وَالسَّيْف الثَّالِث ” قِتَال الْمُنَافِقِينَ فِي قَوْله ” يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ ” الْآيَة . ” وَالرَّابِع ” قِتَال الْبَاغِينَ فِي قَوْله ” وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه ” ثُمَّ اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي آيَة السَّيْف هَذِهِ فَقَالَ الضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ هِيَ مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى ” فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فَدَاء ” وَقَالَ قَتَادَة بِالْعَكْسِ .

—————————

ثم في دراسة عن الناسخ و المنسوخ في القرآن للكاتب سعود الفنيسان.. يقول:

فمثلاً الإمام محمد بن جرير الطبري شيخ المفسرين يرى أن آيات الجهاد والقتال ليس فيها ناسخ ومنسوخ، بل تحمل آيات القتال والغزو على حال ما إذا كانت الأمة المسلمة قوية ، وتحمل آيات الصبر والموادعة والمهادنة على ما إذا كانت الأمة ضعيفة مغلوبة على أمرها ، وهذا رأي راشد وسديد ، وعليه لا تكون آية السيف ناسخة لذلك العدد الكبير من آيات القتال .

مما سبق نرى أن القتال في الاسلام ناسخ للود و الرحمة و السماحة أو كما يقول الأمام الطبري : ليس فيه ناسخ و منسوخ و أنما عندما تكون الأمة الاسلامية ضعيفة تتكلم عن السلم و السماحة و عندما تكون قوية اعصف و تقتل كل المخالفين لها و سا عتها يصبح الاسلام كما يقولون بوجهين وديع مسالم عند الضعف , وحش كاسر عند القوة و ساعتها لا يلومنا المسلمون عندما نقول أن الاسلام حمال أوجه .

مما سبق نستخلص الآتي في أوجه الخلاف بين الحرب في العهد القديم و الاسلام .

1 – الحرب في العهد القديم لا علاقة لها بالمسيحية حتى و أن كان الآله واحد لأن ظروف العهد القديم و شعوبه الوثنية أختلفت عنها في العهد الجديد فلا داعي لمحاولة ربطها بالمسيحية .

العهد القديم كتبت أسفاره بحوالي ثلاثة آلاف عام قبل مجئ السيد المسيح كانت نوعية القبائل الوثنية و الموجودة تحديدا في بعض المناطق في فلسطين تختلف عن الشعوب المختلفة التي وجدت وقت مجئ السيد المسيح و التي دعا تلاميذه الى تبشيرها ( بالسلم ) و ليس بالسيف .

مفهوم تعامل الله مع البشر أختلف في المسيحية عنه في اليهودية ليس لأنه الله يتغير و لكن لأن البشرية أختلفت مفاهيمها بين العهدين .

2 – حتى في العهد القديم الله لم يدعو لقتال سوى عدد معين من القبائل الوثنية و ذكرها تحديدا في النصوص التي عرضناها .

لقد كانت هناك العديد من الشعوب الوثنية لكن الله لم يدعو الى قتالهم فكان هناك العديد من الحضارات العظيمة الوثنية و لكن الله لم يدعو شعبه الى قتالهم .

لذلك نقول أن القتال في العهد القديم كان ( حالة خاصة ) و ليس ( حالة عامة ) على عكس الاسلام الذي دعا الى قتال الجميع دون أستثناء كما أوضحت في مداخلاتي السابقة .

الشئ الغريب أنه دعا الى قتال حتى أهل الكتاب الذين سبق و أشاد بهم في البداية ثم عاد و نسخ ذلك بآيات أخرى في سورة التوبة و يهيأ لي أنت تعلم ذلك جيدا .

3 – الله في العهد القديم لم يدعو اليهود الى نشر كلمته بالقتال , لقد دعاهم لقتال قبائل معينة ذكرت تحديدا كما أوضحت لك .

الله في العهد القديم كان يعلم جيدا أن هذه القبائل مستمرة في العصيان رغم صبره عليهم قرون كثيرة و لهذا وقع العقوبة عليهم تحديدا و لم يجعل الجهاد الفريضة الغائبة و أو كما يقول البعض أحد أركان الدين .

كما أن هذه الحروب كلها كانت في نطاق أرض الميعاد و ليس خارجها .

4 – الله في المسيحية عندما رأى تطور البشرية و أختلاف مفاهيمها و أستعدادها لقبوله قدم فداءه و دعا الأمم كلها بالسلم و ليس بالسيف الى قبول ذلك الفداء لأن الله لا يحب أن يأتي أليه أحد على مضض و لكن من يأتي أليه يجب أن يكون مقتنع بشخصه و دعوته ليس خوفا من قتل أو غرامة مالية قد تفرض عليه .

5 – لم يدعو الله شعبه في العهد القديم لأخذ أي غنائم من القبائل الوثنية بل كان يدعوهم الى قتل البهائم و الدواب الخاصة بتلك القبائل لكي لا يتحول شعبه لمجموعة من اللصوص و قطاع الطرق فيستعذبون الغنائم و يعيشون على السرقة بدلا من الزراعة و رعي الأغنام و بهذا يتحولون الى القنص و السرقة بدلا من العمل و الأنتاج .

و نرى هذا في تثنية 7 : 25وَتَمَاثِيل آلِهَتِهِمْ تُحْرِقُونَ بِالنَّارِ. لا تَشْتَهِ فِضَّةً وَلا ذَهَباً مِمَّا عَليْهَا لِتَأْخُذَ لكَ لِئَلا تُصَادَ بِهِ لأَنَّهُ رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِكَ. 26وَلا تُدْخِل رِجْساً إِلى بَيْتِكَ لِئَلا تَكُونَ مُحَرَّماً مِثْلهُ. تَسْتَقْبِحُهُ وَتَكْرَهُهُ لأَنَّهُ مُحَرَّمٌ».

و أيضا في تثنية 20 : 16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ 18لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.

إنما الإله في الإسلام أباح اقتناص الغنائم و توزيعها بنسب معينة يأخذ منها الرسول قدر و باقي المؤمنين قدر كما أنه أقتسم جزء للمؤلفة قلوبهم أو بمعنى أصح نوع من الرشوة للذين ما زالوا لم يقتنعوا بالإسلام و لم ينضموا بعد لرسول الإسلام .

6 – الله في العهد القديم كانت كلمته واحدة فلقد أدان القبائل الوثنية و لم يحدث أبدا أن أشاد بهم في البداية و عقد معهم معاهدات ثم رجع بعد هذا و نقض تلك المعاهدات كما فعل الإله في الإسلام .

لقد أشاد الإسلام بأهل الكتاب ثم نسخ ذلك و دعا إلى قتالهم أو إلى أخذ الجزية منهم

لقد عقد معاهدة مع المشركين و سمح لهم بطواف الكعبة ثم عاد و نقض تلك المعاهدة

في سورة التوبة و أعلن الحرب عليهم بعد أن استجمع المسلمون قوتهم و عتادهم من الغزوات المختلفة كغزوة بدر مثلا في السنة الثامنة من الهجرة و هو عام فتح مكة و هذه المراوغة و نقض العهود غير مقبولة من آله من المفروض أنه كلمته واحدة و لا يتغير و لا ينسخ آياته .

—————————

النقطة الأولى

الأخوة الأحباء , دعونا نراجع سويا النقطة الأولى في الفارق بين القتال في العهد القديم و بينه في الاسلام

بتدقيق و ذلك بدراسة بعض الآيات المنسوخة في القرآن و المتعلقة

بالقتال و كيف غير آله الاسلام موقفه من عدم الأعتداء على الغير الى الأعتداء و نقض عهوده

و غير من كلامه مع المشركين , مع موقف الآله في العهد القديم من الوثنيين .

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)

التفسير لأبن كثير:

قَالَ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة فِي قَوْله تَعَالَى” وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ” قَالَ هَذِهِ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي الْقِتَال بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ كَانَ رَسُول اللَّه – صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُقَاتِل مَنْ قَاتَلَهُ وَيَكُفّ عَمَّنْ كَفَّ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَتْ سُورَة بَرَاءَة وَكَذَا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ حَتَّى قَالَ هَذِهِ مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ : ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَفِي هَذَا نَظَرٌ لِأَنَّ قَوْله ” الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ” إِنَّمَا هُوَ تَهْيِيج وَإِغْرَاء بِالْأَعْدَاءِ الَّذِينَ هِمَّتهمْ قِتَال الْإِسْلَام وَأَهْله أَيْ كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ أَنْتُمْ كَمَا قَالَ ” وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة ” وَلِهَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة” وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ” أَيْ لِتَكُونَ هِمَّتكُمْ مُنْبَعِثَة عَلَى قِتَالهمْ كَمَا هِمَّتهمْ مُنْبَعِثَة عَلَى قِتَالكُمْ وَعَلَى إِخْرَاجهمْ مِنْ بِلَادهمْ الَّتِي أَخْرَجُوكُمْ مِنْهَا قِصَاصًا .

تفسير الجلالين:

وَلَمَّا صُدَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبَيْت عَام الْحُدَيْبِيَة وَصَالَحَ الْكُفَّار عَلَى أَنْ يَعُود الْعَام الْقَابِل وَيُخْلُوا لَهُ مَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام وَتَجَهَّزَ لِعُمْرَةِ الْقَضَاء وَخَافُوا أَنْ لَا تَفِي قُرَيْش وَيُقَاتِلُوهُمْ وَكَرِهَ الْمُسْلِمُونَ قِتَالهمْ فِي الْحَرَم وَالْإِحْرَام وَالشَّهْر الْحَرَام نَزَلَوَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه” أَيْ لِإِعْلَاءِ دِينه “الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ” الْكُفَّار “وَلَا تَعْتَدُوا” عَلَيْهِمْ بِالِابْتِدَاءِ بِالْقِتَالِ “إنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ” الْمُتَجَاوِزِينَ مَا حَدّ لَهُمْ وَهَذَا مَنْسُوخ بِآيَةِ بَرَاءَة أَوْ بِقَوْلِهِ :

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ

تفسير الطبري:

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ } اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل هَذِهِ الْآيَة , فَقَالَ بَعْضهمْ : هَذِهِ الْآيَة هِيَ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي أَمْر الْمُسْلِمِينَ بِقِتَالِ أَهْل الشِّرْك . وَقَالُوا : أُمِرَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ بِقِتَالِ مَنْ قَاتَلَهُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ , وَالْكَفّ عَمَّنْ كَفّ عَنْهُمْ , ثُمَّ نُسِخَتْ بِ ” بَرَاءَة ” . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 2530 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعْد , وَابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع فِي قَوْله : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ } قَالَ : هَذِهِ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي الْقِتَال بِالْمَدِينَةِ , فَلَمَّا نَزَلَتْ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَاتِل مَنْ يُقَاتِلهُ وَيَكُفّ عَمَّنْ كَفّ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَتْ بَرَاءَة . وَلَمْ يَذْكُر عَبْد الرَّحْمَن ” الْمَدِينَة ” . 2531 – حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } إلَى آخِر الْآيَة . قَالَ : قَدْ نُسِخَ هَذَا , وَقَرَأَ قَوْل اللَّه : { قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة } 9 36 وَهَذِهِ النَّاسِخَة , وَقَرَأَ : { بَرَاءَة مِنْ اللَّه وَرَسُوله } حَتَّى بَلَغَ : { فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } إلَى : { إنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم

تفسير القرطبي:

هَذِهِ الْآيَة أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي الْأَمْر بِالْقِتَالِ , وَلَا خِلَاف فِي أَنَّ الْقِتَال كَانَ مَحْظُورًا قَبْل الْهِجْرَة بِقَوْلِهِ : ” اِدْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن ” [ فُصِّلَتْ : 34 ] وَقَوْله : ” فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ” [ الْمَائِدَة : 13 ] وَقَوْله : ” وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ” [ الْمُزَّمِّل : 10 ] وَقَوْله : ” لَسْت عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر ” [ الْغَاشِيَة : 22 ] وَمَا كَانَ مِثْله مِمَّا نَزَلَ بِمَكَّة , فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَة أُمِرَ بِالْقِتَالِ فَنَزَلَ : ” وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ” قَالَهُ الرَّبِيع بْن أَنَس وَغَيْره , وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق أَنَّ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي الْقِتَال : ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ” [ الْحَجّ : 39 ] , وَالْأَوَّل أَكْثَر , وَأَنَّ آيَة الْإِذْن إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي الْقِتَال عَامَّة لِمَنْ قَاتَلَ وَلِمَنْ لَمْ يُقَاتِل مِنْ الْمُشْرِكِينَ , وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مَعَ أَصْحَابه إِلَى مَكَّة لِلْعُمْرَةِ , فَلَمَّا نَزَلَ الْحُدَيْبِيَة بِقُرْبِ مَكَّة – وَالْحُدَيْبِيَة اِسْم بِئْر , فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْمَوْضِع بِاسْمِ تِلْكَ الْبِئْر – فَصَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ عَنْ الْبَيْت , وَأَقَامَ بِالْحُدَيْبِيَةِ شَهْرًا , فَصَالَحُوهُ عَلَى أَنْ يَرْجِع مِنْ عَامه ذَلِكَ كَمَا جَاءَ , عَلَى أَنْ تُخْلَى لَهُ مَكَّة فِي الْعَام الْمُسْتَقْبِل ثَلَاثَة أَيَّام , وَصَالَحُوهُ عَلَى أَلَّا يَكُون بَيْنهمْ قِتَال عَشْر سِنِينَ , وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة , فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِل تَجَهَّزَ لِعُمْرَةِ الْقَضَاء , وَخَافَ الْمُسْلِمُونَ غَدْر الْكُفَّار وَكَرِهُوا الْقِتَال فِي الْحَرَم وَفِي الشَّهْر الْحَرَام , فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة , أَيْ يَحِلّ لَكُمْ الْقِتَال إِنْ قَاتَلَكُمْ الْكُفَّار , فَالْآيَة مُتَّصِلَة بِمَا سَبَقَ مِنْ ذِكْر الْحَجّ وَإِتْيَان الْبُيُوت مِنْ ظُهُورهَا , فَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يُقَاتِل مَنْ قَاتَلَهُ وَيَكُفّ عَمَّنْ كَفَّ عَنْهُ , حَتَّى نَزَلَفَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ” [ التَّوْبَة : 5 ] فَنُسِخَتْ هَذِهِ الْآيَة , قَالَهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء , وَقَالَ اِبْن زَيْد وَالرَّبِيع : نَسَخَهَاوَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة ” [ التَّوْبَة : 36 ] فَأُمِرَ بِالْقِتَالِ لِجَمِيعِ الْكُفَّار

فكما نرى نسخت سورة التوبة 36

( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)

و سورة التوبة 5

( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)

سورة البقرة 190 و كذلك نسخت العديد من الآيات التي تتحدث عن السلم و منها فصلت 34 و المائدة 13 و المزمل 10

و الغاشية 22 .

و الأدهى من ذلك أن صلح بئر الحديبية كما قرات من التفسير كان مدته عشرة سنوات هدنة دون قتال بين الرسول

و كفار قريش و لكنه بعد نزول سورة التوبة ( براءة ) سنة ثمانية من الهجرة نسخ هذا العهد و رجع ( الله ) في كلامه و أباح قتالهم .

و الآن ننتقل للآية الأخرى من سورة البقرة

( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين َ) (البقرة:191)

تفسير ابن كثير:

قَالَ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة فِي قَوْله تَعَالَى ” وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ” قَالَ هَذِهِ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي الْقِتَال بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ كَانَ رَسُول اللَّه – صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَيُقَاتِل مَنْ قَاتَلَهُ وَيَكُفّ عَمَّنْ كَفَّ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَتْ سُورَة بَرَاءَة وَكَذَا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ حَتَّى قَالَ هَذِهِ مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ : ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” وَفِي هَذَا نَظَر لِأَنَّ قَوْله ” الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ” إِنَّمَا هُوَ تَهْيِيج وَإِغْرَاء بِالْأَعْدَاءِ الَّذِينَ هِمَّتهمْ قِتَال الْإِسْلَام وَأَهْله أَيْ كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ أَنْتُمْ كَمَا قَالَ ” وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة ” وَلِهَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة” وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ” أَيْ لِتَكُونَ هِمَّتكُمْ مُنْبَعِثَة عَلَى قِتَالهمْ كَمَا هِمَّتهمْ مُنْبَعِثَة عَلَى قِتَالكُمْ وَعَلَى إِخْرَاجهمْ مِنْ بِلَادهمْ الَّتِي أَخْرَجُوكُمْ مِنْهَا قِصَاصًا . ” وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْل ” قَالَ أَبُو مَالِك أَيْ مَا أَنْتُمْ مُقِيمُونَ عَلَيْهِ أَكْبَر مِنْ الْقَتْل . وَقَالَ : أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَالرَّبِيع بْن أَنَس فِي قَوْلهوَالْفِتْنَة أَشَدّ مِنْ الْقَتْل” . يَقُول الشِّرْك أَشَدّ مِنْ الْقَتْل وَقَوْله ” وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام ” كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ إِنَّ هَذَا الْبَلَد حَرَّمَهُ اللَّه يَوْم خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض فَهُوَ حَرَام بِحُرْمَةِ اللَّه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَلَمْ يَحِلّ إِلَّا سَاعَة مِنْ نَهَار وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَام بِحُرْمَةِ اللَّه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا يُعْضَدُ شَجَرُهُ وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُولُوا إِنَّ اللَّه أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَن لَكُمْيَعْنِي بِذَلِكَ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ قِتَاله أَهْله يَوْم فَتْح مَكَّة فَإِنَّهُ فَتَحَهَا عَنْوَة وَقُتِلَتْ رِجَال مِنْهُمْ عِنْد الْخَنْدَمَة وَقِيلَ صُلْحًا لِقَوْلِهِ ” مَنْ أَغْلَقَ بَابه فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِد فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ دَخَلَ دَار أَبِي سُفْيَان فَهُوَ آمِنٌ

يعني الخلاصة أن الآله في القرآن أعتبر أن الشرك به ( الفتنة ) أشد من القتل و لهذا رجع في كلامه و عهوده و اعتبر أن قتال
المشركين حتى و لو لم يبدأوا بالعدوان مباح لأن شركهم و فتنتهم للمسلمين نوع أسوأ من القتال .

وفي تفسير الطبري:

وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالْفِتْنَة أَشَدّ مِنْ الْقَتْل } يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : { وَالْفِتْنَة أَشَدّ مِنْ الْقَتْل } وَالشِّرْك بِاَللَّهِ أَشَدّ مِنْ الْقَتْل . وَقَدْ بَيَّنْت فِيمَا مَضَى أَنَّ أَصْل الْفِتْنَة الِابْتِلَاء وَالِاخْتِبَار فَتَأْوِيل الْكَلَام : وَابْتِلَاء الْمُؤْمِن فِي دِينه حَتَّى يَرْجِع عَنْهُ فَيَصِير مُشْرِكًا بِاَللَّهِ مِنْ بَعْد إسْلَامه أَشَدّ عَلَيْهِ وَأَضَرّ مِنْ أَنْ يُقْتَل مُقِيمًا عَلَى دِينه مُتَمَسِّكًا عَلَيْهِ مُحِقًّا فِيهِ . كَمَا : 2536 – حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه : { وَالْفِتْنَة أَشَدّ مِنْ الْقَتْل } قَالَ : ارْتِدَاد الْمُؤْمِن إلَى الْوَثَن أَشَدّ عَلَيْهِ مِنْ الْقَتْل . * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد مِثْله . 2537 – حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله : { وَالْفِتْنَة أَشَدّ مِنْ الْقَتْل } يَقُول : الشِّرْك أَشَدّ مِنْ الْقَتْل . * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , مِثْله .

وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } وَالْقُرَّاء مُخْتَلِفَة فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَمَكَّة : { وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ } بِمَعْنَى : وَلَا تَبْتَدِئُوا أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْمُشْرِكِينَ بِالْقِتَالِ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ بِهِ , فَإِنْ بَدَءُوكُمْ بِهِ هُنَالِكَ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام فِي الْحَرَم فَاقْتُلُوهُمْ , فَإِنَّ اللَّه جَعَلَ ثَوَاب الْكَافِرِينَ عَلَى كُفْرهمْ وَأَعْمَالهمْ السَّيِّئَة الْقَتْل فِي الدُّنْيَا وَالْخِزْي الطَّوِيل فِي الْآخِرَة . كَمَا : 2542 – حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله : { وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ } كَانُوا لَا يُقَاتِلُونَ فِيهِ حَتَّى يُبْدَءُوا بِالْقِتَالِ . ثُمَّ نُسِخَ بَعْد ذَلِكَ فَقَالَ : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُون فِتْنَة } حَتَّى لَا يَكُون شِرْك { وَيَكُون الدِّين لِلَّهِ } أَنْ يُقَال : لَا إلَه إلَّا اللَّه , عَلَيْهَا قَاتَلَ نَبِيّ اللَّه وَإِلَيْهَا دَعَا . 2543 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا الْحَجَّاج بْن الْمِنْهَال , قَالَ : ثنا هَمَّام , عَنْ قَتَادَة : { وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ } فَأَمَرَ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يُقَاتِلهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام إلَّا أَنْ يُبْدَءُوا فِيهِ بِقِتَالٍ , ثُمَّ نَسَخَ اللَّه ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : { فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } 9 5 فَأَمَرَ اللَّه نَبِيّه إذَا انْقَضَى الْأَجَل أَنْ يُقَاتِلهُمْ فِي الْحِلّ وَالْحَرَم وَعِنْد الْبَيْت , حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إلَه إلَّا اللَّه , وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه . 2544 – حُدِّثْت عَنْ عَمَّار بْن الْحَسَن , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن أَبَى جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع قَوْله : { وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ } فَكَانُوا لَا يُقَاتِلُونَهُمْ فِيهِ , ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بَعْد , فَقَالَ : { قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُون فِتْنَة }

تفسير القرطبي:

وَقَالَ قَتَادَة : الْآيَة مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ” فَإِذَا اِنْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” [ التَّوْبَة : 5 ] , وَقَالَ مُقَاتِل : نَسَخَهَا قَوْله تَعَالَى : ” وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ” ثُمَّ نَسَخَ هَذَا قَوْله : ” اُقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” , فَيَجُوز الِابْتِدَاء بِالْقِتَالِ فِي الْحَرَم , وَمِمَّا اِحْتَجُّوا بِهِ أَنَّ ” بَرَاءَةنَزَلَتْ بَعْد سُورَة ” الْبَقَرَة ” بِسَنَتَيْنِ , وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّة وَعَلَيْهِ الْمِغْفَر , فَقِيلَ : إِنَّ اِبْن خَطَل مُتَعَلِّق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة , فَقَالَ : ( اُقْتُلُوهُ ) . وَقَالَ اِبْن خُوَيْز مَنْدَاد : ” وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْد الْمَسْجِد الْحَرَام ” مَنْسُوخَة ; لِأَنَّ الْإِجْمَاع قَدْ تَقَرَّرَ بِأَنَّ عَدُوًّا لَوْ اِسْتَوْلَى عَلَى مَكَّة وَقَالَ : لَأُقَاتِلكُمْ , وَأَمْنَعكُمْ مِنْ الْحَجّ وَلَا أَبْرَح مِنْ مَكَّة لَوَجَبَ قِتَاله وَإِنْ لَمْ يَبْدَأ بِالْقِتَالِ , فَمَكَّة وَغَيْرهَا مِنْ الْبِلَاد سَوَاء . وَإِنَّمَا قِيلَ فِيهَا : هِيَ حَرَام تَعْظِيمًا لَهَا , أَلَا تَرَى أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالِد بْن الْوَلِيد يَوْم الْفَتْح وَقَالَ : ( اُحْصُدْهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى تَلْقَانِي عَلَى الصَّفَا ) حَتَّى جَاءَ الْعَبَّاس فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه , ذَهَبَتْ قُرَيْش , فَلَا قُرَيْش بَعْد الْيَوْم . أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ فِي تَعْظِيمهَا : ( وَلَا يَلْتَقِط لُقَطَتهَا إِلَّا مُنْشِد ) وَاللُّقَطَة بِهَا وَبِغَيْرِهَا سَوَاء , وَيَجُوز أَنْ تَكُون مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ : ” وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُون فِتْنَة ” [ الْبَقَرَة : 193 ]

————————

الأخوة الأحباء , لو قارنا موقف الآله في العهد القديم و بين الآله في القرآن نجد فارقا رهيبا , الآله في العهد القديم

كانت كلمته واحدة لا تتغير في أدانة الشعوب و القبائل الوثنية و لم يحدث أبدا أن طالب بتوقيع عهود

و أتفاقيات مع الوثنيين ثم عاد مرة أخرى و نسخها كما فعل آله الاسلام

و لنراجع الآتي من الكتاب المقدس :

خروج 23 : 32لاَ تَقْطَعْ مَعَهُمْ وَلاَ مَعَ آلِهَتِهِمْ عَهْداً. 33لاَ يَسْكُنُوا فِي أَرْضِكَ لِئَلاَّ يَجْعَلُوكَ تُخْطِئُ إِلَيَّ. إِذَا عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ فَخّاً».

