هل أوصى الرب ابشالوم ليأخذ نساء ابيه داود ؟
Posted by جان في أفريل 27, 2021
هل أوصى الرب ابشالوم ليأخذ نساء ابيه داود ؟!
\ جون يونان
*******************

يعترض ملاحدة وعبدة أوثان ودعاة مسلمين كالشيخ ديدات (1) على ما فعله ابشالوم بن داود، اذ يقولون ما هذا الاله الذي يأمر بالزنى، يجعل ابشالوم يدخل على سراري ابيه بالجملة ..!؟
” هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ.” ( 2 صم 11:12).
*****
والرد بنعمة الرب :
أولاً : –
لو كان كذلك كما يفترون ويطيلون السنتهم ضد الرب فلماذا قبح في عيني الرب ما فعله داود مع امرأة اوريا الحثي؟
” وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ ” ( 2صم 27:11)
المفترض – بحسب نجاسة فكرهم – ان يرضى الرب بهكذا فعل قبيح .. لانه يامر بالزنى كما يفترون !!
ليجيبونا لماذا ابغض الرب خطيئة داود بل عاقبه عليها بأشد العقاب؟ ولن يجيبوا !
ثانياً :-
لو كان اله الكتاب المقدس كما يفترون، فلماذا أوصى في الناموس وبشكل قاطع بتحريم كل ممارسات زواج المحارم .. ومنها الأم وزوجة الاب الخ ؟!
“عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَبِيكَ” ( لاويين 8:18). لماذا يأمر بهذه الوصية لو كان كما يصفونه بافتراء ؟
ثالثاً :-
اذن ما الذي حصل وما معنى قول الرب ذاك لداود؟
الجزاء من جنس العمل !
فهو قضاء الرب على خطيئة داود ، فكما فعل خطيئته سراً سيأتي قريبه الخارج من صلبه ويفعل به علناً !!
لنقرأ النص مع قرينته :
” 9 لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. 10 وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً.
11 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. 12 لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ ” ( 2 صم 9:12-12)
فعقاب داود تمحور كالتالي وكلها آلام وأحزان ثقيلة على كاهل أي انسان:
– مات ابنه الذي ولد من بثشبع ! ( 2 صم 14:12)
– أغتصب أمنون بن داود ثامار أخته ! (2صم 13: 1 – 22)
-
أبشالوم ابن داود قتل اخاه أمنون ! (2صم 13: 23 – 38)
-
تمرد أبشالوم على أبيه داود ليغتصب منه المُلك، واضطجع مع سراريه اعلاناً على نجاح انقلابه! (2صم 16: 22)
-
ارادة ابشالوم قتل والده داود! (2صم 17: 2)
-
وقع ابشالوم مقتولاً ! (2صم 18: 14، 15)
-
قُتل أدونيا بأمر أخيه الملك سليمان! (1مل 2: 25)
تصوروا ان احد عقوبات داود تكمن في هروبه من وجه ابنه !!
بل احد مزاميره يتكلل بهذا العنوان:
«مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ حِينَمَا هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَبْشَالُومَ ابْنِهِ» ( مزمور 3).
وكان قصاص الخطيئة بأخذ ابشالوم سراري ابيه قبيحاً مكروهاً من ذات نوع الخطيئة نفسها (2ملوك 9: 25 و26). على قاعدة : الجزاء من جنس العمل.
رابعاً :
لم يكن الرب هو من أوصى اخيتوفل ليشير على ابشالوم بتلك النصيحة الجهنمية .. انما هو بسماح منه فنسب اليه .. اذ نقرأ بأن الفعل المباشر جاء بمشورة الشرير اخيتوفل :
“20 وَقَالَ أَبْشَالُومُ لأَخِيتُوفَلَ: «أَعْطُوا مَشُورَةً، مَاذَا نَفْعَلُ؟».21 فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: «ادْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، فَيَسْمَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّكَ قَدْ صِرْتَ مَكْرُوهًا مِنْ أَبِيكَ، فَتَتَشَدَّدَ أَيْدِي جَمِيعِ الَّذِينَ مَعَكَ».22 فَنَصَبُوا لأَبْشَالُومَ الْخَيْمَةَ عَلَى السَّطْحِ، وَدَخَلَ أَبْشَالُومُ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيهِ أَمَامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ.23 وَكَانَتْ مَشُورَةُ أَخِيتُوفَلَ الَّتِي كَانَ يُشِيرُ بِهَا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ كَمَنْ يَسْأَلُ بِكَلاَمِ اللهِ. هكَذَا كُلُّ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ عَلَى دَاوُدَ وَعَلَى أَبْشَالُومَ جَمِيعًا. ” ( 2 صم 20:16-23).
