أتان بلعام العراف .. وعجمة المعترض الوثني
Posted by جان في أفريل 27, 2021
أتان بلعام العراف .. وعجمة المعترض الوثني !
\ جون يونان
*****************
اعترض احد عبدة الأوثان على حادثة العراف النبي بلعام الذي وبخته أتانه بكلام مفهوم .. معتبراً ان هذا خرافة !!
مع تعجبي من هكذا عقلية – أتانية ! – اذ يعترض هذا ” العشتاري”! على ما يعتبره “خرافة” بينما يصدق خرافات ملحمة جلجامش واينوما ايليش وغيرها !!
ولنبدأه بتوضيح الحادثة الواردة في سفر العدد اصحاح 22 ، لأجل منفعة المتابعين والقراء الكرام ..
أولاً : –
لم يقل الكتاب ان الحمار تكلم ، وكانه امر عادي طبيعي .. بل ان الله هو من صنع هذا !! وجعل الاتان يتكلم : “فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ” ( سفر العدد 28:22). فهي معجزة اجراها الرب لتوبيخ هذا النبي العاصي. اذ جعل الحمار يصدر صوتاً ..
واعطى لبلعام القدرة لفهم معناه كأنه صوت انسان.
ثانياً :
هذا أمر معجزي جرى فقط مع بلعام لهدف تعليمي ، وليس امراً مكرراً مشهوداً. وهو خاص به وحده ، اي حتى لو كان معه رفقاء لما كانوا قد سمعوا او فهموا كلام الأتان معه.
فالملك بلطشاصر رأى اليد التي تكتب على حائط قصره والكتابة .. لكن ضيوفه لم يروا الا الكتابة ! ( دانيال 5:5-7 )
فشاول حين ظهر له الرب رأى نوراً وسمع وفهم كلام الرب ، لكن رفاقه لم يفهموا صوت المتكلم !! ( أعمال اصحاح 9).
ثالثاً :
الرب استخدم هذه الوسيلة الاعجازية مع بلعام ، لكون بلعام عرافاً .. والعرافون معتادون على التحدث مع حيوانات وطيور ، اذ يقولون ان الطير يشير علي بكذا !
فالرب علمه درساً من خلال ما تعود عليه ومن ما يستعمله غالباً.
فعلمه : ان الاتان الاعجم احكم منك اذا ما بعت نفسك لاجل المال.
رابعاً :
حين تضايق اليهود من دخول المسيح اورشليم على وقع الهتافات والتسابيح قال لهم ان الرب ( الآب ) يقدر ان يجعل الحجارة تسبحني وتصرخ بالهتاف عوضاً عنكم !
” 37 وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا،
38 قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!».
39 وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ!».
40 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ” ( لوقا 37:19-40).
فمن السهولة على الرب الذي يقدر ان يجعل الحجارة تتكلم ان يجعل الاتان تنطق ويفهمها صاحبها .
فالرب له طرق الاعجازية في توصيل كلمته .. وهذا الأمر اختبره ايضاً موسى – كاتب سفر العدد – اذ كلمه ملاك الرب ( اقنوم الابن قبل التجسد ) من خلال شجرة العليقة !!
خامساً :
من جهة الواقع ، الانسان العاقل المعاصر اليوم في عصرنا المتقدم قد استطاع ان يخترع الآله والكمبيوتر .. وتمكن من صنع الرجل الالي بل الدماغ الالكتروني بل ان يضع فيه الضمير والاحساس والشعور والتكيف مع محيطه، وان يتكلم بما يشعر به ويتجاوب مع الاخرين كله بالبرمجة ..
( اقرأ عن ابحاث تتحدث عن مستقبل الروبوتات الذكية وانها ستنافس البشر ).
اذن لو كان هناك إله خالق قد صنع من تراب هذه الآلة البشرية ..الانسان .. وخلق عقله وحواسه وكلامه .. وخلق ايضاً الآلة الحيوانية .. الا يقدر هذا الاله ان يجعل الحيوان يصدر صوتاً وان يجعل انساناً يفهمه ويستوعب فحواه كانه صوت انسان ؟!
ما حدث مع بلعام معجزة جرت لسبب وهدف تعليمي وهي حدث نادر .. لاثبات سلطان الله ..
وفيها توبيخ لنبي متمرد على امر الرب .. اذ جعل الحيوان الابكم أحكم منه ويرى ما لا يراه !
## لوكان المعترض يؤمن باله خالق ( فالخالق يصنع المعجزات ) فلا مجال لاعتراضه السطحي اذ يذبل ويسقط لوحده !
## وان كان ملحداً ويراه حدثاً خرافياً ، فان هذا الملحد “يؤمن” بما هو أشد عبثية خرافية منه ، اذ يصدق ان حجراً قد خرج منه كائن حي .. صار انساناً ذو عقل وتفكير وضمير !!!
Sorry, the comment form is closed at this time.