لقد رفض الإله في سفر الخروج عقد أي اتفاقات أو معاهدات مع الوثنيين حتى و شعبه في منتهى الضعف عند خروجه

من أرض مصر و لما خاف الشعب من مواجهة الشعوب الوثنية و هم بهذه الحالة من الضعف قال لهم الإله :

تثنية 7 : لا تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَليْهِمْ وَلا تَعْبُدْ آلِهَتَهُمْ لأَنَّ ذَلِكَ شَرَكٌ لكَ. 17إِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: هَؤُلاءِ الشُّعُوبُ أَكْثَرُ مِنِّي. كَيْفَ أَقْدِرُ أَنْ أَطْرُدَهُمْ؟ 18فَلا تَخَفْ مِنْهُمُ. اذْكُرْ مَا فَعَلهُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ المِصْرِيِّينَ. 19التَّجَارِبَ العَظِيمَةَ التِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ وَالآيَاتِ وَالعَجَائِبَ وَاليَدَ الشَّدِيدَةَ وَالذِّرَاعَ الرَّفِيعَةَ التِي بِهَا أَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هَكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِجَمِيعِ الشُّعُوبِ التِي أَنْتَ خَائِفٌ مِنْ وَجْهِهَا.

لماذا لم يعلن الإله في الإسلام موقفه صراحة من المشركين و الوثنيين و دعا إلى قتالهم منذ البداية ؟؟؟؟

لماذا لجأ للمراوغة فلجأ إلى المهادنة و الموادعة في البداية بل و عقد معهم الاتفاقيات ثم بعد هذا نقض

تلك المعاهدات و أعلن الحرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الأخوة الأحباء هل هذا التصرف المخادع يليق بالله ؟؟؟؟؟؟؟؟

————————–

النقطة الثانية

الآن الأخوة الأحباء دعونا نبحث في النقطة الثانية :

هل القتال في العهد القديم كان حالة خاصة أم قاعدة عامة ضد كل ما هو غير يهودي كما في الاسلام؟؟؟

الأخوة الأحباء العديد من أصدقائنا المسلمين ياخذون النصوص الموجود في العهد القديم عن قتال بعض من القبائل الوثنية

و يصورونها على أن القتال مباح بأمر آلهي في العهد القديم و بالتالي فهو شرعي أيضا في الاسلام و ليس لنا

كمسيحيين حق الأعتراض عليه في الاسلام و هذا الكلام عار تماما من الصحة ………… لماذا ؟؟؟؟؟

لأن القتال في العهد القديم كان موجه لقبائل معينة و ليس لكل من هو غير يهودي , على عكس الاسلام

الذي فيه القتال موجه لكل من هو غير مسلم و هو ما سوف نراه بعد قليل من الآيات القرآنية و أمهات كتب التفاسير

لنرى في البداية من هم الذين أمر الله بقتالهم في العهد القديم و ما هي ظروف ذلك .

الله في العهد القديم لم يأمر بقتال كل الشعوب الغير يهودية بل حدد سبعة منهم تحديدا في سفر التثنية و لكنه على العكس حفظ عهد الذين كرموا الشعب اليهودي و أرتحلوا معه عند خروجه من أرض مصر و كانوا القينيين و نتيجة لهذا حفظ الشعب اليهودي الجميل للقينيين و عندما أمر الرب شاول الملك بقتال العماليق تحقيقا لوعد سابق منه بقتالهم لمحاولتهم أبادة الشعب العبراني عند خروجه من أرض مصر طلب شاول من القينيين أن يبتعدوا عن العماليق لكي لا يهلكهم الشعب العبراني مع العماليق .

صمويل الأول 15 : 5ثُمَّ جَاءَ شَاوُلُ إِلَى مَدِينَةِ عَمَالِيقَ وَكَمَنَ فِي الْوَادِي. 6وَقَالَ شَاوُلُ لِلْقِيْنِيِّينَ: «اذْهَبُوا حِيدُوا انْزِلُوا مِنْ وَسَطِ الْعَمَالِقَةِ لِئَلَّا أُهْلِكَكُمْ مَعَهُمْ, وَأَنْتُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ مَعْرُوفاً مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ صُعُودِهِمْ مِنْ مِصْرَ». فَحَادَ الْقِيْنِيُّ مِنْ وَسَطِ عَمَالِيقَ. 7وَضَرَبَ شَاوُلُ عَمَالِيقَ مِنْ حَوِيلَةَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى شُورَ الَّتِي مُقَابَِلَ مِصْرَ.

أما الشعوب السبعة التي وعد الله بأعطائها لشعبه و نراجع الآتي من سفر التثنية :

تثنية 7 : 3 «مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ 3 وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. 5وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ 7ليْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ التَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ. 8بَل مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ وَحِفْظِهِ القَسَمَ الذِي أَقْسَمَ لآِبَائِكُمْ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ مِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. 9فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍ 10وَالمُجَازِي الذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ. لا يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ. 11فَاحْفَظِ الوَصَايَا وَالفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُوصِيكَ اليَوْمَ لِتَعْمَلهَا.

و عن ما يخص تلك الشعوب الوثنية نجد الآتي :

تثنية 7 : 25وَتَمَاثِيل آلِهَتِهِمْ تُحْرِقُونَ بِالنَّارِ. لا تَشْتَهِ فِضَّةً وَلا ذَهَباً مِمَّا عَليْهَا لِتَأْخُذَ لكَ لِئَلا تُصَادَ بِهِ لأَنَّهُ رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِكَ. 26وَلا تُدْخِل رِجْساً إِلى بَيْتِكَ لِئَلا تَكُونَ مُحَرَّماً مِثْلهُ. تَسْتَقْبِحُهُ وَتَكْرَهُهُ لأَنَّهُ مُحَرَّمٌ».

أما لماذا أمر الله بقتال تلك الشعوب تحديدا و أبادتها فنجده في الآتي :

لاويين 16 : 22وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. 23وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ بَهِيمَةٍ مَضْجَعَكَ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلاَ تَقِفِ امْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ. 24«بِكُلِّ هَذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا لأَنَّهُ بِكُلِّ هَذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ 25فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ. فَأَجْتَزِي ذَنْبَهَا مِنْهَا فَتَقْذِفُ الأَرْضُ سُكَّانَهَا. 26لَكِنْ تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي وَلاَ تَعْمَلُونَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ لاَ الْوَطَنِيُّ وَلاَ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ 27(لأَنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ قَدْ عَمِلَهَا أَهْلُ الأَرْضِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ). 28فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ.

بالأضافة الى كل هذه الشرور , الشذوذ الجنسي , مضاجعة الحيوانات , عبادة الأوثان كانت هذه الشعوب الموجودة في أرض الميعاد تقدم الذبائح البشرية و كان النساء يقدمن أطفالهن محرقة للآلهة الوثنية و كانوا يحرقون الأطفال تحت دوي صوت الطبول لكيلا يسمعوا صوتهم و هم يصرخون و كلها أمور تغضب الله و العديد من الحفريات الأثرية أوضحت عادات تلك الشعوب .

أحبائي ان أيماننا بعدالة الله و صبره على الخاطئ يؤكد لنا أن هذه الشعوب قد أستنفذت كافة محاولات الله لأصلاحهم

و لكنهم أًستمروا أكثر في الخطأ و بدلا من الرجوع للرب حاولوا أبادة شعبه الذي يحمل كلمته و هو ما سنراه لاحقا .

أن ما فعله الله مع تلك الشعوب مماثل لمافعله أيام سدوم و عمورة و أيام الطوفان و لكن الوسيلة أختلفت فبدلا

من أستخدام قوى الطبيعة لتأديبهم كما سبق أستخدم هذه المرا شعبه لكي يعطى درس للشعوب في أن تعرف أن هذا التأديب ليس بسبب غضب الآلهة عليهم كما يظنون بل من غضب آله أسرائيل عليهم .

نأتي الآن لنقطة أخرى هامة نراها في سفر يشوع 9 و هو موقف الشعب العبراني من الجبعونيين الذين خافوا من

الرب آله أسرائيل و طلبوا العهد من يشوع و شيوخ أسرائيل و أكدوا ألتزامهم بأوامر آله أسرائيل

يشوع 9 : . 3 وَأَمَّا سُكَّانُ جِبْعُونَ لَمَّا سَمِعُوا بِمَا عَمِلَهُ يَشُوعُ بِأَرِيحَا وَعَايٍ 4عَمِلُوا بِغَدْرٍ, وَمَضُوا وَدَارُوا وَأَخَذُوا جَوَالِقَ بَالِيَةً لِحَمِيرِهِمْ, وَزِقَاقَ خَمْرٍ بَالِيَةً مُشَقَّقَةً وَمَرْبُوطَةً, 5وَنِعَالاً بَالِيَةً وَمُرَقَّعَةً فِي أَرْجُلِهِمْ, وَثِيَاباً رَثَّةً عَلَيْهِمْ, وَكُلُّ خُبْزِ زَادِهِمْ يَابِسٌ قَدْ صَارَ فُتَاتَاً. 6وَسَارُوا إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ, وَقَالُوا لَهُ وَلِرِجَالِ إِسْرَائِيلَ: «مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ جِئْنَا. وَالآنَ اقْطَعُوا لَنَا عَهْداً». 7فَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ لِلْحِوِّيِّينَ: «لَعَلَّكَ سَاكِنٌ فِي وَسَطِي, فَكَيْفَ أَقْطَعُ لَكَ عَهْداً؟» 8فَقَالُوا لِيَشُوعَ: «عَبِيدُكَ نَحْنُ». فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «مَنْ أَنْتُمْ, وَمِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟» 9فَقَالُوا لَهُ: «مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ جِدّاً جَاءَ عَبِيدُكَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ, لأَنَّنَا سَمِعْنَا خَبَرَهُ وَكُلَّ مَا عَمِلَ بِمِصْرَ 10وَكُلَّ مَا عَمِلَ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ, سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ الَّذِي فِي عَشْتَارُوثَ. 11فَكَلَّمَنَا شُيُوخُنَا وَجَمِيعُ سُكَّانِ أَرْضِنَا قَائِلِينَ: خُذُوا بِأَيْدِيكُمْ زَاداً لِلطَّرِيقِ, وَاذْهَبُوا لِلِقَائِهِمْ وَقُولُوا لَهُمْ: عَبِيدُكُمْ نَحْنُ. وَالآنَ اقْطَعُوا لَنَا عَهْداً. 12هَذَا خُبْزُنَا سُخْناً تَزَوَّدْنَاهُ مِنْ بُيُوتِنَا يَوْمَ خُرُوجِنَا لِنَسِيرَ إِلَيْكُمْ, وَهَا هُوَ الآنَ يَابِسٌ قَدْ صَارَ فُتَاتَاً. 13وَهَذِهِ زِقَاقُ الْخَمْرِ الَّتِي مَلَأْنَاهَا جَدِيدَةً, هُوَذَا قَدْ تَشَقَّقَتْ. وَهَذِهِ ثِيَابُنَا وَنِعَالُنَا قَدْ بَلِيَتْ مِنْ طُولِ الطَّرِيقِ جِدّاً. 14فَأَكَلَ الرِّجَالُ مِنْ زَادِهِمْ, وَمِنْ فَمِ الرَّبِّ لَمْ يَسْأَلُوا. 15فَعَمِلَ يَشُوعُ لَهُمْ صُلْحاً وَقَطَعَ لَهُمْ عَهْداً لاِسْتِحْيَائِهِمْ, وَحَلَفَ لَهُمْ رُؤَسَاءُ الْجَمَاعَةِ. 16وَفِي نِهَايَةِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ بَعْدَمَا قَطَعُوا لَهُمْ عَهْداً سَمِعُوا أَنَّهُمْ قَرِيبُونَ إِلَيْهِمْ وَأَنَّهُمْ سَاكِنُونَ فِي وَسَطِهِمْ. 17فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى مُدُنِهِمْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ. وَمُدُنُهُمْ هِيَ جِبْعُونُ وَالْكَفِيرَةُ وَبَئِيرُوتُ وَقَرْيَةُ يَعَارِيمَ. 18وَلَمْ يَضْرِبْهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنَّ رُؤَسَاءَ الْجَمَاعَةِ حَلَفُوا لَهُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. فَتَذَمَّرَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ. 19فَقَالَ جَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ: «إِنَّنَا قَدْ حَلَفْنَا لَهُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ لاَ نَتَمَكَّنُ مِنْ مَسِّهِمْ. 20هَذَا نَصْنَعُهُ لَهُمْ وَنَسْتَحْيِيهِمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْنَا سَخَطٌ مِنْ أَجْلِ الْحَلْفِ الَّذِي حَلَفْنَا لَهُمْ».

فكما نرى فرغم أن الجبعونيين أستخدموا الحيلة و الخديعة مع يشوع و الشعب العبراني و أدعوا أنهم لا يسكنون في وسط أرض الميعاد و أنما جاءوا من بلاد بعيدة بعد ان رأوا بأس الله في أريحا و عاي و كان من الممكن أن يعتبر شيوخ أسرائيل أن ما بني على باطل فهو باطل و بالتالي بسهولة ينقضوا عهدهم معهم و يقاتلوهم , لكن القسم بأسم الله و العهد الذي أعطوه شيوخ اسرائيل للجبعونيين منعهم من ذلك .

لقد أدرك الجبعونيين هذا الأمر و أرتدعوا و طلبوا العهد من الشعب العبراني و لهذا لم يعاقبهم الله كما رأينا و ليس هذا فقط بل لقد دافع عنهم يشوع و العبرانيين عندما حاول ملوك الأموريين الفتك بهم لأنهم عقدوا العهد

مع الشعب العبراني و أخذوا العهد من شيوخ أسرائيل .

يعني لو كانت باقي الشعوب المذكورة أرتدعت و خافت من الله لغضبهم عليهم بسبب كل شرورهم لحدث لهم ما حدث للجبعونيين و لكان الشعب العبراني أعطاهم العهد و لما عاقبهم و لكن على العكس نجدهم بدلا من الأرتداع أصروا على الخطأ و جمعوا قوتهم لمحاولة أبادة الشعب العبراني و الجبعونيين الذين أخذوا العهد منهم و هو ما نراه في سفر يشوع .

يشوع 10 : 1فَلَمَّا سَمِعَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ أَنَّ يَشُوعَ قَدْ أَخَذَ عَايَ وَحَرَّمَهَا. كَمَا فَعَلَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا فَعَلَ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا, وَأَنَّ سُكَّانَ جِبْعُونَ قَدْ صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ وَكَانُوا فِي وَسَطِهِمْ, 2خَافَ جِدّاً, لأَنَّ جِبْعُونَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ كَإِحْدَى الْمُدُنِ الْمَلَكِيَّةِ, وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ عَايٍ, وَكُلُّ رِجَالِهَا جَبَابِرَةٌ. 3فَأَرْسَلَ أَدُونِي صَادِقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ إِلَى هُوهَامَ مَلِكِ حَبْرُونَ, وَفِرْآمَ مَلِكِ يَرْمُوتَ, وَيَافِيعَ مَلِكِ لَخِيشَ, وَدَبِيرَ مَلِكِ عَجْلُونَ يَقُولُ: 4«اصْعَدُوا إِلَيَّ وَأَعِينُونِي, فَنَضْرِبَ جِبْعُونَ لأَنَّهَا صَالَحَتْ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ». 5فَاجْتَمَعَ مُلُوكُ الأَمُورِيِّينَ الْخَمْسَةُ: مَلِكُ أُورُشَلِيمَ وَمَلِكُ حَبْرُونَ وَمَلِكُ يَرْمُوتَ وَمَلِكُ لَخِيشَ وَمَلِكُ عَجْلُونَ, وَصَعِدُوا هُمْ وَكُلُّ جُيُوشِهِمْ وَنَزَلُوا عَلَى جِبْعُونَ وَحَارَبُوهَا. 6فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ يَقُولُونَ: «لاَ تُرْخِ يَدَيْكَ عَنْ عَبِيدِكَ. اصْعَدْ إِلَيْنَا عَاجِلاً وَخَلِّصْنَا وَأَعِنَّا, لأَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْنَا جَمِيعُ مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي الْجَبَلِ». 7فَصَعِدَ يَشُوعُ مِنَ الْجِلْجَالِ هُوَ وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ مَعَهُ وَكُلُّ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْهُمْ, لأَنِّي بِيَدِكَ قَدْ أَسْلَمْتُهُمْ. لاَ يَقِفُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِوَجْهِكَ».

يعني هؤلاء الملوك بدلا من محاولة الرجوع صمموا على الحرب بل و حاربوا حتى الجبعونيين الذين أعطاهم يشوع و شيوخ أسرائيل

العهد مما جعل الجبعونيين يستغيثون بيشوع لينقذهم و هو ما فعله فعلا .

أيضا أمر الله بحفظ العهد للأمم التي لم تغضب الرب بشدة كما فعلت تلك القبائل السابق ذكرها و نرى هذا

في الآتي : سفر صموئيل الثاني 21

“وكان جوع في ايام داود ثلاث سنين سنة بعد سنة فطلب داود وجه الرب.فقال الرب هو لاجل شاول ولاجل بيت الدماء لانه قتل الجبعونيين”

الخلاصة أن الله في العهد القديم لم يبيح قتال سوى مجموعة قبائل معينة عددها سبعة كما ورد في سفر التثنية

و لم يقاتل اليهود بأمر من الله سوى هؤلاء الا المديانيين و العماليق الذين بدأوا بالأعتداء عليهم كما أوضحنا

في المداخلات الأولى فالعماليق حاولوا الفتك بالشعب العبراني و هو خارج من مصر و المديانيين جروا الشعب

الى الزنا فأصابهم وباء مهلك أباد منهم 24 ألف شخص كما شرحنا في المداخلات الأولى .

نأتي الآن للأسلام و نجد أن القتال في الاسلام ليس موجه لناس أو فئات معينة عقابا على شئ أو حادثة

معينة كما فعل المديانيين أو العماليق بل هو موجه للناس كافة و لكل من هو غير مسلم مهما كان مسالما

و لم يعتدي على المسلمين .

————————–

لقد شرحنا في المداخلات الأولى الآية 190 من سورة البقرة و رأينا كيف أنها نسخت بآية السيف

بسورة التوبة و الآن لنراجع التفاسير ثانية

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)

تفسير الطبري

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ } اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل هَذِهِ الْآيَة , فَقَالَ بَعْضهمْ : هَذِهِ الْآيَة هِيَ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي أَمْر الْمُسْلِمِينَ بِقِتَالِ أَهْل الشِّرْك . وَقَالُوا : أُمِرَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ بِقِتَالِ مَنْ قَاتَلَهُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ , وَالْكَفّ عَمَّنْ كَفّ عَنْهُمْ , ثُمَّ نُسِخَتْ بِ ” بَرَاءَة ” . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 2530 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعْد , وَابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع فِي قَوْله : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ } قَالَ : هَذِهِ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي الْقِتَال بِالْمَدِينَةِ , فَلَمَّا نَزَلَتْ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَاتِل مَنْ يُقَاتِلهُ وَيَكُفّ عَمَّنْ كَفّ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَتْ بَرَاءَة . وَلَمْ يَذْكُر عَبْد الرَّحْمَن ” الْمَدِينَة ” . 2531 – حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } إلَى آخِر الْآيَة . قَالَ : قَدْ نُسِخَ هَذَا , وَقَرَأَ قَوْل اللَّه : { قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة } 9 36 وَهَذِهِ النَّاسِخَة , وَقَرَأَ : { بَرَاءَة مِنْ اللَّه وَرَسُوله } حَتَّى بَلَغَ : { فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } إلَى : { إنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم

يعني ببساطة القتال في الاسلام موجه لجميع المشركين حتى الذين لم يقوموا بالأعتداء على المسلمين أو يعادوهم و قد نسخ آله الاسلام عهده معهم ( أي الذين لم يعادوا المسلمين ) بما أنزله في سورة التوبة

 

لنرى الآن التفاسير الخاصة بالآيتين الشهيرتين بسورة التوبة ( براءة ) .

( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)

تفسير الجلالين

“فَإِذَا انْسَلَخَ” خَرَجَ “الْأَشْهُر الْحُرُم” وَهِيَ آخِر مُدَّة التَّأْجِيل “فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ” فِي حِلّ أَوْ حَرَم “وَخُذُوهُمْ” بِالْأَسْرِ “وَاحْصُرُوهُمْ” فِي الْقِلَاع وَالْحُصُون حَتَّى يُضْطَرُّوا إلَى الْقَتْل أَوْ الْإِسْلَام “وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلّ مَرْصَد” طَرِيق يَسْلُكُونَهُ وَنُصِبَ كُلّ عَلَى نَزْع الْخَافِض “فَإِنْ تَابُوا” مِنْ الْكُفْر “وَأَقَامُوا الصَّلَاة وَآتَوْا الزَّكَاة فَخَلُّوا سَبِيلهمْ” وَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُمْ “إنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم” لِمَنْ تَابَ

تفسير ابن كثير

. حَدَّثَنَا إسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم أَنْبَأَنَا حَكَّام بْن سَلَمَة حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ بِهِ سَوَاء وَهَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة هِيَ آيَة السَّيْف الَّتِي قَالَ فِيهَا الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم أَنَّهَا نَسَخَتْ كُلّ عَهْد بَيْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْن أَحَد مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَكُلّ عَقْد وَكُلّ مُدَّة وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة : لَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَهْد وَلَا ذِمَّة مُنْذُ نَزَلَتْ بَرَاءَة وَانْسِلَاخ الْأَشْهُر الْحُرُم وَمُدَّة مَنْ كَانَ لَهُ عَهْد مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَبْل أَنْ تَنْزِل بَرَاءَة أَرْبَعَة أَشْهُر مِنْ يَوْم أَذَّنَ بِبَرَاءَة إِلَى عَشْر مِنْ أَوَّل شَهْر رَبِيع الْآخِر وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة قَالَ : أَمَرَهُ اللَّه تَعَالَى أَنْ يَضَع السَّيْف فِيمَنْ عَاهَدَ إِنْ لَمْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَام وَنَقْض مَا كَانَ سُمِّيَ لَهُمْ مِنْ الْعَقْد وَالْمِيثَاق وَأَذْهَبَ الشَّرْط الْأَوَّل وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إسْحَاق بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ قَالَ : قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب : بُعِثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعَةِ أَسْيَاف سَيْف فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ الْعَرَب قَالَ اللَّه تَعَالَى ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” هَكَذَا رَوَاهُ مُخْتَصَرًا وَأَظُنّ أَنَّ السَّيْف الثَّانِي هُوَ قِتَال أَهْل الْكِتَاب لِقَوْلِهِ تَعَالَى ” قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله وَلَا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ ” ” وَالسَّيْف الثَّالِث ” قِتَال الْمُنَافِقِينَ فِي قَوْله ” يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ ” الْآيَة . ” وَالرَّابِع ” قِتَال الْبَاغِينَ فِي قَوْله ” وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه ” ثُمَّ اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي آيَة السَّيْف هَذِهِ فَقَالَ الضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ هِيَ مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى ” فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فَدَاء ” وَقَالَ قَتَادَة بِالْعَكْسِ .

( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)

تفسير الطبري

وَأَمَّا قَوْله : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة } فَإِنَّهُ يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ بِاَللَّهِ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ جَمِيعًا غَيْر مُخْتَلِفِينَ , مُؤْتَلِفِينَ غَيْر مُفْتَرِقِينَ , كَمَا يُقَاتِلكُمْ الْمُشْرِكُونَ جَمِيعًا مُجْتَمِعِينَ غَيْر مُتَفَرِّقِينَ . كَمَا : 12977 – حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة } أَمَّا كَافَّة فَجَمِيع وَأَمْركُمْ مُجْتَمِع. 12978 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة } يَقُول : جَمِيعًا . 12979 – حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة } : أَيْ جَمِيعًا . وَالْكَافَّة فِي كُلّ حَال عَلَى صُورَة وَاحِدَة لَا تُذَكَّر وَلَا تُجْمَع , لِأَنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ بِلَفْظِ فَاعِلَة فَإِنَّهَا فِي مَعْنَى الْمَصْدَر كَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَة , وَلَا تُدْخِل الْعَرَب فِيهَا الْأَلِف وَاللَّام لِكَوْنِهَا آخِر الْكَلَام مَعَ الَّذِي فِيهَا مِنْ مَعْنَى الْمَصْدَر , كَمَا لَمْ يُدْخِلُوهَا إِذَا قَالُوا : قَامُوا مَعًا وَقَامُوا جَمِيعًا.

وَأَمَّا قَوْله : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة } فَإِنَّهُ يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ بِاَللَّهِ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ جَمِيعًا غَيْر مُخْتَلِفِينَ , مُؤْتَلِفِينَ غَيْر مُفْتَرِقِينَ , كَمَا يُقَاتِلكُمْ الْمُشْرِكُونَ جَمِيعًا مُجْتَمِعِينَ غَيْر مُتَفَرِّقِينَ . كَمَا : 12977 – حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة } أَمَّا كَافَّة فَجَمِيع وَأَمْركُمْ مُجْتَمِع. 12978 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة } يَقُول : جَمِيعًا . 12979 – حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة } : أَيْ جَمِيعًا . وَالْكَافَّة فِي كُلّ حَال عَلَى صُورَة وَاحِدَة لَا تُذَكَّر وَلَا تُجْمَع , لِأَنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ بِلَفْظِ فَاعِلَة فَإِنَّهَا فِي مَعْنَى الْمَصْدَر كَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَة , وَلَا تُدْخِل الْعَرَب فِيهَا الْأَلِف وَاللَّام لِكَوْنِهَا آخِر الْكَلَام مَعَ الَّذِي فِيهَا مِنْ مَعْنَى الْمَصْدَر , كَمَا لَمْ يُدْخِلُوهَا إِذَا قَالُوا : قَامُوا مَعًا وَقَامُوا جَمِيعًا.

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

وَأَمَّا قَوْله : { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ } فَإِنَّ مَعْنَاهُ : وَاعْلَمُوا أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ أَنَّكُمْ إِنْ قَاتَلْتُمْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّة , وَاتَّقَيْتُمْ اللَّه فَأَطَعْتُمُوهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ وَلَمْ تُخَالِفُوا أَمْره فَتَعْصُوهُ , كَانَ اللَّه مَعَكُمْ عَلَى عَدُوّكُمْ وَعَدُوّهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ; وَمَنْ كَانَ اللَّه مَعَهُ لَمْ يَغْلِبهُ شَيْء , لِأَنَّ اللَّه مَعَ مَنْ اِتَّقَاهُ فَخَافَهُ وَأَطَاعَهُ فِيمَا كَلَّفَهُ مِنْ أَمْره وَنَهْيه.

وَأَمَّا قَوْله : { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ } فَإِنَّ مَعْنَاهُ : وَاعْلَمُوا أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ أَنَّكُمْ إِنْ قَاتَلْتُمْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّة , وَاتَّقَيْتُمْ اللَّه فَأَطَعْتُمُوهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ وَلَمْ تُخَالِفُوا أَمْره فَتَعْصُوهُ , كَانَ اللَّه مَعَكُمْ عَلَى عَدُوّكُمْ وَعَدُوّهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ; وَمَنْ كَانَ اللَّه مَعَهُ لَمْ يَغْلِبهُ شَيْء , لِأَنَّ اللَّه مَعَ مَنْ اِتَّقَاهُ فَخَافَهُ وَأَطَاعَهُ فِيمَا كَلَّفَهُ مِنْ أَمْره وَنَهْيه.

تفسير القرطبي

وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

” قَاتِلُوا ” أَمْر بِالْقِتَالِ . و ” كَافَّة ” مَعْنَاهُ جَمِيعًا , وَهُوَ مَصْدَر فِي مَوْضِع الْحَال . أَيْ مُحِيطِينَ بِهِمْ وَمُجْتَمَعِينَ . قَالَ الزَّجَّاج : مِثْل هَذَا مِنْ الْمَصَادِر عَافَاهُ اللَّه عَافِيَة وَعَاقَبَهُ عَاقِبَة . وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع , وَكَذَا عَامَّة وَخَاصَّة . قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : كَانَ الْغَرَض بِهَذِهِ الْآيَة قَدْ تَوَجَّهَ عَلَى الْأَعْيَان ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ وَجُعِلَ فَرْض كِفَايَة . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ لَمْ يُعْلَم قَطُّ مِنْ شَرْع النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَلْزَمَ الْأُمَّة جَمِيعًا النَّفْر , وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذِهِ الْآيَة الْحَضّ عَلَى قِتَالهمْ وَالتَّحَزُّب عَلَيْهِمْ وَجَمَعَ الْكَلِمَة ثُمَّ قَيَّدَهَا بِقَوْلِهِ : ” كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّة ” فَبِحَسَبِ قِتَالهمْ وَاجْتِمَاعهمْ لَنَا يَكُون فَرْض اِجْتِمَاعنَا لَهُمْ . وَاَللَّه أَعْلَم .

أذا فكما رأينا غي الاسلام المر بالقتال هو للمشركين كافة سواء بدأوا بالأعتداء أم لا و ووجه السيف الاسلامي

لأربعة :

1 – المشركين

2 – أهل الكتاب

3 – الكفار و المنافقين

4 – الباغين

من من الناس يتبقى بعد هذا و لم يسلم من سيف الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يهيئ لي لا أحد .

————————–

النقطة الثالثة

و الآن سأعرض النقطة الثالثة في المقارنة بين القتال في العهد القديم و بين القتال في الاسلام

و هي هل في العهد القديم كان القتال وسيلة لنشر الدين اليهودي كما في الاسلام ام لا ؟

و هل كانت الحروب في العهد القديم فتوحات لنشر الدين أم تأديب و دينونة على بعض القبائل الوثنية ؟

عندما ننظر للعهد القديم نجد أن الله لم يستخدم القتل كوسيلة للدعوة , الله في العهد القديم لم يخير الشعوب التي حددها اسما بين اليهودية أو القتل , لقد كان قضاء الله نهائيا على تلك الشعوب بعد أن استنفذت هذه الشعوب كل محاولات التوبة و رفضت كل الإنذارات التي أعطاها لهم الله .

فرض العقيدة على الشعوب بالإكراه يولد منافقين يدعون الأيمان بلسانهم فقط و لكنهم بقلوبهم

ما زالوا يشتهون نفس الشرور التي كانوا و سيظلون يفعلوها لهذا طلب الله من النبي موسى و من يشوع

القائد الحربي بعده الآتي :

تثنية 20 : 16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ 18لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.

و في توضيح من الرب لأسباب رفضه تلك الشعوب نجد الآتي :

لاويين 16 : 22وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. 23وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ بَهِيمَةٍ مَضْجَعَكَ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلاَ تَقِفِ امْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ. 24«بِكُلِّ هَذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا لأَنَّهُ بِكُلِّ هَذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ 25فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ. فَأَجْتَزِي ذَنْبَهَا مِنْهَا فَتَقْذِفُ الأَرْضُ سُكَّانَهَا. 26لَكِنْ تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي وَلاَ تَعْمَلُونَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ لاَ الْوَطَنِيُّ وَلاَ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ 27(لأَنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ قَدْ عَمِلَهَا أَهْلُ الأَرْضِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ). 28فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ.

بالإضافة إلى كل هذه الشرور , الشذوذ الجنسي , مضاجعة الحيوانات , عبادة الأوثان كانت هذه الشعوب الموجودة في أرض

الميعاد تقدم الذبائح البشرية و كان النساء يقدمن أطفالهن محرقة للآلهة الوثنية و كانوا يحرقون الأطفال تحت دوي صوت الطبول

لكيلا يسمعوا صوتهم و هم يصرخون و كلها أمور تغضب الله و العديد من الحفريات الأثرية أوضحت عادات تلك الشعوب .

إذا فقد رفض الله أن يستخدم القتل وسيلة لإكراه تلك الشعوب على عقيدته لأنه يعرف جيدا أن الإكراه لن يفيد

في شئ و لأن الله لا يحتاج شئ من البشر و لن يحدثه مع أي فارق لو أزداد عدد الذين قبلوه من عدمه

لأنه لا يريد مؤمنين بالاسم بل مؤمنين حقيقيين مختونين بالقلب و الروح و ليس فقط بالجسد .

أما موقف الإسلام في هذه النقطة فيختلف تماما فقد أستخدم القتل وسيلة للإكراه على العقيدة

و خير الكفار بين الذبح أو الإسلام و كأن الله يحتاج لعدد حتى و لو كان عدد كبير ينافقه فقط

بحسب الظاهر و يرفضه قلبيا من الداخل .

أذا راجعنا الآيات التالية من القرآن نفهم ما أقصده

( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:67)

لقد كان المسلمون الأوائل يرفضون الأبقاء على أي أسير من المشركين و الكفار و لكن

عندما أحتاج الرسول في بداية معركه الى الأموال و الغنائم رأى هو و أبو بكر ان من الأفضل

مفاداة ( مبادلة ) هؤلاء الأسرى بأموال تنفعهم فنسخت الآية التالية الآية السابقة :

( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد:4)

و هو ما نراه في الآتي من تفاسير الآيتين

من تفسير ابن كثير للآية 67 من سورة الأنفال نجد الآتي :

قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن هَاشِم عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ اِسْتَشَارَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاس فِي الْأُسَارَى يَوْم بَدْر فَقَالَ ” إِنَّ اللَّه قَدْ أَمْكَنَكُمْ مِنْهُمْ ” فَقَامَ عُمَر بْن الْخَطَّاب فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه اِضْرِبْ أَعْنَاقهمْ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عَادَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ” يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّ اللَّه قَدْ أَمْكَنَكُمْ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا هُمْ إِخْوَانكُمْ بِالْأَمْسِ ” فَقَامَ عُمَر فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه اِضْرِبْ أَعْنَاقهمْ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِلنَّاسِ مِثْل ذَلِكَ فَقَامَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه نَرَى أَنْ تَعْفُوَ عَنْهُمْ وَأَنْ تَقْبَل مِنْهُمْ الْفِدَاء قَالَ فَذَهَبَ عَنْ وَجْه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ الْغَمّ فَعَفَا عَنْهُمْ وَقَبِلَ مِنْهُمْ الْفِدَاء .

من تفسير الجلالين لنفس الآية :

وَنَزَلَ لَمَّا أَخَذُوا الْفِدَاء مِنْ أَسْرَى بَدْر “مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُون” بِالتَّاءِ وَالْيَاء “لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِن فِي الْأَرْض” يُبَالِغ فِي قَتْل الْكُفَّار “تُرِيدُونَ” أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ “عَرَض الدُّنْيَا” حُطَامهَا بِأَخْذِ الْفِدَاء “وَاَللَّه يُرِيد” لَكُمْ “الْآخِرَة” أَيْ ثَوَابهَا بِقَتْلِهِمْ “وَاَللَّه عَزِيز حَكِيم” وَهَذَا مَنْسُوخ بِقَوْلِهِ “فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فِدَاء”

 

و من تفسير الطبري

وَإِنَّمَا قَالَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَرِّفهُ أَنَّ قَتْل الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أَسَرَهُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بَدْر ثُمَّ فَادَى بِهِمْ كَانَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ أَخْذ الْفِدْيَة مِنْهُمْ وَإِطْلَاقهمْ . وَقَوْله : { حَتَّى يُثْخِن فِي الْأَرْض } يَقُول : حَتَّى يُبَالِغ فِي قَتْل الْمُشْرِكِينَ فِيهَا , وَيَقْهَرهُمْ غَلَبَة وَقَسْرًا , يُقَال مِنْهُ : أَثْخَنَ فُلَان فِي هَذَا الْأَمْر إِذَا بَالَغَ فِيهِ , وَحُكِيَ أَثْخَنْته مَعْرِفَة , بِمَعْنَى : قَتَلْته مَعْرِفَة . { تُرِيدُونَ عَرَض الدُّنْيَا } يَقُول لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تُرِيدُونَ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ عَرَض الدُّنْيَا بِأَسْرِكُمْ الْمُشْرِكِينَ , وَهُوَ مَا عَرَضَ لِلْمَرْءِ مِنْهَا مِنْ مَال وَمَتَاع , يَقُول : تُرِيدُونَ بِأَخْذِكُمْ الْفِدَاء مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَتَاع الدُّنْيَا وَطَعْمهَا . { وَاَللَّه يُرِيد الْآخِرَة } يَقُول : وَاَللَّه يُرِيد لَكُمْ زِينَة الْآخِرَة , وَمَا أَعَدَّ لِلْمُؤْمِنِينَ وَأَهْل وِلَايَته فِي جَنَّاته بِقَتْلِكُمْ إِيَّاهُمْ وَإِثْخَانكُمْ فِي الْأَرْض , يَقُول لَهُمْ : وَاطْلُبُوا مَا يُرِيد اللَّه لَكُمْ وَلَهُ اِعْمَلُوا لَا مَا تَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ أَهْوَاء أَنْفُسكُمْ مِنْ الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا وَأَسْبَابهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 12648 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُون لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِن فِي الْأَرْض } وَذَلِكَ يَوْم بَدْر وَالْمُسْلِمُونَ يَوْمئِذٍ قَلِيل ; فَلَمَّا كَثُرُوا وَاشْتَدَّ سُلْطَانهمْ , أَنْزَلَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَعْد هَذَا فِي الْأُسَارَى : { فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء } 47 4 فَجَعَلَ اللَّه النَّبِيّ وَالْمُؤْمِنِينَ فِي أَمْر الْأُسَارَى بِالْخِيَارِ , إِنْ شَاءُوا قَتَلُوهُمْ وَإِنْ شَاءُوا اِسْتَعْبَدُوهُمْ وَإِنْ شَاءُوا فَادَوْهُمْ . 12649 – حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُون لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِن فِي الْأَرْض تُرِيدُونَ عَرَض الدُّنْيَا } الْآيَة , قَالَ : أَرَادَ أَصْحَاب نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بَدْر الْفِدَاء , فَفَادَوْهُمْ بِأَرْبَعَةِ آلَاف , وَلَعَمْرِي مَا كَانَ أَثْخَنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ ! وَكَانَ أَوَّل قِتَال قَاتَلَهُ الْمُشْرِكِينَ .

عندما كثرت الأموال و الغنائم مع الرسول و أحتاج مع هذا الى عدد كبير من المؤمنين لكي يكونوا دعما له

فللمرة الثانية ينسخ المن بالفداء بالقتل أو الاسلام أي تغير موقف الاسلام من القتال و حوله من وسيلة تأديبية الى

وسيلة للدعوة و الأكراه على العقيدة كما سنرى في سورة التوبة 5 و الأشارات المختلفة من

بعض الآيات مثل التوبة 1 و الممتحنة 8 و الأعراف 199 و المزمل 10 .

من تفسير ابن كثير لسورة محمد 4 .

يَقُول تَعَالَى مُرْشِدًا لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَا يَعْتَمِدُونَهُ فِي حُرُوبهمْ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ” فَإِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَاب ” أَيْ إِذَا وَاجَهْتُمُوهُمْ فَاحْصُدُوهُمْ حَصْدًا بِالسُّيُوفِ” حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ ” أَيْ أَهْلَكْتُمُوهُمْ قَتْلًا” فَشُدُّوا الْوَثَاق ” الْأُسَارَى الَّذِينَ تَأْسِرُونَهُمْ ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْد اِنْقِضَاء الْحَرْب وَانْفِصَال الْمَعْرَكَة مُخَيَّرُونَ فِي أَمْرهمْ إِنْ شِئْتُمْ مَنَنْتُمْ عَلَيْهِمْ فَأَطْلَقْتُمْ أُسَارَاهُمْ مَجَّانًا وَإِنْ شِئْتُمْ فَادَيْتُمُوهُمْ بِمَالٍ تَأْخُذُونَهُ مِنْهُمْ وَتُشَاطِرُونَهُمْ عَلَيْهِ وَالظَّاهِر أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ بَعْد وَقْعَة بَدْر فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى عَاتَبَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الِاسْتِكْثَار مِنْ الْأُسَارَى يَوْمئِذٍ لِيَأْخُذُوا مِنْهُمْ الْفِدَاء وَالتَّقْلِيل مِنْ الْقَتْل يَوْمئِذٍ فَقَالَ ” مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُون لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِن فِي الْأَرْض تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا , وَاَللَّه يُرِيد الْآخِرَة , وَاَللَّه عَزِيز حَكِيم لَوْلَا كِتَاب مِنْ اللَّه سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَاب عَظِيم ” ثُمَّ قَدْ اِدَّعَى بَعْض الْعُلَمَاء أَنَّ هَذِهِ الْآيَة الْمُخَيِّرَة بَيْن مُفَادَاة الْأَسِير وَالْمَنّ عَلَيْهِ مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى ” فَإِذَا اِنْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” الْآيَة رَوَاهُ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَقَالَهُ قَتَادَة وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَابْن جُرَيْج

 

من تفسير الطبري لنفس السورة

فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً

وَقَوْله : { فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فِدَاء } يَقُول : فَإِذَا أَسَرْتُمُوهُمْ بَعْد الْإِثْخَان , فَإِمَّا أَنْ تَمُنُّوا عَلَيْهِمْ بَعْد ذَلِكَ بِإِطْلَاقِكُمْ إِيَّاهُمْ مِنْ الْأَسْر , وَتُحَرِّرُوهُمْ بِغَيْرِ عِوَض وَلَا فِدْيَة , وَإِمَّا أَنْ يُفَادُوكُمْ فِدَاء بِأَنْ يُعْطُوكُمْ مِنْ أَنْفُسهمْ عِوَضًا حَتَّى تُطْلِقُوهُمْ , وَتُخَلُّوا لَهُمْ السَّبِيل . وَاخْتَلَفَ أَهْل الْعِلْم فِي قَوْله : { حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاق , فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فِدَاء } فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ مَنْسُوخ نَسَخَهُ قَوْله : { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } 9 5 قَوْله { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْب فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفهمْ } 8 57 . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 24251 – حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد وَابْن عِيسَى الدَّامْغَانِيّ , قَالَا : ثَنَا اِبْن الْمُبَارَك , عَنْ اِبْن جُرَيْج أَنَّهُ كَانَ يَقُول , فِي قَوْله : { فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فِدَاء } نَسَخَهَا قَوْله : { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } 9 5 . 24252 -حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ السُّدِّيّ { فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فِدَاء } قَالَ : نَسَخَهَا { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } 9 5 . 24253 – حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فِدَاء } نَسَخَهَا قَوْله : { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْب فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفهمْ } 8 57 . * – حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { فَإِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا } إِلَى قَوْله : { وَإِمَّا فِدَاء } كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا لَقُوا الْمُشْرِكِينَ قَاتَلُوهُمْ , فَإِذَا أَسَرُوا مِنْهُمْ أَسِيرًا , فَلَيْسَ لَهُمْ إِلَّا أَنْ يُفَادُوهُ , أَوْ يَمُنُّوا عَلَيْهِ , ثُمَّ يُرْسِلُوهُ , فَنُسِخَ ذَلِكَ بَعْد قَوْله : { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْب فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفهمْ } 8 57 . أَيْ عِظْ بِهِمْ مَنْ سِوَاهُمْ مِنْ النَّاس لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ . 24254 – حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ عَبْد الْكَرِيم الْجَزَرِيّ , قَالَ : كُتِبَ إِلَى أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي أَسِير أُسِرَ , فَذَكَرَ أَنَّهُمْ اِلْتَمَسُوهُ بِفِدَاءِ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ أَبُو بَكْر : اُقْتُلُوهُ , لَقَتْل رَجُل مِنْ الْمُشْرِكِينَ , أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا . 24255 – حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { فَإِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْب الرِّقَاب }. .. إِلَى آخِر الْآيَة , قَالَ : الْفِدَاء مَنْسُوخ , نَسَخَتْهَا : { فَإِذَا اِنْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم } . .. 9 5 إِلَى { كُلّ مَرْصَد } س 9 5 . قَالَ : فَلَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَهْد وَلَا حُرْمَة بَعْد بَرَاءَة , وَانْسِلَاخ الْأَشْهُر الْحُرُم . 24256 -حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فِدَاء } هَذَا مَنْسُوخ , نَسَخَهُ قَوْله : { فَإِذَا اِنْسَلَخَ الْأَشْهُر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } 9 5 . فَلَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَهْد وَلَا ذِمَّة بَعْد بَرَاءَة .

من تفسير القرطبي

وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي تَأْوِيل هَذِهِ الْآيَة عَلَى خَمْسَة أَقْوَال :

الْأَوَّل : أَنَّهَا مَنْسُوخَة , وَهِيَ فِي أَهْل الْأَوْثَان , لَا يَجُوز أَنْ يُفَادُوا وَلَا يُمَنّ عَلَيْهِمْ . وَالنَّاسِخ لَهَا عِنْدهمْ قَوْله تَعَالَى : ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” [ التَّوْبَة : 5 ] وَقَوْله : ” فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْب فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفهمْ ” [ الْأَنْفَال : 57 ] وَقَوْله : ” وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة ” [ التَّوْبَة : 36 ] الْآيَة , قَالَ قَتَادَة وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَابْن جُرَيْج وَالْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس , وَقَالَهُ كَثِير مِنْ الْكُوفِيِّينَ . وَقَالَ عَبْد الْكَرِيم الْجَوْزِيّ : كُتِبَ إِلَى أَبِي بَكْر فِي أَسِير أُسِرَ , فَذَكَرُوا أَنَّهُمْ اِلْتَمَسُوهُ بِفِدَاءِ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ اُقْتُلُوهُ , لَقَتْل رَجُل مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا .

 

الثَّانِي : أَنَّهَا فِي الْكُفَّار جَمِيعًا . وَهِيَ مَنْسُوخَة عَلَى قَوْل جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء وَأَهْل النَّظَر , مِنْهُمْ قَتَادَة وَمُجَاهِد . قَالُوا : إِذَا أُسِرَ الْمُشْرِك لَمْ يَجُزْ أَنْ يُمَنّ عَلَيْهِ , وَلَا أَنْ يُفَادَى بِهِ فَيُرَدّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ , وَلَا يَجُوز أَنْ يُفَادَى عِنْدهمْ إِلَّا بِالْمَرْأَةِ ; لِأَنَّهَا لَا تُقْتَل . وَالنَّاسِخ لَهَا : ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” [ التَّوْبَة : 5 ] إِذْ كَانَتْ بَرَاءَة آخِر مَا نَزَلَتْ بِالتَّوْقِيفِ , فَوَجَبَ أَنْ يُقْتَل كُلّ مُشْرِك إِلَّا مَنْ قَامَتْ الدَّلَالَة عَلَى تَرْكه مِنْ النِّسَاء وَالصِّبْيَان وَمَنْ يُؤْخَذ مِنْهُ الْجِزْيَة . وَهُوَ الْمَشْهُور مِنْ مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة , خِيفَة أَنْ يَعُودُوا حَرْبًا لِلْمُسْلِمِينَ . ذَكَرَ عَبْد الرَّزَّاق أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ قَتَادَة ” فَإِمَّا مَنًّا بَعْد وَإِمَّا فِدَاء ” قَالَ : نَسَخَهَا ” فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفهمْ ” . وَقَالَ مُجَاهِد : نَسَخَهَا ” فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ” [ التَّوْبَة : 5 ] . وَهُوَ قَوْل الْحَكَم .

و الحديث التالي يوضح نفس الفكرة ( القتل كوسيلة للدعوة ) .

1663 – حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَدَى رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏.‏ وَعَمُّ أَبِي قِلاَبَةَ هُوَ أَبُو الْمُهَلَّبِ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو وَيُقَالُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو قِلاَبَةَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ ‏.‏ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ أَنَّ لِلإِمَامِ أَنْ يَمُنَّ عَلَى مَنْ شَاءَ مِنَ الأُسَارَى وَيَقْتُلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ وَيَفْدِيَ مَنْ شَاءَ ‏.‏ وَاخْتَارَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الْقَتْلَ عَلَى الْفِدَاءِ ‏.‏ وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ بَلَغَنِي أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ مَنْسُوخَةٌ قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏(‏فَإِِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً‏)‏ نَسَخَتْهَا‏:‏ ‏(‏وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ‏)‏ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ هَنَّادٌ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ‏.‏

أما الآيات الناسخة للمن و الفداء فهي الآتي :

( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)

طبعا الآية واضحة فهي قد جعلت الشرط الوحيد لأطلاق سراح الأسرى هو أن يدخلوا في الاسلام

و لم تشر لا من قريب أو بعيد للمن أو الفداء .

بل قالتها صراحة : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

يعني ببساطة الشرط الوحيد لإطلاق سراحهم ليس هو العفو أو الفدية المالية كما يفعل بعض الخاطفون

بل الدخول في الإسلام و هذا يؤكد فكرة أن القتل و المذابحة كانت وسيلة للدعوة في الإسلام

الأخوة و الأصدقاء الأعزاء ليس فقط آية السيف هي التي نسخت المن و الفداء بل هناك أيضا إشارات

إلى ذلك في العديد من الآيات فمثلا :

في سورة التوبة و الآية 1

( بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (التوبة:1)

تفسير الطبري:

 

وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِيمَنْ بَرِئَ اللَّه وَرَسُوله إِلَيْهِ مِنْ الْعَهْد الَّذِي كَانَ بَيْنه وَبَيْن رَسُول اللَّه مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَأُذِنَ لَهُ فِي السِّيَاحَة فِي الْأَرْض أَرْبَعَة أَشْهُر , فَقَالَ بَعْضهمْ : صِنْفَانِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ : أَحَدهمَا : كَانَتْ مُدَّة الْعَهْد بَيْنه وَبَيْن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلّ مِنْ أَرْبَعَة أَشْهُر , وَأُمْهِلَ بِالسِّيَاحَةِ أَرْبَعَة أَشْهُر , وَالْآخَر مِنْهُمَا كَانَتْ مُدَّة عَهْده بِغَيْرِ أَجَل مَحْدُود فَقَصَّرَ بِهِ عَلَى أَرْبَعَة أَشْهُر لِيَرْتَادَ لِنَفْسِهِ , ثُمَّ هُوَ حَرْب بَعْد ذَلِكَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَقْتُل حَيْثُمَا أَدْرَكَ وَيُؤْسِر إِلَّا أَنْ يَتُوب .

طبعا كما نرى يوضح التفسير أن الأسير : يؤسر الى ان يتوب و ليس يؤسر الى أن يمن عليه أو يفادى .

و أيضا في الآية التالية نجد نفس الأشارة .

