ذرية من قوم موسى ام فرعون ؟ – تناقض
Posted by جان في أفريل 29, 2021
هل الذين آمنوا هم من قوم مــــوسى ام مــن قوم فرعـــون __؟
\ جون يونان
نبدأ موضوعنا .. مع تناقض وغموض قرآني شديد ..
جاء في هذا النص :
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ .
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ
فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} ( يونس 79- 83)
اذن نقرأ هنا
انه لم يؤمن لموسى الا ذرية من قومهِ
اي كان المؤمنون به هم من شعب اسرائيل فقط بدليل اداة الاستثناء:
“ إلا ذرية من قومهِ ” !
في حين ان القرآن في نص آخر يعترف بانه قد آمن لموسى من هم في خارج شعب اسرائيل ..
اي من المصريين !
{ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } ( طه : 70 )
وهؤلاء السحرة قطعاً لم يكونوا من بني اسرائيل ..
لان فرعون قد اتى { بكل ساحر عليم } .. وحتى لو وجد فيهم من بني اسرائيل ( مجرد فرض تخيلي ) ..
فان الكثير منهم لم يكونوا من بني اسرائيل .. ومنطقياً فان فرعون سيأتي بسحرة من خارج قوم موسى , ولن يأتي بالذين هم من قومه لكي يستبعد اي اتفاق ضمني بينهم !
السؤال المحرج الان :
كيف آمن هؤلاء السحرة الغرباء الوثنيين ..
في حين ان القرآن يصرح بأنه لم يؤمن لموسى الا ذرية من قومه …؟!
وبسبب هذا التناقض الموجع ..
فقد تخبط المفسرون كالعادة …!
فتارة اعترفوا بأن الهاء في قوله : { ذرية من قومــهِ } تعود الى موسى !
واخرون تشقلبوا ليقولوا بل ان الهاء تعود الى فرعون ..!
فهل الهاء تعود الى موسى ام فرعون …؟!
وهنا يزيدون طينتهم بللاً .. لانه ان لم يكن قد آمن لموسى الا ذرية من قوم فرعون ..
فهذا يعني انه لم يكن اي مؤمن من شعب اسرائيل …؟! ويكون موسى قد اخرج قوم فرعون المصريين وعبر بهم البحر …!!!!!
فها هما الجلالان يفسران النص هكذا :
“فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إلَّا ذُرِّيَّة” طَائِفَة “مِنْ” أَوْلَاد “قَوْمه“ أَيْ فِرْعَوْن “عَلَى خَوْف مِنْ فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ أَنْ يَفْتِنهُمْ” يَصْرِفهُمْ عَنْ دِينه بِتَعْذِيبِهِ “وَإِنَّ فِرْعَوْن لَعَالٍ” مُتَكَبِّر “فِي الْأَرْض” أَرْض مِصْر “وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ” الْمُتَجَاوِزِينَ الْحَدّ بِادِّعَاءِ الرُّبُوبِيَّة”
(الجلالين)
اذن الذين آمنوا لموسى كانوا فقط ذرية من قوم فرعون …!
( لا تضحكوا فالخيال الخصب من صفات الاعراب ) ! وبذلك لا يكون احد من بني اسرائيل قد آمن لموسى .. لان من آمن كانوا فقط الا { ذرية } من قوم فرعون …!!!!!
اما لغوياً .. فلا ادري كيف استقام لهؤلاء المدعين بالاعجاز البياني في قرآنهم , ان يفسروا بان الهاء تعود الى فرعون في حين ان فرعون قد ذكر بعدها بالاسم مباشرة !
اي ان نص الاية سيكون بحسب تفسيرهم هكذا :
{ فما آمن لموسى الا ذرية من قوم ( فرعون ) على خوف من فرعون وملئه } !!!!!
ما هذه الركاكة !
والان لنقرأ المزيد من التخبط ..
لأن آخرون اعادوا الهاء في { قومهِ} الى موسى !
