عودة الشرق الأوسط للمسيح

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ يَهْوِه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

هل هناك إرتباط بين صعود الإبن وإرسال الروح القدس (يو16: 7)

Posted by marylady في جويلية 10, 2011

هل هناك إرتباط بين صعود الإبن وإرسال الروح المعزى أو الروح القدس

فالسيد المسيح قال : ( لكني أقول لكم الحق : إنه خير لكم أن أنطلق،

لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم) (يو16: 7)

بقلم: الحمامة الحسنة

أولاً الإنطلاق والذهاب هنا ليس معناه فقط الصعود ،بل يقصد به المسيح موته أولاً على الصليب.. ثم قيامته.. ثم صعوده

لأن المسيح في نفس الإصحاح حين قال هذه الآية كان يهييء فكر تلاميذه لتقبل موته وإتمامه الخلاص

قائلاً لهم: ( الحق الحق أقول لكم : إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح)(يو16: 20)

وفعلا هناك إرتباط وثيق بين صعود وإنطلاق الإبن وبين إرساله روح الحق المعزي

فكل خطة الفداء والخلاص ليصل بها الرب الإله بالإنسان إلى تلك اللحظة التي فيها يصير ملكوت الله بداخلنا :

(و لا يقولون هوذا ههنا او هوذا هناك لان ها ملكوت الله داخلكم ) (لو 17: 21)

هذا الإرتباط هو ترتيب إلهي وحكمة إلهية ليس فقط منذ سقوط آدم ولكن قبل خلقه لأن الله خلق

ه وهو يعلم بعلمه الإلهي المسبق أن آدم سيسقط وينفصل عنه “روحياً”

وبالتالي سيحتاج آدم ونسله لروح الله ليرشدهم ويذكرهم ويستعيدهم إليه مرة ثانية بروحه القدوس..

روح الله القدوس هو الذي أرشد وعلم أنبياء التوراة ليوحي لهم الله بوحيه

فكان عمل الروح القدس عبارة عن قناة إتصال بين الله وبين المؤمنين بعد أن إنفصل الإنسان عن إلله

وإنقطعت العلاقة الروحية بعدما تلوثت الصورة الأولى المقدسة للإنسان وإظلمت روحه

ولاقت حتفها في الجحيم ولكن عمل الروح القدس كان عزيز جداً ونادر جداً في عهد الناموس ( عهد العبودية )

فقد كان لايناله سوي الأنبياء ليتنبأوا بالوحي المقدس وملوك بني إسرائيل والكهنة الذين يخدمون تابوت العهد في خيمة الإجتماع

والهيكل المقدس فقط، كان عمل الروح القدس نادر في هذا العهد والذي هو عهد الناموس والعبودية

فلم يكن الإنسان وهو في مرحلة العبودية التمتع بروح الله داخله لأنه عبد خاطي وغير مبرر أمام الرب

ذلك الروح القدوس الذي وصفه (اشعياء النبي11: 2) في سفره بأنه:

(ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب)

-كذلك نجد وعود كثيرة من الرب في التوراة عن الخطة الإلهية للخلاص ووعود صريحة أيضاً عن إرساله روحه القدوس

والمزمع للبشرية أن تقبله ( في حينه)

– فيعد الرب بإعطاء روحه في ( نحميا 9 : 20)

( واعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم ولم تمنع منّك عن افواههم واعطيتهم ماء لعطشهم )

-ونفس الوعد الإلهي يتكرر في حزقيال: ( وأعطيكم قلباً جديداً. وأجعل روحاً جديدة في داخلكم.. وأنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي) (حزقيال25:36- 27)

وفي أمثال يقول1 :23 ( ارجعوا عند توبيخي.هأنذا أفيض لكم روحي.أعلمكم كلماتي)

-وأيضاً في (حزقيال 37 : 14) يقول:

(وأجعل روحي فيكم فتحيون وأجعلكم في أرضكم فتعلمون أني أنا الرب تكلمت وأفعل يقول الرب)

ووعد إلهي صريح بأن هذا الروح القدوس سوف ينسكب سكباً على البشرية كلها لمن يقبله

بلا أدني تمييز بينهم كما قال (يوئيل النبي في سفره 2: 28- 29)

(28و يكون بعد ذلك اني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم و بناتكم و يحلم شيوخكم أحلاما

و يرى شبابكم رؤى 29وعلى العبيد ايضا و على الإماء اسكب روحي في تلك الايام)

– الروح القدس هو ينبوع المعرفة والماء الحي الذي أفاضه الرب على البشرية و يمنحه الرب يسوع لمن يقبله

ويقبل خلاصه على الصليب كما قال في (يوحنا 7 :38- 39)

( من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه.