(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)

تفسير الطبري:

وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عُنِيَ بِهَا مِنْ مُشْرِكِي مَكَّة مَنْ لَمْ يُقَاتِل الْمُؤْمِنِينَ , وَلَمْ يُخْرِجُوهُمْ مِنْ دِيَارهمْ ; قَالَ : وَنَسَخَ اللَّه ذَلِكَ بَعْد بِالْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 26307 – حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : وَسَأَلْته عَنْ قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه } . .. الْآيَة , فَقَالَ : هَذَا قَدْ نُسِخَ , نَسَخَهُ الْقِتَال , أُمِرُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ , وَيُجَاهِدُوهُمْ بِهَا , يَضْرِبُونَهُمْ , وَضَرَبَ اللَّه لَهُمْ أَجَل أَرْبَعَة أَشْهُر , إِمَّا الْمُذَابَحَة , وَإِمَّا الْإِسْلَام . 26308 – حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه } . .. الْآيَة , قَالَ : نَسَخَتْهَا { اُقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ }

التفسير يوضح بجلاء الآتي :

أما المذابحة و أما الإسلام أي لا يوجد من أو فداء .

و أيضا هناك أشارة أخرى لذلك في سورة الأعراف 199

( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (لأعراف:199)

تفسير ابن كثير

قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله ” خُذْ الْعَفْو ” يَعْنِي خُذْ مَا عُفِيَ لَك مِنْ أَمْوَالهمْ وَمَا أَتَوْك بِهِ مِنْ شَيْء فَخُذْهُ وَكَانَ هَذَا قَبْل أَنْ تَنْزِل بَرَاءَة بِفَرَائِض الصَّدَقَات وَتَفْصِيلهَا وَمَا اِنْتَهَتْ إِلَيْهِ الصَّدَقَات قَالَهُ السُّدِّيّ وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس ” خُذْ الْعَفْو” أَنْفِقْ الْفَضْل وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس” خُذْ الْعَفْو ” قَالَ الْفَضْل وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ فِي قَوْله ” خُذْ الْعَفْو ” أَمَرَهُ اللَّه بِالْعَفْوِ وَالصَّفْح عَنْ الْمُشْرِكِينَ عَشْر سِنِينَ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْغِلْظَةِ عَلَيْهِمْ

تفسير الطبري

وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : { خُذْ الْعَفْو } مِنْ أَمْوَال النَّاس , وَهُوَ الْفَضْل . قَالُوا : وَأُمِرَ بِذَلِكَ قَبْل نُزُول الزَّكَاة , فَلَمَّا نَزَلَتْ الزَّكَاة نُسِخَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ . 12066 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله { خُذْ الْعَفْو } يَعْنِي : خُذْ مَا عَفَا لَك مِنْ أَمْوَالهمْ , وَمَا أَتَوْك بِهِ مِنْ شَيْء فَخُذْهُ . فَكَانَ هَذَا قَبْل أَنْ تَنْزِل بَرَاءَة بِفَرَائِض الصَّدَقَات وَتَفْصِيلهَا وَمَا اِنْتَهَتْ الصَّدَقَات إِلَيْهِ . 12067 – حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن . قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : { خُذْ الْعَفْو } أَمَّا الْعَفْو : فَالْفَضْل مِنْ الْمَال , نَسَخَتْهَا الزَّكَاة . 12068 – حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن بْن الْفَرَج , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك , يَقُول فِي قَوْله : { خُذْ الْعَفْو } يَقُول : خُذْ مَا عَفَا مِنْ أَمْوَالهمْ , وَهَذَا قَبْل أَنْ تَنْزِل الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ ذَلِكَ أَمْر مِنْ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَفْوِ عَنْ الْمُشْرِكِينَ وَتَرْك الْغِلْظَة عَلَيْهِمْ قَبْل أَنْ يُفْرَض قِتَالهمْ عَلَيْهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ . 12069 – حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { خُذْ الْعَفْو } قَالَ : أَمَرَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُمْ عَشْر سِنِينَ بِمَكَّة . قَالَ : ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْغِلْظَةِ عَلَيْهِمْ وَأَنْ يَقْعُد لَهُمْ كُلّ مَرْصَد وَأَنْ يَحْصُرهُمْ , ثُمَّ قَالَ : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاة } الْآيَة كُلّهَا , وَقَرَأَ : { يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } 9 73 قَالَ : وَأَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْغِلْظَةِ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ : { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّار وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَة } 9 123 بَعْدَمَا كَانَ أَمَرَهُمْ بِالْعَفْوِ , وَقَرَأَ قَوْل اللَّه : { قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّام اللَّه } 45 14 ثُمَّ لَمْ يَقْبَل مِنْهُمْ بَعْد ذَلِكَ إِلَّا الْإِسْلَام أَوْ الْقَتْل , فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَة الْعَفْو .

أما في تفسير سورة المزمل 10 المنسوخة فنجد الآتي :

( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (المزمل:10)

من تفسير القرطبي للآية نجد الآتي :

وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا

أَيْ لَا تَتَعَرَّض لَهُمْ , وَلَا تَشْتَغِل بِمُكَافَأَتِهِمْ , فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَرْك الدُّعَاء إِلَى اللَّه . وَكَانَ هَذَا قَبْل الْأَمْر بِالْقِتَالِ , ثُمَّ أُمِرَ بَعْد بِقِتَالِهِمْ وَقَتْلهمْ , فَنُسِخَتْ آيَة الْقِتَال مَا كَانَ قَبْلهَا مِنْ التَّرْك ; قَالَهُ قَتَادَة وَغَيْره . وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء : إِنَّا لَنَكْشِر فِي وُجُوه ( أَقْوَام ) وَنَضْحَك إِلَيْهِمْ وَإِنَّ قُلُوبنَا لَتَقْلِيهِمْ أَوْ لَتَلْعَنهُمْ .

تفسير الطبري

27315 – حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا } بَرَاءَة نَسَخَتْ مَا هَهُنَا ; أَمَرَ بِقِتَالِهِمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه , لَا يَقْبَل مِنْهُمْ غَيْرهَا .

وَقَوْله : { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اصْبِرْ يَا مُحَمَّد عَلَى مَا يَقُول الْمُشْرِكُونَ مِنْ قَوْمك لَك , وَعَلَى أَذَاهُمْ , وَاهْجُرْهُمْ فِي اللَّه هَجْرًا جَمِيلًا , وَالْهَجْر الْجَمِيل : هُوَ الْهَجْر فِي ذَات اللَّه , كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : { وَإِذَا رَأَيْت الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيث غَيْره } … 6 68 الْآيَة , وَقِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ نُسِخَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27315 – حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا } بَرَاءَة نَسَخَتْ مَا هَهُنَا ; أَمَرَ بِقِتَالِهِمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه , لَا يَقْبَل مِنْهُمْ غَيْرهَا .

الحديث واضح و صريح : أَمَرَ بِقِتَالِهِمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه , لَا يَقْبَل مِنْهُمْ غَيْرهَا

أي أن القتل الناسخ في الإسلام أصبح هو الوسيلة الرئيسية للدعوة التي كانت

بالحكمة و الموعظة الحسنة عند ضعف الإسلام في بدايته و لكن يبدو أن الإسلام رأى أن حجته

غير قوية فلجأ إلى قوة السيف كوسيلة للدعوة بدلا من قوة الحجة .

 

الأخوة و الأصدقاء الأحباء المرة القادمة ننتقل الى النقطة التالية و هي موقف العهد القديم

من الغنائم و موقف الاسلام منها

 

ولكم السلام و التحية

عبد المسيح.

ولكم السلام و التحية

عبد المسيح .

Posted in لاهوت دفاعي -عام, إسلاميات عامة | Leave a Comment »

بولس كاذبا … أم أنه محمد ؟

نشر بواسطة: mechristian في أوت 2, 2007

 

الأخ نيو مان New_Man بتصرف (ابراهيم القبطي)

يذكر المسلمون عن بولس الرسول زورا وبهتانا أنه كاذب والدليل قوله

“فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ ؟” رومية 3-7

1) سبب نشوء الاعتراض الإسلامي

هذا الاعتراض لا يرقى إلى مستوى التفكير العاقل .. وينبع في الأساس من الفقر اللغوي والفكري للثقافة العربية وفي أعماقها الثقافة الإسلامية القرآنية

أقرأ باقي الموضوع »

Posted in لاهوت دفاعي -عام, محمديات, بولس الرسول | Leave a Comment »

الثالوث في الإسلام ( اسكندر جديد) -بتصرف

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 11, 2007

لعل الخلاف الأكبر في الحوار بين المسيحيّة والإسلام :

هو الخلاف القائم على اعتقاد المسيحيين بألوهية المسيح ,الأمر الذي يحسبه الإسلام كفراً. وقد اعترض عليه بعدة آيات من القرآن،أبرزها أربع ,وردت في سورة المائدة ,وآية خامسة في سورة النساء :

1– لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ا بْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ا بْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً – المائدة 5 :17 – .

2– لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ا بْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ا عْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِا للَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ – المائدة5 :72 – .

3– لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ – المائدة 5 :73 – .

4– وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ا تَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ – المائدة 5 :116 – .

5– يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَا~مِنُوا بِا للَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ا نْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِا للَّهِ وَكِيلاً – النساء 4 :171 – .

ومن يتأمل هذه الآيات في ضوء تفاسير علماء الإسلام يلاحظ أن هذه النصوص تحارب تعليماً يحمل معنى الإشراك بالله وتعدّد الآلهة وعبادة البشر. ولكن المسيحيّة لا تعلّم بالإشراك ولا بتعدّد الآلهة ولا بعبادة البشر ,بدليل قول المسيح

: لِلرَّبِّ إِلهكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ – متى 4 :10 – .

لعل من يقرأ المائدة 5 :116 يتصور أن المسيحيين يؤلهون مريم العذراء

,وهذا غير صحيح. والواقع أن السؤال الموجَّه إلى المسيح هنا ,نشأ من وجود أهل بدعة عند ظهور الإسلام.

هم أناس وثنيون حاولوا الالتصاق بالكنيسة ,فنادوا ببدعة مفادها أن مريم العذراء إلهة. ويقول المؤرّخون إنهم استعاضوا بها عن الزهرة التي كانوا يعبدونها قبلاً. وقد أطلقوا على أنفسهم اسم المريميين

وأشار اليهم العلاّمة أحمد المقريزي في كتابه القول الإبريزي صفحة 26.

وذكرهم ابن حَزْم في كتابه الملل والاهواء والنحل صفحة 48.

ولكن هذه البدعة بعيدة كل البُعد عن المسيحيّة. وليس هناك مسيحي واحد يؤمن بها. وقد انبرى العلماء المسيحيون وقتها لمقاومة هذه الضلالة بكل الحجج الكتابية والعقلية ,ولم ينته القرن السابع حتى كانت قد تلاشت.

وكذلك المسيحيّة لا تعلّم بأن المسيح إله من دون الله ,بل تؤمن بأن الآب والابن إله واحد ,بلا تعدّد ولا افتراق. وقد أكّد المسيح ذلك بقوله : أَنَا وَالْآبُ وَاحِدٌ,,, أَنِّي فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ – يوحنا 10 :30 ,14 :11 – .

أما قول القرآن : لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة والذي يستند عليه أعداء المسيحيّة :

فقد قيلت بطائفة المرقونيين الذين لفظتهم الكنيسة وحرمت أتباعهم ,لأنهم علَّموا بتثليث باطل ,ونادوا بثلاثة آلهة وهم :

أ – عادل, أنزل التوارة

– ب – صالح : نسخ التوراة

– ج – شرير ,وهو إبليس

كما أن الإسلام في نصوصه هذه ,حارب طائفتي المانوية والديصانية اللتين تقولان بإلهين أحدهما للخير وهو جوهر النور ,والثاني للشر وهو جوهر الظلمة.

إذاً فالإسلام لم يحارب عقيدة الثالوث المسيحيّة الصحيحة ,كما يتوهم البعض. ولهذا لا أعتبر أن آيات القرآن المقاومة لتعدد الألهة كانت موجَّهة ضد المسيحيّة.

وحين نتتبع هذا الموضوع في الكتب الإسلامية ,نرى أن علماء المسلمين بحثوا في عقيدة الثالوث

وهذه هي تعليقاتهم على قول القرآن : ولا تقولوا ثلاثة – النساء 4 :171 – .

1– تفسير الزمخشري: يقولون: هو جوهر واحد, ثلاثة أقانيم.

إن صحت الحكاية عنهم أنهم يقولون : هو جوهر واحد ,ثلاثة أقانيم : أقنوم الآب وأقنوم الابن وأقنوم روح القدس ,وأنهم يريدون بأقنوم الآب الذات وبأقنوم الابن العلم وبأقنوم روح القدس الحياة فتقديره – الله ثلاثة – . وإلاَّ فتقديره – الآلهة ثلاثة – . والذي يدل عليه القرآن التصريح منهم بأن الله والمسيح ومريم ثلاثة آلهة وأن المسيح ولدُ الله من مريم. ألا ترى إلى قوله : أأنت قلت للناس : اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ! وحكاية الله أوثق من حكاية غيره .

وقد علَّق كاتب مسيحي حكيم على تفسير الزمخشري بقوله : نعم ,إن حكاية الله أوثق من حكاية غيره. لكن القرآن حكى في تلك الآية لتفسير الثلاثة مقالة بعض النصارى من جهال العرب في تثليثهم الكافر الذي كفَّرته المسيحيّة قبل القرآن. فجاء الزمخشري وجعل من ذلك التثليث المنحرف تثليث المسيحيّة ظلماً وعدواناً ,مع أنه ينقل التثليث المسيحي الصحيح بتعبيره الصريح : الله ثلاثة : جوهر واحد ,ثلاثة أقانيم . ولماذا يشك في صحة قولهم الذي يورده عنهم ,وينسب اليهم قولاً كافراً هم منه براء؟ انه يفتري على القرآن وعلى المسيحية إذ يقول : وحكاية الله أوثق من حكاية غيره .

2– تفسير البيضاوي: الله ثلاثة أقانيم: الآب والابن وروح القدس.

ولا تقولوا : ثلاثة! أي الآلهة ثلاثة : الله والمسيح وأمه. ويشهد عليه قوله : أأنت قلت للناس : اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟أو الله ثلاثة إن صحَّ انهم يقولون : الله ثلاثة أقانيم ,الآب والابن وروح القدس ,ويريدون بالآب الذات وبالابن العلم وبروح القدس الحياة .

والمسيحيون يسألون البيضاوي وأمثاله : لماذا هذا الشك من مقالتهم التي بها يجهرون؟ ولماذا الافتراء عليهم بنسبة مقالة كافرة من بعض جهال الجاهلية ,الى المسيحيّة جمعاء ,وهي منها براء؟

فالبيضاوي ينقل أيضاً صيغة التثليث الصحيح ولا يكفِّرها ,بل يكذب عليها مثل غيره ,اعتماداً على ظاهر القرآن في ما لا يعني المسيحيّة بشيء.

3– تفسير الرازي: صفات ثلاث فهذا لا يمكن انكاره.

الرازي مفسّر متكلّم. وهو يتعرّض لصيغة التثليث المسيحي ويطبق عليها تكفير القرآن للثلاثة ,لتفسيره الخاطيء :

قوله – ثلاثة – خبر مبتدأ محذوف. ثم اختلفوا في تعيين ذلك المبتدأ على وجوه :

الأول : ما ذكرناه ,أي ولا تقولوا الأقانيم ثلاثة. المعنى لا تقولوا : إن الله سبحانه هو واحد بالجوهر ,ثلاثة بالأقانيم. واعلم أن مذهب النصارى مجهول جداً ,والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاث. إلاَّ أنهم سمُّوها صفات ,وهي في الحقيقة ذوات قائمة بأنفسها. فلهذا المعنى قال : ولا تقولوا : ثلاثة. انتهوا . فأما إن حملنا الثلاثة على أنهم يُثبتون صفات ثلاث فهذا لا يمكن إنكاره. وكيف لا نقول ذلك ,ونحن نقول : هو الله الملك القدوس السلام العالِم الحي القادر المريد . ونفهم من كل واحد من هذه الألفاظ غير ما نفهمه من اللفظ الآخر. ولا معنى لتعدد الصفات إلاَّ ذلك. فلو كان القول بتعدّد الصفات كفر ,لزم ردّ جميع القرآن ,ولزوم ردّ العقل ,من حيث نعلم بالضرورة أن المفهوم من كونه تعالى عالماً ,غير المفهوم من كونه حياً.

الثاني : آلهتنا ثلاثة ,كما قال الزجّاج مستشهداً بآية المائدة – 5 :116 – .

الثالث : قال الفرّاء : هم ثلاثة كقوله : سيقولون : ثلاثة . وذلك لأن ذكر عيسى ومريم مع الله بهذه العبارة يوهم كونهما إلهين .

ويعلق الكاتب المسيحي الحكيم ,الذي اقتبسنا منه بقوله : ونحن لا يعنينا التفسير اللغوي للمبتدأ المحذوف. إنما يهمنا تفسير الرازي لمقالة المسيحيين في التثليث. فهو يرد الأقانيم الثلاثة لأنها في الحقيقة ذوات قائمة بأنفسها .

وهذا هو غلطه في فهم العقيدة المسيحيّة. فليست الأقانيم الثلاثة في الله ذوات قائمة بأنفسها ,انما ذوات قائمة في

جوهر الله الفرد .

والتثليث المسيحي هو كما وصفه الرازي : أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاث .

والمسيحيون يسمون هذه الصفات الإلهية الثلاث : الأبوة والبنوّة والروحانية في الله أقانيم لتمييزها عن سائر صفات الله. فتلك الأقانيم الثلاثة هي صلات ذاتية كيانية لا محض صفاتية وهي قائمة في الجوهر الإلهي الفرد. لذلك نردّ على الرازي قوله : فأما إن حملنا الثلاثة ويجب أن نحملها على أنهم يثبتون صفات ثلاث ,فهذا لا يمكن إنكاره… فلو كان القول بتعدد الصفات كفر ,لزم رد جميع القرآن ,ولزم رد العقل .

فالمسيحيون يثبتون في الله ذاتاً موصوفة بصلات ذاتية كيانية ثلاث ,يسمّونها الآب والكلمة والروح.

هذا هو التثليث المسيحي الصحيح الذي لمحه الرازي وابتعد عنه لعقدة في نفسه.

وهذا ما يثبته المسيحيون من صلات ذاتية ,أو صفات كيانية ,في الله. فمن أنكرها لزمه ردّ القرآن ,ولزمه رد العقل ,لأن هذا التثليث الصحيح من صميم التوحيد.

4– تفسير الغزالي: وهو ينصف المسيحيّة في عقيدتها التثليثية. قال حجة الإسلام الإمام الغزالي في كتابه الرد الجميل ص 43 , يحلّل التثليث المسيحي : يعتقدون أن ذات الباري واحدة. ولها اعتبارات :

1فإن اعتُبرت مقيَّدة بصفة لا يتوقف وجودها على تقدم وجود صفة قبلها كالوجود, فذلك المسمَّى عندهم بأقنوم الآب. وان اعتُبرت موصوفة بصفة يتوقفوجودها على تقدم وجود صفة قبلها ,كالعلم فإن الذات يتوقف اتّصافها بالعِلم على اتّصافها بالوجود فذلك المسمَّى عندهم بأقنوم الابن أو الكلمة. وان اعتُبرت بقيد كون ذاتها معقولة لها ,فذلك المسمَّى عندهم بأقنوم روح القدس.

فيقوم اذن من الآب معنى الوجود ,ومن الكلمة أو الابن معنى العلم ,ومن روح القدس كون ذات الباري معقولة له. هذا حاصل هذا الاصطلاح فتكون ذات الإله واحدة في الموضوع ,موصوفة بكل أقنوم من هذه الأقانيم.

2ومنهم من يقول: ان الذات, إن اعتُبرت من حيث هي ذات, لا باعتبار صفة البتة, فهذا الاعتبار عندهم عبارة عن العقل المجرد, وهو المسمَّى عندهم بأقنوم الآب. وان اعتُبرت من حيث هي عاقلة لذاتها ,فهذا الاعتبار عندهم عبارة عن معنى العاقل ,وهو المسمى بأقنوم الابن أو الكلمة. وإن اعتُبرت بقيد كون ذاتها معقولة لها ,فهذا الاعتبار عندهم عبارة عن معنى المعقول ,وهو المسمى بأقنوم روح القدس.

فعلى هذا الاصطلاح يكون العقل عبارة عن ذات الله فقط ,والآب مرادفاً له ,والعاقل عبارة عن ذاته بقيد كونها عاقلة لذاتها ,والابن أو الكلمة مرادف له ,والمعقول عن الإله عبارة عن الإله الذي ذاته معقولة له ,وروح القدس مرادف له.

هذا اعتقادهم في الأقانيم : وإذا صحَّت المعاني فلا مشاحة في الألفاظ ,ولا في اصطلاح المتكلمين .

ويعلّق الكاتب الحكيم على أقوال الغزالي فيقول :

فالغزالي يشهد للمسيحيين بالتوحيد. ويشهد لهم بصحة اصطلاحهم في تفسير التثليث في التوحيد ,بناءً على الاعتبارين اللذين ساقهما عنهم : الأول على اعتبار الأقانيم في الله صفات ذاتية ,في الذات الإلهية الواحدة ,والثاني على اعتبار الأقانيم في الله أفعالاً ذاتية في الذات الإلهية الواحدة.

والقول الصحيح الذي يجمع الأفعال الذاتية والصفات الذاتية ,في الله الواحد الأحد ,

كونها صلات كيانية بين الله الآب وكلمته وروحه ,في الجوهر الإلهي الفرد .

وقد أنصف الغزالي التثليث المسيحي في هذا الحكم : إذا صحت المعاني فلا مشاحة في الألفاظ ,ولا في اصطلاح المتكلمين . والمعاني قد صحَّت ,بحسب التنزيل الإنجيلي ,والكلام المسيحي الذي يفصّله.

مطابقة الأشعرية للمسيحيّة

الأشعرية هي مذهب أهل السنّة والجماعة في الإسلام. ومقالتها في مشكل الذات والصفات في الله ,هي أصحّ تعبير لحقيقة الأقانيم الثلاثة في الله.

كانت الصفاتية تقول : صفات الله هي غير ذاته ,مما يقود إلى القول بقديمين. فجاءت المعتزلة تقول : صفات الله هي عين ذاته مما يقود إلى التعطيل في الله. وقامت الأشعرية تقول بمنزلة بين المنزلتين : الصفات في الله ليست هي عين الذات ,ولا هي غيرها ,إنما هي في منزلة بين المنزلتين . وكيف يكون ذلك؟ هذا سر الله في ذاته. وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً – الإسراء 17 :85 – .

والتعبير الأشعري ,وهو قول الإسلام في الذات والصفات ,أصحّ تعبير للتثليث المسيحي : إن الأقانيم الثلاثة في الله الواحد الأحد صفات ذاتية ,بل صلات كيانية ليست هي عين الذات ولا هي غيرها ,انما هي في منزلة بين المنزلتين .

وإذا قيل : كيف يكون ذلك؟ أُجيب بما قاله الإمام مالك في الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى – طه 20 :5 – . قال : الاستواء غير مجهول ,والكيف غير معقول ,والسؤال عنه بدعة .

فإذا كان السؤال عن تعبير قرآني مجازي بدعة ,فكم بالحري السؤال عن صلات الله الأقنومية في ذاته؟ لذلك يكفر من يحوّل الكلام في الذات والأقانيم إلى عملية حسابية ,فيقول : كيف يكون الواحد ثلاثة؟ كلا ليس الواحد ثلاثة ,على اعتبار واحد ,وعلى صعيد واحد ,انما الله واحد في ذاته مثلث في صفاته ,أو صلاته الذاتية أي أقانيمه الثلاثة. وليس في هذا ما يتعارض مع النقل الكريم ,ولا مع العقل السليم.

هذا هو التثليث الصحيح ,في التوحيد الخالص.

وهذا التثليث الإنجيلي في التوحيد الكتابي ليس بالتثليث المنحرف الكافر الذي يكفّره القرآن بمقالته في الثلاثة ,وصيغها الأربعة ,وقد كفرتها المسيحيّة من قبله.

لذلك فتكفير التثليث المسيحي باسم التوحيد القرآني ,هو افتراء على التوحيد وعلى القرآن ,وجهل بالإنجيل والعقيدة المسيحيّنة.

ان التثليث المسيحي في التوحيد الخالص هو تفسير مُنزَل لحياة الحي القيوم في ذاته الصمدانية ,فلا خلاف على الاطلاق بين التوحيد القرآني والتثليث الإنجيلي ,في التوحيد الكتابي المتواتر في التوراة والإنجيل والقرآن.

 

لا يختلف المسلمون على ألوهية الآب … ولكن

تعليق على أحد صفات الله (فاطر السموات والأرض – فكرة من موقع الأخ فادي) (الأنعام 14 ، يوسف 101، ابراهيم 10، فاطر 1، الزمر 46، الشورى 11)

الطبري:

 ويعني بقوله:”فاطر السماوات والأرض” ، مبتدعهما ومبتدئهما وخالقهما، كالذي:-

13111 – حدثنا به ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد قال: سمعت ابن عباس يقول: كنت لا أدري ما”فاطر السماوات والأرض“، حتى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئر، فقال أحدهما لصاحبه:”أنا فَطَرتها”، يقول: أنا ابتدأتها.

