وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي ! هل والدة النبي داود كانت شرعية ؟ الرد على أوسم وصفي \ جـان يـونـان
Posted by جان في جوان 29, 2020
” وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي” ! هل والدة النبي داود كانت شرعية ؟ الرد على أوسم وصفي \ جــان يونــان
السيد “أوسم وصفي” أحد دعاة الليبرالية يقدم طامة اخرى من طوامهم التي لا تنتهي ضد كتابنا المقدس والمسيحية الكتابية المستقيمة. اذ يزعم ان هناك “تفسير“! يقول ان والدة النبي داود لم تكن زوجة شرعية ، وبالتالي يكون قول داود: “وبالخطية حبلت بي أمي” ، هو كلام حرفي يثبت ان أمه حبلت به بطريقة غير شرعية !!
طبعاً السبب لهذا التلوث الفكري هو ان السيد أوسم من منكري حقيقة توارث نتائج الخطيئة الأولى ، في محاولة منه ليلوي عنق النص ويخرجه من دائرة الادلة التي تثبت ان كل مولود يولد بالخطية بمعنى انه يولد حاملاً الميل للخطيئة .
فأخترع ان هناك “تفسير”! يقول ان داود بالفعل قد حبلت به امه بخطيئة زنى حرفياً !!
الرد بنعمة الرب :
أولاً :
اين قرأ هذا “التفسير” ، وما مصدره وما دليله ؟!
ثانياً :
أين في المزمور قام داود بالاعتراف بخطايا أمه ؟
فالمزمور (51) هو اعتراف وتوبة لداود من خطاياه هو ، وليس سجلاً لاخطاء أمه .. فهو كان يتحدث عن نفسه وخطاياه فقط .. معتبراً نفسه خاطئاً او حاملاً للميل للخطيئة منذ الحبل به في رحم أمه .. فما دخل أمه باعترافه هذا واين يفهم القارئ او يشم اي رائحة اتهام الابن لأمه ؟!
ثالثاً :
أين الدليل الكتابي في اي مكان في الكتاب المقدس على ان والدة داود كانت بهذه الصفة التي اخترعها هذا الشخص الليبرالي ؟!
رابعاً :
يتحدث عن أبعاد تاريخية ، في حين انه يتجاهل تماماً السياق التاريخي لما يشير اليه حين عرض يسى ابناءه امام صموئيل النبي ليختار منهم ملكاً فهو لم يخفي داود – بحجة انه ليس ابنه كما يحاول الليبرالي ان يوهم – هو قدس ابناءه الموجودين للذبيحة حين حضر صموئيل النبي وكان داود غائباً يرعى الغنم ، ولما شاهد صموئيل الابن الياب ظن ان الرب اختاره ملكاً ، لكن الرب لم يختاره حتى عبر كل ابناء يسى ، وحين سال صموئيل يسى هل كملوا الغلمان اجاب بقى بعد الصغير ، وقدم السبب لغيابه: “هوذا يرعى الغنم” (1صم11:16). فارسل بطلبه ، “فقال الرب قم أمسحه لان هذا هو” (ع12).
بل نفهم من الكتاب ان سبب قدوم صموئيل لبيت لحم لاختيار الملك لم يكن معلوماً لدى يسى البيتلحمي ، لكي لا يظن ظان بأنه قام عمداً بتكليف داود رعاية الغنم لابعاده عن المشهد.
خامساً :
الكتاب ينسب داود بأوضح الكلمات الى أبيه يسى :
” وَدَاوُدُ هُوَ ابْنُ ذلِكَ الرَّجُلِ الأَفْرَاتِيِّ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا الَّذِي اسْمُهُ يَسَّى وَلَهُ ثَمَانِيَةُ بَنِينَ”
(1صموئيل12:17).
يحدد اسم ابيه ويحدد بلده افراتة من بيت لحم واسم السبط يهوذا ! ويضمه الى البنين الثمانية !!
مادام منسوباً لابيه يسى بكل هذا الشرف فكيف اخترع عدو الخير خرافة ان ام داود لم تكن شرعية ؟!
وفي سفر راعوث يذكر ولادة جد داود عوبيد مع هذه الملاحظة :
“وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْمًا قَائِلاَتٍ: «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي» وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُدَ” ( راعوث 17:4).
فيسّى هو الاب الشرعي لداود وبالتالي امه زوجة شرعية له.
بل يختم سفر راعوث باسم داود المولود من ابيه يسى:
” وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ” ( راعوث22:4).
بل ان الرب نفسه ذكر بالحرف ان الملك الذي اختاره هو احد “بني ” يسى !
” فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ، وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ اِمْلأْ قَرْنَكَ دُهْنًا وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا” ( 1 صموئيل1:16).