لان الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد.لان يسوع لم يكن قد مُجّد بعد)

فشرط إرسال روح الله المعزي للعالم وإنسكابه عليهم هو أن يتمجد الإبن أولاً

أي يدخل لمجده الأزلي الذي كان له قبل التجسد وكما طلب الإبن من الآب في صلاته قبل القبض عليه ليُصلب

طالباً منه أن يمجده عند ذاته : (و الآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم )(يو17: 5)

فكيف ولماذا يتمجد الإبن عند الآب ويدخل لمجده الأزلي ؟!

1-كيف يتمجد الإبن الكلمة المتجسد في ذات الآب … ؟

إلا عن طريق خلعه للجسد البشري الذي إتخذه لإتمام الخلاص ليعود في قيامته بجسد ممجد نوراني ..

فكان لابد أولاً أن يتمم الفداء الذي تجسد من أجله وأن يتألم ويموت جسدياً لكي يتمجد هذا الجسد

ويستطيع ان يدخل به المسيح لمجده الأولي .. كما اوضح لتلميذي عمواس نبوآت الكتب عنه قائلا لهما ( لو24: 26) :

( أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا و يدخل إلى مجده)

لأن: ( لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله. ولا يرث الفساد عدم الفساد) (1كورنثوس50 :15)

فكان لابد أن يصير الجسد البشري أولاً جسداً ممجداً ليستطيع به المسيح أن يدخل لمملكته الأبدية

وترك يسوع العالم وإنطلق صاعداً حيث كان أولاً ولكنه آخذاً معه جسده الذي هو جسد طبيعتنا البشرية المبررة بدمه الطاهر

ذاك الجسد الذي مجده في لاهوته وأخذه معه ليصالحنا به مع الآب ليوفي أمامه العدل الإلهي والقصاص المطلوب،

لتتبرر أمام الآب طبيعتنا الإنسانية التي كانت هالكة ولتنتقل معه البشرية من عهد العبودية إلى عهد البنوة

ولينقلنا معه من اليسار إلى اليمين مبررين بدم الإبن القدوس الذي أخذ ما لنا من خطايا وطبيعة إنسانية فاسدة

وعلق تلك الخطايا على الصليب .. وأعطانا الذي له من خلاص أبدي لننال به الحياة الأبدية

وصالحنا الله لنفسه بإبنه الذي كان وسيط خلاص بيننا وبين الله الآب -فيقول بولس الرسول في رسالته لـ (تيطس3: 5- 7)

( لا باعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا حتى اذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الابدية )

فبنعمة رحمته وخلاصه جدد طبيعتنا البشرية بروحه القدوس وسكبه علينا عن طريق مخلصنا يسوع لنتبرر بنعمته

ويصير لنا نصيب وورثة في الحياة الأبدية . ولأنه ( إن كان أحد لم يولد من الماء والروح لايقدر أن يدخل ملكوت الله)(يو3: 5)

2- لماذا يتمجد الإبن عند الآب ،أليس هو الإبن الأزلي الممجد أساساً قبل تجسده؟

الإبن ممجد في ذات الآب بحسب لاهوته الواحد في الآب( كإبن الله)( لأنه والآب واحد)(يو10: 30)

ولكنه كان لابد له ان يتمجد كـ (إبن الإنسان ) أي وهو حامل جسد طبيعتنا ليمجد طبيعتنا الإنسانية في لاهوته

فحين كان يصلي للآب كان يصلي كنائباً عن جنس البشر وعن طبيعتنا الإنسانية فطلب منه أن يمجده كـ (إبن الإنسان)

بالمجد الذي كان له كـ (إبن الله) لقد أخذ السيد المسيح صورة عبد ، لكى نصير نحن على صورة الله ومثاله .

