عامر الأمير
هناك أسطورة يؤمن بها الشعب الليبي ألا و هي أن مدة حمل الطفل في بطن أمه بعد وفاة والده قد تصل حتى خمس سنوات !! و يسمى ذلك عندهم ب ” الراكد ” أي الراقد في بطن أمه !!! و هناك حكاية تروى أن طبيبا ليبيا سألوه عن رأيه بالراقد فأجابهم : أنه كان ” راقدا ” !!! .. وقد كنت أظن أن أسطورة ” الراقد ” تلك هي مجرد واحدة من الأساطير الشعبية الليبية ؛ حالها كحال العديد من الأساطير التي تؤمن بها الشعوب !!! … لكنني فوجئت بعد تصفحي لكتاب يخص فقه المذهب المالكي ؛ أن مدة حمل المرأة شرعا قد تصل الى 4 أو 5 سنوات !!! و بعدها بفترة وجيزة فوجئت أن الإمام مالك نفسه صاحب المذهب الإسلامي المعروف قد حملت به أمه ” رقد “ مدة أربع سنوات ؛ كما تذكر ذلك عدد من الكتب التراثية الإسلامية !! ثم بعد قيامي ببحث الموضوع في عدد من كتب التفاسير القرآنية ذات الوزن الثقيل كتفاسير الطبري و إبن كثير و القرطبي وجدت أن كافة المذاهب الإسلامية تقر بأن فترة حمل المرأة تمتد الى أكثر من المدة المعروفة عن الحمل و قد تصل في بعض الحالات الى بضع سنين … و يروى عن عائشة قولها بأن مدة الحمل قد تصل الى أكثر من سنتين !!! و هناك رأي غريب يذكره القرطبي في تفسيره ؛ على أن بعض جمهور المسلمين يرى ان حمل المرأة قد يستمر حتى الى مدة عشر سنوات !!! و السؤال هو هل ” الراقد ” او طول مدة الحمل هي طريقة لجأ اليها العقل العربي الاسلامي لأخفاء زنا الأرملة أو المرأة التي يغيب عنها زوجها مدة طويلة ؟؟؟ .. و الغريب أيضا أن الفقهاء المعاصرين مثل ( مفتي مصر ) لا يعير إهتماما لما تقر به العلوم الطبيعية عن مدة الحمل ؛ إذ يصر على أن الشرع لا يدين المرأة التي يغيب عنها زوجها بالزنى إن حملت ضمن المدة المقررة بأربع سنوات !!! و يسخر د. أحمد صبحي منصور ( القرآني – المنشق عن مشيخة الأزهر ) من فقه ” السنة ” ؛ و يتهمه بأنه يشرع و يشجع على الزنى !!!