ابن كثير:

قال سفيان الثوري، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما [لصاحبه] : (1) أنا فطرتها، أنا بدأتها

كون ابن عباس (العربي القرشي) لا يدرك معنى فاطر … أشارة صريحة إلى أنها من الكلمات الأعجمية التي عربتها ألسنة العرب من الاستعمال ، ومن المعروف والمشهور القلب بين الفاء والباء بين اللغات  القديمة (وعلى الأخص بين السامية والحامية) على غرار تحول أسم (پارس) القديم الى ( فارس) الحالي. أو كما أبّا العربية ومقابلها أفاّ في القبطية واليونانية Ava

بالمثل من الممكن أن تكون فاطر أصلها اللغوي باتر Pater بمعني أب والمشتق منها علم الآبئيات Patrology

والله كأب هو بداية أو مبتدأ الخلق من العدم … وهو ما توضحه كلمة فاطر الدخيلة على العربية … لأن فَطَرَ العربية تعني الشق والانشقاق لا الابتداء والخلق

فيكون فاطر السموات والأرض ، أي الآب … أو Pater

————————

وماذا عن المسيح والروح القدس ؟؟؟

يتابع اسكندر جديد

عمانوئيل : الله معنا

في سنة 905 هـ عُقد في الأزهر اجتماع ضمَّ الشيخ بدر الدين العلائي الحنفي ,والشيخ زكريا ,والشيخ برهان الدين بن أبي شريف ,والشيخ ابراهيم المواهبي الشاذلي ,وجماعة. وصنَّف الشيخ ابراهيم رسالة هذا نصها :

بُحث في الاجتماع موضوع معيّة الله معنا .

فقال الشيخ بدر الدين العلائي والشيخ زكريا والشيخ برهان : بل هو معنا بأسمائه وصفاته لا بذاته .

فقال الشيخ ابراهيم : بل هو معنا بذاته وصفاته .

فسألوه : ما الدليل على ذلك؟ .

فأجاب : قوله في القرآن والله معكم ومعلوم أن الله علم على الذات. فيجب اعتقاد المعيّة الذاتية ذوقاً وعقلاً ,لثبوتها نقلاً وعقلاً .

فقالوا له : أوضح لنا ذلك .

فقال : حقيقة المعيّة مصاحبة شيء لآخر ,سواء واجبين كذات الله تعالى مع صفاته ,أو جائزين كالإنسان مع مثله. أو واجباً وجائزاً ,وهو معيّة الله تعالى لخَلقه بذاته وصفاته ,المفهومة من قوله في القرآن والله معكم . ومن نحو إن الله مع المحسنين و إن الله مع الصابرين . وذلك لما قدمناه من أن مدلول الاسم الكريم الله إنما هو الذات اللازمة لها الصفات المتعيّنة ,لتعلقها بجميع الممكنات…

وقد قال العلّامة الغزنوي في شرح عقائد النسفي ,إن قول المعتزلة وجمهور النجارية : إن الحق تعالى بكل مكان بعلمه وقدرته وتدبيره ,دون ذاته ,باطل. لأنه لا يلزم أن من علم مكاناً أن يكون في ذلك بالعِلم فقط ,إلا إن كانت صفاته تنفكّ عن ذاته ,كما هو صفة علم الخلق لا علم الحق .

 فسألوه : فهل وافقك أحد غير الغزنوي في ذلك؟

فقال : نعم ,ذكر شيخ الإسلام ابن اللبان في قوله : وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُبْصِرُونَ – سورة الواقعة 56 :85 – إن في هذه الآية دليلاً على أقربيّته تعالى من عبده قرباً حقيقياً ,كما يليق بذاته لتعاليه عن المكان. إذ لو كان المراد بقربه تعالى من عبده ,قربه بالعلم أو بالقدرة أو بالتدبير ,مثلاً لقال ولكن لا تعلمون ونحوه. فلما قال : ولكن لا تبصرون دلَّ على أن المراد به القُرب الحقيقي المدرك بالبصر ,لو كشف الله عن بصرنا. فإن من المعلوم أن البصر لا يتعلق لإدراكه بالصفات المعنوية ,وإنما يتعلق بالحقائق المرئية.

قال وكذلك القول في قوله وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ – ق 50 :16 – هو يدل أيضاً على ما قلناه ,لأن أفعل من قرب يدل على الاشتراك في اسم القرب ,وإن اختلف الكيف ,ولا اشتراك بين قرب الصفات وحبل الوريد ,لأن قرب الصفات معنوي ,وقرب حبل الوريد حسي ,ففي نسبة أقربيته تعالى إلى الإنسان من حبل الوريد ,الذي هو حقيقي ,دليل على أن قربه تعالى حقيقي ,أي بالذات اللازم لها الصفات .

وقال الشيخ ابراهيم : وبما قررناه لكم انتفى أن يكون المراد قربه تعالى منا بصفاته دون ذاته. وان الحق الصريح هو قربه منا بالذات أيضاً ,إذ الصفات لا تعقل مجردة عن الذات المتعالي كما مرَّ .

فقال له العلائي : فما قولكم في قوله : وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ – سورة الحديد 57 :4 – فإنه يوهم ان الله تعالى في مكان؟ فقال الشيخ ابراهيم : لا يلزم من ذلك في حقه تعالى المكان ,لأن أين في الآية انما أُطلقت لإفادة معيّة الله تعالى للمخاطَبين في الأين اللازم لهم ,لا له تعالى كما قدمنا ,فهو مع صاحب أين بلا أين .

فدخل عليهم الشيخ العارف بالله تعالى سيدي محمد المغربي الشاذلي ,شيخ الجلال السيوطي.

فقال : ما جمعكم هنا؟ فذكروا له المسألة .

فقال : تريدون علم هذا الأمر ذوقاً أو سماعاً ؟

أجابوا : سماعاً .

فقال : معيّة الله أزلية ,ليس لها ابتداء. وكانت الأشياء كلها ثابتة في علمه أزلاً يقيناً بلا بداية ,لأنها متعلقة به تعلُّقاً يستحيل عليه العدم ,لاستحالة وجود علمه الواجب وجوده بغير معلوم ,واستحالة طريان تعلقه بها لما يلزم عليه من حدوث علمه تعالى بعد أن لم يكن. وكما أن معيته تعالى أزلية ,كذلك هي أبدية ,ليس لها انتهاء. فهو تعالى معها ,بعد حدوثها من العدم عيناً .

 فأدهش الحاضرين بما قاله ,فقال لهم : اعتمدوا ما قررته لكم في المعيّة واعتمدوه ,ودعوا ما ينافيه ,تكونوا منزِّهين لمولاكم حق التنزيه ,ومخلصين لعقولكم من شبهات التشبيه. وإن أراد أحدكم أن يعرف هذه المسألة ذوقاً ,فليسلّم قيادَه لي ,أخرجه عن وظائفه وثيابه وماله وأولاده ,وأدخله الخلوة ,وأمنعه النوم وأكل الشهوات ,وأنا أضمن له وصوله إلى علم هذه المسألة ذوقاً وكشفاً .

قال الشيخ ابراهيم : فما تجرأ أحد أن يدخل معه في ذلك العهد . ثم قام الشيخ زكريا والشيخ برهان والجماعة فقبّلوا يده وانصرفوا.

إنّ أقوال هؤلاء العلماء الأفاضل عن معيّة الله توضح ان حقيقة المعيَّة هي مصاحبة شيء لآخر ,سواء كانا واجبين كذات الله مع صفاته ,أو جائزين كوجود الإنسان مع مثله ,أو واجباً وجائزاً ,وهو معية الله تعالى لخلقه بذاته وصفاته المفهومة من قول القرآن والله معكم أو من قول الكتاب المقدس : هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ا بْناً ,وَيَدْعُونَ ا سْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ – الَّذِي تَفْسِيرُهُ : اَللّهُ مَعَنَا – – متى 1 :23 – . أو من قول المسيح : أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الْأَيَّامِ إلى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ – متى 28 :20 – .

وإذ تقرر ذلك أقول : إن حلول اللاهوت في الناسوت جائز. فليس كمعية الواجب للجائز. بل هو أسمى بما لا يُقاس. وإنما أوردت المعية لتوضيح هذه المسألة ,أو تقريبها لعقولنا. فإن الاسلام يعترف بمعية الله لخلقه بذاته وصفاته ,وهو أمر فوق عقل البشر. إذاً كيف يرفض عامة المسلمين اعتقاد المسيحيين بتجسد الكلمة؟

———————

المسيح في القرآن

بالرغم من أن الإسلام يحسب عبادة المسيح غلواً في الدين ,فإن القرآن يضفي على المسيح صفات وكرامات تجعله فوق البشر. وهذه الميزات تنبع من سيرته ,ومن رسالته ,ومن شخصيته الفائقة. وحين نقارن بين هذه الميزات التي ذكرها القرآن للرسل والأنبياء نرى أنه لم يُعط أحداً منهم ,حتى محمداً شيئاً من ميزات المسيح.

1- الحبل والولادة العجيبان : جاء في القرآن : وَا ذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ ا نْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً فَا تَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِا لرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً فَحَمَلَتْهُ فَا نْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً – مريم 19 :16-23 – .

جاء في كتاب التفسير الكبير للإمام الرازي ,انه كان لمريم في منزل زوج أختها زكريا محراب على حدة تسكنه. وكان زكريا إذا خرج أغلق عليها ,فتمنَّت على الله أن تجد خلوة في الجبل ,فانفرج السقف لها. فخرجت إلى المغارة فجلست في المشرفة وراء الجبل. ولما جلست في ذلك أرسل الله إليها الروح.

واختلف المفسرون في هذا الروح. فقال الأكثرون إنه جبريل عليه السلام. وقال أبو مسلم إنه الروح الذي تصور في بطنها بشراً. والأول أقرب ,لأن جبريل عليه السلام يُسمَّى روحاً ,وإنما تمثَّل لها في صورة إنسان لتستأنس بكلامه ولا تنفر عنه.

لما علم جبريل خوفها ,قال لها : أنا رسول ربك ليزول عنها الخوف جئت لأهب لك غلاماً زكياً ,أي طاهراً. فتعجبت مما بشرها به لأنها عرفت بالعادة أن الولادة لا تكون إلا من رجل. فقالت أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر؟ فأجابها جبريل : كذلك قال ربك هو عليّ هين.

وقال القرآن : وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ – التحريم 66 :12 – .

قال الإمام الرازي : اختلفوا في النافخ فقال البعض : كان النفخ من الله تعالى ,لقوله : فنفخنا فيه من روحنا وظاهر أن النافخ هو الله تعالى. وقال آخرون هو جبريل عليه السلام ,لأن الظاهر من قول جبريل لأهب لك .

 ثم اختلفوا في كيفية ذلك النفخ على عدة أقوال :

– الأول – قول وهب إنه نفخ في جيبها حتى وصلت إلى الرحم.

– الثاني – في ذيلها فوصلت إلى الفرج.

– الثالث – قول السدي أخذ بكمها فنفخ في جنب درعها فدخلت النفخة صدرها فحملت. فجاءتها أختها امرأة زكريا تزورها فالتزمتها. فلما التزمتها علمت أنها حبلى وذكرت مريم حالها ,فقالت امرأة زكريا : إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك. فذلك قوله تعالى : مصدقاً بكلمة من الله .

– الرابع – ان النفخة كانت في فيها فوصلت إلى بطنها في الحال .

وقال : اختلفوا في مدة حملها على وجوه :

الأول – قول ابن عباس إنها كانت تسعة أشهر ,كما في سائر النساء بدليل أن الله تعالى ذكر مدائحها في هذا الموضوع. فلو كانت عادتها في مدة حملها بخلاف النساء لكان ذلك أَوْلى بالذكر.

الثاني – إنها كانت ثمانية أشهر ,ولم يعش مولود وُضع لثمانية أشهر إلا عيسى ابن مريم.

الثالث – وهو قول عطاء وأبي العالية والضحاك ,سبعة أشهر.

الرابع – انها كانت ستة أشهر.

الخامس – ثلاث ساعات ,حملته في ساعة ,وصُوِّر في ساعة ,ووضعته في ساعة.

السادس – وهو قول ابن عباس أيضاً ,كانت مدة الحمل ساعة واحدة.

ويمكن الاستدلال عليه من وجهين :

الأول – قوله تعالى : فحملته فانتبذت به ,فأجاءها المخاض ,فناداها من تحتها والفاء للتعقيب ,فدلَّت هذه الفاءات على أن كل واحد من هذه الأحوال حصل عقيب الآخر من غير فصل ,وذلك يوجب كون مدة الحمل ساعة واحدة.

الثاني – ان الله تعالى قال في وصفه : إن مثَل عيسى عند الله كمثَل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فثبت ان عيسى كما قال الله تعالى له : كن فيكون هذا مما لا يتصور فيه مدة الحمل ,وإنما تعقل تلك المدة في حق من يتولد من النطفة – التفسير الكبير جزء 21 ص 197-202 – .

وعلق البيضاوي على ولادة المسيح المعجزية ,فقال : تلك ميزة تفرَّد بها المسيح على العالمين والمرسَلين. لأنه وُلد من دون أن تضمه الأصلاب والأرحام الطوامس .

وعلَّق الفخر الرازي على الموضوع بقوله :

– أ – لأهب لك غلاماً زكياً قال : الزكي يفيد أموراً ثلاثة :

– الأول – أنه الطاهر من الذنوب.

– الثاني – أنه ينمو على التزكية ,لأنه يُقال فيمن لا ذنب له زكي.

 – الثالث – النزاهة والطهارة.

 

– ب – العبارة لنجعله آية للناس ورحمة أي لنجعل ولادته آية للناس ,إذ وُلد من غير ذكر. ورحمة منا ,أي يرحم عبادنا بإظهار هذه الآيات ,حتى تكون دلائل صدقه أبهر ,ويكون قبول قوله أقرب .

وعلق الإمام أبو جعفر الطبري على قوله : غلاماً زكياً فقال : الغلام الزكي هو الطاهر من الذنوب. وكذلك تقول العرب : غلام زاك وزكي وعال وعلي .

2- كونه مباركاً : نقرأ في سورة مريم عن لسان المسيح : وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ – مريم 19 :31 – .

قال الإمام أبو جعفر الطبري عن يونس بن عبد الأعلى عن سفيان : أن تفسير جعلني مباركاً هو جعلني معلّماً للخير .

وقال السيوطي : وجعلني مباركاً أين ما كنت أي نفَّاعاً للناس .

3- كونه مؤيداً بالروح القدس : وَآتَيْنَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ – البقرة 2 :87 و253 – .

قال ابن عباس : ان روح القدس ,هو الاسم الذي كان يحيي به عيسى الموتى وقال أبو مسلم : ان روح القدس الذي أُيِّدَ به يجوز أن يكون الروح الطاهرة التي نفخها الله تعالى فيه وأبانه بها عن غيره ممن خلق من اجتماع نطفتي الذكر والأنثى .

ونقرأ في النساء 4 :171 : إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِا للَّهِ وَرُسُلِهِ .

وخلاصة هذه الآيات أن الله أعطى عيسى في ذاته روحاً ,وأن هذا الروح يؤيّده في شخصيته.

4- رفعته عند وفاته : إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا – آل عمران 3 :55 – .

قال الإمام الرازي : لتفسير هذه الآية عدة وجوه منها : – الوجه الأول – المراد بالرفعة ,إني رافعك إلى محل كرامتي. وجعل ذلك رفعاً إليه للتضخيم والتعظيم. ومثلها قوله إني ذاهب إلى ربي – هذه العبارة مستعارة من الإنجيل – . – الوجه الثاني – في التأويل أن يكون قوله ورافعك إليَّ معناه أنه يرفعه إلى مكان لا يملك أحد الحكم عليه فيه. لأن في الأرض قد يتولى الخلق أنواع الأحكام ,أما في السموات فلا حاكم في الحقيقة وفي الظاهر إلا الله .

5- عصمته في رسالته كما في سيرته : يتوهم البعض أن العصمة في الرسالة تقترن حتماً بالعصمة في السيرة. ولكن نصوص القرآن تنقض هذا الوهم. إذ نقرأ في سوره الكثير من النصوص التي تفيد أن أنبياء أخطأوا ,قبل الرسالة وبعدها. أما المسيح في القرآن ,فسيرته معصومة كرسالته ,فقد شُهد له أنه زكي. قال الإمام البيضاوي في تفسير كلمة زكي : إن عيسى كان مترقياً من سن إلى سن .

6- تفرُّد رسالته بالبينات : فكما انفردت رسالته عن الرسالات جميعاً بتأييد الروح القدس ,هكذا انفردت أيضاً بالبيّنات وباستجماعها ,كما لم تجتمع لغيره ,إذ نقرأ في البقرة 2 :253 : وقد آتينا عيسى البيّنات والبيّنات هي العجائب.

قال الإمام البيضاوي : لقد خصَّه الله بالتعيين وجعل معجزاته سبب تفضيله على الرسل ,لأنها آيات واضحة ومعجزات عظيمة لم يستجمعها غيره .

 

7- تفرّد المسيح في اليوم الآخر

يتفرد المسيح كما صوَّره القرآن في حمله وولادته وطفولته ومعجزاته وموته ورفعه على سائر الأنبياء والمرسلين. بل أن القرآن خصَّه بأخريات لم تُنسَب لنبي قط حتى قال القرآن فيه وإنه لَعِلْمٌ للساعة أي أن نزوله إلى الدنيا مرة أخرى نذير بقيام الساعة. يقول الجلالان : وإنه عيسى لعِلْمٌ للساعة تُعلم بنزوله . وقال البيضاوي : وانه لَعلمٌ للساعة لأن حدوثها ونزوله من أشراط الساعة. يُعلم به دُنوُّها. وقريء لَعَلَمٌ وهو العلامة . وقال الزمخشري : وانه لعلم للساعة أي شرط من أشرطها تُعلم به .

كذلك نقرأ في كتب الصحاح المعتمدة أمثال البخاري ومسلم أبواباً خصَّصت عشرات الأحاديث الموصولة السند عن نزول المسيح ابن مريم ,وأعطته مكانة لم تُعْط لنبي من الأنبياء.

روي عن محمد : يكون عيسى عليه السلام في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً .

وروي عنه أيضاً : ليُدْركن المسيح ابن مريم رجالاً من أمتي مثلكم أو خيراً منكم .

وفي الحديث أيضاً : ينزل عيسى ابن مريم فيتزوج ويُولد له ولد ويمكث خمساً وأربعين سنة ويدفن معي في قبري ,فأقوم أنا وعيسى من قبر واحد بين أبي بكر وعمر !!

وروي أيضاً في الحديث الصحيح : الأنبياء إخوة. أمهاتهم شتى ودينهم واحد. وأنا أوْلى الناس بعيسى ابن مريم ,لأنه لم يكن بيني وبينه نبي. فإذا رأيتموه فاعرفوه فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ,كأن رأسه تقطر ولم يصبه بلل !!.

إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. لماذ خصَّ الإسلام المسيح بهذه المكانة التي ميَّزته عن سائر أنبياء القرآن؟ وما هي الحكمة التي يراها المسلمون في نزول المسيح في ذلك الوقت دون غيره من المرسلين أولي العزم؟!

أجاب على هذا السؤال الإمام القرطبي في كتابه التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة . يقول في ص 764 : يحتمل أن المسيح قد وجد في الإنجيل فضل أمة محمد – ص – ,فدعا الله عزَّ وجلّ أن يجعله من أمة محمد – ص – فاستجاب الله تعالى دعاءه ورفعه إلى السماء إلى أن ينزله آخر الزمان مجدداً لما درس من دين الإسلام ,فوافق خروج الدجال فقتله !!!

ويحتمل أن يكون إنزاله مدة لدنو أجله ,لا لقتال الدجّال لأنه لا ينبغي لمخلوق من التراب أن يموت في السماء لكن أمره يجري على ما قال الله تعالى : مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى – طه 20 :55 – فينزله الله تعالى ليقبره في الأرض مدة يراه فيها من يقرب منه ويسرع به من نأي عنه ,ثم يقبضه فيتولى المؤمنون أمره ويصلّون عليه ويُدفن حيث دُفن الأنبياء !!

ويحتمل أن يكون ذلك لأن اليهود همَّت بقتله وصلبه وجرى أمرهم معه على ما بيّنه الله تعالى في كتابه وهم أبداً يدَّعون أنهم قتلوه وينسبونه في السحر وغيره إلى ما كان الله يراه ونزَّهه منه. ولا يزالون في ضلالهم هذا حتى تقترب الساعة ,فيظهر الدجال وهو أسحر السحرة ويبايعه اليهود ,فيكونون يومئذ جنده ,معتقدين أنهم ينتقمون به من المسلمين. فإذا صار أمرهم إلى هذا أنزله الله الذي عندهم انهم قد قتلوه .

وهذه كلها احتمالات قدّمها الإمام القرطبي ,وهي رصيد جديد من الأقوال الظنية ,والاجتهادات الفردية التي لا سند لها سوى النصوص المبهمة من القرآن والسنّة التي تناولت حياة المسيح.

 

8- انه الشفيع المقرَّب :

 حين نتأمل في الزُّمر 39 :44 ,نرى أن القرآن يحصر الشفاعة بالله وحده إذ يقول : لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً . ومع ذلك ,فإن أحد نصوص القرآن يلمح إلى كون الشفاعة أيضاً من امتيازات المسيح ,فيقول : إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ا سْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ – آل عمران 3 :45 – .

قال الجلالان في تفسير هذه الآية : وجيهاً في الدنيا بالنبوة ,وفي الآخرة بالشفاعة والدرجات العُلى ,ومن المقرَّبين عند الله .

وأخرج الإمام الطبري عن ابن حميد ,عن سلمة ,عن ابن اسحاق ,عن محمد بن جعفر ,قال : وجيهاً في الدنيا ,أي ذو وجاهة ومنزلة عند الله في الدنيا وفي الآخرة. و من المقربين يعني أنه ممن يقربه يوم القيامة ,فيُسكنه في جواره ويُدنيه منه .

وقال الإمام الرازي : وجيهاً في الدنيا بسبب أنه يُستجاب دعاؤه ,ويحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص. ووجيه في الآخرة انه يجعله شفيع أمته. أما قوله ومن المقربين ففيه وجوه :

– الأول – أنه تعالى جعل ذلك بالمدح العظيم للملائكة فألحقه بمثل منزلتهم ودرجتهم في هذه الصفة.

– الثاني – أن هذا الوصف كالتنبيه على أنه سيُرفع إلى السماء وتصاحبه الملائكة .

——————————-

معجزات المسيح في القرآن

1- الخَلْق : جاء في المائدة 5 :110 : إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي .

قال ابن العربي في تفسير هذه الآية : لقد خصّ الله عيسى بكونه روحاً وأضاف النفخ في خلقه من الطين. ولم يضف نفخاً في إعطاء الحياة لغير عيسى ,بل لنفسه تعالى .

2-النطق عند الولادة : حين ولدت مريم ابنها تناولها قومها بالتأنيب ظناً بأنها حبلت به سفاحاً فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً – مريم 19 :29 ,30 – .

قال الإمام الرازي : إن زكريا أتى مريم عند مناظرة اليهود إياها ,فقال لعيسى : اِنطق بحجتك إن كنت أُمرت بها ,فقال عيسى : إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً .

3- إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص: يقول القرآن بلسان المسيح : وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ – آل عمران 3 :49 – . ومن المعروف أن الأكمه هو من وُلد أعمى ,والبرص هو المرض الخطير المعروف ,والمرضان من الأدواء التي يتعذر شفاؤها على البشر.

قال وهب بن منبّه : بينما كان عيسى يلعب مع الصبيان إذ وثب غلام على صبي فوكزه برجله فقتله ,فألقاه بين يدي عيسى وهو ملطخ بالدم. فطلع الناس عليه ,فاتهموه به. فأخذوه وانطلقوا به إلى قاضي مصر. فقالوا هذا قتل. فسأله القاضي ,فقال عيسى : لا. لا أدري من قتله ,وما أنا بصاحبه. فأرادوا أن يبطشوا بعيسى ,فقال لهم : ائتوني بالغلام ,فقالوا ماذا تريد؟ قال أسأله من قتله؟ فقالوا : كيف يكلمك وهو ميت؟ فأخذوه وأتوا به إلى الغلام القتيل ,فأقبل عيسى على الدعاء فأحياه الله .

وعن الكلبي أنه قال : كان عيسى عليه السلام يحيي الأموات ب : يا حي يا قيوم . وأحيا عاذر – يقصد لعازر – وكان صديقاً له. ودعا سام بن نوح من قبره ,فخرج حياً. ومر على ابن ميت لعجوز ,فدعا الله فنزل عن سريره ورجع إلى أهله وولد له .

4- العِلم بالغيب : قال القرآن بلسان المسيح : وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ – آل عمران 3 :49 – .

روى السُّدي أن عيسى كان يلعب مع الصبيان ثم يخبرهم بأفعال آبائهم وأمهاتهم. وكان يخبر الصبي : أن أمك قد خبأت لك كذا. فيرجع الصبي إلى أهله يبكي إلى أن يأخذ ذلك الشيء. ثم قالوا لصبيانهم : لا تلعبوا مع هذا الساحر. وجمعوهم في بيت ,فجاء عيسى يطلبهم. فقالوا له : ليسوا في البيت. فقال : فمن في هذا البيت؟ قالوا : خنازير. قال عيسى : كذلك يكونون . فإذا هم خنازير.

