هــل ورثــنـا خطــيئــة آدم ؟
Posted by جان في أفريل 27, 2021
هــل ورثــنـا خطــيئــة آدم ؟!
\ جون يونان
اعتراض شائع يقول : كيف يا مسيحيين تؤمنون بوراثة الجنس البشري لخطيئة آدم بينما كتابكم يقول : ” اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ ” !!؟
اولاً :
المسيحية لا تؤمن بوراثة خطيئة آدم ذاتها ، انما بوراثة ” نتيجة ” الخطيئة ، والتي سببت الموت للجنس البشري . يقول الوحي :
” مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ” ( رومية 12:5).
) فنلنا حكم الموت .. لماذا ؟ لأنه قال : { يوم تأكل منها موتاً تموت} (تكوين 17:2) ، وقال : { النفس التي تخطئ هي تموت} (حزقيال 4:18)
واضافة الى الموت بانواعه ، فان نتائج الخطية كانت مريعة ويمكن ايجادها في ذات سفر التكوين .. اذ بالخطية دخل الى البشر : الخوف (تكوين 10:3)
و العري (تكوين 11:3) و العداوة ( تكوين 15:3) و المرض ( تك 16:3) واللعنة ( تك 17:3) والشوك والحسك ( تك 18:3) ..! وهكذا طُرد الانسان من الجنة مع نسله لأنه { لا يُساكِنك الشرير} (مزمور 5: 4) ، وورثنا نتائج الخطية وصارت جيناتنا تحمل الـ DNA الملوث بالشر والانانية .. فولد لآدم ابن هو “ قايين ” الذي سفك دم اخيه هابيل ، فكان أول قاتل عرفته البشرية ! .. وولد فيما بعد ” لامك ” اول مخترع لفكرة تعدد الزوجات ! { اتخذ لامك لنفسه امرأتين} ( تك 19:4). فكانت الديانات الارضية من اتباع طريق قايين ولامك مؤسسة على القتل والشهوات ! بل ان البشر عموماً اليوم يتميزون خاصة : بــ ( ج ج ! ) بالجريمة والجنس ! شراسة ونجاسة !
اذن رثنا نتائج الخطية – وليس الخطية بحد ذاتها – بل نتائجها ، اذ نحن ايضاً نخطئ ، اذ تسرب ” وبأ ” وجراثيم الخطية الينا من أبوينا ” ومن شابه اباه فما ظلم ” !
فنحن نؤخذ بالخطيئة التي نحن نقترفها بارادتنا .. وليست طبيعة موروثة . فادم يعاقب على خطيته الشخصية ونحن فنعاقب على خطايانا الشخصية.
فلا يوجد مثلاً اية واحدة في الكتاب المقدس تقول ان الطفل محكوم عليه بجهنم لانه ورث خطية ادم !!
فقد قيل في الوحي المقدس: “قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير” (إشعياء 15:7).
ثانياً :
النصوص التي تقول ان لا يؤخذ الابناء بذنب الاباء ..في سفر التثنية 24: 16
“لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.”
هذه الاية تتعلق خاصة بالشريعة وتختص بالذي يعيش تحت حكم الناموس . ومفادها ان الاب لا يعاقب شرعياً بسبب خطية الابن والعكس صحيح . اذن هو في ضمن اطار العقوبات الشرعية والحدود .
انما التوراة صريحة في ان الذي يتوب يمكنه ان يقدم ذبيحة كفارية عن خطيئته .. تكون دموية . كما هو واضح من سفر اللاويين الذي يختص في شرح كل انواع الذبائح الكفارية الدموية .
والذبائح الدموية اشارة الى فداء المسيح عن كل البشرية .
والاية في سفر حزقيال :
” اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ ” ( حز 20:18).
الاب لا يحمل من اثم الابن والعكس .. فهو ايضاً في القصاص والعقوبات الجنائية . وخاصة لو قرانا سياق الاصحاح سنجد انه يشرح عن خطايا الاب التي لو فعلها يموت باثمها .. انما لو انجب ابناً راى خطايا ابيه ولم يفعل مثلها بل فعل الحق فانه لا يموت باثم ابيه ( اية 14 و 17)
كل هذا هو رد على طرق بعض الضالين من بني اسرائيل الذين سالوا الرب قائلين :
19 وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الابْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الابْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقًّا وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا.
