مناقشة اعتراض : المسيح بولادته مخلوق مثل آدم دون أب – جان يونان
Posted by جان في سبتمبر 6, 2015
مناقشة اعتراض : المسيح بولادته مخلوق مثل آدم دون أب !!
المناظرة الكبرى Greate debate حول الوهية المسيح بين وفد نجران ومحمد !
اقوى حجة يصدعون بها الأدمغة أناء الليل و أطراف النهار، تقول: أن المسيح مثل آدم!
ولقد استقى المسلمون حجتهم هذه من القرآن ، وذلك في مناظرته مع وفد مسيحيي نجران الذين فاجئوا محمداً بسؤال صاعق اربكه ولم يحر عليه جواباً. وكان السؤال : ” من هو ابو عيسى يا محمد” ؟ فسكت ! الى ان جاءه جبريل فيما بعد ( طبعاً بعد ان ادارها محمد برأسه فترة من الوقت ليتوصل الى الجواب). وزعم بأن مثل عيسى في الخلق مثل ادم . ونزلت بعد فترة زمنية هذه الآية: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ “ ( آل عمران : 59).
محمد يخسر المناظرة !
محمد كان مستاءاً بشكل لا يوصف من نصارى نجران لكونهم قد ناظروه في أمر المسيح وأربكوه بأسئلتهم وحججهم لدرجة ان ابن كثير قد أورد بأن الرسول قد ” صمت ” !!
· ” فلما كلمه الحبران قال لهما رسول الله ص ” أسلما ” قالا قد أسلمنا قال ” إنكما لم تسلما فأسلما ” قالا : بلى قد أسلمنا قبلك قال ” كذبتما يمنعكما من الإسلام ادعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير ” قالا : فمن أبوه يا محمد ؟ فصمت رسول الله ص عنهما فلم يجبهما..”
( تفسير القرآن العظيم – ابن كثير – آل عمران :61)
· ” قال ابن جريج : بلغنا أن نصارى أهل نجران قدم وفدهم على النبي ص , فيهم السيد والعاقب , وهما يومئذ سيدا أهل نجران , فقالوا : يا محمد فيما تشتم صاحبنا ؟ قال : ” من صاحبكما ؟ ” قالا : عيسى ابن مريم , تزعم أنه عبد . قال رسول الله ص : ” أجل إنه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ” , فغضبوا وقالوا : إن كنت صادقا , فأرنا عبدا يحيي الموتى , ويبرئ الأكمه , ويخلق من الطين كهيئة الطير , فينفخ فيه , الآية . .. لكنه الله ! فسكت حتى أتاه جبريل“ ( جامع البيان للطبري – ال عمران 59)
· ” .. قال ابن عباس: إن رهطاً من أهل نجران قدموا على النبي ص: كان فيهم السيد والعاقب فقالوا للنبي ص: ما شأنك تذكر صاحبنا فقال من هو؟ قالوا: عيسى تزعم أنه عبدالله فقال النبي ص أجل إنه عبدالله فقالوا له: فهل رأيت له مثلاً أو أنبئت به؟ ثم خرجوا من عنده فجاءه جبريل عليه السلام فقال: قل لهم إذا أتوك إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب” (تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل- الخازن – ال عمران :59).
بل انه سكت لدرجة انه ” لم يدر ما يقول ” !! واخيراً عرض عليهم الملاعنة ، وحين رفضوا ( لأن الانجيل يأمر بمباركة الناس وليس لعنهم ) سألوه عن حجة اخرى ، فعرض عليهم تهديده الاخير : اما الاسلام او الحرب او الجزية ! لنقرأ :
· ” وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن الأزرق بن قيس قال: ” جاء أسقف نجران، والعاقب، إلى رسول الله ص … قالا: فمن أبو عيسى؟ فلم يدر ما يقول. فأنزل الله { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم } إلى قوله {بالمفسدين} فلما نزلت هذه الآيات دعاهما رسول الله ص إلى الملاعنه فقالا: إنه ان كان نبياً فلا ينبغي لنا أن نلاعنه، فأبيا فقالا: ما تعرض سوى هذا؟ فقال: الإسلام، أو الجزية، أو الحرب، فأقروا بالجزية “. (تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور- السيوطي)
فبلغ استياءه وبغضه لهم لدرجة انه تمنى بأن لا يراهم ولا يرونه !اذ جاء في تفسير الطبري
( لسورة آل عمران :61) هذه الكلمات الصريحة :
· “حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : وثني ابن لهيعة , عن سليمان بن زياد الحضرمي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي , أنه سمع النبي ص يقول : ” ليت بيني وبين أهل نجران حجابا فلا أراهم ولا يروني “. من شدة ما كانوا يمارون النبي ص “.