5- إنزال المائدة من السماء : جاء في المائدة 5 :112-114 : إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ ا تَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ قَالَ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَاِئدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَّوَلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَا رْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .

لقد اختلف الأئمة في صفة نزول المائدة وكيفيتها وما كان عليها ,فروى قتادة عن جابر عن ياسر بن عمار عن محمد أنه قال : أُنزلت المائدة عليها خبز ولحم. وذلك أنهم سألوا عيسى طعاماً يأكلون منه ولا ينفد. فقال لهم إني فاعل ذلك ,وانها مقيمة لكم ما لم تخبئوا أو تخونوا. فإن فعلتم ذلك عُذِّبتم. فما مضى يومهم حتى خانوا وخبّأوا ,فرُفعت المائدة ومُسخوا قردة وخنازير .

وقال ابن عباس : قال عيسى لبني اسرائيل : صوموا ثلاثين يوماً ,ثم سَلُوا الله ما شئتم فيعطيكموه. فصاموا ثلاثين يوماً. فلما فرغوا قالوا : يا عيسى ,اننا صمنا فجُعنا ,فادْعُ الله أن ينزّل مائدة من السماء. فلبس عيسى المسوح وافترش الرماد ,ثم دعا الله فأقبلت الملائكة بمائدة ,يحملون عليها سبعة أرغفة وسبعة أحْوات ووضعتها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كما أكل أولهم

———————————

الروح القدس في القرآن

حين ندرس آيات القرآن ,نرى أن عدداً منها يتكلم عن الروح القدس وعن عمله في تأييد المسيح. وكان يمكن أن يتلاقى الفكر الإسلامي عن الروح المبارك مع الفكر المسيحي لولا ذهاب أكثرية علماء الإسلام في تفاسيرهم إلى القول إن الروح القدس هو الملاك جبريل. في ما يلي بعض آيات القرآن التي جاء فيها ذكر الروح المبارك.

1- وَآتَيْنَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ – البقرة2 :253 – .

قال الحسن في تفسير الآية : القدس هو الله تعالى ,وروحه جبريل عليه السلام ,ومعنى القول ,أعنَّاه بجبريل في أول أمره ,وفي وسطه وفي آخره. أما أول الأمر فلقوله : فنفخنا فيه من روحنا. وأما في وسطه ,فإن جبريل عليه السلام علّمه العلوم وحفظه من الأعداء. وأما في آخر الأمر فحين أرادت اليهود قتله أعانه جبريل عليه السلام ,ورفعه إلى السماء .

وقال ابن عباس : ان روح القدس هو الاسم الذي كان يحيي به عيسى الموتى .

وقال أبو مسلم : إن روح القدس الذي أُيِّد به يجوز أن يكون الروح الطاهرة التي نفخها الله تعالى فيه ,وأبانه عن غيره ممن خلق من اجتماع نطفتي الذكر والأنثى .

2- وَآتَيْنَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ – البقرة 2 :87 – .

قال الإمام الرازي : اختلفوا في الروح على وجوه ,أحدها أنه جبريل عليه السلام. وإنما سُمِّي بذلك لوجوه :

– الأول – أن المراد من روح القدس ,الروح المقدس. كما يقال حاتم الجود ورجل صدق. فوصف جبريل بذلك تشريفاً له وبياناً لعلوّ مرتبته عند الله تعالى.

– الثاني – سُمّي جبريل عليه السلام بذلك لأنه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح ,فإنه المتولي لإنزال الوحي إلى الأنبياء ,والمكلّفون بذلك يحيون في دينهم.

– الثالث – انه الغالب عليه الروحانية كذلك سائر الملائكة. غير أن روحانيته أكمل وأتم.

– الرابع – سُمّي جبريل عليه السلام روحاً ,لأنه ما ضمّته أصلاب الفحول وأرحام الأمهات.

– الخامس – المراد بروح القدس الإنجيل ,كما قال القرآن روحاً من أمرنا .

– السادس – انه الروح الذي نفخ فيه والقدس هو الله تعالى. فنسب روح عيسى عليه السلام إلى نفسه تعظيماً له وتشريفاً ,كما يُقال لبيت الله وناقة الله – عن الربيع – .

وأعلم أن اطلاق اسم الروح على جبريل وعلى الإنجيل وعلى الاسم الأعظم مجاز ,لأن الروح هو الريح المترددة في مخارق الإنسان ومنافذه. ومعلوم أن هذه الثلاثة ما كانت كذلك ,إلا أنه سُمِّي كل واحد من هذه الثلاثة بالروح على سبيل التشبيه. من حيث أن الروح كما أنه سبب لحياة الرجل فكذلك جبريل عليه السلام سبب لحياة القلوب بالعلوم ,والإنجيل سبب لظهور الشرائع وحياتها. والاسم الأعظم سبب لأن يتوسل به إلى تحصيل الأغراض. إلا أن المشابهة بين مُسمَّى الروح وبين جبريل أتمّ لوجوه : – احدها – لأن جبريل عليه السلام مخلوق من هواء نوارني لطيف ,فكانت المشابهة أتمّ ,فكان إطلاق اسم الروح على جبريل أَوْلى. – وثانيها – ان هذه التسمية فيه أظهر منها فيما عداه. – وثالثها – ان قوله تعالى : وأيّدناه بروح القدس يعني قّويناه ,والمراد من هذه التقوية الإعانة. وإسناد الإعانة إلى جبريل حقيقة. وإسنادها إلى الإنجيل والاسم الأعظم مجاز ,فكان ذلك أَوْلى. – ورابعها – وهو ان اختصاص عيسى بجبريل من أحد وجوه الاختصاص ,بحيث لم يكن لأحد من الأنبياء مثل ذلك ,لأنه هو الذي بشر مريم بولادتها ,وإنما وُلد عيسى من نفخة جبريل ,وهو الذي ربّاه في جميع الأحوال ,وكان يسير معه حيث سار ,وكان معه حين صعد إلى السماء – التفسير الكبير ج 3 ص 177،178 – .

3- رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ – غافر 40 :15 – .

يقول الإمام الرازي : اختلف العلماء في المراد بهذا الروح. والصحيح أن المراد هو الوحي. وحاصل الكلام فيه أن حياة الأرواح بالمعارف الإلهية والجلايا القدسية. فإذا كان الوحي سبباً لحصول هذه الأرواح ,سُمّي بالروح ,فإن الروح سبب لحصول هذه الحياة الروحانية.

وأعلم أن أشرف الأحوال الظاهرة في روحانيات هذا العالم ظهور آثار الوحي ,والوحي إنما يتم في أربعة أركان :

– فأولها – الرسل وهو الله سبحانه وتعالى. فلهذا أضاف إلقاء الوحي إلى نفسه فقال يلقي الروح .

– والركن الثاني – الإرسال والوحي وهو الذي سمّاه بالروح.

– والركن الثالث – أن وصول الوحي من الله تعالى إلى الأنبياء لا يمكن أن يكون إلا بواسطة الملائكة ,وهو المشار إليه في هذه الآية بقوله : من أمره . فالركن الروحاني يُسمَّى أمراً. قال تعالى : وأوحى في كل سماء أمرها .

– والركن الرابع – الأنبياء الذين يلقي الله الوحي وهو المشار اليه بقوله من يشاء من عباده .

– والركن الخامس – تعيين الغرض والمقصود الأصلي من إلقاء الوحي إليهم ,وذلك هو أن الأنبياء عليهم السلام يصرفون الخلق عن عالم الدنيا إلى عالم الآخرة ,ويحملونهم على الإعراض عن هذه الجسمانيات والإقبال على الروحانيات ,وإليه الإشارة بقوله : لينذر يوم التلاق فهذا ترتيب عجيب يدل على هذه الإشارات العالية من علوم المكاشفات الإلهية – التفسير الكبير ج 27 ص 44-45 – .

4- أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ – المجادلة 58 :22 – .

قال أهل التفسير : في تفسير هذه العبارات قولان :

– الأول – قال ابن عباس : نصرهم على عددهم ,وسَمّى تلك النصرة روحاً لأن بها يحيي أمرهم .

– الثاني – قال السدي : الضمير في قوله منه عائد إلى الإيمان ,والمعنى انه أيدهم بروح من الإيمان .

5- مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ – المعارج 70 :3 و4 – .

قال أهل التفسير : اعلم ان عادة الله تعالى في القرآن أنه متى ذكر الملائكة في معرض التهويل والتخويف أفرد الروح بعدهم ,كما في قوله : يوم يقوم الروح والملائكة صفاً . وهذا يقتضي أن الروح أعظم من الملائكة قدراً.

وقال بعض المكاشفين : ان الروح نور عظيم ,هو أقرب الأنوار إلى جلال الله ومنه تتشعّب أرواح سائر الملائكة. والبشر في آخر درجات منازل الأرواح ,بين الطرفين مراتب الأرواح الملكية ومدارج منازل الأرواح القدسية ,ولا يعلم كميتها إلا الله. وأما ظاهر المتكلمين فهو أن الروح هو جبريل عليه السلام – التفسير الكبير ج 30 ص 122 – .

6- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً – النبأ 78 :38 – .

اختلفوا في الروح في هذه الآية. فعن ابن مسعود أنه ملك أعظم من السموات والجبال.

وعن ابن عباس : هو ملك أعظم من الملائكة خلقاً.

وعن مجاهد : خلق على صورة بني آدم.

وعن الضحّاك والشعبي : هو جبريل عليه السلام.

ومن هذه كلها ترى أن تعبير الروح القدس من متشابه القرآن.

1) فقد يعني الملاك جبريل كما في قوله : قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ – النحل 16 :102 – . قُلْ مَنْ كَانَ عَدُّواً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهُِ – البقرة 2 :97 – .

2) وقد يعني روح القدس الذي أيَّد المسيح في شخصيته أو دعوته ومعجزاته وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيدناه بروح القدس . يقول الجلالان : الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار وغيرهما يرون فيه ليس فقط الروح المؤيد له في دعوته ومعجزاته ,بل الروح المؤيد له في شخصيته. ولم يكن مستقلاً عن ذاته : روح عيسى ,ووصفها به لطهارته من مسّ الشيطان ,أو لكرامته على الله تعالى ,أو لأنه لم تضمَّه الأصلاب ولا الأرحام الطوامس ,أو الإنجيل ,أو اسم الله الأعظم الذي كان يحيي به الموتى – البيضاوي في تفسيره للبقرة 87 – . فروح القدس الذي أيَّد به الله المسيح هو الاسم الأعظم . والاسم دليل الذات ,والفعل برهان الذات ,فإحياء الموتى ,والمقدرة على الخلق هما من خصائص الذات الإلهية والاسم الأعظم. فروح القدس المحيي إما هو روح عيسى ,وإما هو الاسم الأعظم ذات في الله غير الله ,والمسيح كلمة الله ,فهو مما استأثر بعلمه .

3) فروح القدس الروح على الإطلاق هو روح من الله ,في الله ,يتمتع معه بالاسم الأعظم. وهذا هو تعليم الإنجيل أيضاً.

وتأييد الله للمسيح به ,لا يفارقه ساعة يسير معه حيث سار دليل على صلة خاصة ذاتية بين روح القدس والله ,وبين روح القدس والمسيح كلمة الله ,وتلك هي صورة التثليث المسيحي تتجلى لنا من تعابير القرآن نفسها.

الله والكلمة والروح

 

– فالقرآن إذاً ,مع تكفيره لتثليث منحرف بتعابيره في الثلاثة يشير إلى تثليث صحيح : الله والكلمة والروح. ولكي نزيد الأمر وضوحاً عن حقيقة العلاقة بين المسيح وروح القدس ,أو بالأحرى بين الأقانيم الثلاثة كما أشار إليها القرآن. نقول إن الواقع القرآني هو أن في شخصية المسيح ازدواجية ,فبحسب ظاهر القرآن ان المسيح عيسى ابن مريم هو بشر أي عبد لا ربّ ,ومع ذلك أيضاً فهو بنص القرآن القاطع روح الله وروح الله في أدنى معانيه يعني أنه ملاك : فهل يكون المسيح بشراً وملاكاً معاً؟ أي ملاكاً متأنِّساً؟ هذا حرف القرآن ومنطوقه!

على كل حالٍ فالمسيح بشر ,وأسمى من البشر معاً. وهذا برهان قاطع على الازدواجية القرآنية في شخصية المسيح.

انظر إلى التعبير القرآني لهذه العلاقة كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهو تعبير فريد خاص بالمسيح وحده ,لا مثيل له في القرآن كله. فقوله : روح منه يدل على المصدرية كما فسره البيضاوي : أي صدر منه. وهذا الصدور يفسّره الاسم الثاني المرادف له : كلمته .

ان المسيح روح من الله يصدر منه صدور الكلمة من الذات الناطقة.

وهذا القيد والتخصيص يميّز المسيح روحاً منه تعالى بالصدور عن كل روح من الله بالخلق والإبداع.

ويؤيد معنى المصدرية في روح منه تأييد المسيح بروح القدس في قوله : وأيدناه بروح القدس .

فإذا اعتبرنا أيدناه بروح القدس انها روح المسيح الشريفة العالية القدسية – كما قال الرازي في تفسيره – التي تؤيد المسيح في ذاته وشخصيته ,كان المسيح روح الله القدس ,فهو اسمى من مخلوق.

وإذا اعتبرنا أيدناه بروح القدس أنها روح القدس الذات القائمة بنفسها والتي تؤيد المسيح في سيرته ورسالته ,كان المسيح أيضاً أسمى من مخلوق.

وفي كلا الحالين تأييد المسيح بروح القدس يرفعه فوق المخلوق.

قال الإمام أحمد بن حنبل : من قال إن روح القدس مخلوق فقد قال بدعة أو ضلالة !!

وإضافة لما سبق ,ففي قوله كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه يمتاز التعبير عن سائر التعابير القرآنية ويحدد ذات المسيح أنها روح منه تعالى ,أي صادرة منه ,لا على طريق الخلق ,بل على طريق الصدور. كما يدل عليه ترادف الإسمين كلمته وروح منه . فهو روح منه تعالى يصدر منه صدور الكلمة من الذات الناطقة في حديثها النفسي ,وإذ لا حدوث في الله ,فكلمته في ذاته غير محدثة أو روح منه غير محدث.

Posted in لاهوت دفاعي -عام, إسلاميات عامة | Leave a Comment »

مفهوم القتال في العهد القديم ومقارنة مع القتال في الإسلام -1-

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 11, 2007

الكاتب: عبد المسيح (بتصرف)

الأخوة و الأصدقاء الأعزاء

كثيرا ما يكثر الحديث عن الحرب و مفهومها في العهد القديم من قبل أصدقائنا المسلمين و هل هذا يتعارض و يتناقض مع دعوة المحبة و السلام التي اتى بها السيد المسيح في العهد الجديد و يستشهدون ببعض النصوص الخاصة بالشعب العبراني في العهد القديم و علاقته بالقبائل الوثنية التي كانت موجودة في أرض الميعاد كذريعة للطعن في الكتاب المقدس و مصداقيته , لذلك رأيت أن نبحث في تلك النصوص لنرى ظروفها و ملابساتها
ثم في النهاية نرى النصوص التي تبيح القتال في الاسلام و الفوارق بين مفهوم القتال في العهد القديم و مبرراته و مفهوم القتال في الاسلام و مبرراته .

الحالة الأولى

حزقيال 9 : 4 و قال له الرب اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم و سم سمة على جباه الرجال الذين يئنون و يتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها
9: 5
 و قال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه و اضربوا لا تشفق اعينكم و لا تعفوا
9: 6
 الشيخ و الشاب و العذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك و لا تقربوا من انسان عليه السمة و ابتدئوا من مقدسي فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت

————————————————
للأسف أن ما يفعله البعض أنه ينقل هذا الإدعاء دون حتى أن يكلف نفسه عناء قراءة كامل النص من سفر حزقيال و ما يشير أليه و للأسف يهلل من وراءه البعض دون أن يعرفوا ما يشير أليه النص و ما معناه .

عندما نقتبس عبارة من الكتاب المقدس يجب أن ندرسها في إطار النص التي جاءت فيه و فيه إطار الإصحاح الخاص بها و الأعظم من ذلك دراستها في سياق الكتاب ككل .

أولا سفر حزقيال بمنتهى البساطة موجه لليهود و ليس للشعوب الوثنية و الويلات المذكورة فيه عبارة عن ( رؤيا ) أظهرها الله لحزقيال النبي لما سوف يسمح الله بحدوثه للشعب اليهودي بسبب الرجاسات و عبادة الأوثان التي انتشرت في وسطهم في تلك الفترة بعد أن تأثروا بتلك العبادات من بعض الأمم المحيطة بهم لذلك نجد العبارة التالية في الآية التي أقتبسها :

و قال له الرب اعبر في وسط المدينة في وسط أورشليم و سم سمة على جباه الرجال الذين يئنون و يتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها

أي أن تلك الرجاسات التي كرهها الرب كانت في أورشليم عاصمة اليهود الروحية و مقر الهيكل .

عموما للتوضيح نرجع لسفر حزقيال الأصحاح الثامن و نراجع الآتي :

حزقيال 8 : 1وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ فِي الْخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ, وَأَنَا جَالِسٌ فِي بَيْتِي وَمَشَايِخُ يَهُوذَا جَالِسُونَ أَمَامِي, أَنَّ يَدَ السَّيِّدِ الرَّبِّ وَقَعَتْ عَلَيَّ هُنَاكَ. 2فَنَظَرْتُ وَإِذَا شَبَهٌ كَمَنْظَرِ نَارٍ, مِنْ مَنْظَرِ حَقَوَيْهِ إِلَى تَحْتُ نَارٌ, وَمِنْ حَقَوَيْهِ إِلَى فَوْقُ كَمَنْظَرِ لَمَعَانٍ كَشَبَهِ النُّحَاسِ اللاَّمِعِ. 3وَمَدَّ شَبَهَ يَدٍ وَأَخَذَنِي بِنَاصِيَةِ رَأْسِي, وَرَفَعَنِي رُوحٌ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ, وَأَتَى بِي فِي رُؤَى اللَّهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ الدَّاخِلِيِّ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشِّمَالِ حَيْثُ مَجْلِسُ تِمْثَالِ الْغَيْرَةِ, الْمُهَيِّجِ الْغَيْرَةِ. 4وَإِذَا مَجْدُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ هُنَاكَ مِثْلُ الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُهَا فِي الْبُقْعَةِ. 5ثُمَّ قَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, ارْفَعْ عَيْنَيْكَ نَحْوَ طَرِيقِ الشِّمَالِ». فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ نَحْوَ طَرِيقِ الشِّمَالِ وَإِذَا مِنْ شِمَالِيِّ بَابِ الْمَذْبَحِ تِمْثَالُ الْغَيْرَةِ هَذَا فِي الْمَدْخَلِ. 6وَقَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, هَلْ رَأَيْتَ مَا هُمْ عَامِلُونَ؟ الرَّجَاسَاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ عَامِلُهَا هُنَا لإِبْعَادِي عَنْ مَقْدِسِي. وَبَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ». 7ثُمَّ جَاءَ بِي إِلَى بَابِ الدَّارِ فَنَظَرْتُ وَإِذَا ثَقْبٌ فِي الْحَائِطِ. 8ثُمَّ قَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, انْقُبْ فِي الْحَائِطِ». فَنَقَبْتُ فِي الْحَائِطِ, فَإِذَا بَابٌ. 9وَقَالَ لِي: ادْخُلْ وَانْظُرِ الرَّجَاسَاتِ الشِّرِّيرَةَ الَّتِي هُمْ عَامِلُوهَا هُنَا». 10فَدَخَلْتُ وَنَظَرْتُ وَإِذَا كُلُّ شَكْلِ دَبَّابَاتٍ وَحَيَوَانٍ نَجِسٍ, وَكُلُّ أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, مَرْسُومَةٌ عَلَى الْحَائِطِ عَلَى دَائِرِهِ. 11وَوَاقِفٌ قُدَّامَهَا سَبْعُونَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَيَازَنْيَا بْنُ شَافَانَ قَائِمٌ فِي وَسَطِهِمْ, وَكُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتُهُ فِي يَدِهِ وَعِطْرُ عَنَانِ الْبَخُورِ صَاعِدٌ. 12ثُمَّ قَالَ لِي: أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا تَفْعَلُهُ شُيُوخُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي الظَّلاَمِ, كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ تَصَاوِيرِهِ لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: الرَّبُّ لاَ يَرَانَا! الرَّبُّ قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ

فكما نرى يشرح النبي حزقيال كيف أن الله أخذه في رؤيا روحية ووضح له ما يحدث من شيوخ إسرائيل في أورشليم من رجاسات أغضبت الله عليهم بشدة , ثم أراه الله بعد هذا بالتفصيل ما يحدث في أورشليم من عبادة للأوثان و خطايا و كيف أنصرف شعب أورشليم عن طريق الله .

بعد هذا أوضح الرب لحزقيال النبي أن هناك البعض من شعب أورشليم ترفض هذا الابتعاد عن طريق الله .

ثم نجد بعد ذلك في نهاية الإصحاح الثامن الآيات التالية :

حزقيال 8 : 17وَقَالَ لِي: أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ؟ أَقَلِيلٌ لِبَيْتِ يَهُوذَا عَمَلُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي عَمِلُوهَا هُنَا؟ لأَنَّهُمْ قَدْ مَلأُوا الأَرْضَ ظُلْماً وَيَعُودُونَ لإِغَاظَتِي, وَهَا هُمْ يُقَرِّبُونَ الْغُصْنَ إِلَى أَنْفِهِمْ. 18فَأَنَا أَيْضاً أُعَامِلُ بِـالْغَضَبِ. لاَ تُشْفِقُ عَيْنِي وَلاَ أَعْفُو. وَإِنْ صَرَخُوا فِي أُذُنَيَّ بِصَوْتٍ عَالٍ لاَ أَسْمَعُهُمْ .

 

و أوضح الله لحزقيال كيف انه سيترك أورشليم تسقط في يد أعداءها الذين سيفتكون بها و برجالها و نساءها و أطفالها و سيحمي الله فقط الذين لم ينساقوا وراء هذه العبادات الوثنية و ذلك بأن يضع سمة على جباههم و هو ما نراه بعد ذلك في إصحاح 9 .

حزقيال 9 : 1وَصَرَخَ فِي سَمْعِي بِصَوْتٍ عَالٍ: قَرِّبْ وُكَلاَءَ الْمَدِينَةِ, كُلَّ وَاحِدٍ وَعُدَّتَهُ الْمُهْلِكَةَ بِيَدِهِ». 2وَإِذَا بِسِتَّةِ رِجَالٍ مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ الأَعْلَى الَّذِي هُوَ مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ, وَكُلُّ وَاحِدٍ عُدَّتُهُ السَّاحِقَةُ بِيَدِهِ, وَفِي وَسَطِهِمْ رَجُلٌ لاَبِسٌ الْكَتَّانَ, وَعَلَى جَانِبِهِ دَوَاةُ كَـاتِبٍ. فَدَخَلُوا وَوَقَفُوا جَانِبَ مَذْبَحِ النُّحَاسِ. 3وَمَجْدُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ صَعِدَ عَنِ الْكَرُوبِ الَّذِي كَـانَ عَلَيْهِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَيْتِ. فَدَعَا الرَّبُّ الرَّجُلَ اللاَّبِسَ الْكَتَّانِ الَّذِي دَوَاةُ الْكَـاتِبِ عَلَى جَانِبِهِ, 4وَقَالَ لَهُ: اعْبُرْ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ, وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسَطِهَا». 5وَقَالَ لأُولَئِكَ فِي سَمْعِي: اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ. 8وَكَانَ بَيْنَمَا هُمْ يَقْتُلُونَ وَأُبْقِيتُ أَنَا, أَنِّي خَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي وَصَرَخْتُ: اآهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ! هَلْ أَنْتَ مُهْلِكٌ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ كُلَّهَا بِصَبِّ رِجْزِكَ عَلَى أُورُشَلِيمَ؟» 9فَقَالَ لِي: إِنَّ إِثْمَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا عَظِيمٌ جِدّاً جِدّاً, وَقَدِ امْتَلأَتِ الأَرْضُ دِمَاءً, وَامْتَلأَتِ الْمَدِينَةُ جَنَفاً. لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: الرَّبُّ قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ, وَالرَّبُّ لاَ يَرَى. 10وَأَنَا أَيْضاً عَيْنِي لاَ تُشْفِقُ وَلاَ أَعْفُو. أَجْلِبُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ».

 

فكما نرى من الأصحاح 9 أذا قرأناه بفهم و ليس كما يفعل من ينقلون بدون وعي آيات مبتورة ناقصة نرى أن الذي دونه النبي حزقيال عبارة عن ( رؤيا ) لما سوف يحدث لبعض شيوخ أورشليم و شعبها الذي فسد و ضل وراء الأوثان التي هي مكرهة للرب و كيف ان الله سيترك أورشليم تسقط في يد اعداءها بسبب الرجاسات و القتل التي ارتكبها اليهود و شيوخهم في تلك المدينة و أنه سيحمي فقط الذين رفضوا تلك الأعمال .

و تأكيدا لتلك الرؤيا وجه الرب تحذيره لخمسة و عشرون شيخا من قيادات شعب أسرائيل الذين ضلوا الشعب و اعملوا القتل في معارضيهم كما نرى ذلك في رؤيا أخرى في أصحاح 11 من نفس السفر .