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ
“الْهَاء عَائِدَة عَلَى مُوسَى . قَالَ مُجَاهِد : أَيْ لَمْ يُؤْمِن مِنْهُمْ أَحَد , وَإِنَّمَا آمَنَ أَوْلَاد مَنْ أُرْسِلَ مُوسَى إِلَيْهِمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل , لِطُولِ الزَّمَان هَلَكَ الْآبَاء وَبَقِيَ الْأَبْنَاء فَآمَنُوا ; وَهَذَا اِخْتِيَار الطَّبَرِيّ . وَالذُّرِّيَّة أَعْقَاب الْإِنْسَان وَقَدْ تَكْثُر . وَقِيلَ : أَرَادَ بِالذُّرِّيَّةِ مُؤْمِنِي بَنِي إِسْرَائِيل . قَالَ اِبْن عَبَّاس : كَانُوا سِتّمِائَةِ أَلْف , وَذَلِكَ أَنَّ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام دَخَلَ مِصْر فِي اِثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ إِنْسَانًا فَتَوَالَدُوا بِمِصْرَ حَتَّى بَلَغُوا سِتّمِائَةِ أَلْف . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا : ” مِنْ قَوْمه ” يَعْنِي مِنْ قَوْم فِرْعَوْن ; مِنْهُمْ مُؤْمِن آل فِرْعَوْن وَخَازِن فِرْعَوْن وَامْرَأَته وَمَاشِطَة اِبْنَته وَامْرَأَة خَازِنه . وَقِيلَ : هُمْ أَقْوَام آبَاؤُهُمْ مِنْ الْقِبْط , وَأُمَّهَاتهمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فَسُمُّوا ذُرِّيَّة كَمَا يُسَمَّى أَوْلَاد الْفُرْس الَّذِينَ تَوَالَدُوا بِالْيَمَنِ وَبِلَاد الْعَرَب الْأَبْنَاء ; لِأَنَّ أُمَّهَاتهمْ مِنْ غَيْر جِنْس آبَائِهِمْ ; قَالَ الْفَرَّاء . وَعَلَى هَذَا فَالْكِنَايَة فِي ” قَوْمه ” تَرْجِع إِلَى مُوسَى لِلْقَرَابَةِ مِنْ جِهَة الْأُمَّهَات , وَإِلَى فِرْعَوْن إِذَا كَانُوا مِنْ الْقِبْط ”
(الجامع لاحكام القران – القرطبي)
شفتوا البلبلة ! بعض من كبار التابعين والصحابة .. قد فسر { ذرية من قومهِ }
على انها عائدة الى اولاد وذرية بني اسرائيل !
في حين ان ابن عباس قد فسر بأنها تعني : من قوم فرعون !
وضرب امثلة للمؤمنين منهم :
” يَعْنِي مِنْ قَوْم فِرْعَوْن ; مِنْهُمْ مُؤْمِن آل فِرْعَوْن وَخَازِن فِرْعَوْن وَامْرَأَته وَمَاشِطَة اِبْنَته وَامْرَأَة خَازِنه “ !
بل ان اخرين قد ضربوا اعماق الخرافة اغواراً … ليزعموا دون دليل :
” وَقِيلَ : هُمْ أَقْوَام آبَاؤُهُمْ مِنْ الْقِبْط , وَأُمَّهَاتهمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فَسُمُّوا ذُرِّيَّة ..”
!! يعني الذرية التي آمنت كانت شوية كده وشوية كده ..!
وذلك لكي يحلوا المعضلة القرانية …
فتوهموا وفبركوا ان الذين آمنوا لموسى كانوا مختلطين ..
اباءهم مصريين فراعنة , وامهاتهم من بني اسرائيل !
وذلك لكي يحلوا التناقض العميق ..
كذلك مشكلة الهاء في { ذرية من قومهِ } وعلى من تعود …
هل تعود لموسى وقومه ..؟
ام تعود لفرعون وقومه …؟
والسؤال الاخطر :
ماذا قال محمد في تفسير هذا النص القراني الغامض …؟
بماذا علل وفسر هذا التناقض الواضح ..؟!
لماذا سكت عن هذا الغموض الشديد .. مما جعل المفسرين يتخبطون ويتوهمون ..؟!
مع ملاحظة بأن معظم المسلمين يرفضون تفاسيرهم ويعتبرونها غير ملزمة لهم ( وقت الوكسة والانحشار في زاوية ) ..
وحجتهم انهم لا يأخذون دينهم من تفاسير انما من الكتاب والسنة الصحيحة !
وما دام قد وجد مشكلة وتناقض في الكتاب … فأين حلها في السنة …؟!
هاتوا تفسير محمد للمعضلة …؟!
هل آمن لموسى فقط { ذرية من قومه } … اي من قوم موسى ..؟
ام هل آمن لموسى فقط { ذرية من قومــ } فرعون …؟!
فان كان الجواب : الاول !
فالمشكلة هي : كيف اذن آمن السحرة و ” مُؤْمِن آل فِرْعَوْن وَخَازِن فِرْعَوْن وَامْرَأَته وَمَاشِطَة اِبْنَته وَامْرَأَة خَازِنه”
كما اورد ابن عباس …؟!
وان كان الجواب : الثاني !
فالمشكلة هي :
كيف اذن آمنت بنو اسرائيل بموسى وخرجوا معه وشق البحر امامهم واورثهم الله الارض التي بارك فيها ..؟!
******
حكوا رؤوسكم يا شيوخ الاسلام امام هذه المعضلة …!
Sorry, the comment form is closed at this time.