تمنى محمد ان يكون بينه وبينهم حجاباً فاصلاً .. فلا يرونه ولا يراهم .
لماذا هذا الموقف من نبي الرحمة ؟ اكان هذا اعترافاً منه بصلابتهم وقوة حجتهم وشدة موقفهم.
تفنيد الحجة القرآنية !
المسيح لم يخلق من تراب !
اجابة القرآن كانت : ” إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ” ( آل عمران 59). وهذا القياس خاطئ ، ولا يجيب على قضيتهم ! فالمفروض ان يجبيهم :
إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم بلا أب ، وليس خلقه من تراب !
فالمسيح لم يخلق من تراب انما جاء بنفخة من الله . فمنطق القرآن في جوابه ضعيف غير منطقي. كأن يسألك سائل : ما الفرق بين الطائرة ومكوك الفضاء ؟ فتجيب : ان مثل الطائرة مثل المكوك لنكتشف الفضاء الخارجي ! وهذا تشبيه قاصر وقياس مغلوط لأن اكتشاف الفضاء يختص بالمكوك ولا يتعلق بالطائرة. حتى لو كان كلاهما يطير في الجو !
وقد ادرك المفسرون هذا الخلل فاعترفوا بأن وجه الشبه ليس الخلق من تراب .. لأن عيسى لم يخلق من تراب !! لنقرأ شيئاً مما أوردوه حول هذا النص. قال المفسر المعروف الطبرسي :
· ” { خلقه } أي أنشأه { من تراب } وهذا إخبار عن آدم.” ( مجمع البيان في تفسير القران- الطبرسي)
اذن هو ” اخبار عن آدم ” بأنه خلق من تراب ، وليس عيسى . اما القرطبي .. فقد القى عليهم قنبلة فكرية تفرق شملهم ، اذ قال بأن المسيح لم يخلق من تراب بعكس آدم الذي خلق منه !
· “ والتشبيه واقع على أن عيسى خُلِقَ من غير أبٍ كآدم، لا على أنه خلق من تراب. والشيء قد يشبه بالشيء وإن كان بينهما فرق كبير بعد أن يجتمعا في وصف واحد؛ فإن آدم خُلِقَ من تراب ولم يُخلق عيسى من تراب فكان بينهما فرق من هذه الجهة...“
( تفسير الجامع لاحكام القران- القرطبي)
اذن تكون عبارة ” خلقه من تراب ” عائدة الى آدم وليس عيسى لان عيسى لم يخلق من تراب . اقرأ ايضاً تفسير الجلالان المحلي والسيوطي :
· “ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى . شأنه الغريب { عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ } كشأنه من غير أب وهو تشبيه الغريب بالأغرب ليكون أقطع للخصم وأوقع في النفس خَلَقَهُ أي آدم أي قالبه...”
(تفسير الجلالين- المحلي و السيوطي )
لاحظ هنا : ” خلقه أي آدم ” ! ولم يقل عيسى ، لأنه غير مخلوق وليس من تراب. تفسير آخر :
· “والضمير في: له، عائد على آدم وأبعد من زعم أنه عائد على عيسى، وأبعد من هذا قول من زعم أنه يجوز أن يعود على كل مخلوق خلق بكن، وهو قول الحوفي.”
(تفسير البحر المحيط- ابو حيان).
اذن الكلام واضح كالشمس في رابعة النهار ، بأن الضمير يعود الى آدم وليس عيسى .. وأبعد من زعم انه عائد الى عيسى . بل ان من ابسط قواعد اللسان العربي هو رجوع الضمير الى أقرب مذكور .. فعبارة : “ ثم قال له كن فيكون “ تعني آدم !
· ” والهاء في خَلَقَهُ عائدة على آدم ولا تعود على عِيْسَى لِفَسَادِ المعنى”
(تفسير اللباب في علوم الكتاب- ابن عادل)
اذن غاب المنطق السليم في اجابة القرآن ولم يحل الاشكالية التي طرحها الوفد المسيحي. فالمسيح لم يخلق من تراب. فهو اذن مولود غير مخلوق.
وقد يعترض مسلم بشبهة : ان كون المسيح قد ولد فمعناه انه مخلوق والمخلوق ليس هو الخالق ؟
الرد على الاعتراض :
ان الولادة حالة لا تعني عدم الوجود المسبق، وأمامك الكهرباء، فعندما يقال : تولدت الكهرباء من المولد الرئيسي للمدينة ، أفهل يقول جاهل ان قوة الإلكترونات لم تكن موجودة مسبقاً قبل سريانها داخل الأسلاك الكهربائية. أم موجودة في العالم قبل ان تُصنع الاسلاك والمولد الذي حلّت فيه ؟ بالطبع ستقول انها كانت موجودة ، لكنها تحركت من أماكنها فصارت تياراً كهربائياً. والقرآن صريح بأن المسيح هو ” كلمة الله ” و ” روح الله ” وكلام الله وروح الله ليسا مخلوقان ! فهو بلاهوته موجود منذ الأزل والقدم قبل ان يتجسد في هيئة انسان.