حزقيال 11 : 1ثُمَّ رَفَعَنِي رُوحٌ وَأَتَى بِي إِلَى بَابِ بَيْتِ الرَّبِّ الشَّرْقِيِّ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ, وَإِذَا عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلاً, وَرَأَيْتُ بَيْنَهُمْ يَازَنْيَا بْنَ عَزُورَ, وَفَلَطْيَا بْنَ بَنَايَا رَئِيسَيِ الشَّعْبِ. 2فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, هَؤُلاَءِ هُمُ الرِّجَالُ الْمُفَكِّرُونَ بِـالإِثْمِ, الْمُشِيرُونَ مَشُورَةً رَدِيئَةً فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ. 3اَلْقَائِلُونَ: مَا هُوَ قَرِيبٌ بِنَاءُ الْبُيُوتِ! هِيَ الْقِدْرُ وَنَحْنُ اللَّحْمُ! 4لأَجْلِ ذَلِكَ تَنَبَّأْ عَلَيْهِمْ. تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ. 5وَحَلَّ عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ وَقَالَ لِي: قُلْ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَكَذَا قُلْتُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ, وَمَا يَخْطُرُ بِبَالِكُمْ قَدْ عَلِمْتُهُ. 6قَدْ كَثَّرْتُمْ قَتْلاَكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَمَلأْتُمْ أَزِقَّتَهَا بِـالْقَتْلَى. 7لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: قَتْلاَكُمُ الَّذِينَ طَرَحْتُمُوهُمْ فِي وَسَطِهَا هُمُ اللَّحْمُ وَهِيَ الْقِدْرُ. وَإِيَّاكُمْ أُخْرِجُ مِنْ وَسَطِهَا. 8قَدْ فَزِعْتُمْ مِنَ السَّيْفِ, فَـالسَّيْفُ أَجْلِبُهُ عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 9وَأُخْرِجُكُمْ مِنْ وَسَطِهَا وَأُسَلِّمُكُمْ إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ, وَأُجْرِي فِيكُمْ أَحْكَـاماً. 10بِـالسَّيْفِ تَسْقُطُونَ. فِي تُخُمِ إِسْرَائِيلَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. 11هَذِهِ لاَ تَكُونُ لَكُمْ قِدْراً وَلاَ أَنْتُمْ تَكُونُونَ اللَّحْمَ فِي وَسَطِهَا. فِي تُخُمِ إِسْرَائِيلَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ 12فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لَمْ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِهِ وَلَمْ تَعْمَلُوا بِأَحْكَـامِهِ, بَلْ عَمِلْتُمْ حَسَبَ أَحْكَـامِ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ .

 

و لمزيد من التوضيح أنصح بقراءة باقي السفر لأن به العديد من النبؤات و التحذيرات للشعب المتمرد .

الغريب أن البعض يتهم اليهود بتحريف الكتاب المقدس و أنهم يستغلون نصوصه لمهاجمة أعدائهم كالنص السابق الذي ينقله البعض بدون وعي , رغم أن النص و العقوبة التي فيه موجهة بالأساس الي اليهود و ليس الى باقي الشعوب .

————————————

الحالة الثانية

سفر العدد 31 : 1 و كلم الرب موسى قائلا

31: 2 انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضم الى قومك

31: 3 فكلم موسى الشعب قائلا جردوا منكم رجالا للجند فيكونوا على مديان ليجعلوا نقمة الرب على مديان

31: 4 الفا واحدا من كل سبط من جميع اسباط اسرائيل ترسلون للحرب ……

———————————

كالعادة نقول للكل يجب أن تقرأوا الكتاب المقدس بطريقة شاملة و لا نأتي بالنصوص مبتورة لكي نفهم ما هو المقصود من وراء الآيات , و هذا النص الذي يوضح أمر الله للشعب اليهودي بقتال المديانيين دون ان يقرأ ما قبلها أو كامل الأصحاح ليعرف ما حدث فيه , أذا رجعنا لسفر العدد الأصحاح 22 نجد الآتي :

العدد 22 : 1وَارْتَحَل بَنُو إِسْرَائِيل وَنَزَلُوا فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ مِنْ عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا. 2وَلمَّا رَأَى بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ جَمِيعَ مَا فَعَل إِسْرَائِيلُ بِالأَمُورِيِّينَ 3فَزَِعَ مُوآبُ مِنَ الشَّعْبِ جِدّاً لأَنَّهُ كَثِيرٌ وَضَجَِرَ مُوآبُ مِنْ قِبَل بَنِي إِسْرَائِيل. 4فَقَال مُوآبُ لِشُيُوخِ مِدْيَانَ: «الآنَ يَلحَسُ الجُمْهُورُ كُل مَا حَوْلنَا كَمَا يَلحَسُ الثَّوْرُ خُضْرَةَ الحَقْلِ». وَكَانَ بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكاً لِمُوآبَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ. 5 فَأَرْسَل رُسُلاً إِلى بَلعَامَ بْنِ بَعُورَ إِلى فَتُورَ التِي عَلى النَّهْرِ فِي أَرْضِ بَنِي شَعْبِهِ لِيَدْعُوَهُ قَائِلاً: «هُوَذَا شَعْبٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ. هُوَذَا قَدْ غَشَّى وَجْهَ الأَرْضِ وَهُوَ مُقِيمٌ مُقَابَِلِي. 6فَالآنَ تَعَال وَالعَنْ لِي هَذَا الشَّعْبَ لأَنَّهُ أَعْظَمُ مِنِّي. لعَلهُ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكْسِرَهُ فَأَطْرُدَهُ مِنَ الأَرْضِ. لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ الذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَالذِي تَلعَنُهُ مَلعُونٌ». 7فَانْطَلقَ شُيُوخُ مُوآبَ وَشُيُوخُ مِدْيَانَ وَحُلوَانُ العِرَافَةِ فِي أَيْدِيهِمْ وَأَتُوا إِلى بَلعَامَ وَكَلمُوهُ بِكَلامِ بَالاقَ. 8فَقَال لهُمْ: «بِيتُوا هُنَا الليْلةَ فَأَرُدَّ عَليْكُمْ جَوَاباً كَمَا يُكَلِّمُنِي الرَّبُّ». فَمَكَثَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ عِنْدَ بَلعَامَ

 

غضب بالاق ملك موآب من الشعب اليهودي بعد ان أوقع تأديب الرب على الأموريين فقرر أن يكيد المكيدة للشعب اليهودي كي يتسنى له طرده و أغضاب الرب عليه فأرسل شيوخ مديان و شيوخ موآب و العرافة الى بلعام الشيخ ليـلعن الشعب و كما سنرى في الأصحاحات التالية ظهر الله لبلعام و طلب منه عدم الرجوع مع شيوخ مديان و موآب فأرسل بالاق له مرة ثانية فأمره الله بأن يذهب معهم و لكن لا يفعل شئ الا الذي يقوله له الله .

ذهب بلعام مع شيوخ مديان الى بالاق و بدلا من أن يـلعن الشعب العبراني كما طلب منه بالاق بارك الشعب كما أمره الله و قال بلعام لبالاق أنه لا يستطيع أن يتصرف من نفسه و انما وفقا لما امره به الله .

العدد 25 : 1وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ وَابْتَدَأَ الشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ. 2فَدَعَوْنَ الشَّعْبَ إِلى ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ فَأَكَل الشَّعْبُ وَسَجَدُوا لِآلِهَتِهِنَّ. 3وَتَعَلقَ إِسْرَائِيلُ بِبَعْلِ فَغُورَ. فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلى إِسْرَائِيل.

– بعد هذا رأي المديانيين ان الوسيلة الوحيدة لأغضاب الله على الشعب العبراني هو أن يجروه الى الزنا و الى العبادات الوثنية فيحمى غضب الرب عليهم و هو ما حدث فعلا و نراه في الآتي :

 

و نتيجة لهذه الأفعال و الزنا الذي انتشر ، أنتشر الوباء في الشعب العبراني و مات منهم العديدين نتيجة لتلك المكيدة من المديانيين و طلب الله من النبي موسى توقيع عقوبة الأعدام على الرؤساء الذين عبدوا بعل فغور و نتيجة لذلك توقف الوباء الذي حصد أرواح أربعة و عشرين ألفا .

العدد 25 : 9وَكَانَ الذِينَ مَاتُوا بِالوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلفاً .

و لهذا طلب الرب من موسى أن ينتقم من المديانيين لأن عين بعين و سن بسن في القتل و لأن سافك دم الأنسان بيد الأنسان يسفك دمه كما تقول الشريعة و لأن المديانيين تسببوا في زناهم و عبادتهم لبعل فغور بضلال الشعب العبراني و أنتشار الوباء فيه مما تسبب في وفاة الآلاف السابق ذكرها .

لهذا نجد الآتي في الأصحاح 25

العدد 25 : 1 6ثُمَّ قَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 17«ضَايِقُوا المِدْيَانِيِّينَ وَاضْرِبُوهُمْ 18لأَنَّهُمْ ضَايَقُوكُمْ بِمَكَايِدِهِمِ التِي كَادُوكُمْ بِهَا فِي أَمْرِ فَغُورَ وَأَمْرِ كُزْبِي أُخْتِهِمْ بِنْتِ رَئِيسٍ لِمِدْيَانَ التِي قُتِلتْ يَوْمَ الوَبَإِ بِسَبَبِ فَغُورَ».

 

لقد وقع الله العقوبة على المديانيين كنتيجة للمكيدة و الضلال التي فعلوها بعبادة بعل فغور و تسببهم نتيجة لذلك بالوباء .

و مع هذا طلب الله الأبقاء على أطفال المديانيين و كان عددهم في حدود 32 ألف من ما هم دون الخمسة عشر عاما فكبروا و تربوا بين الشعب العبراني فقد طلب الله الأبقاء على العذارى و الأطفال و بأخذ أن متوسط سن الزواج في القديم كان أربعة عشر عاما أذا فيكون العذارى المقصود بهم من هم أقل من تلك السن أي مادون الخامسة عشر .

لأن الله يعلم جيدا أن هؤلاء الأطفال سيشبون بطريقة لا تغضبه أذا أبتعدوا عن رجاسات أهلهم .

————————————-

حالات أخرى (3)

تثنية 7 : 1 «مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ 3 وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. 5وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ 7ليْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ التَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ. 8بَل مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ وَحِفْظِهِ القَسَمَ الذِي أَقْسَمَ لآِبَائِكُمْ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ مِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. 9فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍ 10وَالمُجَازِي الذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ. لا يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ. 11فَاحْفَظِ الوَصَايَا وَالفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُوصِيكَ اليَوْمَ لِتَعْمَلهَا.

———–

تثنية 7 : 16وَتَأْكُلُ كُل الشُّعُوبِ الذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يَدْفَعُ إِليْكَ. لا تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَليْهِمْ وَلا تَعْبُدْ آلِهَتَهُمْ لأَنَّ ذَلِكَ شَرَكٌ لكَ. 17إِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: هَؤُلاءِ الشُّعُوبُ أَكْثَرُ مِنِّي. كَيْفَ أَقْدِرُ أَنْ أَطْرُدَهُمْ؟ 18فَلا تَخَفْ مِنْهُمُ. اذْكُرْ مَا فَعَلهُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ المِصْرِيِّينَ. 19التَّجَارِبَ العَظِيمَةَ التِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ وَالآيَاتِ وَالعَجَائِبَ وَاليَدَ الشَّدِيدَةَ وَالذِّرَاعَ الرَّفِيعَةَ التِي بِهَا أَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هَكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِجَمِيعِ الشُّعُوبِ التِي أَنْتَ خَائِفٌ مِنْ وَجْهِهَا. 20«وَالزَّنَابِيرُ أَيْضاً يُرْسِلُهَا الرَّبُّ إِلهُكَ عَليْهِمْ حَتَّى يَفْنَى البَاقُونَ وَالمُخْتَفُونَ مِنْ أَمَامِكَ. 21لا تَرْهَبْ وُجُوهَهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ فِي وَسَطِكَ إِلَهٌ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ. 22وَلكِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْرُدُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبَ مِنْ أَمَامِكَ قَلِيلاً قَلِيلاً. لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفْنِيَهُمْ سَرِيعاً لِئَلا تَكْثُرَ عَليْكَ وُحُوشُ البَرِّيَّةِ. 23وَيَدْفَعُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَيُوقِعُ بِهِمِ اضْطِرَاباً عَظِيماً حَتَّى يَفْنُوا. 24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ. 25وَتَمَاثِيل آلِهَتِهِمْ تُحْرِقُونَ بِالنَّارِ. لا تَشْتَهِ فِضَّةً وَلا ذَهَباً مِمَّا عَليْهَا لِتَأْخُذَ لكَ لِئَلا تُصَادَ بِهِ لأَنَّهُ رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِكَ. 26وَلا تُدْخِل رِجْساً إِلى بَيْتِكَ لِئَلا تَكُونَ مُحَرَّماً مِثْلهُ. تَسْتَقْبِحُهُ وَتَكْرَهُهُ لأَنَّهُ مُحَرَّمٌ».

———–

قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَكُمُ الْمَدِينَةَ. وَاجْعَلُوا الْمَدِينَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ، . . . . أَمَّا كُلُّ غَنَائِمِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ، فَتُخَصَّصُ لِلرَّبِّ وَتُحْفَظُ فِى خِزَانَتِهِ. فَهَتَفَ الشَّعْبُ، وَنَفَخَ الْكَهَنَةُ فِي الأَبْوَاقِ. وَكَانَ هُتَافُ الشَّعْبِ لَدَى سَمَاعِهِمْ صَوْتَ نَفْخِ الأَبْوَاقِ عَظِيماً، فَانْهَارَ السُّورُ فِي مَوْضِعِهِ. فَانْدَفَعَ الشَّعْبُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ كُلٌّ إِلَى وِجْهَتِهِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا. وَدَمَّرُوا الْمَدِينَةَ وَقَضَوْا بِحَدِّ السَّيْفِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِيهَا مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ وَشُيُوخٍ حَتَّى الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ.

 ——————————————

النصوص المختلفة من سفر التثنية و من سفر يشوع تتكلم عن شعوب و قبائل معينة وثنية كانت تسكن في الأرض التى وعد الله بسكناها لشعبه في العهد القديم (ليست تشريع وليست عامة تجاه العالم كله)

و التص الأخير يوضح دخول الشعب العبراني لأريحا و تدميرها و شعب اريحا كان من الشعوب الوثنية التي أغضبت الله بعبادة الوثان و الزنا و الذبائح البشرية فكان حكم الله عليهم تماما كما حكم من قبل على سدوم و عمورة و كما فعل أيام الطوفان و لكن وقع الله عليهم العقوبة هذه المرة عن طريق شعبه لكي تعلم هذه الشعوب المتمردة قوة بأس الله . (اختلاف الوسيلة والعقوبة واحدة)

لقد عاقب الله هذه الشعوب لعبادتهم الوثنية و حرم الأختلاط بهم حتى لا يفتنوا الشعب اليهودي عن عبادة الله كما حدث مع سليمان النبي عندما زاغ عن عبادة الله بسبب تعدد زوجاته من الأمم .

لم يكن شعب الله بقيادة الانبياء المختارين يساومون اي من الشعوب ( اما في التهود او الموت ) لان هذا كان حكم الله النهائي على شعوب تمردت على الله . (ليس من أجل نشر الدين)

لأن الله ليس عنده محاباة فقد وقع عقوبات شديدة على شعب إسرائيل نفسه عندما حاد عن طريقه و أبتعد عن عبادته فسمح بهزيمته شر هزيمة أمام الفلسطينيين الذين أخذوا تابوت العهد منهم و نرى هذا في سفر صمويل الأول كما أنه سمح بسبي الشعب اليهودي مرتان أيام البابليين و أيام الآشوريين و ذلك عندما زاغوا وراء العبادة الوثنية . (ليست موجهة حكرا إلى الشعوب الوثنية بل حتى عندما أخطا الشعب اليهودي نال عقوبته)

الله لم يقل لهم أنكم أعلى من جميع الشعوب إلى مدى الأيام بل جعل ذلك شرط حفظ عهده فقط و عندما ابتعدوا عنه وقع عنهم عقوبات أشد .

و نرى ذلك في نفس سفر يشوع في الأصحاح رقم 7 و انصح بقرائته .

أيضا أمر الله بحفظ العهد للأمم التي لم تغضب الرب بشدة كما فعلت تلك القبائل السابق ذكرها و نرى هذا في الآتي :

سفر صموئيل الثاني 21 : “وكان جوع في ايام داود ثلاث سنين سنة بعد سنة فطلب داود وجه الرب.فقال الرب هو لاجل شاول ولاجل بيت الدماء لانه قتل الجبعونيين

أذا راجعنا هذا النص نكتشف ان هناك عقابا حل على اليهود لانهم لم يلتزموا بعهدا اقاموه مع الجبعونيين ويمكنك قراءة قصتهم في سفر يشوع الاصحاح التاسع ، وسوف نكتشف ان الله عادل سواء مع اليهود او الأمم ، بانه يوقع عقابه على شعبه اذا ما خالف عهدا اقامه مع الجبعونيين .

الحالة الرابعة

من سفر صمويل الأول 15 : 1وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «إِيَّايَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكاً عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَاسْمَعْ صَوْتَ كَلاَمِ الرَّبِّ. 2هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».

 

—————————————-

أولا عند خروج بني أسرائيل من مصر و كانوا وحدهم في الصحاري قام العماليق بدون مبرر بالهجوم عليهم لمحاولة أبادتهم و يظهر هذا في سفر الخروج

خروج 17 : 8وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ. 9فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: «انْتَخِبْ لَنَا رِجَالاً وَاخْرُجْ حَارِبْ عَمَالِيقَ. وَغَداً أَقِفُ أَنَا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي». 10فَفَعَلَ يَشُوعُ كَمَا قَالَ لَهُ مُوسَى لِيُحَارِبَ عَمَالِيقَ. وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ. 11وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ.

 و أذا رجعنا لسفر التكوين نعرف أن هؤلاء العماليق كانوا يسكنون في الصحراء قرب قادش كما هو مدون في تكوين 14 و قد أرتحلوا مسافة كبيرة لا لشئ سوى الفتك ببني أسرائيل بعد أن علموا بخروجهم من مصر .

ثم صبر الله عليهم مدة من ثلاثة لأربعة قرون أستمروا فيها في الأعتداء على الشعب العبراني محاولين القضاء عليه و يظهر هذا أيضا في سفر القضاة فقد أتحد العماليق مع عجلون ملك موآب

قضاة 3 : 13 13فَجَمَعَ إِلَيْهِ بَنِي عَمُّونَ وَعَمَالِيقَ, وَسَارَ وَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ وَامْتَلَكُوا مَدِينَةَ النَّخْلِ. 14فَعَبَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ سَنَةً. 15وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ, فَأَقَامَ لَهُمُ الرَّبُّ مُخَلِّصاً إِهُودَ بْنَ جِيرَا الْبِنْيَامِينِيَّ, رَجُلاً أَعْسَرَ. فَأَرْسَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِيَدِهِ هَدِيَّةً لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ.

 و لهذا طلب الرب من صمويل النيبي محاربتهم و الدليل هو الآتي :

صمويل الأول 15 : 1وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «إِيَّايَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكاً عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَاسْمَعْ صَوْتَ كَلاَمِ الرَّبِّ. 2هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».

المفروض أن من يقرأ الآيات يدرسها من بدايتها و ليس من نهايتها و أن يتابع الأحداث من أولها

لقد بدأ العماليق بالاعتداء على الشعب العبراني و أرادوا أبادته منذ بداية خروجهم من أرض مصر و لكن الله أعطاهم مدة من ثلاثة لأربعة قرون للتوبة فلم يرتدعوا بل على العكس شنوا حرب أخرى بالتعاون مع عجلون ملك موآب ثم استمروا في شن الغارات على الشعب العبراني فكان قضاء الرب عليهم بعد أربعة قرون بعد أن يأس من إصلاحهم .

———————–

الحالة الخامسة

تُجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق

———————–

الحقيقة يستخدم البعض تلك الآيات من سفر هوشع و لا يعرف لا معناها و لا ماتشير أليه

الله دائما في العهد الكتاب المقدس يعبر عن العلاقة بينه و بين شعبه بعلاقة الرجل و امرأته و عندما يضل الشعب وراء الآلهة الوثنية الأخرى كان يقول الكتاب المقدس دائما هذا التعبير زنى الشعب وراء آلهة غريبة و النص الذي يعرضه البعض يشير الى عقاب السامرة التي كانت في مملكة يهوذا و أبناؤها و أطفالها المشار أليها هنا هم نتائج خطاياهم و عباداتهم و لا يفهم منها المعنى الحرفي للكلام كما يظن البعض

المعنى المقصود من وراء الآية ليس المعنى الحرفي و أنما المقصود به نهاية العبادة الوثنية التي أنتشرت في السامرة و أولادها التي هي الخطية فالكتاب يقول :

يعقوب 1 : 15 ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا

 سفر هوشع يتكلم كله بهذه اللغة الرمزية السابق شرحها و نجده في الآتي :

هوشع 2 : 1 «قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ «عَمِّي» وَلأَخَوَاتِكُمْ «رُحَامَةَ». 2حَاكِمُوا أُمَّكُمْ حَاكِمُوا لأَنَّهَا لَيْسَتِ امْرَأَتِي وَأَنَا لَسْتُ رَجُلَهَا لِتَعْزِلَ زِنَاهَا عَنْ وَجْهِهَا وَفِسْقَهَا مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيْهَا 3لِئَلاَّ أُجَرِّدَهَا عُرْيَانَةً وَأَوْقِفَهَا كَيَوْمِ وِلاَدَتِهَا وَأَجْعَلَهَا كَقَفْرٍ وَأُصَيِّرَهَا كَأَرْضٍ يَابِسَةٍ وَأُمِيتَهَا بِـالْعَطَشِ. 4وَلاَ أَرْحَمُ أَوْلاَدَهَا لأَنَّهُمْ أَوْلاَدُ زِنًى. 5«لأَنَّ أُمَّهُمْ قَدْ زَنَتِ. الَّتِي حَبِلَتْ بِهِمْ صَنَعَتْ خِزْياً. لأَنَّهَا قَالَتْ: أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي صُوفِي وَكَتَّانِي زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي. 6لِذَلِكَ هَئَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِـالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا. 7فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ. فَتَقُولُ: أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّّلِ لأَنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآن .

الأم هنا مقصود بها الشعب اليهودي الذي خان الرب .

9«هَلاَكُكَ يَا إِسْرَائِيلُ أَنَّكَ عَلَيَّ عَلَى عَوْنِكَ. 10فَأَيْنَ هُوَ مَلِكُكَ حَتَّى يُخَلِّصَكَ فِي جَمِيعِ مُدُنِكَ؟ وَقُضَاتُكَ حَيْثُ قُلْتَ: أَعْطِنِي مَلِكاً وَرُؤَسَاءَ؟ 11أَنَا أَعْطَيْتُكَ مَلِكاً بِغَضَبِي وَأَخَذْتُهُ بِسَخَطِي. 12«إِثْمُ أَفْرَايِمَ مَصْرُورٌ. خَطِيَّتُهُ مَكْنُوزَةٌ. 13مَخَاضُ الْوَالِدَةِ يَأْتِي عَلَيْهِ. هُوَ ابْنٌ غَيْرُ حَكِيمٍ إِذْ لَمْ يَقِفْ فِي الْوَقْتِ فِي مَوْلِدِ الْبَنِينَ .

للمزيد حول هذه الشبهة راجع رد البابلي

http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/2007/07/blog-post_09.html

—————————————-

الحالة السادسة

من سفر أشعياء : ((وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم ))

 —————————————

للمرة الألف نعيد و نكرر لمن لا يفهم عندما نعرض نصا أو آية يجب أن نقرأها في الأصحاح الذي أتت فيه لكي نفهم معناها و ما تشير أليه

و ليس بطريقة القص و اللصق كالجهلاء

أشعياء 13 : 1وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بَابِلَ رَآهُ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ: 2«أَقِيمُوا رَايَةً عَلَى جَبَلٍ أَقْرَعَ. ارْفَعُوا صَوْتاً إِلَيْهِمْ. أَشِيرُوا بِالْيَدِ لِيَدْخُلُوا أَبْوَابَ الْعُتَاةِ. 3أَنَا أَوْصَيْتُ مُقَدَّسِيَّ وَدَعَوْتُ أَبْطَالِي لأَجْلِ غَضَبِي مُفْتَخِرِي عَظَمَتِي». 4صَوْتُ جُمْهُورٍ عَلَى الْجِبَالِ شِبْهَ قَوْمٍ كَثِيرِينَ. صَوْتُ ضَجِيجِ مَمَالِكِ أُمَمٍ مُجْتَمِعَةٍ. رَبُّ الْجُنُودِ يَعْرِضُ جَيْشَ الْحَرْبِ. 5يَأْتُونَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ. الرَّبُّ وَأَدَوَاتُ سَخَطِهِ لِيُخْرِبَ كُلَّ الأَرْضِ6وَلْوِلُوا لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ قَادِمٌ كَخَرَابٍ مِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 7لِذَلِكَ تَرْتَخِي كُلُّ الأَيَادِي وَيَذُوبُ كُلُّ قَلْبِ إِنْسَانٍ 8فَيَرْتَاعُونَ. تَأْخُذُهُمْ أَوْجَاعٌ وَمَخَاضٌ. يَتَلَوُّونَ كَوَالِدَةٍ. يَبْهَتُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ لَهِيبٍ. 9 هُوَذَا يَوْمُ الرَّبِّ قَادِمٌ قَاسِياً بِسَخَطٍ وَحُمُوِّ غَضَبٍ لِيَجْعَلَ الأَرْضَ خَرَاباً وَيُبِيدَ مِنْهَا خُطَاتَهَا. 10فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا وَالْقَمَرُ لاَ يَلْمَعُ بِضُوئِهِ. 11وَأُعَاقِبُ الْمَسْكُونَةَ عَلَى شَرِّهَا وَالْمُنَافِقِينَ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأُبَطِّلُ تَعَظُّمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَأَضَعُ تَجَبُّرَ الْعُتَاةِ. 12وَأَجْعَلُ الرَّجُلَ أَعَزَّ مِنَ الذَّهَبِ الإِبْرِيزِ وَالإِنْسَانَ أَعَزَّ مِنْ ذَهَبِ أُوفِيرَ. 13لِذَلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ. 19وَتَصِيرُ بَابِلُ بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَانِيِّينَ كَتَقْلِيبِ اللَّهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. 20لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ. 21بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ الْقَفْرِ وَيَمْلَأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ 22وَتَصِيحُ بَنَاتُ آوَى فِي قُصُورِهِمْ وَالذِّئَابُ فِي هَيَاكِلِ التَّنَعُّمِ وَوَقْتُهَا قَرِيبُ الْمَجِيءِ وَأَيَّامُهَا لاَ تَطُولُ.