# كان اخيتوفل جد بثشبع بنت اليعام !!
” وَأَلِيعَامُ بْنُ أَخِيتُوفَلَ الْجِيلُونِيُّ” ( 2 صم 34:23). فلربما اراد ان ينتقم من الملك داود لما فعله بحفيدته بثشبع !
واقنع ابشالوم بهذه المشورة من جهة سياسية عسكرية وهي انه بدخوله على سراري الملك هو اعلان انتصار على الملك السابق المطاح به ووقوع بغضة دائمة بينهما لا مجال فيها للصلح مستقبلاً مما سيشدد اتباع ابشالوم ويثبتهم معه.
# ولنتأمل في ما فعله ابشالوم :
– فعل بالسراري على نفس السطح الذي منه رأى داود امرأة اوريا الحثي !
– داود فعل سراً وما حدث لسراريه حدث علناً !
– اخذ داود امرأة واحدة .. فأخذ ابشالوم عشر نساء منه !
– اخذ داود امرأة احد قادة جيشه .. فتمرد عليه ابنه وجيشه !
# اخيتوفل نفسه كان صديقاً في الماضي لداود .. وانضمامه لتمرد ابشالوم يعتبر من ضمن العقوبات التي حلت على داود !
«وَأُخْبِرَ دَاوُدُ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَخِيتُوفَلَ بَيْنَ الْفَاتِنِينَ مَعَ أَبْشَالُومَ» (2صم15: 31).
فكان هذا سبب مرارة لداود لخيانة صديقه له .. اذ اشار اليه في مزموره :
” أيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثَقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!» (مز41: 9)
فلم يكن الرب هو من اعطى المشورة لابشالوم لكي يأخذ سراري ابيه .. انما سمح به ، لانهم كاشرار لم يستحسنوا ان يبقوا اخياراً حافظين لوصاياه فتركهم الى ذهنهم المرفوض :
” وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ” ( رومية28:1).
# الانتحار نهاية اخيتوفل الشرير صاحب فكرة اخذ سراري داود:
“وَأَمَّا أَخِيتُوفَلُ فَلَمَّا رَأَى أَنَّ مَشُورَتَهُ لَمْ يُعْمَلْ بِهَا، شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ وَقَامَ وَانْطَلَقَ إِلَى بَيْتِهِ إِلَى مَدِينَتِهِ، وَأَوْصَى لِبَيْتِهِ، وَخَنَقَ نَفْسَهُ وَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قَبْرِ أَبِيهِ” ( 2 صم 23:17).
# قال وليم ماكدونالد في تفسيره :
” وكانت أول مشورة لأخيتوفل هي أن يدخل أبشالوم علي العشرة سراري اللاتي تركهن داود في أورشليم. مثل هذا التصرف، وهو شائن في حد ذاته، سيكون إهانه تفوق الوصف لداود، وتجعل الصُلح غير وارد، وتُقيم حقًا مُباشرًا له في المُلك. وقَبِل أبشالوم المشورة ودخل علي حريم الملك، في أعين كل إسرائيل، وبذلك تحققت نبوءة ناثان النبي في 12: 11، 12. وكانت مشورة أخيتوفل في تلك الأيام موضع احترام شديد (كمن يسأل بكلام الله – ع23). وكان أبشالوم يأخذ بها دون مناقشة، كما كان أبوه يفعل. ولكن عندما نتذكر أن أخيتوفل كان جد بثشبع، يمكننا أن نرى كيف كانت الرغبة في الانتقام توجِّه مشورته.”