سادساً :
داود ينسب أخوته الى انهم ابناء أمه :
” صِرْتُ أَجْنَبِيًّا عِنْدَ إِخْوَتِي، وَغَرِيبًا عِنْدَ بَنِي أُمِّي” ( مزمور 8:69).
وبما ان اخوته السبعة المذكورين في سفر صموئيل الأول اصحاح 16 هم ابناء ابيه يسى ، اذن تكون ام داود هي زوجة شرعية ليسى ووالدة كل ابناءه.
داود يشمل أمه مع أبيه كعائلته وذويه في نسبه الشريف :
” إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي” (مزمور10:27).
يذكر اباه وأمه معاً ببساطة في اشارة الى شرعية نسبته لاباه وأمه .. ” أبي وأمي “!
وكأنه يقول : بابا وماما !
ومتى ودع داود اباه وأمه ؟ كلامه في المزمور يشير الى هذه الحادثة :
” فَذَهَبَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ وَنَجَا إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ. فَلَمَّا سَمِعَ إِخْوَتُهُ وَجَمِيعُ بَيْتِ أَبِيهِ نَزَلُوا إِلَيْهِ إِلَى هُنَاكَ.
وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ كُلُّ رَجُل مُتَضَايِق، وَكُلُّ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، وَكُلُّ رَجُل مُرِّ النَّفْسِ، فَكَانَ عَلَيْهِمْ رَئِيسًا. وَكَانَ مَعَهُ نَحْوُ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُل. وَذَهَبَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مِصْفَاةِ مُوآبَ، وَقَالَ لِمَلِكِ مُوآبَ: «لِيَخْرُجْ أَبِي وَأُمِّي إِلَيْكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا يَصْنَعُ لِيَ اللهُ». فَوَدَعَهُمَا عِنْدَ مَلِكِ مُوآبَ، فَأَقَامَا عِنْدَهُ كُلَّ أَيَّامِ إِقَامَةِ دَاوُدَ فِي الْحِصْنِ. ” ( 1 صموئيل 1:16-4).
لقد شدد داود على حفظ والديه عند الملك واودعهما هناك .. وايضاً نقرأ تعبير : ” أبي وأمي ” !
سابعاً :
مدح داود أمه باعتباره أمة الرب اي عبدة الرب المؤمنة :
” الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِ عَبْدَكَ قُوَّتَكَ، وَخَلِّصِ ابْنَ أَمَتِكَ” (مزمور 16:86).
” آهِ يَا رَبُّ، لأَنِّي عَبْدُكَ! أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ. حَلَلْتَ قُيُودِي”( مزمور 16:116).
وهو ذات تعبير مريم العذراء الذي قالته عن نفسها : ” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ”
(لوقا 38:1 )
ثامناً :
معتقد الخطيئة الاصلية أو الأولى هو تعليم كتابي واضح :
(1) : قول داود نفسه الذي بحثنا فيه (مز5:51) : ” هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي”. فما معنى قوله “بالأثم صورت” لو كان الانسان لا يحمل الميل للخطية ؟
(2): ” زَاغَ الأَشْرَارُ مِنَ الرَّحِمِ. ضَلُّوا مِنَ الْبَطْنِ، مُتَكَلِّمِينَ كَذِبًا” ( مز3:58). فالميل للضلال والزيغان مرتبط مع الانسان وهو في الرحم . وحتى بعد ولادته ترتبط به الجهالة .
(3) ” اَلْجَهَالَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِقَلْبِ الْوَلَدِ. عَصَا التَّأْدِيبِ تُبْعِدُهَا عَنْهُ” ( امثال15:22).
(4) : قول الرب ليعقوب (اسرائيل) : ” … فَإِنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَغْدُرُ غَدْرًا، وَمِنَ الْبَطْنِ سُمِّيتَ عَاصِيًا ” ( اشعيا 8:48).
(5) : قول الرب : “لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ” ( تك 21:8).
(6) : قول الوحي بفم الرسول بولس : ” مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ” ( رومية 12:5).
بل ان الفقرة كاملة في هذا الاصحاح تحوي هذه التعبيرات الشديدة الوضوح عن دخول الخطيئة الاولى بانسان واحد :
(ع12): ” .. بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ .. ”
(ع15): ” .. بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ ..”
(ع17): ” .. بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ .. ”
(ع18): ” .. بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ..”
(ع19): ” .. بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ .. “
**********
فداود كانت أمه شرعية لأبيه .. وتعليم وراثة الخطيئة الاصلية حق أصيل في كلمة الله .
Sorry, the comment form is closed at this time.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.