( ومن ضمن الفرائض طبعاً تقيدم الذبائح الدموية الكفارية ) .
فالاصحاح لا يتحدث اطلاقاً عن شخص بار بلا خطية يقدم نفسه طوعاً عن خطايا الاخرين . هو يرد على فكر اسرائيلي خاطئ في زمن حزقيال وهو تحميل الابن من اثام ابيه ومعاقبته عليها !!!
وايضاً من جهة روحية لا يجوز ان الاب يحمل اثم الابن .. لانه لو فعل فلن يجدي نفعاً فهذا الاب نفسه له اثم ويحتاج ان يحملها اخر .. والابن كذلك له اثمه الخاص .. فكل البشر لهم اثام .. لا يقدرون ان يحملوا اثام بعض .. لكن التوراة نفسها قد تنبأت عن مجيء المسيا الذي سيحمل خطايا وآثام البشر :
”
4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا.
5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.
6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ”
الى ان تنبأ قائلاً :
”
11 مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا.
12 لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ. ” .
فحقيقة ان هناك من سيحمل خطية وآثام الكثيرين مسرودة في التوراة بوحي الروح القدس وليس اختراعاً مسيحياً !
واسأل المعترض : هل سفر حزقيال النبي يتحدث عن وجود ذبيحة كفارية عن الخطية ؟ أي دم يسفك بديلاً عن الخاطئ ؟
نعم… تعال معي وافتح على سفر حزقيال اصحاح 42 واقرا معي وتعلم ان لا تقتطع وتفسر كتابنا من نفسك :
“وَقَالَ لِي: «مَخَادِعُ الشِّمَالِ وَمَخَادِعُ الْجَنُوبِ الَّتِي أَمَامَ الْمَكَانِ الْمُنْفَصِلِ هِيَ مَخَادِعُ مُقَدَّسَةٌ، حَيْثُ يَأْكُلُ الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى الرَّبِّ قُدْسَ الأَقْدَاسِ. هُنَاكَ يَضَعُونَ قُدْسَ الأَقْدَاسِ وَالتَّقْدِمَةَ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةَ الإِثْمِ، لأَنَّ الْمَكَانَ مُقَدَّسٌ.” ( حز 13:42)
لاحظت قوله : ” وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةَ الإِثْمِ ” !!
سفر حزقيال يعلم بتعليم الذبيحة الفدائية التي تشير لفداء المسيح للعالم بدمه.
فسفر النبي حزقيال يحمل ذات تعليم التوراة بوجوب تقديم الذبيحة الدموية عن الخطايا . اي كائن بريء يسفك دمه لاجل خاطئ .
فالابن لا يعاقب بسبب خطيئة ابيه
فمثلاً الاب القاتل لا يجب قتل ابنه ..
والاب السارق لا يعني ان نحبس ابنه ..
لكن لو الابن سرق حينها يعاقب بالحبس !
بل ان عائلة الاب السارق بسبب سرقاته خسر الكثير بسبب شروره .. فورثت عائلته (( نتائج )) افعاله فعانت من الفقر والحرمان بسببه ..
هنا ورثوا نتائج سرقته .. لكن لم يرثوا حكم محكمة ان يسجنوا مثله .
وهنا اسأل :
هل تصدقون بأن الانسان قد يورث ابنه امراضاً ..؟ سكر ، ضغط ، ايدز … الخ ؟!
هل سمعتم عن مصطلح ” الأمراض الوراثية ” ؟

هل تعترفون بأن الابن يرث من ابويه طباع وافكار وممارسات سواء اخلاقية او حتى مواهب .. فالابن قد يرث طباع سيئة كالغضب والعصبية والانانية الخ .. وقد يرث طباع حسنة كالهدوء والتواضع .. وحتى مواهب كالرسم او النحت او الموسيقا الخ ..؟!
لو كنتم تعتقدون بوجود هذا الامر الطبيعي في الانسانية .. فبأي ميزان ترفضون ان يرث الانسان نتيجة الميل للخطيئة ؟
Sorry, the comment form is closed at this time.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.