( تفسير وليم مكدونالد – صموئيل الثاني 16: 20-23 – معهد عمواس للكتاب المقدس)
# وذكر المفسر وليم مارش :
” ٱدْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ (ع 21) بهذا العمل أظهر أبشالوم لجميع إسرائيل أنه أخذ مكان أبيه وإنه لا يرجع عن عمل كهذا وإنه مصر على مشروعه إلى النهاية. ولم يقبح هذا العمل في عيون إسرائيل ما في عيوننا لأنهم كانوا معتادين تعدد النساء وكان ملوكهم يتزوجون أحياناً نساء أسلافهم (3: 7 و1ملوك 2: 21 و22). عَلَى ٱلسَّطْحِ (ع 22) ولعل هذا هو نفس السطح الذي تمشى داود عليه ورأى بثشبع وخطا أول خطوة في خطيئته فوفى الرب بوعيده (12: 11 و12) وكان قصاص الخطيئة قبيحاً مكروهاً من نوع الخطيئة نفسها (2ملوك 9: 25 و26). كَمَنْ يَسْأَلُ بِكَلاَمِ ٱللّٰهِ (ع 23) أي كان أخيتوفل مصيباً في مشورته. غير أن حكمته كانت أرضية شهوانية شيطانية ومخالفة لشريعة الله (تكوين 49: 4 لاويين 18: 8 تثنية 27: 20 عاموس 2: 7 و1كورنثوس 5: 1) والله يجهل حكمة هذا العالم.”
( تفسير وليم مارش – صموئيل الثاني 16: 20-23 – السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان )
خامساً :
هل ابشالوم اغتصبهن دون رضائهن؟
الكتاب واضح انه كان برضاء منهن! وتلك خيانة بل تمرد منهن ومشاركة مع تمرد ابشالوم ضد ابيه الملك .. وبسبب هذا التمرد نفذ عليهن داود العقوبة!
وهي الاقامة الجبرية مدى الحياة:
# ” وَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى بَيْتِهِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَأَخَذَ الْمَلِكُ النِّسَاءَ السَّرَارِيَّ الْعَشَرَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، وَجَعَلَهُنَّ تَحْتَ حَجْزٍ، وَكَانَ يَعُولُهُنَّ وَلكِنْ لَمْ يَدْخُلْ إِلَيْهِنَّ، بَلْ كُنَّ مَحبُوسَاتٍ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِنَّ فِي عِيشَةِ الْعُزُوبَةِ” ( 2 صموئيل 3:20).
# يقول وليم مارش في تفسيره :
” ٱلسَّرَارِيَّ (ع 3) جعلهن تحت الحجز لأنه بعدما كان أبشالوم دخل عليهنّ (16: 22) لا يليق أنهن يرجعن إليه. “
كلمة اخيرة تختص فيما فعله ابشالوم بسراري ابيه داود :
# ” لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا” ( غلاطية 7:6).
داود حصد من جنس ما زرع !
وابشالوم دفع ايضاً ثمن تمرده وسقط مقتولاً بثلاث سهام في قلبه الشرير القاسي على ابيه، بعد ان علق تحت شجرة بشعره الكثيف الذي كان سبب تفاخره !! (2 صم 14:18).
موت ابشالوم كان هو موت النعجة الثالثة من النعاج الاربعة التي قضى بها داود في حكمه على مثل النبي ناثان حين قال : “يرد النعجة ٤ أضعاف” !
وكما تمشى على السطح فرأى المرأة واقترف الخطيئة .. هكذا تمشى حزيناً وعينه باكية يقول :
” فَانْزَعَجَ الْمَلِكُ وَصَعِدَ إِلَى عِلِّيَّةِ الْبَابِ وَكَانَ يَبْكِي وَيَقُولُ وَهُوَ يَتَمَشَّى: «يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ابْنِي، يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ! يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضًا عَنْكَ! يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي، يَا ابْنِي” ( 2 صم 33:18).
******************
(1) الاعتراض ضد ابشالوم اورده الشيخ ديدات في كتابه :
Combat Kit صفحة 18 .
Sorry, the comment form is closed at this time.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.