هذا الأصحاح يتحدث النبى  (نبوة = وحي) عن الخراب الحرفى الذى سيحدث لبابل بمحاصرتها وسقوطها على أيدى مملكة مادى وفارس والتى سوف تدمر قصورها وسوف يكون خرابها تاماً بحيث لن تقوم مرة ثانية وهذا حدث بالفعل فقد دمرت بابل ولم يعد لها ذكر إلى يومنا هذا وما هى الأن إلا مجموعة من الخرائب يبحث عنها علماء الآثار.

و ما تزال بابل القديمة خربة حتى الآن و تقع على ما أظن حوالي 50 كم جنوب العاصمة بغداد .

الذين خربوا بابل هم مملكة مادي و فارس و لا علاقة للشعب اليهودي بذلك يدعي البعض .

———————————

تعليق : من ابراهيم القبطي

نجد في حروب العهد القديم

1) لم تكن بهدف نشر الدين اليهودي (لا يمكن الحكم على الضمائر من جهة الايمان أو عدمه بقوة السيف ، واليهودية لم ولن تكون ديانة تبشيرية أو دعوية)

2) لم تكن شريعة أو سنَّة (اليهود لم يحاربوا على سنة موسى أو يشوع أو داوود) كلها كانت حروب موجهة تجاة شعوب معينة ولم يجعلها اليهود نبراسا أو سنة أو شريعة لقتال العالم أجمع (محددة زمانيا بالحدث نفسه)

3) لم تكن موجهة للعالم كله بل تجاه شعوب معينة (محددة مكانيا وجغرافيا)

4) لم تكن دائما موجهة للشعوب الوثنية : بل وبعدل الإله كانت توجهة ضد من يخطئ ، والأمثلة كثيرة على عقوبات إلهية موجهة للشعب اليهودي نفسه على أيدى شعوب وثنية لأنهم كسروا العهد مع الرب

5) دائما وكانت لها أسبابها ، ومنحت الكثير من الفرص لهذه الشعوب بالتوبة : كمثل شعب عماليق الذي صبر عليه الرب أكثر من ثلاث قرون قبل أن يأمر بإفنائه

وهذا أوضح في قصة يونان مع شعب نينوى في سفر يونان الاصحاح الثالث والذي لم يعاقب فيه الرب الشعب التائب

ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً:

«قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا».

فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً لِلَّهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.

 فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ وَنَادَى: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى».

فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ.

وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ.

وَنُودِيَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئاً. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً.

وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ وَيَصْرُخُوا إِلَى اللَّهِ بِشِدَّةٍ وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ

لَعَلَّ اللَّهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجِعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ».

فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ.

6) كل حرب في العهد القديم كان حكم الرب فيها مختلفا ، فمرة يأمر بالابقاء على الشعب ، ومرة يأمر بإفنائه ، ومرة ينتقي من يبقى ، ومرة يحرم حتى البهائم …

ومن هذا يمكن استنتاج أن كل شعب أمام الرب كان حالة خاصة تختلف فيها قابلية الإصلاح أو التوبة من عدمه … وبهذا أختلفت الأوامر الإلهية في كل حالة

7) كل هذه الحروب والعقوبات (الغير تشريعية) هي جزء من العهد القديم يشرح معاملات الرب مع الإنسان (يهودي أو وثني) … عندما يخطئ دون توبة ومحاولات إصلاح كثيرة

مع اليهودي كانت العقوبات أشد لأنه أقام عهدا مع الرب ، فكانت خطيئته أعظم

مع الوثني لم تكن العقوبات لأنه كسر عهدا مع الرب (لأنه لم يكن هناك عهد من الأساس) بل كان عقوبات على جرائم محددة بعينها سواء جرائم أخلاقية (مثل الزنا والفجور وتقديم ذبائح بشرية) أو جرائم ضد الشعب اليهودي (مثل عماليق)

8) يهوه في العهد القديم لم يكن يحب الحرب والدم ، فهي حروب آلمت قلب الرب المحب ، ولكنها عادلة في تنفيذها العقوبة ، لأنه قدوس .

مثال ما قاله الرب لداوود

وَقَالَ دَاوُدُ لِسُلَيْمَانَ: «يَا ابْنِي, قَدْ كَانَ فِي قَلْبِي أَنْ أَبْنِيَ بَيْتاً لاِسْمِ الرَّبِّ إِلَهِي.   فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: قَدْ سَفَكْتَ دَماً كَثِيراً وَعَمِلْتَ حُرُوباً عَظِيمَةً, فَلاَ تَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي. (1أخبار 22: 8)

————————-

عبد المسيح

مع بعض الإضافات من ابراهيم القبطي

يتبع بالجزء الثاني عن الحروب الجهادية في الإسلام

Posted in لاهوت دفاعي -عام, إسلاميات عامة | 2 تعليقان »

زوجة هوشع هل كانت زانية عندما تزوجها هوشع لأول مرة ؟

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 11, 2007

ج » إن هدف هذه القصة هو التعبير عن أن إسرائيل بكامله, بمن فيه هوشع و عائلته, يخطئون وسوف يتلقون, بكل تأكيد, العقاب المناسب.

حتى نحاول إعطاء جوابنا الخاص على هذا السؤال القديم فلنبدأ بتفحص التعابير الفعلية المستعملة في النص العبري الأصلي.

ينصّ هوشع 1: 2  أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: “اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى  (وليس زانية) وَأَوْلاَدَ زِنًى  (وليس أولاد زناة … لم يكبروا بعد) لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ.”

لاحظ ما يأتي:

1.لو كان قصد المؤلف أن يقول إن جومر كانت بالفعل زانية, لكان النص العبري أورد “أيشا زوناهזנה (إمرأة/زوجة زانية). لكن بدلاً من ذلك نجد التعبير الفريد “ايشيت زونيئيم“(إمرأة/زوجة زنى). זנוּן

 

2.يُدعى نسلُ هوشع بمن فيه ابناه, (أولاد زنى) (زُنيئيم). لو كان مؤلف هذا النص عنى “بشخص زنى” مجرّد “زانٍ”, لانطوى هذا التعبير على أن أولاد هوشع كانوا زناةً, بمن فيهم الصبيان!

 

ماذا يعني إذاً “شخص زنى”؟ إذا استعرضنا الأمثلة الأُخر لاستعمال “زُنيئيم” في هوشع يتضّح لنا أنها تشير كلها إلى تصرف إسرائيل الخائن تجاه الرب , ونزوعه إلى التخلي عنه و الذهاب وراء آلهة أُخر (2: 2, 4 / 4: 12/ 5: 4) تحمل كلمة “زنى” المعنى ذاته في حزقيال 23: 11, 19. و 2ملوك 9: 22. يأتي الاستشهاد الأول من كتاب نبوي , و الثاني من تاريخ التثنية المتأثر بالتقليد النبوي.

هل لهذه العبارة المعنى ذاته عندما تطبق على عائلة هوشع ؟ نعم تتورط زوجة هوشع وأولاده “بالزنى” بقدر ما هم جزء و قسم من الأمة “الزانية“, إسرائيل بكاملها. فلا حاجة لنا إذاً أن نعتبر زواج هوشع و إنجابه استعاريين. أو أن نتصور أن الله أرغمه على الزواج بزانية. فالأشياء الوحيدة التي فرضت عليه هي أسماء أولاده, فرسالة الإصحاح الأول بكاملها تتمحور حول القيمة الرمزية لهذه الأسماء

 

عن كتاب : مدخل إلى العهد القديم للأب بولس نديم طرزي و من تعريب نقولا مراد”بتصرف”

الرد بقلم خادم الكلمة ROMANOS_777 بتصرف (عن موقع Christpal)

Posted in لاهوت دفاعي -عام | Leave a Comment »

كيف رأوا وجه الله وعاشوا ؟

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 10, 2007

1) يخبرنا النص المقدس بأن يعقوب رأى الله وجها لوجه

فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لانِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».

ויקרא יעקב שׁם המקום פניאל כי־ראיתי אלהים פנים אל־פנים ותנצל נפשׁי׃ (Gen 32:30)

ولكن يعقوب لم ير الذات الإلهية نفسها بل في صورة إنسان

” فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ انْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.” (Gen 32:24)

إذن هنا كانت الرؤية لتجسد مؤقت لله (أحد ظهورات العهد القديم لأقنوم الإبن من وراء حجاب الجسد الإنساني)

—————————————

2) وأما موسى فيخبرنا سفر الخروج أنه رأى الله أيضا وجها لوجه

” وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْها لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ. وَاذَا رَجَعَ مُوسَى الَى الْمَحَلَّةِ كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ الْغُلامُ لا يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ الْخَيْمَةِ.” (Exo 33:11)

ודבר יהוה אל־משׁה פנים אל־פנים כאשׁר ידבר אישׁ אל־רעהו ושׁב אל־המחנה ומשׁרתו יהושׁע בן־נון נער לא ימישׁ מתוך האהל׃” (Exo 33:11)

فهل رأى موسى جوهر اللاهوت ؟

لا لأن موسى وإنا كان يتكلم مع الله فمن وراء حجاب النور والنار ، ولم يرى لاهوت الله لأنه سأل بعد هذا

فَقَالَ: «ارِنِي مَجْدَكَ». (Exo 33:18)

وفي سفر العدد يوضح أيضا أن ما رآه موسى لم يكن الجوهر الإلهي بل شبه الرب

“فماً إِلى فَمٍ وَعَيَاناً أَتَكَلمُ مَعَهُ لا بِالأَلغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لا تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلمَا عَلى عَبْدِي مُوسَى؟». (عدد12: 8)

فكان رد الله عليه

فَقَالَ: «اجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَانَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَاتَرَافُ عَلَى مَنْ اتَرَافُ وَارْحَمُ مَنْ ارْحَمُ».

وَقَالَ: «لا تَقْدِرُ انْ تَرَى وَجْهِي لانَّ الْانْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ». (Exo 33:19-20)

وكأن ما كان يراه موسى ليس وجه الله بل قناع ، جودة الله وليس ذاته ، لأن وجه اللاهوت أو الذات الإلهية أو المجد الإلهي لا يرى

 ————————-

فكيف نستنتج هذا بمزيد من الإيضاح للنص المقدس ؟

وَقَالَ: «لا تَقْدِرُ انْ تَرَى وَجْهِي لانَّ الْانْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ». (Exo 33: 20)

ما الفارق بين الوجه في النصوص الأولى والوجه في هذا النص

ויאמר לא תוכל לראת את־פני כי לא־יראני האדם וחי׃ (Exo 33: 20)

الاختلاف في ضمير الملكية … في كلمة وجهي

את־פני

فالكلمة التي تسبق وجه هي

H853: את ( ‘êth ، ayth)

وتعني :

Apparently contracted from H226 in the demonstrative sense of entity; properly self (but generally used to point out more definitely the object of a verb or preposition, even or namely): – (As such unrepresented in English.(

وهذا الضمير لا يعني في العبرية ضمير ملكية ، بل يعني الذات أو الكيان ، ولا يوجد له مثيل في بقية اللغات

ومن هنا نفهم أن موسى لم يرى وجه الذات الإلهية بل مجرد إعلان من وراء حجاب ، وكان يتكلم معه كما يكلم الرجل صاحبة ، ولكن دون أن يرى جوهر اللاهوت (المعين بكلمة وجه ــــي)

وما يدل على هذا أيضا استعمال هذه الكلمة حيث تصف الذات الإلهية في مرحلة الخلق

ויתן אתם אלהים ברקיע השׁמים להאיר על־הארץ׃ (Gen 1:17)

وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ (Gen 1:17)

فهي تشير إلى ذات الله (الجوهر الإلهي)

والكلمة تتعدد استعمالاتها لتصف الشئ في ذاته أو جوهره … جوهر النور أو جوهر المادة أو جوهر الإنسان … إلخ

إذًا عندما تكلم يعقوب أو موسى مع ألوهيم لم يكن مع الجوهر الإلهي لأن وجه أو شكل الجوهر الإلهي في ذاته لا يرى ، لأن الإنسان بطبيعته الحالية لا يمكن أن يحتمل رؤيتها

ولكن يوحنا الحبيب يؤكد لنا أنه يأتي الوقت الذي سنراه فيه كما هو بأجسامنا النورانية

 

“أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. ” (1 يوحنا 3: 2)

وكذا بولس الحبيب

” فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.” (1 كرونثوس 13: 9)

ومن هنا نعرف أن رؤية الظهروات الإلهية لا تعني رؤية الذات الألهية

———————————

وماذا عن المسيح

يخبرنا الوحي على لسان يوحنا الحبيب

اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ (μονογενής الوحيد الجنس Sole) الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. (يو 1: 18)

وهو ما يناسب المنطق

فجوهر الكائن (أي كائن) لا يُدرك في ذاته ، وإنما يدرك من أعماله وصفاته (أو خواص هذا الجوهر أو شكل الجوهر كمصطلح معرفي)

والابن هو رسم جوهر الآب

(الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ  (χαρακτήρ = نحت جوهره أو شكل جوهره) ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي) “عب 1: 3”

فالابن هو شكل جوهر الآب والجامع لكل صفاته ، وبه يُعرف الآب

ومن خلال المسيح (الابن) والوحدة معه يتم التعرف تدريجيا على الآب …

كان المسيح هو الاعلان الحقيقي للآب لأنه الوحيد الذي يعرف جوهر الآب

وهو الوحيد القادر أن يعلنه لنا بقدر استطاعتنا وايماننا واقترابنا منه

وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الاِبْنُ إِلاَّ الآبُ وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ». (لوقا 10: 22)

ابراهيم القبطي

+ سلام المسيح لأهل السلام +

Posted in لاهوت دفاعي -عام | Leave a Comment »

أنا والآب واحد –شبهة والرد عليها

نشر بواسطة: mechristian في جويلية 10, 2007

ابراهيم القبطي

يقول المسيح وبملء الفم معادلا نفسه بالآب جوهرا ، أنه والآب واحد في (يوحنا 10: 30)

وهنا الإجابة واضحة أن الأبن والآب واحد في الجوهر … فالمسيح هو الله المتجسد

ولكن تخرج الأساطير الإسلامية مدلسة وقائلة

أن المسيح في تكملة الإصحاح أكد أنه لا يعني إلا ما قيل في العهد القديم ” انا قلت انكم آلهة” …

وبالتالي لا يفرق نفسه عن بقية القضاة في العهد القديم  (فهل هذا حقيقي؟؟؟)

وهذا بالطبع تفسير مدلس لأن المسيح لا يعادل نفسه بقضاة العهد القديم ولم يقل أنه مثلهم بل هو يستنكر قبول اليهود تأليه من قبلوا كلمة الله (قضاة العهد القديم) ويرفضون تأليه كلمة الله نفسه (المسيح) الذي أعطاهم هذا التأليه

أي أنه يستنكر قبولهم تأليه الصورة … وانكارهم ألوهية الأصل

فمن هو الأصل وما هي الصورة ؟

أليكم النص في الإنجيل و الأسباب التي تدعونا إلى اتهام المسلمين بالتلديس

 

أولا النص في يوحنا إصحاح 10:

29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي.

30 انا والآب واحد

31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه. (اليهود عرفوا أنهم يجدف)

32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند ابي.بسبب اي عمل منها ترجمونني. (استنكار المسيح)

33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف.فانك وانت انسان تجعل نفسك الها. (علماء اليهود يوضحون لماذا هو مجدف)

34 اجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم آلهة. (استشهاد بالعهد القديم على تأليه القضاة)

35 ان قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله.ولا يمكن ان ينقض المكتوب.  (سبب تأليههم هو قبولهم كلمة يهوه)

36 فالذي قدسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله. (استنكار : المسيح يفرق نفسه عن القضاه فهو قدوس الأب –الكلمة  ذاتها )

37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. (المسيح يستشهد بأن أعماله هي أعمال الآب كدليل آخر على اتحاده بالآب وأنهما واحد

38 ولكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فآمنوا بالاعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الآب فيّ وانا فيه (ومرة أخرى يؤكد أنه في الآب والآب فيه)

39. فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم. (ومرة أخرى يعلم قادة اليهود أنه يجدف )

 

ثانيا تحليل النص والرد

1) أولا سبب إطلاقنا على التفسير في المواقع الإسلامية بأنه تدليس

المسيح أعلن أنه والآب واحد …

* وطبقا للتفسير المسيحي هو إعلان عن لاهوته وأنه نفس جوهر الآب

* وطبقا للتفسير اليهودي هذا تجديف ولهذا يقول النص المقدس أن اليهود فهموا تماما ما يعنيه وأرادوا رجمه :(فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه) يو 10: 31

(اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف.فانك وانت انسان تجعل نفسك الها) (يو 10: 33)

وفي نهاية الحديث أكد المسيح نفس الفكرة بقوله (لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الآب فيّ وانا فيه) (يو 10: 38)

فكان رد اليهود بالمثل (فطلبوا ايضا ان يمسكوه) (يو 10: 39)

* وطبقا للتفسير الإسلامي هذا أيضا تجديف … فلم يقل نبي من الأنبياء في القصص القرآني أو في السنة

أنا والله واحد ….

وهناك القصة المشهورة للحلاج عندما نطق أنه الحق … قتلوه لأنه بإعلانه هذا ساوى نفسه بالله … وهذا تطاول على الذات الإهية في الإسلام … ولهذا وطبقا للإسلام أيضا المسيح في إنجيلينا بقوله هذا كافر يستحق القتل كما اليهود

 

وهذا يقونا إلى نقطة أساسية … أن هذا التفسير لا هو إسلامي ولا هو مسيحي ولا هو يهودي … فماذا إذاً؟؟؟

هو تفسير تدليسي شخصي أخترعه المسلمون المعاصرون بتفسير ملتو للنص المقدس دون مرجعية مسيحية أو إسلامية أو حتى يهودية … لمجرد التلاعب بعقول البسطاء من مرتادي المنتديات الإسلامية عندما يغنون هناك ويردون على أنفسهم

 

2) استنكار المسيح هو هو استنكار لمعادلته بالآب  أم استنكار قبلوهم لـتأليه الصورة وانكار ألوهة الأصل

 المسيح استنكر هجوم اليهود عليه قائلا

(اعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند ابي.بسبب اي عمل منها ترجمونني) (يو 10 : 32)

فهل كان هذا الاستنكار لينفي التهمة عن نفسه ويؤكد لهم أنه لم يدعي الألوهة؟

 … حاشا

فالمسيح يجيب اليهود بأسباب استنكاره لهم

(أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم آلهة. ان قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله.ولا يمكن ان ينقض المكتوب. فالذي قدسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله.) (يو 10: 34-36)

ومن هذا النص يتضح أن المسيح يوضح ثلاث نقاط

أولا أن اليهود يقبلون بنص العهد القديم بتأليه القضاة

ثانيا سبب هذا التأليه هو قبولهم للكلمة

 (ان قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله)

ثالثا كيف لا يبقلون ألوهية الكلمة نفسها (الأصل ومصدر تأليه القضاة)

فكلمة الله كانت هي السبب في تأليه القضاة لأنها مصدر التأليه وجوهر الإلوهة

والمسيح هو كلمة الله الذاتية التي أرسلها الآب إلى العالم (قدسه الآب وارسله الى العالم)

(في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.) (يوحنا 1: 1)

إذا المسيح لا يستنكر فهمهم بأنه الله  كما يحاول المدلسين من المسلمين المعاصرين تصوريه

بل على العكس يستنكر لليهود انعدام منطقهم

و قبولهم لتأليه قضاة العهد القديم لمجرد قبولهم كلمة الله ،

ورفضهم ألوهية الكلمة نفسها التي أرسلها الآب إلى العالم

كيف يقبلون تأليه الصورة (من قبلوا الكلمة) ويرفضون ألوهية الأصل (الكلمة ذاتها) ؟؟؟

هذا هو استنكار المسيح

ولهذا في آخر النص يعود المسيح ليؤكد نفس الرسالة دون إنكار لألوهته الحقة

(لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الآب فيّ وانا فيه) (يوحنا 10: 38)

 

ثالثا من تفسيرات الآباء

تفسير الذهبي الفم:
ما يقوله هو من هذا النوع: “إن كان الذين يتقبلون هذه الكرامة بالنعمة لا يجدون خطأ في دعوة أنفسهم آلهة، فكيف يُوبخ ذاك الذي له هذا بالطبيعة؟ (القديس يوحنا الذهبي الفم.. من تفسير تادرس يعقوب ملطي)

وكذا يؤكد كلا من إريناؤس وأثناسيوس أنها نبؤة عن أبناء العهد الجديد بأننا نصير أبناء الله بالتبني وبالتالي كالآلهة ، ولكن المسيح هو مصدر تألهنا لأنه هو الكلمة الذاتية

 

تفسير أثناسيوس الرسول

 

Athanasius: Wherefore He is very God, existing one in essence with the very Father; while other beings, to whom He said, ‘I said ye are Gods had this grace from the Father, only by participation of the Word, through the Spirit. For He is the expression of the Father’s Person, and Light from Light, and Power, and very Image of the Father’s essence” (Against the Arians; Orationes contra Arianos)


تفسير أيرناؤس


Irenaeus: ” But of what gods does he speak? Of those to whom He says, “I have said, Ye are gods, and all sons of the Most High.” (Psa_82:6) To those, no doubt, who have received the grace of the “adoption, by which we c.r.y, Abba Father.” (Rom_3:14) (Against Heresies. BOOK III)

وهذا ما يعنيه إنجيلنا الوحدة الواحدة بقول الروح القدس نبؤة عن التبني بالمسيح في العهد الجديد على لسان آساف
انا قلت انكم آلهة وبنو العلي كلكم.” (مز 82: 6)


وهو ما يعنيه الروح القدس على لسان الروح القدس في العهد الجديد
واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسم ” (يوحنا 1: 12)


فكل من قبلوا الكلمة صاروا أولاد الله ومتألهين بالشركة مع اللاهوت
اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينه لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.” (2 بطرس 1: 4)

ولكن يبقى المسيح هو الكلمة نفسها التي تألهنا بها

فالمسيح يستنكر إذا غباء اليهود كما هو غباء المسلمين الحاليكيف يقبلون تأليه من صارت إليهم الكلمة ويرفضون ألوهية الكلمة ذاتها
كما المسلمون : كيف يقبلون بأن القرآن غير مخلوق بينما المسيح كلمة الله مخلوق ، والمسيح هو الإعلان الكامل للكلمة الإلهية

ولا عزاء للأغبياء وكان بالأولى أن يبوخوا أنفسهم قائلين
فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره (عبرانيين 2: 3)

الخلاصة في جدول

 

قضاة العهد القديم

المسيح

 

أنا قلت أنكم آلهة

أنا والآب واحد” و “أنا في الآب والآب فيَّ

النص

الوحي الالهي (بواسطة الابن والروح) عن قضاة العهد القديم

الابن عن نفسه

المُعلِن

لأنهم “صارت إليهم كمة الله” أي قبلوا الكلمة وتألهوا بها … وبمعنى آخر  قبلوا الكلمة (الابن) فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله اي المؤمنون باسمه (يو 1: 12)

لأن “الآب قدسه وأرسله” لأنه كلمته  (يوحنا 1: 1)

تفسير المسيح: لماذا؟

قبلوا تأليه قضاة العهد القديم كوحي مفدس

أنكروا قول المسيح واتهموه بالتجديف وأرادوا رجمه

ما فعله اليهود

أن اليهود قبلوا تأليه الصورة (القضاة ) ورفضوا ألوهية الأصل (أي المسيح الكلمة الذاتي)

استنكار المسيح

إعلان نبوة عن العهد الجديد كما أتفقت كثير من شروحات  آباء الكنيسة بأننا ننال التبني في المسيح ونصير شركاء الطبيعة الإلهية بكوننا جسده

إعلان لاهوته الذاتي ككلمة الله الذاتي والمؤله لجميع من يؤمنون به

الهدف

 

ابراهيم القبطي

+ سلام المسيح يفوق كل سلام +

Posted in لاهوت دفاعي -عام | 1 Comment »