دحض حجة الخلق دون أب !
والآن نأتي الى تفنيد المشابهة بين المسيح وآدم والتي زعموا بأن خلق آدم من غير اب ولا ام اغرب من ولادة المسيح بدون اب . ونقول :
ان مسألة خلق ادم جاءت اضطراراً .. اما ولادة المسيح فكانت اقتداراً!
فمن الطبيعي ان يخلق ادم دون اب ولا ام .. لعدم وجود بشر قبله. ولكن الاعجاز والاقتدار هو في ولادة المسيح من دون اب ، في وقت وجود كثرة لا تعد ولا تحصى من البشر والاباء على وجه الارض. ان خلق ادم .. لم يحدث بطريقة تفوق التصديق، بل بالعكس! انها سهلة التصديق جداً ..
( لاننا نؤمن بوجود خالق قدير ). فكان خلق ادم دون ابوين، امر طبيعـــي جداً. لانه وقع في بداية خليقة الانسان . الضرورة اقتضت ان يكون آدم بغير أب ، لكن ما الداعي والضروري لأن يكون المسيح بدون أب ؟ بالتأكيد هناك سبب خطير لولادة المسيح بمعجزة باهرة لم تحصل لغيره. ولا نملك سبباً مقنعاً سوى ان المسيح هو ابن الله.
ولد من عذراء ليكون آية ..؟
قال دعاة الاسلام : أنه ولد من عذراء ليكون آية لبني اسرائيل !
وهذا تعليل دائري واهن ، لأن آيات المسيح ومعجزاته لا تحصى كما سيأتي ، ولم يكن له حاجة الى تلك الآية التي ستعرض المسيح وأمه لشائعات وشبهات عكسية لا داعي لها. وبالفعل فإن القرآن قد حكى عن شك قوم مريم بها . فهل تتساوى الفائدة من ولادته من عذراء لمجرد ان يكون آية ، مع الاضرار الجسيمة التي تسبب بها هذه ” الآية ” ؟ اليس درء الضرر مقدم على جلب المنفعة ؟
يذكرنا هذا بالدبة التي ارادت ابعاد الذبابة من وجه صديقها الدب النائم فألقت عليه حجراً !
والسؤال الحائر الطائر : لماذا لم يولد المسيح من أبوين طبيعيين ويتفادى الصداع والشبهات لو كان مجرد نبي عادي ؟ سؤال مربك مُحير ! انما يحق لنا الاجابة : أن ولادته العجيبة من عذراء طاهرة ، سببها الوحيد كونه ابن الله. فهو الكلمة الأزلي الغير مخلوق.
مثل المسيح .. كمثل آدم .. لكن من أي جهة ؟
بناءاً على النص القرآني ( آل عمران: 59) لو سألنا المسلم عن وجه الشبه بين المسيح وآدم فلن يقدم إجابة ، لأن النص وصف آدم فقط ولم يكمل الوصف عن المسيح فيما بعد ذلك .. وقد رأينا وباعتراف التفاسير بأن المسيح لم يخلق من تراب. فالنص يتحدث ويقصد آدم فقط بدليل عبارة “خلقهُ” وعبارة ” قال لهُ ” ولم يجمع النص آدم والمسيح معاً تحت ظرف واحد. اذ لم يقل ” خلقهما ” ولم يقل ” قال لهما “. فآدم وحده خلق من تراب. وهنا نسأل ما وجه التشابه اذن بين آدم والمسيح ؟
يجيبنا الانجيل : ” هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا. لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ. الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ.كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. “
( 1كورنثوس 45:15-49).
فآدم كونه ترابياً فقد فشل حين جربه الشيطان واغواه واسقطه في الخطية وطرد من الجنة ، وامتد هذا الفشل الينا جميعاً لانتمائنا كلنا الى آدم بخلقتنا الترابية .. لكن المسيح قدم نموذجاً لآدم الأخير الجديد اي الروحاني وليس الترابي فانتصر على التجربة والشيطان . وصار هذا الانتصار لنا بانتماءنا اليه بالايمان به. وهذا وجه المشابهة او المقارنة بين آدم والمسيح . وهو مشروح في الإنجيل بالتفصيل ، وغامض في القرآن.
الملائكة سجدت لآدم الأول أم آدم الثاني ؟!
اتعجب من موقف اله القرآن الذي أمر الملائكة اجمعين بالسجود لآدم الأول الترابي وهو بشر مخلوق من طين. مع ان السجود هو لله وحده . اذ جاء في سورة ص ما يلي :
” إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ” ( ص :71-74). لكن الأصح هو ان السجود لم يكن لآدم الأول بل لآدم الأخير اي المسيح ! اذ يقول الانجيل عن هذا :
” وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ ” ( عبرانيين 4:1). فحين تجسد المسيح كلمة الله وروحه سجد له الملائكة أجمعون وهذا أصل القصة الصحيح. فالسجود حقاً كان للمسيح ، وهو أولى بما لا يقاس من آدم بالسجود له. فهو أعظم من آدم وأعظم من الملائكة .
المسيح أعظم من آدم والملائكة !
وسأوضح عظمة المسيح فوق آدم والملائكة بسبعة نقاط ، أدلة سباعية كاملة :
( ملاحظة قبل البدء ، سأقوم بشرح النقاط من 3 الى 7 بتفصيل في الصفحات القادمة )
1- المسيح مولود وغير مخلوق. بينما آدم مخلوق من طين. والملائكة مخلوقة من نور. فالله اخذ تراب ونفخ فيه ليخلق آدم. اما المسيح فيشهد القرآن ان الله لم يأت بطين او صلصال او حمأ مسنون منتن أو ماء مهين. بل الله القى كلمته وروحه الى مريم. فالمسيح موجود قبل ان يلقى الى مريم. فأدم أصله تراب والملائكة نور ( waves and photons ) موجات وجسيمات. اما المسيح فأصله هو الله ” كلمته وروحه ” !
2- قال القرآن عن المسيح ووصفه انه : ” آية للعالمين ” ( الانبياء:91) وانه ” آية للناس ” (مريم:20). ولم يرد بحق آدم ولا اي ملاك اي من هذه الألقاب الفخمة.
3- المسيح كان منزهاً وبريئاً من الذنوب والخطايا ، ” مباركاً ” اينما كان ( مريم :31). أما آدم فكان أول عاصي غوى بالخطية ” وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ” ( طه:121). بل كان أول من أشرك بالله في التاريخ البشري هو وزوجته ، أول المشركين ! اذ نقرأ عن آدم وحواء :
” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ” (الاعراف:189-190). فهل يدلنا مسلم الى متى وأين وكيف أشرك المسيح أو عصى أو غوى حاشا له ؟! اما الملائكة فهي ليست أفضل حالاً، فحين تجسدت وأخذت جسد البشر أخطأت ووقعت في الذنوب والمعاصي. وليس بعيد عنا قصة الملائكة هاروت وماروت القرآنية اللذان تجسدا فسكرا بالخمر وزنيا وقتلا وعبدا الصنم ! ( خطايا شنيعة متراكمة ، راجع البقرة :96 مع التفاسير، كابن كثير والقرطبي وغيرهم ).
4- المسيح كان يخلق كائنات حية من طين وينفخ فيها من روحه. أما آدم والملائكة فلم ولن يخلقوا جناح ذبابة .. لا من طين ولا من عجين !
5- المسيح حي عند الله ” رفعه اليه ” ، ” رافعك اليّ ” ، بينما الملائكة يحملون العرش كخدام وعبيد ( الحاقة:17) ويحفون حوله ( الزمر:75 ) . وآدم ما زال ميتاً على الارض لأنه تراب والى التراب عاد . اما المسيح فكلمته الغير مخلوق وروحه.
6- المسيح كان يعلم الغيب، اذ قال عن نفسه : ” وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ ” ( آل عمران:49). بينما آدم والانبياء لا يعرفون الغيب (المائدة:109). ولا الملائكة ولا الجن.
7- المسيح سيعود قبل يوم القيامة ، اذ هو ” علم للساعة ” ( الزخرف:61 ) وهو ” الوجيه في الآخرة ” ( آل عمران :45 ) ويخلص العالم من فتنة المسيح الدجال ، وسيحاسب البشر. وليس اي ملاك او نبي قد حلم ان يقوم بذلك.
فإذا كان الله قد أمر الملائكة – الاعظم من آدم – ان يسجدوا لآدم الترابي العاصي الغاوي المشرك ! أفليس بالأولى ان يسجدوا للمسيح كلمته وروحه الطاهر المبارك الخالق المحيي الموتى والعالم بالغيب ديان العالمين ؟ وألا يتحتم عليك انت ايضاً السجود له والايمان به ؟
Sorry, the comment form is closed at this time.