وقبل السيد المسيح أن يصير إبناً للإنسان لكى نصير نحن أولاد الله بالإيمان

وننال التبني أخذ السيد المسيح البنوة للإنسان ( التى تخصنا نحن )، وأعطانا البنوة لله ( التى تخصه هو )

إذ كان شرط إنبثاق الروح القدس من الآب للبشرية هو ان يترك المسيح العالم حاملاً معه جسد طبيعتنا الإنسانية المبررة بدمه

ليقدمه ذبيحة كفارية أمام الله الآب  لننال به إعلان الخلاص والتبرير وحين ننال التبرير بنعمته المجانية

الممنوحة لكل من يقبل خلاص الإبن ،نحصل على نصيبنا في الميراث الأبدي للملكوت

كأبناء وليس كعبيد: ( لا أعود أسميكم عبيداً…)(يو15:15)

فلم نعد بعد عبيد غير مستحقين لنعمته بل أصبحنا أبناء بالتبني مبررين بنعمته.

إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبنى، الذى به نصرخ يا أبا، الآب) (الرسالة إلى رومية 8: 15)

لذلك قال المسيح عن روحه القدوس المزمع أن يرسله الآب بإسم الإبن:- (يوحنا 14 :26)

( وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب بإسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم)

وعاد المسيح ليكرر نفس الآية بأنه هو من سيرسل الروح القدس وليس الآب:

( و متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي) (يو15: 26)

كذلك في إنجيل لوقا يقول: ( و ها أنا ارسل إليكم موعد أبي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي)(لوقا24: 49)

نلاحظ في قول المسيح في الآيات أن الآب والإبن إشتركوا في عملية إرسال الروح القدس

ولكن هذا الإرسال هو بإسم الإبن لأنه سيشهد فينا للإبن ليتمجد الإبن بالروح القدس ،

عن طريق أن روحه القدوس يأخذ مما للإبن من حق وحكمة ويذكرنا ويرشدنا و ويخبرنا

( ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم )( يو16: 14) (ذاك يمجدني)= يقصد الروح القدس

لأنه لايستطيع الإنسان بطبيعته البشرية القاصرة أن يعرف الأسرار الروحية لله

أما الروح القدس فهو فاحص أعماق الله أي أسراره وهو نفسه الروح الذي يأخذ من أسرار الله الروحية ويعطينا ويعلمنا

لأن طبيعتنا الإنسانية وحدها  لايُعتمد عليها في معرفة الروحانيات لأن طبيعتنا في جهالة

ولايستطيع الإنسان بهذه الجهالة أن يدرك أو يعرف الأمور الإلهية : (1كو2: 10- 14)

2: 10 (فاعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله

2: 11 لان من من الناس يعرف أمور الانسان الا روح الانسان الذي فيه هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله

2: 12 و نحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله

2: 13 التي نتكلم بها ايضا لا باقوال تعلمها حكمة انسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات

2: 14 و لكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة و لا يقدر ان يعرفه لانه انما يحكم فيه روحيا)

– كذلك لانستطيع أن نقول أن يسوع المسيح هو رب إلا بالروح القدس الذي يثبت ويرسخ هذه الحقيقة الإلهية

والتي هي حقيقة ليست من لحم ودم ( لذلك اعرفكم ان ليس احد و هو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما و ليس احد يقدر ان يقول “يسوع رب” إلا بالروح القدس)(1كو12: 3)

– إرسال الروح القدس هو آخر مرحلة من مراحل خطة الخلاص الإلهية التي أعدها الرب للبشرية

وهذا الروح القدس هو عربون الملكوت داخل كل مؤمن ينال المعمودية فمن يقبل خلاص يسوع وينال روحه القدوس

فقد تمتع وهو على الأرض بهذا العربون الذي هو بداية رحلته للسماء وللحياة الأبدية

ويقوده هذا الروح القدوس طوال حياته ويرشده ويبكته ويعلمه ويذكِّره ويحفظه إلى اللحظة التي يترك فيها الإنسان العالم

فيقوده الروح القدوس في رحلته للسماء ويحرسه حتى لايسقط في جُب الجحيم ويحميه من الأرواح الشريرة الطالبة هلاكه.

-وبإرسال الرب روحه القدوس إلينا أقام الرب يسوع مملكته داخلنا بروحه القدوس وصارت أجساد المؤمنين سُكني لروح الله :

( أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ) (1كو3: 16)

(أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم)(1كو6: 19)

فأصبحت أجساد المؤمنين سكني لروح الله القدوس وإقامة عربون مملكته داخلهم ( ها ملكوت الله داخلكم …)

للذين أعدهم ليكون لهم نصيب وميراث في ملكوته الأبدي .

Sorry, the comment form is closed at this time.

 
%d مدونون معجبون بهذه: